في زيارة للعراق تعد الاولى من نوعها منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان بلاده على استعداد كامل للمساهمة في تنمية الاقتصاد العراقي واعادة بناء وتأهيل مؤسسات الدولة والنهوض بواقع البنى التحتية، جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره العراقي، وحضره فريق (موطني) بمقر رئاسة الجمهورية عقب اجتماع مع الرئيس طلباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي استغرق ساعة واحدة بحضور وزيرا خارجية البلدين برنارد كوشنير وهوشيار زيباري فضلا عن عدد من المسؤولين.
بدوره اوضح الرئيس طلباني ان الجانبين تطرقا خلال المحادثات حول سبل التعاون والتنسيق المتبادل على كافة المستويات بما يضمن مصالح البلدين، كما وسلط الطلباني الضوء على اهمية الزيارة التى وصفها بالتاريخية واعتبرها فاتحة ممتازة لتعزيز التعاون المشترك خصوصا وان العراق شرع في عملية الاعمار والتى تتطلب دخول كافة الشركات الاجنبية المتخصصة وفي مقدمتها الشركات الفرنسية.
الرئيس ساركوزي اكد من جانبه ان لدى بلاده الرغبة في التعاون مع العراق في كافة المجالات خاصة في قطاعات الطاقة والاقتصاد وتأهيل النخب العراقية فضلا عن فتح مجال التبادل الثقافي والعلمي لرفع المستويات العلمية لطلاب الجامعات من مختلف الاختصاصات واقامة دورات تخصصية لتدريب العناصر الامنية في الجيش والشرطة معا، مجددا في الوقت ذاته استعداد حكومته لتقديم الدعم الدبلوماسي للعراق خصوصا وان فرنسا ستتسلم رئاسة الاتحاد الاوروبي خلال شهر تموز المقبل.
واشاد الرئيس ساركوزي بانتخابات مجالس المحافظات التى جرت نهاية شهر كانون الثاني الماضي، مشيرا الى ان العالم شاهد الشعب العراقي بمختلف انتماءاته وهو يذهب الى صناديق الاقتراع ايمانا منه بان العملية الديمقراطية هي خير وسيلة للتعبير، مشددا في الوقت ذاته على ان العالم بحاجة الى عراق موحد ديمقراطي قوي وبانهم يتطلعون الى اليوم الذي يستعيد العراق دوره في المنطقة.
وفي معرض اجابته لسؤال احد الصحفيين حول الخطوات العملية التي ستتخذها فرنسا لتنشيط التعاون المشترك بين البلدين، اجاب الرئيس ساركوزي قائلا "سنعمل على توسيع حجم التمثيل الدبلوماسي في العراق فضلا عن فتح قنصليتين واحدة في الجنوب والاخرى في الشمال، وادعو الشركات الفرنسية الى المجيء للعراق بغية المشاركة والمساهمة في عملية البناء التي يشهدها العراق".
واختتم الرئيس الفرنسي حديثه بالتطرق الى ضرورة تقديم كافة الدول الاوروبية يد العون للعراق لمساعدته لما له من اهمية كبيرة في استقرار المنطقة، مشيرا الى ان زيارته هذه تحمل طابعا سياسيا ودبلوماسيا قبل كل شيء.
وكان الرئيس الفرنسي قد وصل صباح الثلاثاء العاشر من شهر شباط الجاري في زيارة اعلن عنها سابقا حيث كان باستقبال الضيف الزائر رئيس الجمهورية جلال الطلبانى وجرت خلال مراسيم الاستقبال عزف النشيد الوطني لكلا البلدين وتفتيش حرس الشرف في مؤشر واضح على ان العراق لم يعد كما يصوره البعض انه منطقة ساخنة وغير مستقرة امنيا لكن الثقة المتزايدة بقدرات الاجهزة الامنية الحكومية في ضبط الامن شجعت كبار المسؤولين من القدوم الى البلاد دون ادنى تردد او خوف.