كفتاة ـــ تمر عليك أحيانا لحظات تشعرين فيها بالظلم والإحباط من المعاملة التي تلقينها سواء في المنزل من أحد والديك أو كليهما أو أحد أخوتك أو من الواقع الغير منصف بحقك مما يجعلك ضعيفة الحيلة لا حول لك ولا قوة...
تحاولين أن تنسي ما مر عليك ولكنك لا تشعرين سوى بنفسك مسرعة لغربتك (غرفتك) ولا تشعرين إلا بالدموع تنزل من عينيك لترطب خديك. دموع هي عزاؤك الوحيد في زمن لا يفهمك فيه أحد... دموع هي أنيسك الوحيد في وقت تحسين بأن الجميع تخلى عنك ولم يفكر أحد ما بك أو يحاول التقرب إليك أو التعاطف معك... وتشعرين وقتها بأنك وحيدة رغم كل من حولك وأنك منبوذة... ويزداد هذا الأمر قسوة عندما تشاهدين أقرب الناس لك يعامل أخاك مثلا أفضل منك أو ينصره عليك رغم أنك أفضل منه خلقا وأخلاقا ودراسة...الخ...وهنا تسألين نفسك لماذا أنا هكذا مظلومة ومحرومة؟ ألست أنا أولى!!... لماذا أعامل بهذه الإهانة؟ ألست أقوم بكل ما يريدون أفضل منه؟ ألست أنا ابنتهم كما هو ابنهم؟ آه يا ربي إلى متى أستطيع تحمل هذا الظلم؟ أليس لي مطالب لا بد أن تلبى؟ أليس؟ أليس؟ تساؤلات كثيرة ليس لها نهاية... ويزداد القهر حينما تكوني من النوع الحساس جدا...
حقيقة...ألا تشعرين بهذا الشعور أحيانا؟ ألا يجعلك هذا الشيء تسألين نفسك لماذا هن الفتيات من تنتشر بينهن هذه المواقف والإحراجات..
أنا أتفهم وضعك وأقدر مشاعرك كإنسانة رقيقة المشاعر لها متطلباتها الخاصة... ولكن ينبغي أن تعرفي يا أختي أنك إنسانة متميزة عن غيرك, لك مشاعر تختلف عن الآخرين, مشاعر خاصة بك أنت كفتاة. ويجب أن تدركي أيضا أنه حتى الخجل يعتبر ميزة جميلة تميز الفتاة, فجمال الفتاة في خجلها وحتى الغيرة التي تشعرين بها أحيانا هي نوع يميزك أنت ودليل على أنك تريدين أن تكوني مختلفة عن الآخرين, ولا أتصور أن هناك فتاة من دون خجل أو غيرة لأن الخجل هو دليل العفة والغيرة دليل التملك الذي هو أحد مؤشرات الحب... ما أريد قوله هو أن تصرفات من حولك لهو دليل لحبهم لك وتصرفاتك مقابل هذه الأشياء التي تزعجك إنما هي تصرفات طبيعية ولا تكون جميلة إلا منك... اعتبريها إن شئت دلعا أو دلالا... ولكن ينبغي أن تعرفي بأن الاعتدال والبساطة شيء مهم... والأمر الآخر الذي ينبغي عليك التدرب عليه هو ثقتك بنفسك والاعتزاز بتلك الثقة... وحاولى قدر المستطاع أن تكوني أنت مهما حاول الآخرون أن يوهموك بعكس ذلك... وتذكري أننا نحن نسعد أنفسنا و نحقق لأنفسنا ما نريد... قد تقولين اختلف معك في هذا ولك الحق فيما تعتقدين. نعم لك الحق فيما تعتقدين ولكن ينبغي أن تدركي أن السعادة حينما لا يرسمها آخرون على وجوهنا فهل تظل وجوهنا مسودة إلى أن يتكرم أحد علينا ليضفي عليها البشاشة!!... وإذا ما حاول أحد سرقة ابتسامتك الجميلة الصادقة فهل تسمحين له بأخذها للأبد؟...
إن الحياة أخذ ورد ولا تستدعي الشكوى... لذا استمتعي بحياتك قدر ما شئت استمتاعا مشروعا, وحاولي أن تتعرفي على قدراتك واكتشاف مواهبك الرفيعة, ورجاءً لا تقولي ليس لي مواهب أو قدرات... فقط ابحثي واستعيني بالله وسوف تفاجئين بأن لديك الكثير من كل شيء ولكن لا تدعي اليأس يدخل إلى قلبك...
فابتسمي الآن يا أختي وحافظي على إشراقة ابتسامتك فإنها تزيدك جمالاً على جمالك