لا أعتقد أن هناك أي بنت أو امرأة في مصر، وخاصة القاهرة والجيزة، لم تتعرض للمضايقات والمعاكسات السخيفة في الشارع، بصرف النظر عن الشكل أو اللبس أو السلوك. ورغم أن هذا الظاهرة المرضية موجودة بالفعل من فترة طويلة، إلا أن اللافت للنظر هو الأساليب القبيحة والمستفزة اللي بقى الشباب يستخدموها، واللي بتبدي بالكلام الإباحي القبيح ومش بتنتهي عند التحرش الجسدي، وطبعا كلنا لسة فاكرين اللي حصل في عيد رمضان في وسط البلد، واللي الصحافة سمته "سعار جنسي".اللي خلاني أكتب في الموضوع ده بصراحة حاجتين، الأولى حوار دار بيني وبين زميلة في مصر عن موقف هي تعرضت له قريب واستفزني لدرجة كبيرة جدا، قالت فيه إنها كانت مروحة من شغلها وماشية على الكورنيش رايحة محطة المترو في التحرير وقابلها أتنين شباب بدأو المعاكسة بالكلام القبيح وقربوا منها لدرجة إنها جريت ولما قابلها أمين شرطة استنجدت بيه فرد عليها بمنتهى السخافة وقال "إحنا ناقصينكم انتو كمان" وسابها ومشي فاضطرت إنها توقف تاكسي رغم إن مش كان معاها الفلوس اللي تكفي بس علشان تخلص من المضايقة!!!
الحاجة التانية خبر قرأته النهاردة في صحيفة إماراتية بيقول إن الشرطة الإماراتية نجحت في مواجهة ظاهرة المعاكسة وقضت عليها بنسبة 90% (علما بأنها أصلا محدودة) وقارنت بين نجاح شرطة الإمارات وفشل الشرطة بتاعتنا في مواجهة الظاهرة اللي وصفتها بالمستفحلة في مصر.
وبما إني مقيم دلوقتي في الإمارات فأنا أقدر أقولكم إيه الفرق اللي خلى الإمارات تنجح ومصر تفشل في مواجهة ظاهرة المعاكسات. هنا في الإمارات فيه قواعد صارمة لحماية المرأة؛ يعني لو أي وحدة تعرضت لمجرد معاكسة ممكن تتصل بالشرطة وفي دقايق قليلة بتكون الشرطة موجودة، ولو مسكت الشخص اللي بيعاكس فالعقوبات فعلا تردع أي حد انه يعمل كدة. في مصر الشرطة والأمن مهتم بس بحماية النظام مش بحماية الناس، ولو أي بنت راحت القسم علشان تبلغ عن معاكسات أو غيرة بيبصولها على أنها فتاة ليل وإنها مش محترمة. واللي يفرس أن الشرطة نفسها بتقوم بالمعاكسة.. وأنا فاكر لما كنت بشتغل في مصر كان المركز اللي بشتغل فيه قدام قسم قصر النيل وكان فيه مجموعة من المخبرين والأمناء بيقعدوا قدام القسم من الناحية التانية يعني جنب الشقة اللي كنت أنا بشتغل فيها، وكنت بسمع وأشوف بعيني المعاكسات اللي كانوا بيعاكسوها للبنات و الكلام القذر اللي كانوا بيقوله لدرجة ان بنت زميلتي في الشغل طلبت تنقل مكتبها للدور الثالث علشان تبطل تسمع الكلام ده..
المشكلة مش بس في الأمن المشكلة في الشباب نفسه، تلاقي فيه شباب مقتنع تماما إن البنات بتفرح بالمعاكسة.. طيب منين يا أبو الشباب جبت القناعة دي مش فاهم!!.. ولما تسأل أي حد إيه السبب في انتشار المعاكسات تلاقي الإجابة حاضرة وسريعة وهي إن لبس البنات مش محترم وإن الشباب مش قادر يتجوز ويبروح عن نفسه شوية.. بس هل ده مبرر للتصرفات الحقيرة دي.. حتى لو افترضنا ان البنت مش محترمة في لبسها أو سلوكها.. ليه احنا نتعامل معاها بالأسلوب ده.. المفروض يكون الشاب محترم بصرف النظر عن البن اللي قدامه.. بس فين الاحترام دلوقت.. وبعدين يفسروا ازاي دول معاكسة البنات اللي لبسها محترم؟؟
الإعلام بتاعنا نفسة للأسف بقى بيروج للمعاكسات، وأكيد كلنا عارفين الإعلان السخيف بتاع ميلودي اللي فيه شخص قصير مصورينه وهو بيعاكس كل اللي رايحة وجاية، والإعلان ده للأسف ناس كتيررر معجبة بيه.. غير الألفاظ القبيحة اللي بيتم استخدامها في الأفلام الجديدة في مشاهد المعاكسات!!
الحل بسيط من وجهة نظري، لو كل شاب اقتنع إن البنت اللي بيعاكسها دي ممكن تكون أخته أو أمه أو خطيبته أو مراته أو بنته أكيد مش هيعمل كدة.. ولو الشرطة والأمن قاموا بدورهم فعلا ووفروا الحماية لكل الناس في الشارع مش بس البنات أكيد فيه أمور كتير هتتغير.. ولحد ما ده يحصل بنصح كل بنت تمشي في الشارع تكون مسلحة علشان تعرف تدافع عن نفسها من كلاب السكك!!.
_______________________________