منتدي الفراشات
منتدي الفراشات
منتدي الفراشات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي الفراشات

منتدي ثقافي ادبي فكاهي رياضي
 
الرئيسية<table width="4أحدث الصورالتسجيلدخول
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Admin
فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_rcapفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_voting_barفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_lcap 
ايمي
فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_rcapفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_voting_barفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_lcap 
نور العيون
فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_rcapفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_voting_barفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_lcap 
bosey
فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_rcapفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_voting_barفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_lcap 
tota adel
فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_rcapفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_voting_barفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_lcap 
dodo42
فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_rcapفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_voting_barفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_lcap 
tawfik_20006
فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_rcapفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_voting_barفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_lcap 
اميرة مملكة الحب
فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_rcapفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_voting_barفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_lcap 
my love
فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_rcapفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_voting_barفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_lcap 
ارسطو
فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_rcapفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_voting_barفى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 7279 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو قناص المدينة فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 80658 مساهمة في هذا المنتدى في 15381 موضوع
سحابة الكلمات الدلالية
الاسماء سيارت هلال غزوة حرامي بلاد زياد حماده وانوعه زهير الاسلحة التنفس اسماء صحيح الركام جندى اعراب الزمن الفراشة الشعر العمودي جديدة بردة شفرات أعراب الحب

 

 فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت

اذهب الى الأسفل 
+3
أمانى ...
lovly girl
الحصان الاسود
7 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4
كاتب الموضوعرسالة
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالسبت 22 مايو 2010, 10:02 am

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله الرحمن الرحيم



في رحاب أية



دعوة للإخوة الأعضاء والعضوات للمشاركة في هذه الناحية النيّرة ولنجتمع سوياً حول هذه المائدة المباركة , لتكون مَنهلاً لنا ولمن يمر عليها يتنسم بشذاها الفواح .. يستبصربأنوارها ... يتفيأ بوارف ظلالها ...


الفكرة تقوم علي عرض أية من القرآن الكريم مشتملة كل ما يمكن أن يدور حولها من أسباب النزول , التفسير, العبر , المواعظ ,الإعجاز العلمي فيها ......إلخ.


نستعين بمصادر موثوقة بعيداً عن المبالغات والإسرائيليات وغير المعتمد من الأقوال ....


ويستحسن كتابة المصدر كي تَسهُل المراجعة والمراقبة من المشرفين والمراقبين ....


*****************


لنجعل اجتماعنا علي خير ...
وما هو مفيد ...
فهو الباقي لنا


ولكي نقدر أهمية هذا الأمر .... وحتي لا نَحرم أنفسَنا من خيرٍ كثير ....


راجع معي بعض ما ورد في فضل القرآن الكريم :




قال الله تعالى : { الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين
يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ، ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ، ومن يضلل الله فما له من هاد
} [الزمر 23] .



و جاء أيضاً ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ، ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور)




وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه "



وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران " رواه البخاري

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترُجة ريحُها طيبٌ وطعمُها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريحَ لها وطعمُها طيب حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثلُ الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر " رواه البخاري ومسلم


وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه " رواه مسلم


وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها , لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " رواه أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي وقال حديث حسن صحيح


وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يقول الله سبحانه وتعالى من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام الله سبحانه وتعالى عن سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه " رواه الترمذي

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخَرِِِِب " رواه الترمذي


وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها " رواه أبو داود والترمذي والنسائي


وروي عن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجاً يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا " رواه أبو داود


وروى الدارمي بإسناده عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " اقرؤوا القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلباً وعي القرآن وإن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن ومن أحب القرآن فليبشر

وروي البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا حسد إلا في اثنتين : رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل أتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار )) .



------------


اللهم حبب إلينا كتباك ..وارزقنا علومه ....

الموضوع لى فى اكثر من منتدا
دمتم بخيرٍ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/

كاتب الموضوعرسالة
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالخميس 03 يونيو 2010, 5:13 am

لذلك يعترض بعض الناس: كيف يبيح الإسلام أنْ يتزوج المسلم من كتابية، ولا يبيح للمسلمة أن تتزوج كتابياً؟ نقول: لأن أصل القِوَامة في الزواج للرجل، والزوج المؤمن حين يتزوج كتابية مؤمن برسولها، أما الزوج الكتابي فغير مؤمن برسول المؤمنة، فالفَرْق بينهما كبير.

ومعنى:

{ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ... }
[العنكبوت: 46]
أن في الجدال حسناً وأحسن، وقد سبق الجدال الحسن في قوله تعالى:
{ وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }
[سبأ: 24]

ونوح عليه السلام يتلطف في جدال قومه، فيقول:
{ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ }
[هود: 35].

فينسب الافتراء إلى نفسه، ويتهم نفسه بالإجرام إنِ افترى، فإنْ لم يكُنْ هو المفتر، وهو المجرم فَهُمْ.

ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول في جدال قومه:
{ قُل لاَّ تُسْأَلُونَ عَمَّآ أَجْرَمْنَا وَلاَ نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ }
[سبأ: 25]

فيذكر صلى الله عليه وسلم الجريمة في حقه هو ولا يذكرها في حَقِّ المعاندين المكذِّبين، فأيُّ أدب في الدعوة أرفع من هذا الأدب؟

إذن: جادل غير المؤمنين بالحسن، وجادل أهل التكاب بالتي هي أحسن، لما يمتازون به عن غيرهم من ميزة الإيمان بالله. فإنْ تعدَّوْا وظلموا أنفسهم في مسألة القمة الإيمانية، فادعوا أن لله ولداً أو غيره، فإِنهم بذلك يدخلون في صفوف سابقيهم من المشركين، فإنْ كنا مأمورين بأن نجادلهم بالتي هي أحسن وقالوا بهذا القول، فعلينا أن نجادلهم بما يقابل الأحسن، نجادلهم إما بالحسن، وإما بغير الحسن أي: بالسيف.

لكن، هل يفرض السيف عقائد؟ السيف لا يأخذ من الناس إلا قوالبهم.

أمّا القلوب فلا يخضعها إلا الإيمان، والله تعالى لا يريد قوالب، إنما يريد قلوباً.

واقرأ قوله تعالى في سورة الشعراء:
{ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ * إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ }
[الشعراء: 3-4] فإنِ أراد سبحانه قَهْر القوالب والقلوب على الخضوع، بحيث لا يستطيع أحد أنْ يتأبَّى على الإيمان ما وُجد كافر، وما كفر الكافر إلا لما أعطاه الله من منطقة الاختيار؛ فالحق سبحانه يريد منّا قلوباً تحبه سبحانه وتعبده؛ لأنه سبحانه يستحق أنْ يُعبد.

إذن: الذين يخرجون عن نطاق الكتابية بتجاوزهم الحدَّ، وقولهم أن عيسى ابن الله، أو أن الله ثالث ثلاثة، إنما يدخلون في نطاق الشرك والكفر، ولن نقول لهؤلاء: اتبعوا رسولنا، وإنما اتبعوا رسولكم، والكتاب الذي جاءكم به من عند الله، وسوف تجدون فيه البشارة بمحمد
{ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ... }
[الأعراف: 157].

إذن: فحين تكفر فأنت لا تكفر بمحمد ولا بالقرآن، إنما تكفر أولاً بكتابك أنت؛ لذلك يعلمنا الحق سبحانه:

{ لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَآلُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ... }
[المائدة: 17] وقال أيضاً:
{ لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ... }
[المائدة: 73].

أي: لا تعاملوهم على أنهم كتابيون، ولما سُئلْنا في الخارج من أبنائنا الذين يرغبون في الزواج من أجنبيات، فكنت أقول للواحد منهم: سَلْها أولاً: ماذا تقول في عيسى، فإنْ قالت هو رسول الله فتزوجها وأنت مطمئن؛ لأنها كتابية، وإن قالت: ابْن الله، فعاملها على أنها كافرة ومشركة.

هذا في معنى قوله تعالى:

{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ... }
[العنكبوت: 46]
ونحن لا نحمل السيف في وجه هؤلاء؛ لأن السيف ما جاء إلا ليحمي اختيار المختار، فلي أنْ أعرض ديني، وأنْ أُعلنه وأشرحه، فإنْ منعوني من هذه فلهم السيف، وإنْ تركوني أعلن عن ديني فهم أحرار، يؤمنون أو لا يؤمنون.

إنْ آمنوا فأهلاً وسهلاً، وإنْ لم يؤمنوا فهم أهل ذمة، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، ويدفعون الجزية نظير ما يتمعون به في بلادنا، وعليهم ما علينا، وما نُقدِّمه لهم من خدمات، وإلا فكيف نفرض على المؤمنين الزكاة ونترك هؤلاء لا يقدمون شيئاً؟

لذلك نرى الكثيرين من أعداء الإسلام يعترضون على مسألة دَفْع الجزية، ويروْنَ أن الإسلام فُرِض بقوة السيف، وهذا قول يناقض بعضه بعضاً، فما فرضنا عليكم الجزية إلا لأننا تركناكم تعيشون معنا على دينكم، ولو أرغمناكم على الإسلام ما كان عليكم الجزية.

والحق - تبارك وتعالى - يقول:
{ لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ... }
[البقرة: 256]

لأنني لا أُكرهك على شيء إلا إذا كنتَ ضعيف الحجة، وما دام أن الرشدْ بيِّن والغيّ بيِّن، فلا داعي للإكراه إذن.

لكن البعض يفهم هذه الآية فهماً خاطئاً فحين تقول له: صَلِّ يقول لك
{ لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ... }
[البقرة: 256]

ونقول له: لم تفهم المراد، فلا إكراه في أصل الدين في أنْ تؤمن أو لا تؤمن، فأنت في هذه حُرٌّ، أما إذا آمنتَ وأعلنتَ أنه لا إله إلا الله محمد رسول الله، فليس لك أن تكسر حَدّاً من حدود الإسلام، وفَرْق بين " لا إكراه في الدين " و " لا إكراه في التدين ".

ومن حكمة الإسلام أن يعلن حكم الردة لمن أراد أنْ يؤمن، نقول له قف قبل أن تدخل الإسلام، اعلم أنك إنْ تراجعت عنه وارتددتَ قتلناك، وهذا الحكْم يضع العقبة أمام الراغب في الإسلام حتى يفكر أولاً، ولا يقدم عليه إلا على بصيرة وبينة.

وإذا قيل

{ أَهْلَ ٱلْكِتَابِ... }
[العنكبوت: 46]
أي: الكتاب المنزَّل من الله، وقد علَّم الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أنْ يجادل المشركين بقوله:
{ فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ }
[النحل: 43]

فعلم الرسول أن يرجع إلى أهل الكتاب، وأنْ يأخذ بشهادتهم، وفي موضع آخر علَّمه أن يقول لمن امتنع عن الإيمان.

{ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ }
[الرعد: 43].


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالخميس 03 يونيو 2010, 5:16 am

إذن: فرسولنا يستشهد بكم، لما عندكم من البينات الواضحة والدلائل على صدقه. حتى قال عبد الله بن سلام: لقد عرفته حين رأيته كمعرفتي لابني، ومعرفتي لمحمد أشد، ولم لا يعرفونه وقد ذُكر في كتبهم باسمه ووصفه:
{ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ... }
[الأعراف: 157].

ثم ألم يحدث منكم أنكم كنتم تستفتحون به على المشركين في المدينة، وتقولون: لقد أطلَّ زمان نبي يُبعث في مكة، فنتبعه ونقتلكم به قَتْل عاد وإرم؟ فلما جاءكم النبي الذي تعرفوه أنكرتموه وكفرتم به:
{ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ... }
[البقرة: 89].

كيف يستشهد الله على صدق رسوله بكم وبكتبكم ثم تكذبون؟ قالوا: كذَّبوا لما لهم من سلطة زمنية يخافون عليها، ورأوا أن الإسلام سيسلبهم إياها.

وكلمة { بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ... }

[العنكبوت: 46]
وردت في القرآن، لكن في غير الجدل في الدين، وردت في كل شيء يُوجب جدلاً بين أُناس؛ وذلك في قوله سبحانه:
{ ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }
[فصلت: 34].

وقد جاءني رجل يذكر هذه الآية، وما يترتب على الإحسان، يقول: عملتُ بالآية فلم أجد الولي الحميم؟ قلت له: كوْنك تحمل هذا الأمر في رٍأسك دليل على أنك لم تدفع بالتي هي أحسن؛ لأن الله تعالى لا يقرر قضية قرآنية، ويُكذِّبها واقع الحياة، فإنْ دفعتَ بالتي هي أحسن بحقٍّ لا بُدَّ وأنْ تجد خَصْمك كأنه وليٌّ حميم.

لذلك يقول أحد العارفين:
يَا مَنْ تُضَايِقه الفِعَالُ مِنَ التِي وَمنَ الذِي ادْفَعْ فديْتُكَ بالتي حتَّى تَرى فإذَا الذي
والمعنى: من التي تسيء إليك، أو الذي يسيء إليك
{ ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ... }
[فصلت: 34]

حتى ترى
{ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }
[فصلت: 34].

وأذكر أنه جاءني شاب يقول: إن عمي مُوسِر، وأنا فقير، وهو يتركني ويتمتع بماله غيري، فقلت له: بالله أتحب النعمة عند عمك؟ فسكت، قلت له: إذن أنت لا تحبها عنده، لكن اعلم أن النعمة تحب صاحبها أكثر من حُبِّ صاحبها لها؛ لذلك لا تذهب إلى كارهها عند صاحبها.

فما عليك إلا أنْ تثوب إلى الحق، وأنْ تتخلص مما تجد في قلبك لعمك، وثِقْ بأن الله هو الرزاق، وإنْ أردتَ نعمة رأيتها عند أحد فأحببها عنده، وسوف تأتيك إلى بابك، لأنك حين تكره النعمة عند غيرك تعترض على قدر الله.

بعد هذا الحوار مع الرجل - والله يشهد - دَقَّ جرس الباب، فإذا به يقول لي: أما دريتَ بما حدث؟ قلت: ماذا؟ قال: جاءني عمي قبل الفجر بساعة، فلما أنْ فتحت له الباب انهال عليَّ ضَرْباً وشَتْماً يقول: لماذا تتركني للأجانب يأكلون مالي وأنت موجود؟ ثم أعطاني المفاتيح وقال: من الصباح تباشر عملي بنفسك.

فقلت له: لقد أحببتها عند عمك، فجاءت تطرق بابك.

وقوله سبحانه

{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ... }
[العنكبوت: 46]
أي: ظلموا أنفسهم بالشرك؛ لأن الله تعالى قال:
{ إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }
[لقمان: 13] تظلم نفسك لا تظلم الله؛ لأن الظالم يكون أقوى من المظلوم. وجعل الشرك ظلماً عظيماً لأنه ذنبٌ لا يغفر:
{ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ... }
[النساء: 116].

فالشرك ظلم عظيم عليك نفسك، أما الذنوب دون الشرك فلها مخرج، وقد تنفكّ عنها إما التوبة برحمة الله ومغفرته.

ثم يُعلِّمنا الحق - تبارك وتعالى - التي هي أحسن في الردِّ على الذين ظلموا منهم:

{ وَقُولُوۤاْ آمَنَّا بِٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }
[العنكبوت: 46].

يعني: فعلامَ الاختلاف، ما دام أن الإله واحد، وما دام أن كتابكم يذكر الرسول الذي يأتي بعد رسولكم، وقد سبق رسولكم رسل، فكان يجب عليكم أن تؤمنوا به، وأنْ تُصدِّقوه.

جاءت امرأة تشتكي أن زوجها لم يُوف بما وعدها به، وقد اشترطتْ عليه قبل الزواج ألاَّ يذهب إلى زوجته الأولى، فقُلْت لها: يعني أنت الثانية وقد رضيت به وهو متزوج؟ قالت: نعم، قلت: فلماذا رضيتِ به؟ قالت: أعجبني وأعجبته، قلت: فلا مانع إذن أنْ تعجبه أخرى فيتزوجها، وتقول له: إياك أنْ تذهب إلى الثانية، فهل هذا يعجبك؟ إذن: فاحترمي حقَّ الأولى فيه، لتحترم الثالثة حقك فيه، فقامت وانصرفت.

وقال:

{ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ... }
[العنكبوت: 46]
لأن الكلام هنا للذين ظلموا وقالوا بالتعدد.

وهنا قال تعالى

{ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }
[العنكبوت: 46]
ولم يقل مثلاً: ونحن به مؤمنون، ولماذا؟ لأن الإيمان عقيدة قلبية أنْ تؤمن بإله، أمّا الإيمان فليس كلاماً، الإيمان أن تثق به، وأنْ تأمنه على أنْ يُشرِّع لك، وأنْ يُسلم له الأمر " افعل كذا " " ولا تفعل كذا " ، وهناك أناس ليسوا بمؤمنين بقلوبهم، ومع ذلك يعملون عمل المسلمين، إنهم المنافقون.

لذلك يقول تعالى:
{ قَالَتِ ٱلأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَـٰكِن قُولُوۤاْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ... }
[الحجرات: 14].

إذن: فَرْق بين إيمان وإسلام، فقد يتوفر أحدهما دون الآخر؛ لذلك قال سبحانه
{ وَٱلْعَصْرِ * إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ * إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ... }
[العصر: 1-3]

فقال هنا:
{ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }
[العنكبوت: 46]
يعني: مُنفِّذين لتعاليم ديننا.

ثم يقول الحق سبحانه:

{ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ... }.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالإثنين 07 يونيو 2010, 2:19 am

{ خُذِ ٱلْعَفْوَ وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَاهِلِينَ } الأعراف 199

______


تجيء هذه التوجيهات الربانية في نهاية السورة، من الله سبحانه إلى أوليائه.. رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذين آمنوا معه.. وهم بعد في مكة؛ وفي مواجهة تلك الجاهلية من حولهم في الجزيرة العربية وفي الأرض كافة.. هذه التوجيهات الربانية في مواجهة تلك الجاهلية الفاحشة، وفي مواجهة هذه البشرية الضالة، تدعو صاحب الدعوة - صلى الله عليه وسلم - إلى السماحة واليسر، والأمر بالواضح من الخير الذي تعرفه فطرة البشر في بساطتها، بغير تعقيد ولا تشديد. والإعراض عن الجاهلية فلا يؤاخذهم، ولا يجادلهم، ولا يحفلهم.. فإذا تجاوزوا الحد وأثاروا غضبه بالعناد والصد، ونفخ الشيطان في هذا الغضب، فليستعذ بالله ليهدأ ويطمئن ويصبر:
{ خذ العفو، وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين، وإما ينزغنك من الشيطان فاستعذ بالله إنه سميع عليم. إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون }..

ثم يعرفه بطبيعة أولئك الجاهلين؛ والوسوسة التي وراءهم والتي تمدهم في الغي والضلال. ويذكر طرفاً من سلوكهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطلبهم الخوارق؛ ليوجهه إلى ما يقول لهم، ليعرفهم بطبيعة الرسالة وحقيقة الرسول، وليصحح لهم تصوراتهم عنها وعنه وعن علاقته بربه الكريم:
{
وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون. وإذا لم تأتهم بآية قالوا: لولا اجتبيتها! قل: إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي. هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون }..

وبمناسبة هذه الإشارة إلى ما أوحاه إليه ربه من القرآن، يجيء توجيه المؤمنين إلى أدب الاستماع لهذا القرآن؛ وأدب ذكر الله؛ مع التنبيه إلى مداومة هذا الذكر، وعدم الغفلة عنه. فإن الملائكة الذين لا يخطئون يذكرون ويسبحون ويسجدون، فما أولى البشر الخطائين أن لا يغفلوا عن الذكر والتسبيح والسجود:
{
وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون. واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين. إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون }..

{ خذ العفو، وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين، وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله، إنه سميع عليم. إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون }..

خذ العفو الميسر الممكن من أخلاق الناس في المعاشرة والصحبة، ولا تطلب إليهم الكمال، ولا تكلفهم الشاق من الأخلاق. واعف عن أخطائهم وضعفهم ونقصهم.. كل أولئك في المعاملات الشخصية لا في العقيدة الدينية ولا في الواجبات الشرعية. فليس في عقيدة الإسلام ولا شريعة الله يكون التغاضي والتسامح. ولكن في الأخذ والعطاء والصحبة والجوار. وبذلك تمضي الحياة سهلة لينة. فالإغضاء عن الضعف البشري، والعطف عليه، والسماحة معه، واجب الكبار الأقوياء تجاه الصغار الضعفاء.
ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - راع وهاد ومعلم ومرب. فهو أولى الناس بالسماحة واليسر والإغضاء.. وكذلك كان صلى الله عليه وسلم.. لم يغضب لنفسه قط. فإذا كان في دين الله لم يقم لغضبه شيء!.. وكل أصحاب الدعوة مأمورون بما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالتعامل مع النفوس البشرية لهدايتها يقتضي سعة صدر، وسماحة طبع، ويسراً وتيسيراً في غير تهاون ولا تفريط في دين الله..

{ وأمر بالعرف }
.. وهو الخير المعروف الواضح الذي لا يحتاج إلى مناقشة وجدال؛ والذي تلتقي عليه الفطر السليمة والنفوس المستقيمة.. والنفس حين تعتاد هذا المعروف يسلس قيادها بعد ذلك، وتتطوع لألوان من الخير دون تكليف وما يصد النفس عن الخير شيء مثلما يصدها التعقيد والمشقة والشد في أول معرفتها بالتكاليف! ورياضة النفوس تقتضي أخذها في أول الطريق بالميسور المعروف من هذه التكاليف حتى يسلس قيادتها وتعتاد هي بذاتها النهوض بما فوق ذلك في يسر وطواعية ولين..

{ وأعرض عن الجاهلين }.
. من الجهالة ضد الرشد، والجهالة ضد العلم.. وهما قريب من قريب.. والإعراض يكون بالترك والإهمال؛ والتهوين من شأن ما يجهلون به من التصرفات والأقوال؛ والمرور بها مر الكرام؛ وعدم الدخول معهم في جدال لا ينتهي إلى شيء إلا الشد والجذب، وإضاعة الوقت والجهد.. وقد ينتهي السكوت عنهم، والإعراض عن جهالتهم إلى تذليل نفوسهم وترويضها، بدلاً من الفحش في الرد واللجاج في العناد. فإن لم يؤد إلى هذه النتيجة فيهم، فإنه يعزلهم عن الآخرين الذين في قلوبهم خير. إذ يرون صاحب الدعوة محتملاً معرضاً عن اللغو، ويرون هؤلاء الجاهلين يحمقون ويجهلون فيسقطون من عيونهم ويُعزلون!

وما أجدر صاحب الدعوة أن يتبع هذا التوجيه الرباني العليم بدخائل النفوس!

ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشر. وقد يثور غضبه على جهالة الجهال وسفاهة السفهاء وحمق الحمقى.. وإذا قدر عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد يعجز عنها من وراءه من أصحاب الدعوة.. وعند الغضب ينزغ الشيطان في النفس، وهي ثائرة هائجة مفقودة الزمام!.. لذا يأمره ربه أن يستعيذ بالله؛ لينفثىء غضبه، ويأخذ على الشيطان طريقه:

{ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم }..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالإثنين 07 يونيو 2010, 2:24 am

{ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوۤاْ أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ }

________


ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه جزى أولئك المؤمنين المستضعفين في الدنيا بالفوز بالجنة في الآخرة. وقوله:
{ بِمَا صَبَرُوۤاْ }
أي بسبب صبرهم في دار الدنيا، على أذى الكفار الذين اتخذوهم سخرياً، وعلى غير ذلك من امتثال أمر الله، واجتناب نهيه، وما دلت عليه هذه الآية الكريمة، من أن أولئك المستضعفين الذين كان الكفار يستهزؤون بهم، جزاهم الله يوم القيامة الفوز بجنته، ورضوانه، جاء مبيناً في مواضع أخر مع بيان أنهم يوم القيامة يهزؤون بالكفار، ويضحكون منهم، والكفار في النار. والعياذ بالله كقوله تعالى:
{ فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }
[المطففين: 34-36]
وقوله تعالى:
{ أَهَـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ }
[الأعراف: 49] وقوله:
{ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ }
[البقرة: 212]
إلى غير ذلك من الآيات. وقرأ حمزة والكسائي: إنهم هم الفائزون بكسر همزة إن، وعلى قراءتهما فمفعول جزيتهم: محذوف: أي جزيتهم جنتي إنهم هم الفائزون، وعلى هذه القراءة فإن لاستئناف الكلام، وقرأ الباقون: أنهم هم الفائزون. بفتح همزة أن، وعلى قراءة الجمهور هذه فالمصدر المنسبك، من أن وصلتها: مفعول به لجزيتهم: أي جزيتهم فوزهم كما لا يخفى. والفوز نيل المطلوب الأعظم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالإثنين 07 يونيو 2010, 2:40 am

{ وَبَشِّرِ ٱلَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَٰرُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـٰذَا ٱلَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَٰبِهاً وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ } البقرة الأية 25


من عادته عز وجل في كتابه أن يذكر الترغيب مع الترهيب، ويشفع البشارة بالإنذار إرادة التنشيط، لاكتساب ما يزلف، والتثبيط عن اقتراف ما يتلف. فلما ذكر الكفار وأعمالهم وأوعدهم بالعقاب، قفاه ببشارة عباده الذين جمعوا بين التصديق والأعمال الصالحة من فعل الطاعات وترك المعاصي، وحموها من الإحباط بالكفر والكبائر بالثواب. فإن قلت: من المأمور بقوله تعالى: { وَبَشِّرِ }

؟ قلت: يجوز أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يكون كل أحد. كما قال عليه الصلاة والسلام:

" بشر المشائين إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة "


لم يأمر بذلك واحداً بعينه. وإنما كل أحد مأمور به، وهذا الوجه أحسن وأجزل؛ لأنه يؤذن بأن الأمر لعظمه وفخامة شأنه محقوق بأن يبشر به كل من قدر على البشارة به. فإن قلت: علام عطف هذا الأمر ولم يسبق أمر ولا نهي يصح عطفه عليه؟ قلت: ليس الذي اعتمد بالعطف هو الأمر حتى يطلب له مشاكل من أمر أو نهي يعطف عليه؛ إنما المعتمد بالعطف هو جملة وصف ثواب المؤمنين، فهي معطوفة على جمة وصف عقاب الكافرين، كما تقول: زيد يعاقب بالقيد والإرهاق، وبشر عمراً بالعفو والإطلاق. ولك أن تقول: هو معطوف على قوله: (فاتقوا) كما تقول: يا بني تميم احذروا عقوبة ما جنيتم، وبشر يا فلان بني أسد بإحساني إليهم. وفي قراءة زيد بن عليّ رضي الله عنه: { وَبَشِّرِ } على لفظ المبنيّ للمفعول عطفاً على (أعدت). والبشارة: الإخبار مما يظهر سرور المخبر به. ومن ثم قال العلماء: إذا قال لعبيده: أيكم بشرني بقدوم فلان فهو حرّ، فبشروه فرادى، عتق أوّلهم، لأنه هو الذي أظهر سروره بخبره دون الباقين. ولو قال مكان «بشرني» أخبرني «عتقوا جميعاً، لأنهم جميعاً أخبروه. ومنه: البشرة لظاهر الجلد. وتباشير الصبح: ما ظهر من أوائل ضوئه. وأما
{ فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }[آل عمران: 21]
فمن العكس في الكلام الذي يقصد به الاستهزاء الزائد في غيظ المستهزأ به وتألمه واغتمامه، كما يقول الرجل لعدوّه: أبشر بقتل ذرّيتك ونهب مالك. ومنه قوله:فَأعْتَبُوا بِالصَّيْلَم
والصالحة نحو الحسنة في جريها مجرى الاسم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالإثنين 07 يونيو 2010, 2:43 am

قال الحطيئة:
كيْفَ الهَجاءُ وما تَنْفَكُّ صَالِحَةٌ
مِنْ آل لأْمٍ بظهْرِ الغَيْبِ تَأْتِينِي

والصالحات: كل ما استقام من الأعمال بدليل العقل والكتاب والسنة، واللام للجنس. فإن قلت: أي فرق بين لام الجنس داخلة على المفرد، وبينها داخلة على المجموع؟ قلت: إذا دخلت على المفرد كان صالحاً لأن يراد به الجنس إلى أن يحاط به، وأن يراد به بعضه إلى الواحد منه. وإذا دخلت على المجموع، صلح أن يراد به جميع الجنس، وأن يراد به بعضه لا إلى الواحد منه؛ لأن وزانه في تناول الجمعية في الجنس وزان المفرد في تناول الجنسية، والجمعية في جمل الجنس لا في وحدانه.


فإن قلت: فما المراد بهذا المجموع مع اللام؟ قلت: الجملة من الأعمال الصحيحة المستقيمة في الدين على حسب حال المؤمن في مواجب التكليف.

والجنة: البستان من النخل والشجر المتكاثف المظلل بالتفاف أغصانه. قال زهير:تَسقِي جَنَّةً سُحُقَا
أي نخلاً طوالاً. والتركيب دائر على معنى الستر، وكأنها لتكاثفها وتظليلها سميت بالجنة التي هي المرّة، من مصدر جنه إذا ستره، كأنها سترة واحدة لفرط التفافها. وسميت دار الثواب «جنة» لما فيها من الجنان. فإن قلت: الجنة مخلوقة أم لا؟ قلت: قد اختلف في ذلك. والذي يقول إنها مخلوقة يستدل بسكنى آدم وحواء الجنة وبمجيئها في القرآن على نهج الأسماء الغالبة اللاحقة بالأعلام، كالنبي والرسول والكتاب ونحوها. فإن قلت: ما معنى جمع الجنة وتنكيرها؟ قلت: الجنة اسم لدار الثواب كلها، وهي مشتملة على جنان كثيرة مرتبة مراتب على حسب استحقاقات العاملين، لكل طبقة منهم جنات من تلك الجنان، فإن قلت: أما يشترط في استحقاق الثواب بالإيمان والعمل الصالح أن لا يحبطهما المكلف بالكفر والإقدام على الكبائر؛ وأن لا يندم على ما أوجده من فعل الطاعة وترك المعصية؟ فهلا شرط ذلك؟ قلت: لما جعل الثواب مستحقاً بالإيمان والعمل الصالح، والبشارة مختصة بمن يتولاهما، وركز في العقول أن الإحسان إنما يستحق فاعله عليه المثوبة والثناء، إذا لم يتعقبه بما يفسده ويذهب بحسنه، وأنه لا يبقى مع وجود مفسده إحساناً، واعلم بقوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وهو أكرم الناس عليه وأعزهم:
{ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ }[الزمر: 65]
، وقال تعالى للمؤمنين:
{ وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِٱلْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَـٰلُكُمْ }[الحجرات: 2]
كان اشتراط حفظهما من الإحباط والندم كالداخل تحت الذكر. فإن قلت: كيف صورة جري الأنهار من تحتها؟ قلت: كما ترى الأشجار النابتة على شواطىء الأنهار الجارية. وعن مسروق: أن أنهار الجنة تجري في غير أخدود. وأنزه البساتين وأكرمها منظراً ما كانت أشجاره مظللة، والأنهار في خلالها مطردة. ولولا أن الماء الجاري من النعمة العظمى واللذة الكبرى، وأن الجنان والرياض وإن كانت آنق شيء وأحسنه لا تروق النواظر ولا تبهج الأنفس ولا تجلب الأريحية والنشاط حتى يجري فيها الماء، وإلا كان الأنس الأعظم فائتاً، والسرور الأوفر مفقوداً، وكانت كتماثيل لا أرواح فيها، وصور لا حياة لها، لما جاء الله تعالى بذكر الجنات مشفوعاً بذكر الأنهار الجارية من تحتها مسوقين على قرن واحد كالشيئين لا بد لأحدهما من صاحبه، ولما قدّمه على سائر نعوتها. والنهر: المجرى الواسع فوق الجدول ودون البحر. يقال لبردى: نهر دمشق، وللنيل: نهر مصر. واللغة العالية «النهر» بفتح الهاء. ومدار التركيب على السعة، وإسناد الجري إلى الأنهار من الإسناد المجازي كقولهم: بنو فلان يطؤهم الطريق، وصيد عليه يومانفإن قلت: لم نكرت الجنات وعرّفت الأنهار. قلت: أما تنكير الجنات فقد ذكر. وأما تعريف الأنهار فأن يراد الجنس، كما تقول: لفلان بستان فيه الماء الجاري والتين والعنب وألوان الفواكه، تشير إلى الأجناس التي في علم المخاطب. أو يراد أنهارها، فعوّض التعريف باللام من تعريف الإضافة كقوله:
{ وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ شَيْباً }[مريم: 4].
أو يشار باللام إلى الأنهار المذكورة في قوله:
{ فِيهَا أَنْهَارٌ مّن مَّاء غَيْرِ ءاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ [محمد: 15] الآية.

وقوله: { كُلَّمَا رُزِقُواْ } لا يخلو من أن يكون صفة ثانية لجنات، أو خبر مبتدأ محذوف، أو جملة مستأنفة؛ لأنه لما قيل إن لهم جنات لم يخل خلد السامع أن يقع فيه أثمار تلك الجنات أشباه ثمار جنات الدنيا، أم أجناس أخر لا تشابه هذه الأجناس؟ فقيل إنّ ثمارها أشباه ثمار جنات الدنيا، أي أجناسها أجناسها وإن تفاوتت إلى غاية لا يعلمها إلا الله. فإن قلت: ما موقع من { مِن ثَمَرَةٍ }؟ قلت: هو كقولك: كلما أكلت من بستانك من الرمان شيئاً حمدتك. فموقع { مِن ثَمَرَةٍ } موقع قولك من الرمان، كأنه قيل: كلما رزقوا من الجنات من أي ثمرة كانت من تفاحها أو رمّانها أو عنبها أو غير ذلك رزقاً قالوا ذلك. فمن الأولى والثانية كلتاهما لابتداء الغاية لأنّ الرزق قد ابتدىء من الجنات، والرزق من الجنات قد ابتدىء من ثمرة. وتنزيله تنزيل أن تقول: رزقني فلان، فيقال لك: من أين؟ فتقول: من بستانه، فيقال: من أي ثمرة رزقك من بستانه؟ فتقول: من رمّان. وتحريره أن «رزقوا» جعل مطلقاً مبتدأ من ضمير الجنات، ثم جعل مقيداً بالابتداء من ضمير الجنات، مبتدأ من ثمرة، وليس المراد بالثمرة التفاحة الواحدة أو الرمانة الفذة على هذا التفسير، وإنما المراد النوع من أنواع الثمار. ووجه آخر: وهو أن يكون { مِن ثَمَرَةٍ } بياناً على منهاج قولك: رأيت منك أسداً. تريد أنت أسد. وعلى هذا يصح أن يراد بالثمرة النوع من الثمار، والجنات الواحدة. فإن قلت: كيف قيل: { هَـٰذَا ٱلَّذِى رُزِقْنَا مِن قَبْلُ } وكيف تكون ذات الحاضر عندهم في الجنة هي ذات الذي رزقوه في الدنيا؟ قلت: معناه هذا مثل الذي رزقناه من قبل. وشبهه بدليل قوله وأتوا به متشابهاً، وهذا كقولك: أبو يوسف أبو حنيفة، تريد أنه لاستحكام الشبه كأن ذاته ذاته. فإن قلت: إلام يرجع الضمير في قوله: { وَأُتُواْ بِهِ }؟ قلت: إلى المرزوق في الدنيا والآخرة جميعاً؛ لأنّ قوله: { هَـٰذَا ٱلَّذِى رُزِقْنَا مِن قَبْلُ } انطوى تحته ذكر ما رزقوه في الدارين. ونظيره قوله تعالى:
{ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَٱللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا }[النساء: 135] أي بجنسي الغني والفقير لدلالة قوله: غنياً أو فقيراً على الجنسين. ولو رجع الضمير إلى المتكلم به لقيل أولى به على التوحيد. فإن قلت: لأي غرض يتشابه ثمر الدنيا وثمر الجنة، وما بال ثمر الجنة لم يكن أجناساً أخر؟ قلت: لأنّ الإنسان بالمألوف آنس، وإلى المعهود أميل، وإذا رأى ما لم يألفه نفر عنه طبعه وعافته نفسه، ولأنه إذا ظفر بشيء من جنس ما سلف له به عهد وتقدّم معه ألف، ورأى فيه مزية ظاهرة، وفضيلة بينة، وتفاوتاً بينه وبين ما عهد بليغاً، أفرط ابتهاجه واغتباطه، وطال استعجابه واستغرابه، وتبين كنه النعمة فيه، وتحقق مقدار الغبطة به. ولو كان جنساً لم يعهده وإن كان فائقاً، حسب أنّ ذلك الجنس لا يكون إلا كذلك، فلا يتبين موقع النعمة حق التبين. فحين أبصروا الرمانة من رمان الدنيا ومبلغها في الحجم، وأن الكبرى لا تفضل عن حدّ البطيخة الصغيرة، ثم يبصرون رمّانة الجنة تشبع السكن. والنبقة من نبق الدنيا في حجم الفلكة، ثم يرون نبق الجنة كقلال هجر، كما رأوا ظل الشجرة من شجر الدنيا وقدر امتداده، ثم يرون الشجرة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعه، كان ذلك أبين للفضل، وأظهر للمزية، وأجلب للسرور، وأزيد في التعجب من أن يفاجئوا ذلك الرمان وذلك النبق من غير عهد سابق بجنسهما. وترديدهم هذا القول ونطقهم به عند كل ثمرة يرزقونها، دليل على تناهي الأمر وتمادي الحال في ظهور المزية وتمام الفضيلة، وعلى أنّ ذلك التفاوت العظيم هو الذي يستملي تعجبهم، ويستدعي تبجحهم في كل أوان. عن مسروق: «نخل الجنة نضيد من أصلها إلى فرعها، وثمرها أمثال القلال، كلما نزعت ثمرة عادت مكانها أخرى، وأنهارها تجري في غير أخدود، والعنقود أثنا عشر ذراعاً». ويجوز أن يرجع الضمير في (أتوا به) إلى الرزق، كما أن هذا إشارة إليه، ويكون المعنى: أن ما يرزقونه من ثمرات الجنة يأتيهم متجانساً في نفسه، كما يحكى عن الحسن: يؤتى أحدهم بالصحفة فيأكل منها، ثم يؤتى بالأخرى فيقول: هذا الذي أتينا به من قبل، فيقول الملك: كل، فاللون واحد والطعم مختلف. وعنه صلى الله عليه وسلم: " والذي نفس محمد بيده، إن الرجل من أهل الجنة ليتناول الثمرة ليأكلها فما هي بواصلة إلى فيه حتى يبدّل الله مكانها مثلها " فإذا أبصروها والهيئة هيئة الأولى قالوا ذلك. والتفسير الأوّل هو هو. فإن قلت: كيف موقع قوله: { وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَـٰبِهاً } من نظم الكلام؟

قلت: هو كقولك: فلان أحسن بفلان ونعم ما فعل. ورأى من الرأي كذا وكان صواباً. ومنه قوله تعالى:
{ وَجَعَلُواْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذٰلِكَ يَفْعَلُونَ }[النمل: 34]

وما أشبه ذلك من الجمل التي تساق في الكلام معترضة للتقرير.
والمراد بتطهير الأزواج: أن طهرن مما يختص بالنساء من الحيض والاستحاضة، وما لا يختص بهنّ من الأقذار والأدناس. ويجوز لمجيئه مطلقاً: أن يدخل تحته الطهر من دنس الطباع وطبع الأخلاق الذي عليه نساء الدنيا، مما يكتسبن بأنفسهنّ، ومما يأخذنه من أعراق السوء والمناصب الرديئة والمناشىء المفسدة، ومن سائر عيوبهنّ ومثالهنّ وخبثهنّ وكيدهنّ. فإن قلت: فهلاّ جاءت الصفة مجموعة كما في الموصوف؟ قلت: هما لغتان فصيحتان. يقال: النساء فعلن، وهنّ فاعلات وفواعل، والنساء فعلت، وهي فاعلة.

ومنه بيت الحماسة:
وإذَا العَذَارَى بالدُّخَانِ تَقَنَّعَتْ
واسْتَعْجَلَتْ نَصْبَ القُدُورِ فملَّتِ

والمعنى وجماعة أزواج مطهرة. وقرأ زيد بن علي «مطهرات» وقرأ عبيد بن عمير: { مُّطَهَّرةٌ } ، بمعنى متطهرة. وفي كلام بعض العرب: ما أحوجني إلى بيت الله. فأطهر به أطهرة. أي فأتطهر به تطهرة. فإن قلت: هلا قيل طاهرة؟ قلت: في { مُّطَهَّرةٌ } فخامة لصفتهنّ ليست في طاهرة، وهي الإشعار بأن مطهراً طهرهنّ. وليس ذلك إلا الله عزّ وجلّ المريد بعباده الصالحين أن يخوّلهم كلّ مزية فيما أعدّ لهم.

والخلد: الثبات الدائم والبقاء اللازم الذي لا ينقطع. قال الله تعالى:
{ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مّن قَبْلِكَ ٱلْخُلْدَ أَفَإِيْن مّتَّ فَهُمُ ٱلْخَـٰلِدُونَ }[الأنبياء: 34].

وقال امرؤ القيس:

ألاَ أنْعَمْ صَبَاحاً أيُّها الطَّلَلُ البَالِي
وهَلْ يَنْعَمَنْ مَنْ كانَ في العُصُرِ الخَالي

وهَلْ يَنْعَمَنْ إلاَّ سَعيدٌ مُخَلّدٌ
قَلِيلُ الهُمُومِ مَا يَبِيتُ بأوْجَالِ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالإثنين 07 يونيو 2010, 2:55 am

{ وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً } * { ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً }

__________


اختلف العلماء في المراد بورود النار في هذه الآية الكريمة على أقوال:

الأول: أن المراد بالورود الدُّخول، ولكن الله يصرفُ أذاها عن عباده المتقين عند ذلك الدخول.

الثاني: أن المراد بورود النار المذكور: الجواز على الصراط، لأنه جسر منصوب على متن جهنم.

الثالث: أن الورود المذكور هو الإشراف عليها والقرب منها.

الرابع: أن حظ المؤمنين من ذلك الورود هو حر الحمى في دار الدنيا. وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك: أن من أنواع البيان التي تضمنها الاستدلال على أحد المعاني الداخلة في معنى الآية بكونه هو الغالب في القرآن فغلبته فيه دليل استقرائي على عدم خروجه من معنى الآية. وقد قدمنا أمثلة لذلك. فإذا علمت ذلك - فاعلم أن ابن عباس رضي الله عنهما استدل على المراد بورود النار في الآية بمثل ذلك الدليل الذي ذكرنا أنه من أنواع البيان في هذا الكتاب المبارك.

وإيضاحه - أن ورود النار جاء في القرآن في آيات متعددة، والمراد في كل واحدة منها الدخول. فاستدل بذلك ابن عباس على أن " الورود في الآية التي فيها النزاع هو الدخول " ، لدلالة الآيات الأخرى على ذلك، كقوله تعالى:
{ يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ ٱلنَّارَ وَبِئْسَ ٱلْوِرْدُ ٱلْمَوْرُودُ }
[هود: 98]
قال: فهذا ورود دخول، وكقوله:
{ لَوْ كَانَ هَـٰؤُلاۤءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ }
[الأنبياء: 99]
فهو ورود دخول أيضاً، وكقوله:
{ وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً }
[مريم: 86]
وقوله تعالى:
{ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }
[الأنبياء: 98]
وبهذا استدل ابن عباس على نافع بن الأزرق في " أن الورود الدخول ".

واحتج من قال بأن الورود: الإشراف والمقاربة بقوله تعالى:
{ وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ }
[القصص: 23]
الآية. قال: فهذا ورود مقاربة وإشراف عليه. وكذا قوله تعالى:
{ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ }
[يوسف: 19]
الآية.
ونظيره من كلام العرب قول زهير بن أبي سلمى في معلقته:
فلما وردن الماء زرقاً جمامه
وضعهن عصي الحاضر المتخيم

قالوا: والعرب تقول: وردت القافلة البلد وإن لم تدخله، ولكن قربت منه. واحتج من قال بأن الورود في الآية التي نحن بصددها - ليس نفس الدخول بقوله تعالى:
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ }
[الأنبياء: 101 -102]
قالوا: إبعادهم عنها المذكور في هذه الآية يدل على عدم دخولهم فيها؛ فالورود غير الدخول.

واحتج من قال: بأن ورود النار في الآية بالنسبة للمؤمنين - حر الحمى في دار الدنيا - بحديث " الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء " وهو حديث متفق عليه من حديث عائشة وأسماء ابنتي أبي بكر، وابن عمر ورافع بن خديج رضي الله عنهم.
ورواه البخاري أيضاً مرفوعاً عن ابن عباس.

قال مقيدة عفا الله عنه وغفر له: قد دلت على أن الورود في الآية معناه الدخول - أدلة: الأول - هو ما ذكره ابن عباس رضي الله عنهما من أن جميع ما في القرآن من ورود النار معناه دخولها غير محل النزاع، فدل كذلك على أن محل النزاع كلك، وخير ما يفسر به القرآن القرآن. الدليل الثاني - هو أن في نفس الآية قرينة دالة على ذلك، وهي أنه تعالى لما خاطب جميع الناس بأنهم سيردون النار برهم وفاجرهم بقوله:
{ وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً }
بين مصيرهم ومآلهم بعد ذلك الورود المذكور بقوله:
{ ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا }
أي نترك الظالمين فيها- دليل على أن ورودهم لها دخولهم فيها، إذ لو لم يدخلوها لم يقل: ونذر الظالمين فيها. بل يقول: ونُدخل الظالمين، وهذا واضح كما ترى وكذلك قوله:
{ ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ }
دليل على أنهم وقعوا فيما من شأنه أنه هلكة، ولذا عطف على قوله:
{ وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا }
قوله:
{ ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ }.

الدليل الثالث - ما روي من ذلك عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال صاحب الدر المنثور في الكلام على هذه الآية الكريمة: أخرج أحمد وعبد بن حميد، والحكيم الترمذي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في البعث، عن أبي سمية قال: اختلفنا في الورود فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن. وقال بعضهم: يدخلونها جميعاً ثم ينجي الله الذين اتقوا. فلقيت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما فذكرت له ذلك فقال وأهوى بأصبعيه إلى أذنيه: صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها: فتكون على المؤمنين برداً وسلاماً كما كانت على إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجاً من بردهم، ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فِيها جثياً " اهـ. وقال ابن حجر في (الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف) في هذا الحديث: رواه أحمد وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد قالوا: حدثنا سليمان بن حرب، وأخرجه أبو يعلى والنسائي في الكنى، والبيهقي في الشعب في باب النار، والحكيم في النوادر، كلهم من طريق سليمان قال: حدثنا أبو صالح غالب بن سليمان، عن كثير بن زياد عن أبي سمية قال: اختلفنا في الورود فسألنا جابراً فذكر الحديث أتم من اللفظ الذي ذكره الزمخشري. وخالفهم كلهم الحاكم فرواه من طريق سليمان بهذا الإسناد فقال عن سمية الأزدية عن عبد الرحمن بن شيبة بدل أبي سميةوقال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: قال الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا غالب بن سليمان، عن كثير بن زياد البرساني، عن أبي سمية قال: اختلفنا في الورود فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن. وقال بعضهم: يدخلونها جميعاً ثم ينجي الله الذين اتقوا، فلقيت جابر بن عبد الله فقلت: إنا اختلفنا في الورود فقال: يدخلونها جميعاً. ثم ذكر الحديث المتقدم. ثم قال ابن كثير رحمه الله: غريب ولم يخرجوه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالإثنين 07 يونيو 2010, 3:03 am

قال مقيدة عفا الله عنه وغفر له: الظاهر أن الإسناد المذكور لا يقل عن درجة الحسن لأن طبقته الأولى سليمان بن حرب، وهو ثقة إمام حافظ مشهور. وطبقته الثانية: أبو صالح أو أبو سلمة غالب بن سليمان العتكي الجهضمي الخراساني أصله من البصرة، وهو ثقة. وطبقته الثالثة: كثير بن زياد أبو سهل البرساني بصري نزل بلخ، وهو ثقة. وطبقته الرابعة: أبو سمية وقد ذكره ابن حبان في الثقات، قاله ابن حجر في تهذيب التهذيب: وبتوثيق أبي سمية المذكور تتضح صحة الحديث، لأن غيره من رجال هذا الإسناد ثقات معروفون، مع أن حديث جابر المذكور يعتضد بظاهر القرآن وبالآيات الأخرى التي استدل بها ابن عباس - وآثار جاءت عن علماء السلف رضي الله عنهم كما ذكره ابن كثير عن خالد بن معدان، وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه، وذكره هو وابن جرير عن أبي ميسرة، وذكره ابن كثير عن عبد الله بن المبارك عن الحسن البصري، كلهم يقولون: إنه ورود دخول. وأجاب من قال: بأن الورود في الآية الدخول عن قوله تعالى:
{ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ }
[الأنبياء: 101]
بأنهم مبعدون عن عذابها وألمها. فلا ينافي ذلك ورودهم إياها من غير شعورهم بألم ولا حر منها كما أوضحناه في كتابنا (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب) في الكلام على هذه الآية الكريمة.

وأجابوا عن الاستدلال بحديث " الحمى من فيح جهنم " بالقول بموجبه، قالوا: الحديث حق صحيح ولكنه لا دليل فيه لمحل النزاع، لأن السياق صريح في أن الكلام في النار في الآخرة وليس في حرارة منها في الدنيا، لأن أول الكلام قوله تعالى:
{ فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً }
[مريم: 68]
- إلى أن قال
- { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا }
فدل على أن كل ذلك في الآخرة لا في الدنيا كما ترى. والقراءة في قوله:
{ جثيا }
كما قدمنا في قوله
{ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً }
وقوله:
{ ثم ننجي }
قراءة الكسائي بإسكان النون الثانية وتخفيف الجيم، وقرأه الباقون بفتح النون الثانية وتشديد الجيم. وقد ذكرنا في كتابنا
(دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب)
أن جماعة رووا عن ابن مسعود: " أن ورود النار - المذكور في الآية - هو المرور عليها، لأن الناس تمر على الصراط وهو جسر منصوب على متن جهنم " وأن الحسن وقتادة روي عنهما نحو ذلك أيضاً.


وروي عن ابن مسعود أيضاً مرفوعاً: " أنهم يردونها جميعاً ويصدرون عنها بحسب أعمالهم ". وعنه أيضاً تفسير " الورود بالوقوف عليها ". والعلم عند الله تعالى.

وقوله تعالى في الآية الكريمة:
{ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً }
يعني أن ورودهم النار المذكور كان حتماً على ربك مقضياً، أي أمراً واجباً مفعولاً لا محالة، والحتم: الواجب الذي لا محيد عنه، ومنه قول أمية بن أبي الصلت الثقفي:
عبادك يخطؤون وأنت رب
يكفيك المنايا والحتوم

فقوله: " والحتوم " جمع حتم، يعنى الأمور الواجبة التي لا بد من وقوعها. وما ذكره جماعة من أهل العلم من أن المراد بقوله:
{ حتماً مقضياً }
قسماً واجباً " ، كما روي عن عكرمة وابن مسعود ومجاهد وقتادة وغيرهم - لا يظهر كل الظهور.

واستدل من قال: إن في الآية قسماً بحديث أبي هريرة الثابت في الصحيحين. قال البخاري في صحيحه: حدثنا علي، حدثنا سفيان قال: سمعت الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لا يموت لمسلم ثلاثة من الولدِ فيلج النار إلا تحلة القسم "
قال أبو عبد الله:
{ وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا }
اهـ. وقال مسلم في صحيحه: حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" لا يموت لأحدٍ من المسلمين ثلاثةُ من الولدِ فتمسه النار إلا تحلة القسم "
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب قالوا. حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا عبد بن حميد، وابن رافع، عن عبد الرزاق، أخبرنا معمر كلاهما عن الزهري بإسناد مالك، وبمعنى حديثه إلا أن في حديث سفيان
" فيلج النار إلا تحلة القسم "
اهـ. قالوا: المراد بالقسم المذكور في هذا الحديث الصحيح هو قوله تعالى:
{ وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً }
وهو معنى ما ذكرنا عن البخاري في قوله: قال أبو عبد الله
{ وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا }.
واللذين استدلوا بالحديث المذكور، على أن الآية الكريمة قسماً اختلفوا في موضع القسم من الآية، فقال بعضهم: هو مقدر دل عليه الحديث المذكور، أي والله وإن منكم إلا واردها. وقال بعضهم: هو معطوف على القسم قبله، والمعطوف على القسم قسم، والمعنى: فوربِّك لنحشرنهم والشياطين وربك إن منكم إلا واردها، وقال بعضهم: القسم المذكور مستفاد من قوله:
{ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً }
أي قسماً واجباً كما قدمناه عن ابن مسعود ومجاهد، وعكرمة، وقتادة.
وقال بعضهم: يحتمل أن يكون المراد بالقسم ما دل على القطع والبت من السياق. فإن قوله تعالى:
{ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً }
تذييل وتقرير لقوله
{ وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا }
وهذا بمنزلة القسم في تأكيد الإخبار. بل هذا أبلغ للحصر في الآية بالنفي والإثبات.

قال مقيدة عفا الله عنه وغفر له: الذي يظهر لي والله تعالى أعلم أن الآية ليس يتعين فيها قسم. لأنها لم تقترن بأداة من أدوات القسم، ولا قرينة واضحة دالة على القسم، ولم يتعين عطفها على القسم. والحكم بتقدير قسم في كتاب الله دون قرينة ظاهرة فيه زيادة على معنى كلام الله بغير دليل يجب الرجوع إليه. وحديث أبي هريرة المذكور المتفق عليه لا يتعين منه أن في الآية قسماً. لأن من أساليب اللغة العربية التعبير بتحلة القسم عن القلة الشديدة وإن لم يكن هناك قسم أصلاً.يقولون: ما فعلت كذا إلا تحلة القسم، يعنون إلا فعلاً قليلاً جداً قدر ما يحلل به الحالف قسمه. وهذا أسلوب معروف في كلام العرب، ومنه قول كعب بن زهير في وصف ناقته:
تخدي على يسرات وهي لاصقة
ذوابل مسهن الأرض تحليل

يعني: أن قوائم ناقته لا تمس الأرض لشدة خفتها إلا قدر تحليل القسم، ومعلوم أنه لا يمين من ناقته أنها تمس الأرض حتى يكون ذلك المس تحليلاً لها كما ترى. وعلى هذا المعنى المعروف: فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم " إلا تحلة " أي لا يلج النار إلا ولوجاً قليلاً جداً لا ألم فيه ولا حر، كما قدمنا في حديث جابر المرفوع. وأقرب أقوال من قالوا: إن في الآية قسماً قول من قال إنه معطوف على قوله:
{ فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ }
[مريم: 68] لأن الجمل المذكورة بعده معطوفة عليه، كقوله:
{ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ }
، وقوله:
{ ثُمَّ لَنَنزِعَنّ }
[مريم: 96]
وقوله:
{ ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ }
[مريم: 70]
لدلالة قرينة لام القسم في الجمل المذكورة على ذلك. أما قوله:
{ وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا }
فهو محتمل للعطف أيضاً، ومحتمل للاستئناف. والعلم عند الله تعالى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالإثنين 07 يونيو 2010, 3:07 am

بسم الله الرحمن الرحيم


يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود } ..

إنه لا بد من ضوابط للحياة.. حياة المرء مع نفسه التي بين جنبيه؛ وحياته مع غيره من الناس ومن الأحياء والأشياء عامة.. الناس من الأقربين والأبعدين، من الأهل والعشيرة، ومن الجماعة والأمة؛ ومن الأصدقاء والأعداء.. والأحياء مما سخر الله للإنسان ومما لم يسخر.. والأشياء مما يحيط بالإنسان في هذا الكون العريض.. ثم.. حياته مع ربه ومولاه وعلاقته به وهي أساس كل حياة.

والإسلام يقيم هذه الضوابط في حياة الناس. يقيمها ويحددها بدقة ووضوح؛ ويربطها كلها بالله سبحانه؛ ويكفل لها الاحترام الواجب، فلا تنتهك، ولا يستهزأ بها؛ ولا يكون الأمر فيها للأهواء والشهوات المتقلبة؛ ولا للمصالح العارضة التي يراها فرد، أو تراها مجموعة أو تراها أمة، أو يراها جيل من الناس فيحطمون في سبيلها تلك الضوابط.. فهذه الضوابط التي أقامها الله وحددها هي " المصلحة " ما دام أن الله هو الذي أقامها للناس.. هي المصلحة ولو رأى فرد، أو رأت مجموعة أو رأت أمة من الناس أو جيل أن المصلحة غيرها! فالله يعلم والناس لا يعلمون! وما يقرره الله خير لهم مما يقررون! وأدنى مراتب الأدب مع الله - سبحانه - أن يتهم الإنسان تقديره الذاتي للمصلحة أمام تقدير الله. أما حقيقة الأدب فهي ألا يكون له تقدير إلا ما قدر الله. وألا يكون له مع تقدير الله، إلا الطاعة والقبول والاستسلام، مع الرضى والثقة والاطمئنان..

هذه الضوابط يسميها الله " العقود ".. ويأمر الذين آمنوا به أن يوفوا بهذه العقود..

وافتتاح هذه السورة بالأمر بالوفاء بالعقود، ثم المضي بعد هذا الافتتاح في بيان الحلال والحرام من الذبائح والمطاعم والمشارب والمناكح. وفي بيان الكثير من الأحكام الشرعية والتعبدية. وفي بيان حقيقة العقيدة الصحيحة. وفي بيان حقيقة العبودية وحقيقة الألوهية. وفي بيان علاقات الأمة المؤمنة بشتى الأمم والملل والنحل. وفي بيان تكاليف الأمة المؤمنة في القيام لله والشهادة بالقسط والوصاية على البشرية بكتابها المهيمن على كل الكتب قبلها، والحكم فيها بما أنزل الله كله؛ والحذر من الفتنة عن بعض ما أنزل الله؛ والحذر من عدم العدل تأثراً بالمشاعر الشخصية والمودة والشنآن..

افتتاح السورة على هذا النحو، والمضي فيها على هذا النهج يعطي كلمة " العقود " معنى أوسع من المعنى الذي يتبادر إلى الذهن لأول وهلة. ويكشف عن أن المقصود بالعقود هو كل ضوابط الحياة التي قررها الله.. وفي أولها عقد الإيمان بالله؛ ومعرفة حقيقة ألوهيته سبحانه، ومقتضى العبودية لألوهيته.. هذا العقد الذي تنبثق منه، وتقوم عليه سائر العقود؛ وسائر الضوابط في الحياة.

وعقد الإيمان بالله؛ والاعتراف بألوهيته وربوبيته وقوامته؛ ومقتضيات هذا الاعتراف من العبودية الكاملة، والالتزام الشامل والطاعة المطلقة والاستسلام العميق.
هذا العقد أخذه الله ابتداء على آدم - عليه السلام - وهو يسلمه مقاليد الخلافة في الأرض، بشرط وعقد هذا نصه القرآني:
{ قلنا: اهبطوا منها جميعاً. فإما يأتينكم مني هدى، فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }
فهي خلافة مشروطة باتباع هدى الله الذي ينزله في كتبه على رسله؛ وإلا فهي المخالفة لعقد الخلافة والتمليك. المخالفة التي تجعل كل عمل مخالف لما أنزل الله، باطلاً بطلاناً أصلياً، غير قابل للتصحيح المستأنف! وتحتم على كل مؤمن بالله، يريد الوفاء بعقد الله، أن يرد هذا الباطل، ولا يعترف به؛ ولا يقبل التعامل على أساسه. وإلا فما أوفى بعقد الله.

ولقد تكرر هذا العقد - أو هذا العهد - مع ذرية آدم. وهم بعد في ظهور آبائهم. كما ورد في السورة الأخرى:
{ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم، وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا! أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين. أو تقولوا: إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم. أفتهلكنا بما فعل المبطلون؟ }
فهذا عقد آخر مع كل فرد؛ عقد يقرر الله - سبحانه - أنه أخذه على بني آدم كلهم وهم في ظهور آبائهم.. وليس لنا أن نسأل: كيف؟ لأن الله أعلم بخلقه؛ وأعلم كيف يخاطبهم في كل طور من أطوار حياتهم. بما يلزمهم الحجة. وهو يقول: إنه أخذ عليهم هذا العهد، على ربوبيته لهم.. فلا بد أن ذلك كان، كما قال الله سبحانه.. فإذا لم يفوا بتعاقدهم هذا مع ربهم لم يكونوا أوفياء!

ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل - كما سيجيء في السورة - يوم نتق الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم.. وسنعلم - من السياق - كيف لم يفوا بالميثاق؛ وكيف نالهم من الله ما ينال كل من ينقض الميثاق.

والذين آمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - قد تعاقدوا مع الله - على يديه - تعاقداً عاماً على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وأثرة علينا، وألا ننازع الأمر أهله ".

وبعضهم وقعت له بعد ذلك عقود خاصة قائمة على ذلك التعاقد العام.. ففي بيعة العقبة الثانية التي ترتبت عليها هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة، كان هناك عقد مع نقباء الأنصار.. وفي الحديبية كان هناك عقد الشجرة وهو " بيعة الرضوان ".

وعلى عقد الإيمان بالله، والعبودية لله، تقوم سائر العقود.. سواء ما يختص منها بكل أمر وكل نهي في شريعة الله، وما يتعلق بكل المعاملات مع الناس والأحياء والأشياء في هذا الكون في حدود ما شرع الله - فكلها عقود ينادي الله الذين آمنوا، بصفتهم هذه، أن يوفوا بها.

أن صفة الإيمان ملزمة لهم بهذا الوفاء، مستحثة لهم كذلك على الوفاء.. ومن ثم كان هذا النداء:

{ يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود }..

ثم يأخذ في تفصيل بعض هذه العقود:

{ يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود.. أحلت لكم بهيمة الأنعام - إلا ما يتلى عليكم - غير محلِّي الصيد وأنتم حرم. إن الله يحكم ما يريد.. يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله، ولا الشهر الحرام، ولا الهدي، ولا القلائد، ولا آمَّين البيت الحرام يبتغون فضلاً من ربهم ورضواناً. وإذا حللتم فاصطادوا، ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا. وتعاونوا على البر والتقوى. ولا تعانوا على الإثم والعدوان. واتقوا الله. إن الله شديد العقاب. حرمت عليكم الميتة، والدم ولحم الخنزير، وما أهل لغير الله به، والمنخنقة، والموقوذة، والمتردية، والنطيحة، وما أكل السبع إلا - ما ذكيتم - وما ذبح على النصب، وأن تستقسموا بالأزلام. ذلكم فسق.. اليوم يئس الذين كفروا من دينكم، فلا تخشوهم واخشون.. اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام ديناً.. فمن اضطر في مخمصة - غير متجانف لإثم - فإن الله غفور رحيم }..

إن هذا التحريم والتحليل في الذبائح، وفي الأنواع، وفي الأماكن، وفي الأوقات.. إن هذا كله من " العقود ".. وهي عقود قائمة على عقد الإيمان ابتداء. فالذين آمنوا يقتضيهم عقد الإيمان أن يتلقوا التحريم والتحليل من الله وحده؛ ولا يتلقوا في هذا شيئاً من غيره.. ومن ثم نودوا هذا النداء، في مطلع هذا البيان.. وأخذ بعده في بيان الحلال والحرام:

{ أحلت لكم بهيمة الأنعام - إلا ما يتلى عليكم - }..
وبمقتضي هذا الإحلال من الله؛ وبمقتضى إذنه هذا وشرعه - لا من أي مصدر آخر ولا استمداداً من أي أصل آخر - صار حلالاً لكم ومباحاً أن تأكلوا من كل ما يدخل تحت مدلول { بهيمة الأنعام } من الذبائح والصيد - إلا ما يتلى عليكم تحريمه منها - وهو الذي سيرد ذكره محرماً.. إما حرمة وقتية أو مكانية؛ وإما حرمة مطلقة في أي مكان وفي أي زمان. وبهيمة الأنعام تشمل الإبل والبقر والغنم؛ ويضاف إليها الوحشي منها، كالبقر الوحشي، والحمر الوحشية والظباء.

ثم يأخذ في الاستثناء من هذا العموم.. وأول المستثنيات الصيد في حال الإحرام:

{ غير محلِّي الصيد وأنتم حرم }..

والتحريم هنا ينطبق ابتداء على عملية الصيد ذاتها. فالإحرام للحج أو للعمرة، تجرد عن أسباب الحياة العادية وأساليبها المألوفة وتوجه إلى الله في بيته الحرام، الذي جعله الله مثابة الأمان.
ومن ثم ينبغي عنده الكف عن بسط الأكف إلى أي حي من الأحياء.. وهي فترة نفسية ضرورية للنفس البشرية؛ تستشعر فيها صلة الحياة بين جميع الأحياء في واهب الحياة؛ وتأمن فيها وتؤمن كذلك من كل اعتداء؛ وتتخفف من ضرورات المعاش التي أحل من أجلها صيد الطير والحيوان واكله؛ لترتفع في هذه الفترة على مألوف الحياة وأساليبها، وتتطلع إلى هذا الأفق الرفاف الوضيء.

وقبل أن يمضي السياق في بيان المستثنيات من حكم الحل العام، يربط هذا العقد بالعقد الأكبر، ويذكر الذين آمنوا بمصدر ذلك الميثاق:

{ إن الله يحكم ما يريد }..

طليقة مشيئته، حاكمة إرادته، متفرداً - سبحانه - بالحكم وفق ما يريد. ليس هنالك من يريد معه؛ وليس هنالك من يحكم بعده؛ ولا راد لما يحكم به.. وهذا هو حكمه في حل ما يشاء وحرمة ما يشاء..

ثم يستأنف نداء الذين آمنوا لينهاهم عن استحلال حرمات الله:

{ يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله. ولا الشهر الحرام. ولا الهدي. ولا القلائد. ولا آمِّين البيت الحرام يبتغون فضلاً من ربهم ورضواناً. وإذا حللتم فاصطادوا.. }
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالإثنين 07 يونيو 2010, 11:42 am

هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ } * { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ } * { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ } * { تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً } * { تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } * { لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } * { لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ } * { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ } * { لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ } * { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } * { لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً }
__________

هذه السورة واحدة من الإيقاعات العميقة الهادئة. الباعثة إلى التأمل والتدبر، وإلى الرجاء والتطلع، وإلى المخافة والتوجس، وإلى عمل الحساب ليوم الحساب!

وهي تطوّف بالقلب البشري في مجالين هائلين: مجال الآخرة وعالمها الواسع، ومشاهدها المؤثرة. ومجال الوجود العريض المكشوف للنظر، وآيات الله المبثوثة في خلائقه المعروضة للجميع. ثم تذكرهم بعد هاتين الجولتين بحساب الآخرة، وسيطرة الله، وحتمية الرجوع إليه في نهاية المطاف.. كل ذلك في أسلوب عميق الإيقاع، هادئ، ولكنه نافذ. رصين ولكنه رهيب!

{
هل أتاك حديث الغاشية؟
}..

بهذا المطلع تبدأ السورة التي تريد لترد القلوب إلى الله، ولتذكرهم بآياته في الوجود، وحسابه في الآخرة وجزائه الأكيد. وبهذا الاستفهام الموحي بالعظمة الدال على التقرير؛ الذي يشير في الوقت ذاته إلى أن أمر الآخرة مما سبق به التقرير والتذكير. وتسمى القيامة هذا الاسم الجديد:
{ الغاشية }.

. أي الداهية التي تغشى الناس وتغمرهم بأهوالها. وهو من الأسماء الجديدة الموحية التي وردت في هذا الجزء.. الطامة.. الصاخة.. الغاشية.. القارعة.. مما يناسب طبيعة هذا الجزء المعهودة.

وهذا الخطاب:

{ هل أتاك..؟ }
كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحس وقع توجيهه إلى شخصه، حيثما سمع هذه السورة، وكأنما يتلقاه أول مرة مباشرة من ربه، لشدة حساسية قلبه بخطاب الله ـ سبحانه ـ واستحضاره لحقيقة الخطاب، وشعوره بأنه صادر إليه بلا وسيط حيثما سمعته أذناه.. قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن محمد الطنافسي، حدثنا أبو بكر بن عباس، عن أبي إسحاق، عن عمر ابن ميمون، قال: مر النبي ـ صلى الله عليه وسلم على امرأة تقرأ:
{ هل أتاك حديث الغاشية؟ }
فقام يستمع ويقول: " نعم قد جاءني ".

والخطاب ـ مع ذلك ـ عام لكل من يسمع هذا القرآن. فحديث الغاشية هو حديث هذا القرآن المتكرر. يذكر به وينذر ويبشر؛ ويستجيش به في الضمائر الحساسية والخشية والتقوى والتوجس؛ كما يثير به الرجاء والارتقاب والتطلع. ومن ثم يستحيي هذه الضمائر فلا تموت ولا تغفل.

{ هل أتاك حديث الغاشية؟ }..

ثم يعرض شيئاً من حديث الغاشية:

{ وجوه يومئذ خاشعة. عاملة ناصبة. تصلى ناراً حامية. تسقى من عين آنية. ليس لهم طعام إلا من ضريع. لا يسمن ولا يغني من جوع }..

إنه يعجل بمشهد العذاب قبل مشهد النعيم؛ فهو أقرب إلى جو

{ الغاشية }
وظلها.. فهناك: يومئذ وجوه خاشعة ذليلة متعبة مرهقة؛ عملت ونصبت فلم تحمد العمل ولم ترض العاقبة، ولم تجد إلا الوبال والخسارة، فزادت مضضاً وإرهاقاً وتعباً، فهي:
{ عاملة ناصبة }..
عملت لغير الله، ونصبت في غير سبيله. عملت لنفسها ولأولادها. وتعبت لدنياها ولأطماعها. ثم وجدت عاقبة العمل والكد. وجدته في الدنيا شقوة لغير زاد.
ووجدته في الآخرة سواداً يؤدي إلى العذاب. وهي تواجه النهاية مواجهة الذليل المرهق المتعوس الخائب الرجاء!

ومع هذا الذل والرهق العذاب والألم: { تصلى ناراً حامية } وتذوقها وتعانيها.

{ تسقى من عين آنية }..

حارة بالغة الحرارة..
{ ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع }..
والضريع قيل: شجر من نار في جهنم. استناداً إلى ما ورد عن شجرة الزقوم التي تنبت في أصل الجحيم. وقيل: نوع من الشوك اللاطئ بالأرض، ترعاه الإبل وهو أخضر، ويسمى " الشبرق " فإذا جني صار اسمه " الضريع " ولم تستطع الإبل مذاقه فهو عندئذ سام! فهذا أو ذاك هو لون من ألوان الطعام مع الغسلين والغساق وباقي هذه الألوان التي لا تسمن ولا تغني من جوع!

وواضح أننا لا نملك في الدنيا أن ندرك طبيعة هذا العذاب في الآخرة. إنما تجيء هذه الأوصاف لتلمس في حسنا البشري أقصى ما يملك تصوره من الألم، الذي يتجمع من الذل والوهن والخيبة ومن لسع النار الحامية، ومن التبرد والارتواء بالماء الشديد الحرارة! والتغذي بالطعام الذي لا تقوى الإبل على تذوقه، وهو شوك لا نفع فيه ولا غناء.. من مجموعة هذه التصورات يتجمع في حسنا إدراك لأقصى درجات الألم. وعذاب الآخرة بعد ذلك أشد,. وطبيعته لا يتذوقها إلا من يذوقها والعياذ بالله!

وعلى الجانب الآخر:

{ وجوه يومئذ ناعمة. لسعيها راضية: في جنة عالية. لا تسمع فيها لاغية. فيها عين جارية. فيها سرر مرفوعة. وأكواب موضوعة. ونمارق مصفوفة. وزرابي مبثوثة }..

فهنا وجوه يبدو فيها النعيم. ويفيض منها الرضى. وجوه تنعم بما تجد، وتحمد ما عملت. فوجدت عقباه خيراً، وتستمتع بهذا الشعور الروحي الرفيع. شعور الرضى عن عملها حين ترى رضى الله عنها. وليس أروح للقلب من أن يطمئن إلى الخير ويرضى عاقبته، ثم يراها ممثلة في رضى الله الكريم. وفي النعيم. ومن ثم يقدم القرآن هذا اللون من السعادة على ما في الجنة من رخاء ومتاع، ثم يصف الجنة ومناعمها المتاحة لهؤلاء السعداء:

{ في جنة عالية }..

عالية في ذاتها رفيعة مجيدة. ثم هي عالية الدرجات. وعالية المقامات. وللعلو في الحس إيقاع خاص.

{ لا تسمع فيها لاغية }..

ويطلق هذا التعبير جواً من السكون والهدوء والسلام والاطمئنان والود والرضى والنجاء والسمر بين الأحباء والأوداء، والتنزه والارتفاع عن كل كلمة لاغية، لا خير فيها ولا عافية.. وهذه وحدها نعيم. وهذه وحدها سعادة. سعادة تتبين حين يستحضر الحس هذه الحياة الدنيا، وما فيها من لغو وجدل وصراع وزحام ولجاج وخصام وقرقعة وفرقعة. وضجة وصخب، وهرج ومرج. ثم يستسلم بعد ذلك لتصور الهدوء والأمن والسلام الساكن والود الرضي والظل الندي في العبارة الموحية:
{ لا تسمع فيها لاغية }
وألفاظها ذاتها تنسم الروح والندى وتنزلق في نعومة ويسر، وفي إيقاع موسيقي ندي رخي! وتوحي هذه اللمسة بأن حياة المؤمنين في الأرض وهم ينأون عن الجدل واللغو، هي طرف من حياة الجنة، يتهيأون بها لذلك النعيم الكريم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالإثنين 07 يونيو 2010, 11:45 am

والآن فلننظرإلى المشهد المقابل:

{ والذين آمنوا وعملوا الصالحات - لا نكلف نفساً إلا وسعها - أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون. ونزعنا ما في صدورهم من غل، تجري من تحتهم الأنهار، وقالوا: الحمد لله الذي هدانا لهذا - وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله - لقد جاءت رسل ربنا بالحق. ونودوا: أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون }..

هؤلاء هم الذين آمنوا وعملوا الصالحات قدر استطاعتهم، لا يكلفون إلا طاقتهم.



. هؤلاء هم يعودون إلى جنتهم! إنهم أصحابها - بإذن الله وفضله - ورثها لهم - برحمته - بعملهم الصالح مع الإيمان.. جزاء ما اتبعوا رسل الله وعصوا الشيطان. وجزاء ما أطاعوا أمر الله العظيم الرحيم، وعصوا وسوسة العدو اللئيم القديم! ولولا رحمة الله ما كفى عملهم - في حدود طاقتهم - وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لن يدخل أحداً منكم الجنة عمله " قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل " وليس هنالك تناقض ولا اختلاف بين قول الله سبحانه في هذا الشأن، وقول رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهو لا ينطق عن الهوى.. وكل ما ثار من الجدل حول هذه القضية بين الفرق الإسلامية لم يقم على الفهم الصحيح لهذا الدين، إنما ثار عن الهوى! فلقد علم الله من بني آدم ضعفهم وعجزهم وقصورهم عن أن تفي أعمالهم بحق الجنة. ولا بحق نعمة واحدة من نعمه عليهم في الدنيا. فكتب على نفسه الرحمة؛ وقبل منهم جهد المقل القاصر الضعيف؛ وكتب لهم به الجنة، فضلاً منه ورحمة، فاستحقوها بعملهم ولكن بهذه الرحمة..

وبعد، فإذا كان أولئك المفترون المكذبون المجرمون الظالمون الكافرون المشركون يتلاعنون في النار ويتخاصمون، وتغلي صدورهم بالسخائم والأحقاد، بعد أن كانوا أصفياء أولياء.. فإن الذين آمنوا وعملوا الصالحات في الجنة إخوان متحابون متصافون متوادون، يرف عليهم السلام والولاء:

{ ونزعنا ما في صدورهم من غل }..

فهم بشر. وهم عاشوا بشراً. وقد يثور بينهم في الحياة الدنيا غيظ يكظمونه، وغل يغالبونه ويغلبونه.. ولكن تبقى في القلب منه آثار.

قال القرطبي في تفسيره المسمى أحكام القرآن: (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " الغل على أبواب الجنة كمبارك الإبل قد نزعه الله من قلوب المؤمنين " .. وروي عن علي - رضي الله عنه - أنه قال: أرجوا أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال الله تعالى فيهم: { ونزعنا ما في صدورهم من غل }..

وإذا كان أهل النار يصطلون النار من تحتهم ومن فوقهم. فأهل الجنة تجري من تحتهم الأنهار؛ فترف على الجو كله أنسام:

{ تجري من تحتهم الأنهار }..

وإذا كان أولئك يشتغلون بالتنابز والخصام، فهؤلاء يشتغلون بالحمد والاعتراف:

{ وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق }..

وإذا كان أولئك ينادون بالتحقير والتأنيب:
{ ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار }..
فإن هؤلاء ينادون بالتأهيل والتكريم:

{ ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون }..

إنه التقابل التام بين أصحاب الجنة وأصحاب النار.

ثم يستمر العرض، فإذا نحن أمام مشهد لاحق للمشهد السابق. لقد اطمأن أصحاب الجنة إلى دارهم؛ واستيقن أصحاب النار من مصيرهم. وإذا الألولون ينادون الآخرين، يسألونهم عما وجدوه من وعد الله القديم:

{ ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار: أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ قالوا: نعم! فأذن مؤذن بينهم: أن لعنة الله على الظالمين.الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً وهم بالآخرة كافرون }..

وفي هذا السؤال من السخرية المرة ما فيه.. إن المؤمنين على ثقة من تحقق وعيد الله كثقتهم من تحقق وعده. ولكنهم يسألون.

ويجيء الجواب في كلمة واحدة.. نعم..!

وعندئذ ينتهي الجواب، ويقطع الحوار:

{ فأذن مؤذن بينهم: أن لعنة الله على الظالمين. الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً، وهم بالآخرة كافرون }..

فيتحدد معنى { الظالمين } المقصود. وهو مرادف لمعنى { الكافرين }. فهم الذين يصدون عن سبيل الله، ويريدون الطريق عوجاً لا استقامة فيه، وهم بالآخرة كافرون.

وفي هذا الوصف: { ويبغونها عوجاً }.. إيحاء بحقيقة ما يريده الذين يصدون عن سبيل الله. إنهم يريدون الطريق العوجاء؛ ولا يريدون الطريق المستقيم. يريدون العوج ولا يريدون الاستقامة. فالاستقامة لها صورة واحدة: صورة المضي على طريق الله ونهجه وشرعه. وكل ما عداه فهو أعوج؛ وهو إرادة للعوج. وهذه الإرادة تلتقي مع الكفر بالآخرة. فما يؤمن بالآخرة أحد، ويستيقن أنه راجع إلى ربه؛ ثم يصد عن سبيل الله، ويحيد عن نهجه وشرعه.. وهذا هو التصوير الحقيقي لطبيعة النفوس التي تتبع شرعاً غير شرع الله. التصوير الذي يجلو حقيقة هذه النفوس ويصفها الوصف الداخلي الصحيح.

ثم يتوجه النظر إلى المشهد من ظاهره. فإذا هنالك حاجز يفصل بين الجنة والنار؛ عليها رجال يعرفون أصحاب الجنة وأصحاب النار بسيماهم وعلاماتهم.. فلننظر من هؤلاء، وما شأنهم مع أصحاب الجنة وأصحاب النار؟

{ وبينهما حجاب، وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم. ونادوا أصحاب الجنة: أن سلام عليكم.. لم يدخلوها وهم يطمعون. وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا: ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين. ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم، قالوا: ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون. أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة؟ ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون }..

روي أن هؤلاء الرجال الذين يقفون على الأعراف - الحجاب الحاجز بين الجنة والنار - جماعة من البشر، تعادلت حسناتهم وسيئاتهم، فلم تصل بهم تلك إلى الجنة مع أصحاب الجنة، ولم تؤد بهم هذه إلى النار مع أصحاب النار.. وهم بين بين، ينتظرون فضل الله ويرجون رحمته.. وهم يعرفون أهل الجنة بسيماهم - ربما ببياض الوجوه ونضرتها أو بالنور الذي يسعى بين أيديهم وبأيمانهم - ويعرفون أهل النار بسيماهم - ربما بسواد الوجوه وقترتها، أو بالوسم الذي على أنوفهم التي كانوا يشمخون بها في الدنيا، كالذي جاء في سورة القلم:

{ سنسمه على الخرطوم }
! وها هم أولاء يتوجهون إلى أهل الجنة بالسلام.. يقولونها وهم يطمعون أن يدخلهم الله الجنة معهم!.. فإذا وقعت أبصارهم على أصحاب النار - وكأنما يصرفون إليهم صرفاً لا عن إرادة منهم - استعاذوا بالله أن يكون مصيرهم معهم!

{ وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم. ونادوا أصحاب الجنة: أن سلام عليكم.. لم يدخلوها وهم يطمعون.. وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين }..

ثم يبصرون برجال من كبار المجرمين معروفين لهم بسيماهم. فيتجهون إليهم بالتبكيت والتأنيب:

{ ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم، قالوا: ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون }!

فها أنتم هؤلاء في النار، لا جمعكم نفعكم، ولا استكباركم أغنى عنكم!

ثم يذكرونهم بما كانوا يقولونه عن المؤمنين في الدنيا من أنهم ضالون، لا ينالهم الله برحمة:

{ أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة! }!

انظروا الآن أين هم؟ وماذا قيل لهم:

{ ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون }..

وأخيراً. ها نحن أولاء نسمع صوتاً آتياً من قبل النار، ملؤه الرجاء والاستجداء:

{ ونادى أصحابُ النار أصحابَ الجنة: أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله }!

وها نحن أولاء نلتفت إلى الجانب الآخر نسمع الجواب ملؤه التذكير الأليم المرير:

{ قالوا: إن الله حرمهما على الكافرين. الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً وغرتهم الحياة الدنيا }..

ثم إذا صوت البشر عامة يتوارى، لينطق رب العزة والجلالة، وصاحب الملك والحكم:

{ فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا. وما كانوا بآياتنا يجحدون. ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم، هدى ورحمة لقوم يؤمنون. هل ينظرون إلا تأويله؟ يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل: قد جاءت رسل ربنا بالحق، فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا، أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل. قد خسروا أنفسهم، وضل عنهم ما كانوا يفترون }..

وهكذا تتوالى صفحات المشهد جيئة وذهوباً.. لمحة في الآخرة ولمحة في الدنيا. لمحة مع المعذبين في النار، المنسيين كما نسوا لقاء يومهم هذا وكما جحدوا بآيات الله، وقد جاءهم بها كتاب مفصل مبين. فصله الله - سبحانه - على علم - فتركوه واتبعوا الأهواء والأوهام والظنون.. ولمحة معهم - وهم بعد في الدنيا - ينتظرون مآل هذا الكتاب وعاقبة ما جاءهم فيه من النذير؛ وهم يُحذّرون أن يجيئهم هذا المآل. فالمآل هو ما يرون في هذا المشهد من واقع الحال!

إنها خفقات عجيبة في صفحات المشهد المعروض؛ لا يجليها هكذا إلا هذا الكتاب العجيب!

وهكذا ينتهي ذلك الاستعراض الكبير؛ ويجيء التعقيب عليه متناسقاً مع الابتداء. تذكيراً بهذا اليوم ومشاهده، وتحذيراً من التكذيب بآيات الله ورسله، ومن انتظار تأويل هذا الكتاب فهذا هو تأويله، حيث لا فسحة لتوبة، ولا شفاعة في الشدة، ولا رجعة للعمل مرة أخرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالإثنين 07 يونيو 2010, 11:51 am




    • { وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ }
    • إذن: فالمعفوْن من الجهاد هم: الضعيف والمريض، والذي لا يجد قوتاً، ولا يجد راحلة؛ فيطلبها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول له رسول الله: { لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ } ومن في مثل هذه الحالة يحزن مرتين ولا يفرح؛ الحزن الأول: بسبب عجز المسلمين في ذلك الوقت أن يملكوا ما ينهض بنفقات المقاتلين أو أن يجهزوا لهم وسائل الانتقال إلى ميدان القتال، والحزن الثاني: بسبب عدم تواجده في ميدان القتال مشاركاً ومجاهداً، ولا يبقى له إلا مشاركة الاستطاعة بجهاد يختلف عن الجهاد في ميدان القتال.
    • إنه جهاد حماية القاعدين من إشاعات المنافقين. ذلك أن المنافقين لن يسكتوا عن محاربة الإيمان، بل سيرجفون بنقل الأخبار الكاذبة إلى أهالي المقاتلين، وهم من نسميهم في الاصطلاح الحديث " الطابور الخامس " ، وهم من يُثبِّطون همم ومعنويات أهالي المقاتلين. إذن: فمن قعد عن القتال بسبب عذر حقيقي فله جهاد آخر في حماية الجبهة الداخلية من أهالي المقاتلين في مواجهة حرب الإشاعات التي يقودها المنافقون.
    • وهكذا نجد الجهاد فريضة من فرائض الإسلام، ومجاهدة غير المسلمين تكون لأمرين: الأمر الأول: حين يعارض غير المسلمين الدعوة إلى الإيمان، وأن يقفوا في سبيل الداعي ليسكتوه عن الدعوة إلى الله، والأمر الثاني: أن ينتشر المسلمون في الأرض ليُعْلوا كلمة الله، ليس إكراهاً عليها، فالدين لا إكراه فيه، والسيف الذي حُمل في الإسلام، لم يُحمل ليفرض ديناً، وإنما حُمل ليكفل حرية الاختيار الإنسان في أن يختار الدين الذي يريد اعتناقه بلا إكراه. وتحرير اختيار الإنسان؛ إنما ينشأ بإزاحة العقبات التي تفرض عليه ديناً آخر، ثم يستقبل الإنسان الأديان كلها، فيختار بحرية الدين الذي يرتضيه.
    • إذن: فالإسلام لم يفرض بالسيف، وإلا فمن الذي فرض الإسلام على الذين سبقوا إليه حين كان ضعيفاً لا يملك أن يحمي من دخل فيه؟!
    • وما دام الجهاد فريضة بهذا المعنى، فكل مسلم مكلف بأن يجاهد، إما فرض عين - إن غلب المؤمنون على أمر مكروه، وإما فرض كفاية - إن قام به البعض سقط عن الباقين. ولم يعذر الله من الجهاد إلا هذه الطوائف؛ الضعفاء بشيخوخة أو صغَر، والمرضى أصحاب الداءات، والذين لا يجدون ما ينفقون، وهم قسمان: قسم لا يجد ما ينفقه على نفسه، وقسم لا يجد ما ينفقه على الحرب، أي: لا يجد أدوات القتال أو الراحلة التي يركبها.
    • ورفع الحق سبحانه الحرج عن هؤلاء، ووظَّفهم سبحانه في وظيفة إيمانية تخدم الجهاد بأن يكونوا في عون أهل المجاهدين، ويقمعوا المرجفين الذين يريدون النيل من الروح المعنوية للمسلمين، وأن يردوا عليها، ويخرسوا ألسنة السوء، هذا بالنسبة للذين لا يجدون ما ينفقونه على أنفسهم خلال الجهاد من طعام وسلاح وغير ذلك.
    • أما الذي يجد ما ينفق، ولا يجد الوسيلة التي تنقله إلى ساحة القتال؛ فعليه أن يذهب إلى ولي الأمر ليسأله الراحلة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قائد الجهاد في حياته، فإن قال لأحد: ليس عندي ما أنقلك عليه إلى مكان القتال. فهذا إذن بالقعود، لكنه إذن لا يكفي لرفع الحرج عنه، بل يجب أن يعلن بوجدانه انفعاله في حب الجهاد، وحزنه على أنه لم يكن مع الذين يجاهدون.
    • ولذلك قال الحق: { تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ } وكلمة " تفيض أعينهم " توضح ما في قلب هؤلاء المؤمنين. والفيض دائماً للدموع، والدموع هي ماء حول العين؛ يهيجه الحزن فينزل، فإذا اشتد الحزن ونفد الدمع وجمدت العين عن البكاء؛ يؤخذ من سائل آخر فيقال: " بكيت دما ".
    • وأراد الحق سبحانه وتعالى أن يبين لنا شدة حزن المؤمنين على حرمانهم من الجهاد، فلم يقل سبحانه وتعالى: " فاضت دموعهم " ، ولم يقل: " بكوا دماً بدل الدموع " ، وإنما قال: { وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ } ، فكأن العين ليس فيها ماء، ولا دم، ولم يعد إلا أن تفيض العين على الخد، وذلك إظهار لشدة الحزن في القلب، وهذا المجاهد لا لوم عليه ولا ذنب؛ لأنه فعل ما في وسعه وما في طاقته وعبر عن ذلك بحرقة مواجيده على أنه لم يكن من أهل الجهاد.
    • ثم يقول الحق سبحانه: { إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى... }



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالإثنين 07 يونيو 2010, 11:57 am

{ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ } * { عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُنْذِرِينَ } * { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } * { وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ ٱلأَوَّلِينَ } * { أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَىٰ بَعْضِ ٱلأَعْجَمِينَ } * { فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ } * { كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } * { فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ } * { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } * { أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ } * { ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ } * { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ } * { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ }

__________



انتهى القصص وكله يعرض قصة الرسل والرسالات. وقصة التكذيب والإعراض. وقصة التحدي والعقاب.

وقد بدأ هذا القصص بعد مقدمة السورة. والحديث فيها خاص برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومشركي قريش: { لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين. إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين. وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين. فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون }.. ثم سيق القصص، وكله نماذج للقوم يأتيهم أنباء ما كانوا يستهزئون.

فلما انتهى القصص عاد السياق إلى موضوع السورة الذي تضمنته المقدمة؛ فجاء هذا التعقيب الأخير، يتحدث عن القرآن، فيؤكد أنه تنزيل رب العالمين ـ ومنه هذا القصص الذي مضت به القرون، فإذا القرآن ينزل به من رب العالمين، ويشير إلى أن علماء بني إسرائيل يعرفون خبر هذا الرسول وما معه من القرآن، لأنه مذكور في كتب الأولين. إنما المشركون يعاندون الدلائل الظاهرة؛ ويزعمون أنه سحر أو شعر، ولو أن أعجمياً لا يتكلم العربية نزل عليه هذا القرآن فتلاه عليهم بلغتهم ما كانوا به مؤمنين. لأن العناد هو الذي يقعد بهم عن الإيمان لا ضعف الدليل! وما تنزلت الشياطين بهذا القرآن على محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما تتنزل بالأخبار على الكهان. وما هو كذلك بشعر، فإن له منهجاً ثابتاً والشعراء يهيمون في كل واد وفق الانفعالات والأهواء. إنما هو القرآن المنزل من عند الله تذكيراً للمشركين، قبل أن يأخذهم الله بالعذاب، وقبل أن يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }..

{ وإنه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الأمين. على قلبك لتكون من المنذرين. بلسان عربي مبين }..

والروح الأمين جبريل ـ عليه السلام ـ نزل بهذا القرآن من عند الله على قلب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو أمين على ما نزل به، حفيظ عليه، نزل به على قلبه فتلقاه تلقياً مباشراً، ووعاه وعياً مباشراً. نزل به على قلبه ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين. هو لسان قومه الذي يدعوهم به، ويتلو عليهم القرآن. وهم يعرفون مدى ما يملك البشر أن يقولوا؛ ويدركون أن هذا القرآن ليس من جنس كلام البشر، وإن كان بلغتهم؛ وأنه بنظمه، وبمعانيه، وبمنهجه، وبتناسقه. يشي بأنه آت من مصدر غير بشري بيقين.

وينتقل من هذا الدليل الذاتي إلى دليل آخر خارجي:

{ وإنه لفي زبر الأولين. أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل }..

فقد وردت صفة الرسول الذي ينزل عليه القرآن، كما وردت أصول العقيدة التي جاء بها في كتب الأولين.

ومن ثم كان علماء بني إسرائيل يتوقعون هذه الرسالة، وينتظرون هذا الرسول، ويحسون أن زمانه قد أظلهم؛ ويحدث بعضهم بعضاً بهذا كما ورد على لسان سلمان الفارسي، ولسان عبدالله بن سلام ـ رضي الله عنهما ـ والأخبار في هذا ثابتة كذلك بيقين.

إنما يكابر المشركون ويعاندون لمجرد المكابرة والعناد، لا لضعف الحجة ولا لقصور الدليل؛ فلو جاءهم به أعجمي لا ينطق العربية فتلاه عليهم قرآناً عربياً ما آمنوا به، ولا صدقوه، ولا اعترفوا أنه موحى به إليه، حتى مع هذا الدليل الذي يجبه المكابرين:

{ ولو نزلناه على بعض الأعجمين، فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين }..

وفي هذا تسرية عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتصوير لعنادهم ومكابرتهم في كل دليل. ثم يعقب على هذا بأن التكذيب مكتوب على القوم ملازم لهم بحكم عنادهم ومكابرتهم. فهكذا قضي الأمر أن يتلقوه بالتكذيب، كأنه طبع في قلوبهم لا يحول. حتى يأتيهم العذاب وهم في غفلة لا يشعرون:

{ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين. لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم، فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون }..

والتعبير يرسم صورة حسية لملازمة التكذيب لهم. فيقول: إنه على هذه الهيئة. هيئة عدم الإيمان والتكذيب بالقرآن. على هذه الهيئة نظمناه في قلوبهم وأجريناه. فهو لا يجري فيها إلا مكذباً به. ويظل على هيئته هذه في قلوبهم { حتى يروا العذاب الأليم }.. { فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون }.. وقد بقي بعضهم فعلاً على هذا الوضع حتى فارق هذه الأرض بالقتل أو الموت، ومن ثم إلى العذاب الأليم.. وفي هذه اللحظة فقط يفيقون:

{ فيقولوا: هل نحن منظرون؟ }..

هل نحن مؤجلون إلى فرصة أخرى، نصلح بها ما فات. وهيهات هيهات!

ولقد كانوا يستعجلون عذاب الله، على سبيل الاستهزاء والاستهتار، واغتراراً بما هم فيه من متاع، يبلد حسهم، ويجعلهم يستبعدون النقلة منه إلى العذاب والنكال. شأنهم شأن ذوي النعمة قلما يخطر ببالهم أن تزول؛ وقلما يتصورون أن تحول. فهو يوقظهم هنا من هذه الغفلة، ويرسم لهم صورتهم حين يحل بهم ما يستعجلون:

{ أفبعذابنا يستعجلون؟ أفرأيت إن متعناهم سنين، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون }..
فيضع صورة الاستعجال بالعذاب في جانب. وفي الجانب الآخر تحقق الوعيد. وإذا سنون المتاع ساقطة كأنها لم تكن، لا تغني عنهم شيئاً، ولا تخفف من عذابهم.

وفي الحديث الصحيح: " يؤتى بالكافر فيغمس في النار غمسة، ثم يقال له: هل رأيت خيراً قط؟ هل رأيت نعيماً قط؟ فيقول: لا والله يا رب. ويؤتى بأشد الناس بؤساً كان في الدنيا، فيصبغ في الجنة صبغة، ثم يقال له: هل رأيت بؤساً قط؟ فيقول: لا والله يا رب "

ثم يخوفهم بأن الإنذار مقدمة الهلاك. وأن رحمة الله ألا يهلك قرية حتى يبعث فيها رسولاً، يذكرها بدلائل الإيمان:

{ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون. ذكرى. وما كنا ظالمين }..

ولقد أخذ الله على البشر عهد الفطرة أن يوحدوه ويعبدوه. والفطرة بذاتها تحس بوجود الخالق الواحد ما لم تفسد وتنحرف. وبث دلائل الإيمان في الكون، كلها يوحي بوجود الخالق الواحد. فإذا نسي الناس عهد الفطرة؛ وأغفلوا دلائل الإيمان، جاءهم نذير يذكرهم ما نسوا، ويوقظهم إلى ما أغفلوا. فالرسالة ذكرى تذكر الناسين وتوقظ الغافلين. زيادة في العدل والرحمة { وما كنا ظالمين } في أخذ القرى بعد ذلك بالعذاب والهلاك. فإنما هو جزاء النكسة عن خط الهدى ومنهج اليقين.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالإثنين 07 يونيو 2010, 12:03 pm



{ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ }

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 1175106953

عندئذ تنطلق ألسنتهم وقلوبهم في دعاء خاشع وفي ابتهال منيب: أن يثبتهم على الحق، وألا يزيغ قلوبهم بعد الهدى، وأن يسبغ عليهم رحمته وفضله.. ويتذكرون يوم الجمع الذي لا ريب فيه، والميعاد الذي لا خلف له:

{ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا. وهب لنا من لدنك رحمة. إنك أنت الوهاب. ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه. إن الله لا يخلف الميعاد }..

هذا هو حال الراسخين في العلم مع ربهم؛ وهو الحال اللائق بالإيمان؛ المنبثق من الطمأنينة لقول الله ووعده؛ والثقة بكلمته وعهده؛ والمعرفة برحمته وفضله؛ والإشفاق مع هذا من قضائه المحكم وقدره المغيب؛ والتقوى والحساسية واليقظة التي يفرضها الإيمان على قلوب أهله، فلا تغفل ولا تغتر ولا تنسى في ليل أو نهار..

والقلب المؤمن يدرك قيمة الاهتداء بعد الضلال. قيمة الرؤية الواضحة بعد الغبش. قيمة الاستقامة على الدرب بعد الحيرة. قيمة الطمأنينة للحق بعد الأرجحة. قيمة التحرر من العبودية للعبيد بالعبودية لله وحده. قيمة الاهتمامات الرفيعة الكبيرة بعد اللهو بالاهتمامات الصغيرة الحقيرة.. ويدرك أن الله منحه بالإيمان كل هذا الزاد.. ومن ثم يشفق من العودة إلى الضلال، كما يشفق السائر في الدرب المستقيم المنير أن يعود إلى التخبط في المنعرجات المظلمة.
وكما يشفق من ذاق نداوة الظلال أن يعود إلى الهجير القائظ والشواظ! وفي بشاشة الإيمان حلاوة لا يدركها إلا من ذاق جفاف الإلحاد وشقاوته المريرة. وفي طمأنينة الإيمان حلاوة لا يدركها إلا من ذاق شقوة الشرود والضلال!

ومن ثم يتجه المؤمنون إلى ربهم بذلك الدعاء الخاشع:

{ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا }..

وينادون رحمة الله التي أدركتهم مرة بالهدى بعد الضلال، ووهبتهم هذا العطاء الذي لا يعدله عطاء:

{ وهب لنا من لدنك رحمة. إنك أنت الوهّاب }..

وهم بوحي إيمانهم يعرفون أنهم لا يقدرون على شيء إلا بفضل الله ورحمته.. وأنهم لا يملكون قلوبهم فهي في يد الله.. فيتجهون إليه بالدعاء أن يمدهم بالعون والنجاة.

عن عائشة - رضي الله - عنها قالت: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيراً ما يدعو: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قلت: يا رسول الله، ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء. فقال: ليس من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن. إذا شاء أن يقيمه أقامه، وإن شاء أن يزيغه أزاغه ".

ومتى استشعر القلب المؤمن وقع المشيئة على هذا النحو لم يكن أمامه إلا أن يلتصق بركن الله في حرارة. وأن يتشبث بحماه في إصرار، وأن يتجه إليه يناشده رحمته وفضله، لاستبقاء الكنز الذي وهبه، والعطاء الذي أولاه!

بعد هذا البيان يتجه إلى تقرير مصير الذين كفروا، وسنة الله التي لا تتخلف في أخذهم بذنوبهم، وإلى تهديد الذين يكفرون من أهل الكتاب، ويقفون لهذا الدين، ويلقن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن ينذرهم، ويذكرهم ما رأوه بأعينهم في غزوة بدر من نصر القلة المؤمنة على حشود الكافرين:

{ إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً، وأولئك هم وقود النار. كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا: فأخذهم الله بذنوبهم، والله شديد العقاب. قل للذين كفروا. ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد. قد كان لكم آية في فئتين التقتا: فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة، يرونهم مثليهم رأي العين، والله يؤيد بنصره من يشاء، إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار }..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
cindrella
عضوفضي
عضوفضي
cindrella


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
انثى
العقرب
الثور
عدد الرسائل : 323
العمر : 26
الوظيفة : طالبه
sms :
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
نقاط : 3176781

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالأربعاء 09 يونيو 2010, 6:11 pm

تسلم ايديك الموضوع جميل جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالأربعاء 09 يونيو 2010, 6:31 pm

تسلمى يا شيماء يا عسل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالإثنين 14 يونيو 2010, 9:57 pm


والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون "41" النحل )

المهاجرون قوم آمنوا بالله إيماناً صار إلى مرتبة من مراتب اليقين جعلتهم يتحملون الأذى والظلم والاضطهاد في سبيل إيمانهم فلا يمكن أن يضحي الإنسان بماله وأهله ونفسه إلا إذا كان لأمر يقيني.
وقد جاءت هذه الآية بعد آية إثبات البعث الذي أنكره الكافرون وألحوا في إنكاره وبالغوا فيه، بل وأقسموا على ذلك:

{وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت .. "38"}
(سورة النحل)


وهم يعلمون أن من الخلق من يسئ، ومنهم من يحسن، فهل يعتقدون ـ في عرف العقل ـ أن يترك الله من أساء ليعربد في خلق الله دون أن يجازيه؟
ذلك يعني أنهم خائفون من البعث، فلو أنهم كانوا محسنين لتمنوا البعث، أما وقد أسرفوا على أنفسهم إسرافاً يشفقون معه على أنفسهم من الحساب والجزاء، فمن الطبيعي أن ينكروا البعث، ويلجأوا إلى تمنية أنفسهم بالأماني الكاذبة، ليطمئنوا على أن ما أخذوه من مظالم الناس ودمائهم وكرامتهم وأمنهم أمر لا يحاسبون عليه.
وإذا كانوا قد أنكروا البعث، ويوجد رسول ومعه مؤمنون به يؤمنون بالبعث والجزاء إيماناً يصل إلى درجة اليقين الذي يدفعهم إلى التضحية في سبيل هذا الإيمان .. إذن: لابد من وجود معركة شرسة بين أهل الإيمان وأهل الكفر، معركة بين الحق والباطل.
ومن حكمة الله أن ينشر الإسلام في بدايته بين الضعفاء، حتى لا يظن ظان أن المؤمنين فرضوا إيمانهم بالقوة، لا .. هؤلاء هم الضعفاء الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، والكفار هم السادة .. إذن: جاء الإسلام ليعاند الكبار الصناديد العتاة.
وكان من الممكن أن ينصر الله هؤلاء الضعفاء ويعلي كلمة الدين من البداية، ولكن أراد الحق تبارك وتعالى أن تكون الصيحة الإيمانية في مكة أولاً؛ لأن مكة مركز السيادة في جزيرة العرب، وقريش هم أصحاب المهابة وأصحاب النفوذ والسلطان، ولا تقوى أي قبيلة في الجزيرة أن تعارضها، ومعلوم أنهم أخذوا هذه المكانة من رعايتهم لبيت الله الحرام وخدمتهم للوافدين إليه.
فلو أن الإسلام اختار بقعة غير مكة لقالوا: إن الإسلام استضعف جماعة من الناس، وأغراهم بالقول حتى آمنوا به. لا، فالصيحة الإسلامية جاءت في أذن سادة قريش وسادة الجزيرة الذين أمنهم الله في رحلة الشتاء والصيف، وهم أصحاب القوة وأصحاب المال.
وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم ينصر الله دينه في بلد السادة؟ نقول: لا .. الصيحة في أذن الباطل تكون في بلد السادة في مكة، لكن نصرة الدين لا تأتي على يد هؤلاء السادة، وإنما تأتي في المدينة.
وهذا من حكمة الله تعالى حتى لا يقول قائل فيما بعد: إن العصبية لمحمد في مكة فرضت الإيمان بمحمد .. لا بل يريد أن يكون الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم هو الذي خلق العصبية لمحمد، فجاء له بعصبية بعيدة عن قريش، وبعد ذلك دانت لها قريش نفسها.
ومادامت هناك معركة، فمن المطحون فيها؟ المطحون فيها هو الضعيف الذي لا يستطيع أن يحمي نفسه .. وهؤلاء هم الذين ظلموا .. ظلموا في المكان الذي يعيشون فيه؛ ولذلك كان ولابد أن يرفع الله عنهم هذا الظلم.
وقد جاء رفع الظلم عن هؤلاء الضعفاء على مراحل .. فكانت المرحلة الأولى أن ينتقل المستضعفون من مكة، لا إلى دار إيمان تحميهم وتساعدهم على نشر دينهم، بل إلى دار أمن فقط يأمنون فيها على دينهم .. مجرد أمن يتيح لهم فرصة أداء أوامر الدين.
ولذلك استعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاد كلها لينظر أي الأماكن تصلح دار أمن يهاجر إليها المؤمنون بدعوته فلا يعارضهم أحد، فلم يجد إلا الحبشة؛ ولذلك قال عنها: "إن بأرض الحبشة ملكاً لا يظلم عنده أحد، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه".
وتكفي هذه الصفة في ملك الحبشة ليهاجر إليه المؤمنون، ففي هذه المرحلة من نصرة الدين لا نريد أكثر من ذلك، وهكذا تمت الهجرة الأولى إلى الحبشة.
ثم يسر الله لدينه أتباعاً وأنصاراً التقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعوه على النصرة والتأييد، ذلكم هم الأنصار من أهل المدينة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند العقبة ومهدوا للهجرة الثانية إلى المدينة، وهي هجرة ـ هذه المرة ـ إلى دار أمن وإيمان، يأمن فيها المسلمون على دينهم، ويجدون الفرصة لنشره في ربوع المعمورة.
ونقف هنا عند قوله تعالى:


{والذين هاجروا .. "41"}
(سورة النحل )


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالإثنين 14 يونيو 2010, 9:59 pm

{والذين هاجروا .. "41"}
(سورة النحل)

ومادة هذا الفعل: هجر .. وهناك فرق بين هجر وبين هاجر: هجر: أن يكره الإنسان الإقامة في مكان، فيتركه إلى مكان آخر يرى انه خير منه، إنما المكان نفسه لم يكرهه على الهجرة .. أي المعنى: ترك المكان مختاراً.
أما هاجر: وهي تدل على المفاعلة من الجانبين، فالفاعل هنا ليس كارهاً للمكان، ولكن المفاعلة التي حدثت من القوم هي التي اضطرته للهجرة .. وهذا ما حدث في هجرة المؤمنين من مكة؛ لأنهم لم يتركوها إلى غيرها إلا بعد أن تعرضوا للاضطهاد والظلم، فكأنهم بذلك شاركوا في الفعل، فلو لم يتعرضوا لهم ويظلموهم لما هاجروا.
ولذلك قال الحق تبارك وتعالى:

{من بعد ما ظلموا .. "41"}
(سورة النحل)


وينطبق هذا المعنى على قول المتنبي:
إذا ترحلت عن قومٍ وقد قدروا ألا تفارقهم فالراحلون هموا
يعني: إذا كنت في جماعة وأردت الرحيل عنهم، وفي إمكانهم أن يقدموا لك من المساعدة ما ييسر لك الإقامة بينهم ولكنهم لم يفعلوا، وتركوك ترحل مع مقدرتهم، فالراحلون في الحقيقة هم، لأنهم لم يساعدوك على الإقامة.
كذلك كانت الحال عندما هاجر المؤمنون من مكة؛ لأنه أيضاً لا يعقل أن يكره هؤلاء مكة وفيها البيت الحرام الذي يتمنى كل مسلم الإقامة في جواره.
إذن: لم يترك المهاجرون مكة، بل اضطروا إلى تركها وأجبروا عليه، وطبيعي إذن أن يلجأوا إلى دار أخرى حتى تقوى شوكتهم ثم يعودون للإقامة ثانية في مكة إقامة طبيعية صحيحة. ثم إن الحق تبارك وتعالى قال:

{هاجروا في الله .. "41"}
(سورة النحل)


ونلاحظ في الحديث الشريف الذي يوضح معنى هذه الآية:
"فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكها فهجرته إلى ما هاجر إليه".
فما الفرق هنا بين: هاجر في الله، وهاجر إلى الله؟
هاجر إلى مكان تدل على أن المكان الذي هاجر إليه افضل من الذي تركه، وكأن الذي هاجر منه ليس مناسباً له.
أما هاجر في الله فتدل على أن الإقامة السابقة كانت أيضاً في الله .. إقامتهم نفسها في مكة وتحملهم الأذى والظلم والاضطهاد كانت أيضاً في الله.
أما لو قالت الآية "هاجروا إلى الله" لدل ذلك على أن إقامتهم الأولى لم تكن لله .. إذن: معنى الآية:

{هاجروا في الله .. "41"}
(سورة النحل)


أي: أن إقامتهم كانت الله، وهجرتهم كانت لله. ومثل هذا قوله تعالى:

{وسارعوا إلى مغفرة من ربكم .. "133"}
(سورة آل عمران)


أي: إذا لم تكونوا في مغفرة فسارعوا إلى المغفرة، وفي الآية الأخرى:

{يسارعون في الخيرات .. "61"}
(سورة المؤمنون)


ذلك لأنهم كانوا في خير سابق، وسوف يسارعون إلى خير آخر .. أي: أنتم في خير ولكن سارعوا إلى خير منه. وهناك ملمح آخر في قوله تعالى:

{والذين هاجروا .. "41"}
(سورة النحل)


نلاحظ أن كلمة "الذين" جمع .. لكن هل هي خاصة بمن نزلت فيهم الآية؟ أم هي عامة في كل من ظلم في أي مكان ـ في الله ـ ثم هاجر منه؟
الحقيقة أن العبرة هنا بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فهي عامة في كل من انطبقت عليه هذه الظروف، فإن كانت هذه الآية نزلت في نفر من الصحابة منهم: صهيب، وعمار، وخباب، وبلال، إلا أنها تنتظم غيرهم ممن اضطروا إلى الهجرة فراراً بدينهم.
ونعلم قصة صهيب رضي الله عنه ـ وكان رجلاً حداداً ـ لما أراد أن يهاجر بدينه، عرض الأمر على قريش: والله أنا رجل كبير السن، إن كنت معكم فلن أنفعكم، وإن كنت مع المسلمين فلن أضايقكم، وعندي مال .. خذوه واتركوني أهاجر، فرضوا بذلك، وأخذوا مال صهيب وتركوه لهجرته.
ولذلك قال له صلى الله عليه وسلم: "ربح البيع يا صهيب" أي: بيعة رابحة. ويقول له عمر ـ رضي الله عنه: "نعم العبد صهيب، لو لم يخف الله لم يعصه".
وكأن عدم عصيانه ليس خوفاً من العقاب، بل حباً في الله تعالى، فهو سبحانه لا يستحق أن يعصى. ثم يقول الحق تبارك وتعالى:

{لنبوئنهم في الدنيا حسنة .. "41"}
(سورة النحل)

نبوئ، مثل قوله تعالى:

{وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت .. "26"}
(سورة الحج)


أي: بينا له مكانه، ونقول: باء الإنسان إلى بيته إذا رجع إليه، فالإنسان يخرج للسعي في مناكب الأرض في زراعة أو تجارة، ثم يأوي ويبوء إلى بيته، إذن: باء بمعنى رجع، أو هو مسكن الإنسان، وما أعده الله له.
فإن كان المؤمنون سيخرجون الآن من مكة مغلوبين مضطهدين فسوف نعطيهم ونحلهم وننزلهم منزلة احسن من التي كانوا فيها، فقد كانوا مضطهدين في مكة، فأصبحوا آمنين في المدينة، وإن كانوا تركوا بلدهم فسوف نمهد لهم الدنيا كلها ينتشرون فيها بمنهج الله، ويجنون خير الدنيا كلها، ثم بعد ذلك نرجعهم إلى بلدهم سادة أعزة بعد أن تكون مكة بلداً لله خالصة من عبادة الأوثان والأصنام .. هذه هي الحسنة في الدنيا.
ثم يقول تعالى:

{ولأجر الآخرة أكبر .. "41"}
(سورة النحل)


ما ذكرناه من حسنة الدنيا وخيرها للمؤمنين هذا من المعجلات للعمل، ولكن حسنات الدنيا مهما كانت ستؤول إلى زوال، إما أن تفارقها، وإما أن تفارقك، وقد أنجز الله وعده للمؤمنين في الدنيا، فعادوا منتصرين إلى مكة، بل دانت لهم الجزيرة العربية كلها بل العالم كله، وانساحوا في الشرق في فارس، وفي الغرب في الرومان، وفي نصف قرن كانوا سادة العالم أجمع.
وإن كانت هذه هي حسنة الدنيا المعجلة، فهناك حسنة الآخرة المؤجلة:

{ولأجر الآخرة أكبر .. "41"}
(سورة النحل)


أي: أن ما أعد لهم من نعيم الآخرة أعظم مما وجدوه في الدنيا. ولذلك كان سيدنا عمر ـ رضي الله عنه ـ إذا أعطى أحد الصحابة نصيب المهاجرين من العطاء يقول له: "بارك الله لك فيه .. هذا ما وعدك الله في الدنيا، وما ادخر لك في الآخرة اكبر من هذا". فهذه حسنة الدنيا.

{ولأجر الآخرة أكبر .. "41"}
(سورة النحل)


وساعة أن تسمع كلمة (اكبر) فاعلم أن مقابلها ليس أصغر أو صغير، بل مقابلها (كبير) فتكون حسنة الدنيا التي بوأهم الله إياها هي (الكبيرة)، لكن ما ينتظرهم في الآخرة (اكبر).
وكذلك قد تكون صيغة افعل التفضيل أقل في المدح من غير افعل التفضيل .. فمن أسماء الله الحسنى (الكبير) في حين أن الأكبر صفة من صفاته تعالى، وليس اسماً من أسمائه، وفي شعار ندائنا لله نقول: الله اكبر ولا نقول: الله كبير .. ذلك لأن كبير ما عداه يكون صغيراً .. إنما اكبر، ما عداه يكون كبيراً، فنقول في الأذان: الله اكبر لأن أمور الدنيا في حق المؤمن كبيرة من حيث هي وسيلة للآخرة.
فإياك أن تظن أن حركة الدنيا التي تتركها من أجل الصلاة أنها صغيرة، بل هي كبيرة بما فيها من وسائل تعينك على طاعة الله، فبها تأكل وتشرب وتتقوى، وبها تجمع المال لتسد به حاجتك، وتؤدي الزكاة إلى غير ذلك، ومن هنا كانت حركة الدنيا كبيرة، وكانت الصلاة والوقوف بين يدي الله اكبر.
ولذلك حينما قال الحق تبارك وتعالى:

{يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع .. "9"}
(سورة الجمعة)


أخرجنا بهذا النداء من عمل الدنيا وحركتها، ثم قال:

{فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله .. "10"}
(سورة الجمعة)


فأمرنا بالعودة إلى حركة الحياة؛ لأنها الوسيلة للدار الآخرة، والمزرعة التي نعد فيها الزاد للقاء الله تعالى .. إذن: الدنيا أهم من أن تنسى من حيث هي معونة للآخرة، ولكنها أتفه من أن تكون غاية في حد ذاتها. ثم يقول الحق سبحانه:

{لو كانوا يعلمون "41"}
(سورة النحل)


الخطاب هنا عن من؟ الخطاب هنا يمكن أن يتجه إلى ثلاثة أشياء:
يمكن أن يراد به الكافرون .. ويكون المعنى: لو كانوا يعلمون عاقبة الإيمان وجزاء المؤمنين لآثروه على الكفر.
ويمكن أن يراد به المهاجرون .. ويكون المعنى: لو كانوا يعلمون لازدادوا في عمل الخير.
وأخيراً قد يراد به المؤمن الذي لم يهاجر .. ويكون المعنى: لو كان يعلم نتيجة الهجرة لسارع إليها.
وهذه الأوجه التي يحتملها التعبير القرآني دليل على ثراء الأداء وبلاغة القرآن الكريم، وهذا ما يسمونه تربيب الفوائد. ثم يقول الحق سبحانه:

(الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون "42" النحل )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالثلاثاء 29 يونيو 2010, 11:16 pm


قُلْ تَعَالَوْاْ
أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلاَدَكُمْ مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } * { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ بِٱلْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَٱعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ وَبِعَهْدِ ٱللَّهِ أَوْفُواْ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } *





فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Mod108qg2
وبعد موقف الإشهاد ورفض ما يقررونه من المحرمات، يلقي إليهم بالمقررات الإلهية التي تتضمن ما حرمه الله حقاً.. وسنجد إلى جانب ما حرمه بعض التكاليف الإيجابية التي لها مقابل محرم. وهذه المحرمات تبدأ بالمحرم الأول.. وهو الشرك بالله.. لأن هذه هي القاعدة الأولى التي يجب أن تتقرر، لتقوم عليها المحرمات والنواهي، لمن استسلم لها وأسلم:

{ قل: تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم: ألا تشركوا به شيئاً. وبالوالدين إحسانا، ولا تقتلوا أولادكم من إملاق، نحن نرزقكم وإياهم. ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق.. ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون.. ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن، حتى يبلغ أشده، وأوفوا الكيل والميزان بالقسط - لا نكلف نفسا إلا وسعها - وإذا قلتم فاعدلوا - ولو كان ذا قربى - وبعهد الله أوفوا.. ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون. وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله.. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون.. }.

وننظر في هذه الوصايا - التي ترد في السياق بمناسبة الحديث عن تشريعات الأنعام والثمار وأوهام الجاهلية وتصوراتها وتصرفاتها - فإذا هي قوام هذا الدين كله.. إنها قوام حياة الضمير بالتوحيد، وقوام حياة الأسرة بأجيالها المتتابعة، وقوام حياة المجتمع بالتكافل والطهارة فيما يجري فيه من معاملات، وقوام حياة الإنسانية وما يحوط الحقوق فيها من ضمانات، مرتبطة بعهد الله، كما أنها بدئت بتوحيد الله..

وننظر في ختام هذه الوصايا، فإذا الله - سبحانه وتعالى - يقرر أن هذا صراطه المستقيم؛ وكل ما عداه سبل تتفرق بالناس عن سبيله الواصل.. الوحيد..

إنه أمر هائل هذا الذي تتضمنه الآيات الثلاث.. أمر هائل يجيء في أعقاب قضية تبدو كأنها لمحة جانبية من الجاهلية؛ ولكنها في الحقيقة هي قضية هذا الدين الأساسية؛ بدلالة ربطها بهذه الوصايا الهائلة الكلية..

{ قل: تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم }.

قل: تعالوا أقص عليكم ما حرمه عليكم ربكم - لا ما تدعون أنتم أنه حرمه بزعمكم-! لقد حرمه عليكم { ربكم } الذي له وحده حق الربوبية - وهي القوامة والتربية والتوجيه والحاكمية - وإذن فهو اختصاصه، وموضع سلطانه، فالذي يحرم هو " الرب " والله هو وحده الذي يجب أن يكون ربا..

{ ألا تشركوا به شيئاً }..

القاعدة التي يقوم عليها بناء العقيدة؛ وترجع إليها التكاليف والفرائض، وتستمد منها الحقوق والواجبات.. القاعدة التي يجب أن تقوم أولاً قبل الدخول في الأوامر والنواهي؛ وقبل الدخول في التكاليف والفرائض، وقبل الدخول في النظام والأوضاع؛ وقبل الدخول في الشرائع والأحكام.. يجب ابتداء أن يعترف الناس بربوبية الله وحده لهم في حياتهم كما يعترفون بألوهيته وحده في عقيدتهم؛ لا يشركون معه أحداً في ألوهيته، ولا يشركون معه أحداً في ربوبيته كذلك. يعترفون له وحده بأنه المتصرف في شؤون هذا الكون في عالم الأسباب والأقدار؛ ويعترفون له وحده بأنه المتصرف في حسابهم وجزائهم يوم الدين؛ ويعترفون له وحده بأنه هو المتصرف في شؤون العباد في عالم الحكم والشريعة كلها سواء..

إنها تنقية الضمير من أوشاب الشرك، وتنقية العقل من أوشاب الخرافة، وتنقية المجتمع من تقاليد الجاهلية، وتنقية الحياة من عبودية العباد للعباد..

إن الشرك - في كل صوره - هو المحرم الأول لانه يجر إلى كل محرم. وهو المنكر الأول الذي يجب حشد الإنكار كله له؛ حتى يعترف الناس أن لا إله لهم إلا الله، ولا رب لهم إلا الله، ولا حاكم لهم إلا الله، ولا مشرع لهم إلا الله. كما أنهم لا يتوجهون بالشعائر لغير الله..

وإن التوحيد - على إطلاقه - لهو القاعدة الأولى التي لا يغني غناءها شيء آخر، من عبادة أو خلق أو عمل.. من أجل ذلك تبدأ الوصايا كلها بهذه القاعدة:

{ ألا تشركوا به شيئاً }..

وينبغي أن نلتفت إلى ما قبل هذه الوصايا، لنعلم ماذا يراد بالشرك الذي ينهى عنه في مقدمة الوصايا - لقد كان السياق كله بصدد قضية معينة - قضية التشريع ومزاولة حق الحاكمية في إصداره - وقبل آية واحدة كان موقف الإشهاد الذي يحسن أن نعيد نصه:

{ قل: هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا. فإن شهدوا فلا تشهد معهم. ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا، والذين لا يؤمنون بالآخرة، وهم بربهم يعدلون }..

يجب أن نذكر هذه الآية، وما قلناه عنها في الصفحات السابقة لندرك ماذا يعني السياق القرآني هنا بالشرك الذي ينهى عنه ابتداءً.. إنه الشرك في الاعتقاد، كما أنه الشرك في الحاكمية. فالسياق حاضر، والمناسبة فيه حاضرة..

ونحن نحتاج إلى هذا التذكير المستمر، لأن جهود الشياطين في زحزحة هذا الدين عن مفهوماته الأساسية، قد آتت ثمارها - مع الأسف - فجعلت مسألة الحاكمية تتزحزح عن مكان العقيدة، وتنفصل في الحس عن أصلها الاعتقادي! ومن ثم نجد حتى الغيورين على الإسلام، يتحدثون لتصحيح شعيرة تعبدية؛ أو لاستنكار انحلال أخلاقي؛ أو لمخالفة من المخالفات القانونية.


ولكنهم لا يتحدثون عن أصل الحاكمية، وموقعها من العقيدة الإسلامية! يستنكرون المنكرات الجانبية الفرعية، ولا يستنكرون المنكر الأكبر؛ وهو قيام الحياة في غير التوحيد؛ أي على غير إفراد الله - سبحانه - بالحاكمية..

إن الله قبل أن يوصي الناس أي وصية، أوصاهم ألا يشركوا به شيئاً. في موضع من السياق القرآني يحدد المعنيّ بالشرك الذي تبدأ بالنهي عنه جميع الوصايا!

إنها القاعدة التي يرتبط على أساسها الفرد بالله على بصيرة، وترتبط بها الجماعة بالمعيار الثابت الذي ترجع إليه في كافة الروابط، وبالقيم الأساسية التي تحكم الحياة البشرية.. فلا تظل نهباً لريح الشهوات والنزوات، واصطلاحات البشر التي تتراوح مع الشهوات والنزوات..

{ وبالوالدين إحسانا، ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم }..

إنها رابطة الأسرة بأجيالها المتلاحقة - تقوم بعد الرابطة في الله ووحدة الاتجاه - ولقد علم الله - سبحانه - أنه أرحم بالناس من الآباء والأبناء. فأوصى الأبناء بالآباء، وأوصى الآباء بالأبناء؛ وربط الوصية بمعرفة ألوهيته الواحدة، والارتباط بربوبيته المتفردة. وقال لهم: إنه هو الذي يكفل لهم الرزق، فلا يضيقوا بالتبعات تجاه الوالدين في كبرتهما؛ ولا تجاه الأولاد في ضعفهم، ولا يخافوا الفقر والحاجة فالله يرزقهم جميعاً..

{ ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن }..

ولما وصاهم الله بالأسرة، وصاهم بالقاعدة التي تقوم عليها - كما يقوم عليها المجتمع كله - وهي قاعدة النظافة والطهارة والعفة. فنهاهم عن الفواحش ظاهرها وخافيها.. فهو نهي مرتبط تماماً بالوصية السابقة عليها.. وبالوصية الأولى التي تقوم عليها كافة الوصايا.

إنه لا يمكن قيام أسرة، ولا استقامة مجتمع، في وحل الفواحش ما ظهر منها وما بطن.. إنه لا بد من طهارة ونظافة وعفة لتقوم الأسرة وليقوم المجتمع. والذين يحبون أن تشيع الفاحشة هم الذين يحبون أن تتزعزع قوائم الأسرة وأن ينهار المجتمع.

والفواحش: كل ما أفحش - أي تجاوز الحد - وإن كانت أحياناً تخص بنوع منها هو فاحشة الزنا. ويغلب على الظن أن يكون هذا هو المعنى المراد في هذا الموضع. لأن المجال مجال تعديد محرمات بذاتها، فتكون هذه واحدة منها بعينها. ولا فقتل النفس فاحشة، وأكل مال اليتيم فاحشة، والشرك بالله فاحشة الفواحش. فتخصيص { الفواحش } هنا بفواحش الزنا أولى بطبيعة السياق. وصيغة الجمع، لأن هذه الجريمة ذات مقدمات وملابسات كلها فاحشة مثلها. فالتبرج، والتهتك، والاختلاط المثير، والكلمات والإشارات والحركات والضحكات الفاجرة، والإغراء والتزيين والاستثارة... كلها فواحش تحيط بالفاحشة الأخيرة. وكلها فواحش منها الظاهر ومنها الباطن.

منها المستسر في الضمير ومنها البادي في الجوارح. منها المخبوء المستور ومنها المعلن المكشوف! وكلها مما يحطم قوام الأسرة، وينخر في جسم الجماعة، فوق ما يلطخ ضمائر الأفراد، ويحقر من اهتماماتهم، ومن ثم جاءت بعد الحديث عن الوالدين والأولاد.

ولأن هذه الفواحش ذات إغراء وجاذبية، كان التعبير: { ولا تقربوا }.. للنهي عن مجرد الاقتراب، سداً للذرائع، واتقاء للجاذبية التي تضعف معها الإرادة.. لذلك حرمت النظرة الثانية - بعد الأولى غير المتعمدة - ولذلك كان الاختلاط ضرورة تتاح بقدر الضرورة. ولذلك كان التبرج - حتى بالتعطر في الطريق - حراماً، وكانت الحركات المثيرة، والضحكات المثيرة، والإشارات المثيرة، ممنوعة في الحياة الإسلامية النظيفة.. فهذا الدين لا يريد أن يعرض الناس للفتنة ثم يكلف أعصابهم عنتا في المقاومة! فهو دين وقاية قبل أن يقيم الحدود، ويوقع العقوبات. وهو دين حماية للضمائر والمشاعر والحواس والجوارح. وربك أعلم بمن خلق، وهو اللطيف الخبير..

وكذلك نعلم ما الذي يريده بهذا الدين، وبحياة المجتمع كله وبحياة الأسرة، من يزينون للناس الشهوات، ومن يطلقون الغرائز من عقالها بالكلمة والصورة والقصة والفيلم وبالمعسكر المختلط وبسائر أدوات التوجيه والإعلام!








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
الحصان الاسود
عضوذهبي
عضوذهبي
الحصان الاسود


وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
ذكر
الثور
القط
عدد الرسائل : 479
العمر : 49
الوظيفة : فنى
sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا


كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
نقاط : 3175805

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالأحد 01 أغسطس 2010, 7:15 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
كل عام وجميع المسلمين فى مشارق الارض ومغاربها بصحه وخير
وعزه فى دينهم ودنياهم
لنعش فى رحاب ايه من ايات الصيام
بمناسبه شهر رمضان بالغنا اياه الله ومن الى الجنه باذن الله
فهيا بنا

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

_______

والحق سبحانه يبدأ هذه الآية الكريمة بترقيق الحكم الصادر بالتكليف القادم وهو الصيام فكأنه يقول: " يا من آمنتم بي وأحببتموني لقد كتبت عليكم الصيام ". وعندما يأتي الحكم ممن آمنت به فأنت تثق أنه يخصك بتكليف تأتي منه فائدة لك. واضرب هذا المثل ـ ولله المثل الأعلى ـ هب أنك تُخاطب ابنك في أمر فيه مشقة، لكن نتائجه مفيدة، فأنت لا تقول له: " يا ابني افعل كذا " لكنك تقول له: " يا بُنَيَّ افعل كذا " وكأنك تقول له: " يا صغيري لا تأخذ العمل الذي أكلفك به بما فيه من مشقة بمقاييس عقلك غير الناضج، ولكن خذ هذا التكليف بمقاييس عقل وتجربة والدك ".

والمؤمنون يأخذون خطاب الحق لهم { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمقياس المحبة لكل ما يأتي منه سبحانه من تكليف حتى وإن كان فيه مشقة، والمؤمنون بقبولهم للإيمان إنما يكونون مع الحق في التعاقد الإيماني، وهو سبحانه لم يكتب الصيام على من لا يؤمن به؛ لأنه لا يدخل في دائرة التعاقد الإيماني وسيلقي سعيرا. والصيام هو لون من الإمساك؛ لأن معنى " صام " هو " أمسك " والحق يقول:
{ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلبَشَرِ أَحَداً فَقُولِيۤ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ ٱلْيَوْمَ إِنسِيّاً }
[مريم: 26]

وهذا إمساك عن الكلام. إذن فالصوم معناه الإمساك، لكن الصوم التشريعي يعني الصوم عن شهوتي البطن والفرج من الفجر وحتى الغروب. ومبدأ الصوم لا يختلف من زمن إلى آخر، فقد كان الصيام الركن التعبدي موجوداً في الديانات السابقة على الإسلام، لكنه كان إما إمساكاً مطلقاً عن الطعام. وإما إمساكا عن ألوان معينة من الطعام كصيام النصارى، فالصيام إذن هو منهج لتربية الإنسان في الأديان، وإن اختلفت الأيام عدداً، وإن اختلفت كيفية الصوم ويذيل الحق الآية الكريمة بقوله: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }. ونعرف أن معنى التقوى هو أن نجعل بيننا وبين صفات الجلال وقاية، وأن نتقي بطش الله، ونتقي النار وهي من آثار صفات الجلال. وقوله الحق: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } أي أن نهذب ونشذب سلوكنا فنبتعد عن المعاصي، والمعاصي في النفس إنما تنشأ من شره ماديتها إلى أمر ما. والصيام كما نعلم يضعف شره المادية وحدتها وتسلطها في الجسد، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم للشباب المراهق وغيره: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ".

وكأن الصوم يشذب شِرَّة المادية في الجسم الشاب. وإن تقليل الطعام يعني تقليل وقود المادة، فيقل السعار الذي يدفع الإنسان لارتكاب المعاصي. والصيام في رمضان يعطي الإنسان الاستقامة لمدة شهر، ويلحظ الإنسان حلاوة الاستقامة فيستمر بها بعد رمضان.
والحق سبحانه يبدأ هذه الآية الكريمة بترقيق الحكم الصادر بالتكليف القادم وهو الصيام فكأنه يقول: " يا من آمنتم بي وأحببتموني لقد كتبت عليكم الصيام ". وعندما يأتي الحكم ممن آمنت به فأنت تثق أنه يخصك بتكليف تأتي منه فائدة لك. واضرب هذا المثل ـ ولله المثل الأعلى ـ هب أنك تُخاطب ابنك في أمر فيه مشقة، لكن نتائجه مفيدة، فأنت لا تقول له: " يا ابني افعل كذا " لكنك تقول له: " يا بُنَيَّ افعل كذا " وكأنك تقول له: " يا صغيري لا تأخذ العمل الذي أكلفك به بما فيه من مشقة بمقاييس عقلك غير الناضج، ولكن خذ هذا التكليف بمقاييس عقل وتجربة والدك ".

والمؤمنون يأخذون خطاب الحق لهم { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمقياس المحبة لكل ما يأتي منه سبحانه من تكليف حتى وإن كان فيه مشقة، والمؤمنون بقبولهم للإيمان إنما يكونون مع الحق في التعاقد الإيماني، وهو سبحانه لم يكتب الصيام على من لا يؤمن به؛ لأنه لا يدخل في دائرة التعاقد الإيماني وسيلقي سعيرا. والصيام هو لون من الإمساك؛ لأن معنى " صام " هو " أمسك " والحق يقول:
{ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلبَشَرِ أَحَداً فَقُولِيۤ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ ٱلْيَوْمَ إِنسِيّاً }
[مريم: 26]
والحق لا يطلب منك الاستقامة في رمضان فقط، إنما هو سبحانه قد اصطفى رمضان كزمن تتدرب فيه على الاستقامة لتشيع من بعد ذلك في كل حياتك؛ لأن اصطفاء الله لزمان أو اصطفاء الله لمكان أو لإنسان ليس لتدليل الزمان، ولا لتدليل المكان، ولا لتدليل الإنسان، وإنما يريد الله من اصطفائه لرسول أن يشيع أثر اصطفاء الرسول في كل الناس. ولذلك نجد تاريخ الرسل مليئا بالمشقة والتعب، وهذا دليل على أن مشقة الرسالة يتحملها الرسول وتعبها يقع عليه هو. فالله لم يصطفه ليدللـه، وإنما اصطفاه ليجعله أسوة.

وكذلك يصطفي الله من الزمان أياما لا ليدللها على بقية الأزمنة، ولكن لأنه سبحانه وتعالى يريد أن يشيع اصطفاء هذا الزمان في كل الأزمنة، كاصطفائه لأيام رمضان، والحق سبحانه وتعالى يصطفي الأمكنة ليشيع اصطفاؤها في كل الأمكنة. وعندما نسمع من يقول: " زرت مكة والمدينة وذقت حلاوة الشفافية والإشراق والتنوير، ونسيت كل شيء ". إن من يقول ذلك يظن أنه يمدح المكان، وينسى أن المكان يفرح عندما يشيع اصطفاؤه في بقية الأمكنة؛ فأنت إذا ذهبت إلى مكة لتزور البيت الحرام، وإذا ذهبت إلى المدينة لتزور رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلماذا لا تتذكر في كل الأمكنة أن الله موجود في كل الوجود، وأن قيامك بأركان الإسلام وسلوك الإسلام هو تقرب من الله ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

صحيح إن تعبدك وأنت في جوار بيت الله، يتميز بالدقة وحسن النية. كأنك وأنت في جوار بيت الله وفي حضرة رسول الله تستحي أن تفعل معصية. وساعة تسمع " الله أكبر " تنهض للصلاة وتخشع، ولا تؤذي أحداً، إذن لماذا لا يشيع هذا السلوك منك في كل وقت وفي كل مكان؟ إنك تستطيع أن تستحضر النية التعبدية في أي مكان، وستجد الصفاء النفسي العالي.

إذن فحين يصطفي الله زماناً أو مكاناً أو يصطفي إنساناً إنما يشاء الحق سبحانه وتعالى أن يشيع اصطفاء الإنسان في كل الناس، واصطفاء المكان في كل الأمكنة واصطفاء الزمان في كل الأزمنة، ولذلك أتعجب عندما أجد الناس تستقبل رمضان بالتسبيح وبآيات القرآن وبعد أن ينتهي رمضان ينسون ذلك. وأقول هل جاء رمضان ليحرس لنا الدين، أم أن رمضان يجيء ليدربنا على أن نعيش بخلق الصفاء في كل الأزمنة؟

وقوله الحق: { كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } يدلنا على أن المسلمين ليسوا بدعاً في مسألة الصوم، بل سبقهم أناس من قبل إلى الصيام وإن اختلفت شكلية الصوم. وساعة يقول الحق: { كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ } فهذا تقرير للمبدأ، مبدأ الصوم، ويُفَصّلُ الحق سبحانه المبدأ من بعد ذلك فيقول: { أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ... }


تفسير خواطر( محمد متولي الشعراوي) مصنف و مدقق


عدل سابقا من قبل الحصان الاسود في الأحد 01 أغسطس 2010, 7:39 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohamedhassan.org/
نور العيون
صاحبةالتميز بالمنتدي
صاحبةالتميز بالمنتدي
نور العيون


1 : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Photo-10
2 : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Whois2
وطني : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 YemenC
انثى
العذراء
الخنزير
عدد الرسائل : 4913
العمر : 29
الوظيفة : طالبه
sms : ساظل احبك وان طال انتظارى
فان لم تكن قدرى
فكنت اختيارى


فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 500249yarafadl111tauqi3




الاوسمة : فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Aw110
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
نقاط : 3558564

فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت   فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت - صفحة 4 Emptyالأحد 01 أغسطس 2010, 7:23 pm

جزااااااك الله كل خير
جعله الله فى ميزان حسناااااااااااااتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 4انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4
 مواضيع مماثلة
-
» سالة إلى كل عاق ارجو التثبيت
» موسوعه طبخ رهيبه ارجو التثبيت
» رســـــــــــــــــالة من وراء القبر ..... !!!!! // ارجو التثبيت للفائدة والعبرة
» فتاه تابت عن سماع الاغاني بسبب صرصور‎ .ارجو التثبيت
» مسابقه دينيه عن الانبياء والرسل علي الجميع المشاركه بها (ارجو التثبيت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي الفراشات :: اسلاميات الفراشات :: اسلاميات-
انتقل الى: