نشأة علم الحديث
اذا تحدثنا عن علوم الحديث اجمالا فيمكن القول بأن رواية حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بدأت مبكرة في حياته صلى الله عليه وسلم، غير أنه كان قد نهىعن الكتابة أول الأمر خشية أن يختلط المكتوب من السنة بالقرآن ،ثم ان العرب كانت أمة أمية لا تكتب غي الغالب وجل اعتمادها في هذا الباب على الحفظ، لكن وبمجرد زوال تلك الخشية من اختلاط السنة بالقرآن أذن الرسول صلى الله عليه وسلم لغير واحد من الصحابة بالكتابة كما فعل مع عبد الله بن عمر بن العاص و أبي شاه اليمني و غيرهما،/ ومع نهاية عصر الصحابة واتساع الدولة الاسلامية شرقا وغربا و دخول فئام من الاجناس الى الاسلام وارتفاع الأمية شيئا فشيئا عن عرب الجزيرة،ونظرا لخشية انقراض العلم بزوال أهله وموتهم، فقد أمر الخليفة عمر بن عبد العزيز وقتها بتدوين السنة النبوية بشكل رسمي و ذلك بالاستعانة بالامام محمد بن شهاب الزهري.
و منذ ذلك الحين و كتابة الحديث النبوي جارية على قدم وساق وما كاد العصر الثالث الهجري- عصر السنة الذهبي- ينتهي حتى كانت جل الأحاديث النبوية قد دونت بشكل كامل في موسوعات كبيرة اتخذ أصحابها انماطا متنوعة في الجمع والتأليف والتصنيف كما سنأتي عليه بالشرح لاحقا.
و أما عن أول ظهور لهذا العلم الذي نحن بصدد دراسته أعني علم مصطلح الحديث ، فكان مبكرا هو الآخر اذ واكب ظهوره ظهور الرواية عن النبي صلى الله عليه و سلم ، ويتجلى ذلك من خلال تثبت بعض الصحابة وتحفظهم في قبول روايات بعضهم بعضا، فقد صد عن الامامين البخاري ومسلممن حديث أبي سعيد الخدري- رضى الله عنه- قال:" كنت جالسا في مجلس الأنصار فجاء أبو موسى فزعا فقلنا له: ما أفزعك ؟قال: أمرني عمر أن أتيه فأتيته فاستأذنت ثلاثافلم يؤذن لي فرجعن، فقال: ما منعك أ تأتيني قلت: قذ جئت فاستأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع قال: لتأتين على هذا بالبينةفقال أبة سعيد: لا يقوم معك الا اصغر القوم، قال: فقام أبو سعيد معه فشهد له.