| فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت | |
|
+3أمانى ... lovly girl الحصان الاسود 7 مشترك |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت السبت 22 مايو 2010, 10:02 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
في رحاب أية
دعوة للإخوة الأعضاء والعضوات للمشاركة في هذه الناحية النيّرة ولنجتمع سوياً حول هذه المائدة المباركة , لتكون مَنهلاً لنا ولمن يمر عليها يتنسم بشذاها الفواح .. يستبصربأنوارها ... يتفيأ بوارف ظلالها ...
الفكرة تقوم علي عرض أية من القرآن الكريم مشتملة كل ما يمكن أن يدور حولها من أسباب النزول , التفسير, العبر , المواعظ ,الإعجاز العلمي فيها ......إلخ.
نستعين بمصادر موثوقة بعيداً عن المبالغات والإسرائيليات وغير المعتمد من الأقوال ....
ويستحسن كتابة المصدر كي تَسهُل المراجعة والمراقبة من المشرفين والمراقبين ....
*****************
لنجعل اجتماعنا علي خير ... وما هو مفيد ... فهو الباقي لنا
ولكي نقدر أهمية هذا الأمر .... وحتي لا نَحرم أنفسَنا من خيرٍ كثير ....
راجع معي بعض ما ورد في فضل القرآن الكريم :
قال الله تعالى : { الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ، ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ، ومن يضلل الله فما له من هاد } [الزمر 23] .
و جاء أيضاً ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ، ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور)
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه "
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران " رواه البخاري
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترُجة ريحُها طيبٌ وطعمُها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريحَ لها وطعمُها طيب حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثلُ الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر " رواه البخاري ومسلم
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه " رواه مسلم
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها , لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " رواه أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يقول الله سبحانه وتعالى من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام الله سبحانه وتعالى عن سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه " رواه الترمذي
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخَرِِِِب " رواه الترمذي
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها " رواه أبو داود والترمذي والنسائي
وروي عن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجاً يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا " رواه أبو داود
وروى الدارمي بإسناده عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " اقرؤوا القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلباً وعي القرآن وإن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن ومن أحب القرآن فليبشر
وروي البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا حسد إلا في اثنتين : رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل أتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار )) .
------------
اللهم حبب إلينا كتباك ..وارزقنا علومه ....
الموضوع لى فى اكثر من منتدا دمتم بخيرٍ | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت السبت 22 مايو 2010, 10:07 am | |
| ولنبدأ بأفضل آي القرآن الكريم
وهي أية الكرسي
(الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم "255" البقرة ) _________
ونقف بالتأمل الآن عند قوله الحق: "الله لا إله إلا هو". إن كلمة "الله" هي علم على واجب الوجود. وعندما نقول: "الله" فإن الذهن ينصرف إلى الذات الواجبة الوجود. ما معنى "واجبة الوجود"؟ إن الوجود قسمان: قسم واجب، وقسم ممكن. والقسم الواجب هو الضروري الذي يجب أن يكون موجودا، والحق سبحانه وتعالى حين أعلمنا باسمه "الله" أعطانا فكرة على أن كلمة "الله" هذه يتحدى بها ـ سبحانه ـ أن يسمى بها سواه. ولو كنا جميعا مؤمنين لكان احترامنا لهذا التحدي نابعا من الإيمان. ولكن هنا كافرون بالله ومتمردون وملحدون يقولون: "الله خرافة"، ومع ذلك هل يجرؤ واحد من هؤلاء أن يسمي نفسه "الله"؟ لا يفل أحد هذا؛ لأن الله تحدى بذلك، فلم يجرؤ واحد أن يدخل في هذه التجربة. وعدم جرأة الكفار والملاحدة في أن يدخلوا في هذه التجربة دليل على أن كفرهم غير وطيد في نفوسهم، فلو كان كفرهم صحيحا لقالوا: سنسمي ونرى ما يحدث، ولكن هذا لم يحدث. إذن "الله" علم واجب الوجود المتصف بكل صفات الكمال. وبعد ذلك جاء بالقضية الأساسية وهي قوله تعالى: "لا إله إلا هو" وهنا نجد النفي ونجد الإثبات، النفي في "لا إله"، والإثبات في "إلا هو". والنفي تخلية والإثبات تحلية. خلى سبحانه نفسه من وجود الشريك له ثم أثبت لنا وحدانيته. و"لا إله إلا الله" أي لا معبود بحق إلا الله. ونعرف أن بعضنا من البشر في فترات الغفلة قد عبدوا أصناما وعبدوا الكواكب. ولكن هل كانت آلهة بحق أم بباطل؟ لقد كانت آلهة بباطل. ودليل صدق هذه القضية التي هي "لا إله إلا الله"، أي لا معبود إلا الله أن أحدا من تلك الآلهة لم يعترض على صدق هذه القضية. إذن فهذا الكلام هو حق وصدق. وإن أدعى أحد غير ذلك، نقول له: إن الله قد أخبرنا أنه لا معبود بحق غيره؛ لأنه هو الذي خلق وهو الذي رزق، وقال: أنا الذي خلقت. إن كان هذا الكلام صحيحا فهو صادق فيه، فلا نعبد إلا هو. وإن كان هذا الكلام غير صحيح، وأن أحدا غيره هو الذي خلق هذا الكون فأين هذا الأحد الذي خلق، ثم ترك من لم يخلق ليأخذ الكون منه ويقول: "أنا الذي خلق الكون"؟ إنه أمر من اثنين، الأمر الأول: هو أنه ليس هناك إله غيره. فالقضية ـ إذن ـ منتهية. والأمر الآخر: هو أنه لو كان هناك آلهة أخرى، وبعد ذلك جاء واحد وقال: "أنا الإلهة وليس هناك إله إلا أنا". فأين هذه الآلهة الأخرى؟ ألم تعلم بهذه الحكاية؟ إن كانوا لم يعلموا بها، فهم لا يصلحون أن يكونوا آلهة، وإن كانوا قد علموا فلماذا لم يقولوا: لا. نحن الآلهة، وهذا الكلام كذب؟ وكما بعث الله رسلا بمعجزات كان عليهم أن يبعثوا رسولا بمعجزات. فصاحب الدعوة إذا ادعاها ولم يوجد معارض له، تثبت الدعوى إلى أن يوجد منازع. إذن كلمة "لا إله إلا الله" معها دليل الصدق؛ لأنه إما أن يكون هذا الكلام حقا وصدقا فتنتهي المسألة، وإن لم يكن حقا فأين الإله الذي خلق والذي يجب أن يعبد بعد أن سمع من جاء ليأخذ منه هذه القضية؟ وبعد ذلك لا نسمع له حسا ولا حركة، ولا يتكلم، ولا نعلم عنه شيئا، فما هو شأنه؟ إما أنه لم يعلم فلا يصح أن يكون إلها؛ لأنه لو كان قد علم ولم يرد فليست له قوة. ولذلك ربنا سبحانه يأتي بهذه القضية من ناحية أخرى فيقول:
{قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا "42" سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا "43" } (سورة الإسراء)
فلو كان عند تلك الآلهة المزعومة مظاهر قوة لذهبوا إلى الله سبحانه وتعالى وأنكروا ألوهيته، ولو كان هناك إله غير الله لحدثت معركة بين الآلهة، ولكن هذا لم يحدث. فالكلمة "لا إله إلا الله" صدق في ذاتها حتى عند من ينكرها، والدليل فيها هو عدم وجود المنازع لهذه الدعوة؛ لأنه إن لم يوجد منازع فقد ثبت أنه سبحانه لا إله إلا هو؟ وأضرب هذا المثل ـ ولله المثل الأعلى ـ هب أننا في اجتماع، وبعد ذلك وجدنا حافظة نقود، فعرضناها على الموجودين، فلم نجد لها صاحبا، ثم جاء واحد كان معنا وخرج، وقال: يا قوم بينما كنت أجلس معكم ضاعت حافظة نقودي. ولما لم يدعها واحد منا لنفسه فهي إذن حافظته هو. إذن "لا إله إلا الله" هي قضية تمتلئ بالصدق والحق، والله هو المعبود الذي يتوجه إليه بالعبادة، والعبادة هي الطاعة. فمعنى عابد أي طائع، وكل طاعة تقتضي أمرا وتقتضي نهيا، ومادامت العبادة تقتضي أمرا وتقتضي نهيا، فلابد أن يكون المأمور والمنهي صالحا أن يفعل وصالحا ألا يفعل. فعندما نقول له: افعل كذا كمنهج إيمان، فهو صالح لئلا يفعل. وعندما نقول له: لا تفعل فهو صالح لأن يفعل، وإلا لو لم يكن صالحا ألا يفعل أيقول له "لا تفعل"؟ إن ذلك غير ممكن. إذن لابد أن يكون صالحا لهذه وتلك وإلا لكان الأمر والنهي عبثا ولا طائل من ورائهما. لذلك عندما أرادوا أن يقصروا الإسلام في العبادات الطقسية التي هي شهادة لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، والصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، قالوا: هل هذا هو كل الإسلام، وقالوا: إنه دين يعتمد على المظاهر فقط، قلنا لهم: لا، إن الإسلام هو كل حركة في الحياة تناسب خلافة الإنسان في الأرض؛ لأن الله يقول في كتابه الكريم:
{هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها } (من الآية 61 سورة هود)
"واستعمركم فيها" أي طلب منكم أن تعمروها، فكل حركة في الحياة تؤدي إلى عمار الأرض فهي من العبادة، فلا تأخذ العبادة على أنها صوم وصلاة فقط؛ لأن الصوم والصلاة وغيرهما هي الأركان التي ستقوم عليها حركة الحياة التي سيبني عليها الإسلام، فلو جعلت الإسلام هو هذه الأركان فقط لجعلت الإسلام أساسا بدون مبنى، فهذه هي الأركان التي يبني عليها الإسلام، فإذن الإسلام هو كل ما يناسب خلافة الإنسان في الأرض يبين ذلك ويؤكده قول الله تعالى:
{هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها } (من الآية 61 سورة هود) | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت السبت 22 مايو 2010, 10:22 am | |
|
ويخرج إلينا أناس يقولون: نحن ليس لنا إلا أن نعبد ولا نعمل . ونقول لأي منهم: كم تأخذ الصلاة منك في اليوم؟ ساعة مثلا. والزكاة كم تأخذ منك في العالم يوما واحدا في العام؟ والصوم كم يأخذ منك من وقت؟ نهار أيام شهر واحد. وفريضة الحج أتأخذ منك أكثر من رحلة واحدة في عمرك؟ فبالله عليك ماذا تفعل في الباقي من عمرك من بعد ذلك وهو كثير؟ إنك لا تأخذ أكثر من ساعة في اليوم للصلاة، ولا تأخذ أكثر من يوم في السنة لإخراج الزكاة، وتقضي شهرا في السنة تصوم نهاره. وتحج مرة واحدة في عمرك، فماذا تفعل في بقية الزمان، ستأكل وتلبس، ستطلب رغيف الخبز للطعام فمن الذي سيصنعه لك؟ إن هذا الرغيف يمر بمراحل حتى يصير لقمة تأكلها. ويحتاج إلى أكثر من علم وأكثر من حركة وأكثر من طاقة. إن المحل الذي يبيعه فقط ولا يخبزه يحتاج إلى واجهة من زجاج أو غيره، ولابد أن يعمل فيه من يذهب بعربته إلى المخبز ليحمل الخبز، وينقله إلى المحل ويبيعه وإذا نظرت إلى الفرن فسوف تجد مراحل عدة من تسليم وتسلم للدقيق، ثم إلى العجين، وإلي النار التي توقد بالمازوت، ويقوم بذلك عمال يحتاجون لمن يخطط لهم، وقبل ذلك كان الدقيق مجرد حبوب، وتم طحنها لتصير دقيقا، وهناك مهندسون يديرون الماكينات التي تطحن، ويعملون على صيانتها، وبعد ذلك الأرض التي نبت فيها القمح وكيف تم حرثها، وتهيئتها للزراعة، وريها، وتسميدها، وزرعها، وحصدها، وكيف درس القشر والسنابل، وكيف تتم تذريته من بعد ذلك، لفصل الحبوب عن التبن، وتعبئة الحبوب، إلى غير ذلك؟ انظر كم من الجهد أخذ رغيف الخبز الذي تأكله، وكم من الطاقات وكم رجال للعمل ، فكيف تستسيغ لنفسك أن يصنعوه لك، وأنت فقط جالس لتصلي وتصوم؟ لا، إياك أن تأخذ عمل غيرك دون جهد منك. مثال آخر، أنت تلبس جلبابا، كم أخذ هذا الجلباب من غزل ونسج وخيط؟ إذن فلا تقعد، وتنتفع بحركة المتحرك في الحياة، وتقول: أنا مخلوق للعبادة فقط، فليست هذه هي العبادة، ولكن العبادة هي أن تطيع الله في كل ما أمر، وأن تنتهي عن كل ما نهى في إطار قوله تعالى: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها" إن كل عمل يعتبر عبادة، وإلا ستكون "تنبلاً" في الوجود. والإيمان الحق يقتضي منك أن تنتفع بعملك ولا تعتمد على عمل غيرك. إن الحق سبحانه وتعالى قد استخلفنا في الأرض من أجل أن نعمرها. ومن حسن العبادة أن نتقن كل عمل وبذلك لا نقيم أركان الإسلام فقط، ولكن نقيم الأركان والبنيان معا. ونكون قد أدينا مسئولية الإيمان، وطابق كل فعل من أفعالنا قولنا: "لا إله إلا الله". ولقد عرفنا أن كلمة "الله" هي علم على واجب الوجود ، وهي الاسم الذي اختاره الله لنفسه وأعلمنا به، ولله أسماء كثيرة كما روى في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأل الله بكم اسم هو له أنزله في كتابه أو علمه أحداً من خلقه ـ أي خصه به ـ أو استأثر به في علم الغيب عنده، فلا تظنن أن أسماء الله هي كلها هذه الأسماء التي نعرفها، ولكن هذه الأسماء هي التي أذن الله سبحانه وتعالى بأن نعلمها. ومن الجائز، أو من لفظ الحديث نعلم أن الله قد يعلم بعضا من خلقه أسماء له، ويستأثر لنفسه بأسماء سنعرفها يوم القيامة حين نلقاه، وحين نتكلم عن الأسماء الأخرى نجد أنها ملحوظ فيها الصفة ، ولكنها صارت أسماء لأنها الصفة الغالبة، فإذا قيل: "قادر" نجد أننا نستخدم هذه الكلمة لوصف واحد من البشر، ولكن "القادر إذا أطلق انصرف إلى القادر الأعلى وهو الله. وكذلك "السميع"، و"البصير". و"العليم". إننا نجد أن بعضا من أسماء الله سبحانه وتعالى له مقابل، ومن أسماء الله الحسنى ما لا تجد له مقابلا. فإذا قيل "المحيي" تجد "المميت" و"المعز" تجد "المذل"، لأنها صفة يظهر أثرها في الغير، فهو مميت لغيره، ومعز لغيره، ومذل لغيره، لكن الصفة إن لم يوجد لها مقابل نسميها صفة ذات، فهو "حي" ولا نأتي بالمقابل إنما "محيي" نأتي بالمقابل وهو "المميت"، فهذه اسمها صفة فعل. فصفات الفعل يتصف بها وبمقابلها لأنها في الغير. لكن صفة الذات لا يتصف إلا بها. وحينما قال الحق: "الله" فهو سبحانه يريد أن يعطينا بعض تجليات الله في أسمائه، فقال: "الله لا إله إلا هو" ليحقق لنا صفة التوحيد، ويجب أن نعلم أن "إلا" هنا ليست أداة استثناء، لأنها لو كانت أداة استثناء فكأنك تنفي أن توجد آلهة ويكون الله من ضمن هذه الآلهة التي نفيتها وذلك غير صحيح. وإنما المراد أنه لا آلهة أبداً غير الله فهو واحد لا شريك له، وأنه لا معبود بحق إلا هو فكلمة "إلا" ليست للاستثناء وإنما هي بمعنى غير ، أي لا إله غير الله. وقد عرفنا أن هذه القضية معها دليلها، وإلا فلو كان هناك إله آخر لقال لنا: إنه موجود. لكن لا إله إلا هو سبحانه أبلغنا "الله لا إله إلا هو". وأعجبني ما قاله الدكتور عبد الوهاب عزام ـ رحمة الله عليه ـ وكان متأثرا بالشعر الباكستاني "إقبال" ، كان للشاعر إقبال شيء اسمه "المثاني"، أي أن يقول بيتين من الشعر في معنى، وبيتين من الشعر في معنى، وكان يغلب على شعر إقبال الفلسفة الإسلامية والفكر الإسلامي، وقد تأثر الدكتور عبد الوهاب عزام بشعر إقبال فجعل له مثاني أيضا يناظر فيها "إقبال"، فيقول: إنمـا التـوحـيـد إيجـاب وسـلـب وفيـهـما للنفـس عـزم ومضـاء وقوله: "إنما التوحيد إيجاب وسلب" هو قول متأثر بالقضية الكهربية. فيقول: إنما التوحيد إيجاب وسلب فيهما للنفس عزم ومضاء. فأنت عندما تقول "لا إله"، فـ"لا" للنفي، وعندما تكمل قولك: "إلا الله" فـ"إلا" للإثبات، ويكمل الدكتور عزام قوله: لا وإلا قوة قاهرة. فهما في القلب قطبا الكهرباء كأن الكهرباء تأتي بأنك تسلب وتوجب. فالإيجاب في "إلا" والسلب في "لا". ومادام فيه إيجاب وسلب، إذن ففيه شرارة كهرباء. "الله لا إله إلا هو الحي القيوم"، و"الحي" هو أول صفة يجب أن تكون لذلك الإله، لأن القدرة بعد الحياة، والعلم بعد الحياة. فكل صفة لابد أن تأتي بعدها الذكر وإلا فليست صفة من صفات الله أسبق من صفة ولا متقدمة عليها فكلها قديمة لا أول لها، فلو كان عدماً فكيف تأتي الصفات على العدم؟ ، وكلمة "حي" عندما نسمعها نقول: ما هو الحي؟. إن الفلاسفة قد احتاروا في تفسيرها. فمنهم من قال: الحي هو الذي يكون على صفة تجعله مدركاً إن وجد ما يدرك. كأن الفيلسوف الذي قال ذلك: يعني بالحياة حياتنا نحن، وما دوننا كأنه ليس فيه إدراك. ونقول لصاحب هذا الرأي: لا، إن أردت الحياة بالمعنى الواسع الدقيق فلابد أن تقول: الحياة هي أن يكون الشيء على الصفة التي تبقى صلاحيته لمهمته هذا هو ما يجب أن يكون عليه التعريف، فـ"الحي": هو الذي يكون على صفة تبقى له صلاحيته لمهمته، مثال ذلك النبات مادمت تجده ينمو، إذن ففيه حياة تبقى له صلاحية مهمته. فلو قطع لانتهت الصلاحية. ومثال الإنسان عندما يموت تنتهي صلاحيته لمهمته والعناصر الجامدة عندما تأتي مع بعضها تتفاعل، هذا التفاعل فرع وجود الحياة لكنها حياة مناسبة لها وليست مثل حياتنا. أنت مثلاً ترى "الزلط" الناعم الأملس، تجده على مقدار واحد؟ لا، إن أشكاله مختلفة، وهذا دليل على أن هناك مراحل للحجر الواحد منها ولو استمرت تلك الأحجار في بيئتها الطبيعية فلاشك أن هذه الكبيرة تتفتت يوماً وتصير صغيرة ثم تكبر مرة أخرى، لكن الإنسان حين يستخدم هذه الأحجار تكون قد خرجت من بيئتها ومن حكمة الله أنه لا يوجد شيء تنتهي جدواه أبداً، بل هو سبحانه يهيئ لكل شيء مهمة أخرى إذن فكل كائن يكون على صفة تبقى له صلاحيته لمهمة، وتكون له حياة مناسبة لتلك المهمة. نحن لا نأتي بهذا الكلام من عندنا، ولكن نأتي بهذا الكلام لأننا نقرأ القرآن بإمعان وتدبر، ونقول: ماذا يقابل الحياة في القرآن؟ إنه الهلاك بدليل أن الله قال:
{ليهلك من هلك عن بينةٍ ويحيى من حي عن بينةٍ } (من الآية 42 سورة الأنفال)
إذن فالحياة مقابلة للهلاك. و"الحي" غير هالك. والهالك لا يكون حياً، ويقول تعالى في الآخرة:
{كل شيء هالك إلا وجهه } (من الآية 88 سورة القصص
[center]منقوووول [/center] | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الأحد 23 مايو 2010, 4:59 pm | |
| نكمل ما قد بدانا ذلك أن كل الأجناس من أعلاها إلى أدناها، سواء الإنسان، أو الملائكة، أو الحيوان أو النبات، كلها ستكون هالكة، ومادام كل شيء سيهلك يوم القيامة فكأنه لم يكن هالكاً قبل ذلك، وله حياة مناسبة له. أليست الحجارة شيئاً، وستدخل في الهلاك يوم القيامة؟. إذن فهي قبل ذلك غير هالكة. لكننا نحن البشر لا نفطن إلى ذلك ونفهم الحياة فقط على أنها الحس والحركة الظاهرة. مع أن العلماء قد أثبتوا أنه حتى الذرة فيها دوران، ولها حياة. وأنت عندما تنظر بالمجهر على ورقة من النبات، وترى ما بها من خضر وخلايا، وتشاهد العمليات التي تحدث بها، وتقول: هذه حياة أرقى من حياتنا، وأدق منها. إذن فكل شيء له حياة، إياك أن تظن أنك أنت الذي تهلكها، فعندما تأتي بحجر وتدقه أو تضعه في الفرن لتصنع الجير؛ إياك أن تقول: إنك أذهبت من الأحجار الحياة المناسبة لها، أنت فقط قد حولت مهمتها من حجر صلب، وصارت لها مهمة أخرى، فالمسائل تتسلسل إلى أن يصير لكل شيء في الوجود حياة تناسب المهمة التي يصلح لها. وانظر إلى مهمة الحق، ما شكلها؟ إنها الحياة العليا، وهو الحي الأعلى وحي لا تسلب منه الحياة، لأن أحدا لم يعطه الحياة، بل حياته سبحانه ذاتية، فهذا هو الحي على إطلاقه. إذن فالحي على إطلاقه هو الله والحق سبحانه وتعالى قال: "الله لا إله إلا هو الحي" وأثر صفة هذه موجود في كل الصفات الأخرى فقال: "القيوم". والقيوم هو صفة مبالغة في قائم. ومثلها قولنا: "الله غفور" لكن ألا يوجد غافر؟ يوجد غافر، لكن "غفور" هي صفة مبالغة. وقد يقول قائل: هل صفات الله فيها صفة قوية وأخرى ضعيفة؟. نقول: لا، فصفات الله لا يصح أن توصف بالضعف أو بالقوة، صفات الله نظام واحد . وحتى نفهم ذلك فنضرب هذا المثل ـ ولله المثل الأعلى ـ نحن نقول: كلنا نأكل كي نستبقي حياتنا، فكل واحد منا "آكل"، لكن عندما نقول: فلان أكول، فمعنى ذلك أنه أخذ صفة الأكل التي كلنا شركة فيها وزاد فيها فنقول عليه: "أكال" أو "أكول". من أي ناحية تأتي هذه الزيادة؟ قد تأتي الزيادة من أنك تأكل في العادة رغيفا وهو يأكل رغيفين أو ثلاثة، إذن فالحدث له في الأكل أثر كبير، فنقول عليه: أكول. وقد يأكل معك رغيفا في الوجبة الواحدة، لكنه يأكل خمس وجبات بدلا من ثلاث وجبات؛ فيكون أيضا أكولا، إذن فـ"أكول" إما مبالغة في الحدث نفسه وإما بتكرار الحدث. ونحن ننظر إلى صفات الله ونقول: إنها لا تحتمل القوة والضعف في ذات الحدث، إنما في تكررها بالنسبة للمخلوقين جميعاً، فاله غافر لهذا، وغافر لذاك، وغافر لكل عاص يتوب، إذن فالحدث يتكرر، فيكون "غفوراً" وغفارا". وهذا ما يحل لنا الإشكال في كثير من الأمور، فعندما يقول سبحانه:
{وما ربك بظلام للعبيد } (من الآية 46 سورة فصلت)
فنحن هنا نجد قضية لغوية تقول: إنك إذا جئت بصيغة المبالغة، وأثبتها، تكون الصيغة الأخرى الأقل منها ثابتة بالضرورة، مثال ذلك عندما نقول: فلان "علام" أو "عالم"، فمادمت أثبت له الصفة القوية؛ تكون الصفة الضعيفة موجودة، لكن إذا نفيت الصفة المبالغ فيها قد تكون الصفة الأخرى موجودة، فهو ليس "علامة" لكنه قد يكون "علاماً" أو عالما"، فإذا قلت: فلان "علامة" فقد أثبت له الأدنى أيضاً، فيكون "علاما" أو "عالما". لكن إذا نفيت عنه "علامة" انتفى عنه الباقي؟ لا، إذن فنفي الأكثر لا ينفي الأقل. لكن إذا أثبت الأكثر ثبت الأقل، وإذا نفيت الأكثر فلن ينتفي الأقل، فإذا قلت: الله ليس بظلام للعبيد، نفيت الأكثر. صحيح أنه غير مبالغ في الظلم، فهل يمكن أن يكون ظالماً؟ على حسب ما قلنا: إذا نفينا الأكثر لا ينتفي الأقل نقول:لا، لأننا هنا يجب أن نأخذ القضية الأولى في أن المبالغة في الحدث والمبالغة في الفعل تأتي مرة في ذات الحدث، ومرة في تكرار الحدث؛ فيكون معاذ الله ـ ظلاماً، ولذلك لم يقل: بظلام للعبد، بل قال: بظلام للعبيد. إذن فهذا العبد يحتاج ظالماً، والعبد الآخر يحتاج ظالماً، وذاك يحتاج ظالماً! فعندما يظلم كل هؤلاء يكون ظلاماً، ولذلك نفاها سبحانه وقال: "وما ربك بظلام للعبيد". والحق هنا يقول: "قيوم" وهذه صفة مبالغة من قائم، فالأصل فيها: القائم على أمر بيته، والقائم على أمر رعيته، والقائم على أمر المدرسة، والقائم على أمر هذه الإدارة، ومعنى قائم على أمرها: أنه متولي شئونها، فكأن القيام هو مظهر الإشراف. فنحن لا نقول: "قاعد على إدارتها". وعندما نقول" قيوم" فمعناها أنه أوسع في القيام. كيف جاء هذا الاتساع؟. لأن القائم قد يكون قائماً بغيره، لكن حين يكون قائما بذاته، وغيره يستمد قيامه منه ، فهو قائم على كل نفس وهو سبحانه القائل:
{أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد "33" } (سورة الرعد)
إن المشركين قد بلغو السفه في جحودهم فجعلوا لله شركاء في العبادة، فهل يستطيع أحد أن يبلغ تلك المرتبة العالية، مرتبة خلق العالم والقيام على كل أمر فيه، صغر أو كبر؟. إنه الحافظ المراقب لكل نفس، العالم بكل ما خفي وظهر، وهذه الأوثان لا تضر ولا تنفع، فكيف تتوهمون يا من أشركتم بالله له نداً، إن الحق منزه عن ذلك بقيامه على كل نفس وكل الخلق . لكن أهل الضلال أغواهم ضلالهم فلم يعد لهم هاد بعد الله. إن الحق سبحانه قائم بذاته، وقائم على غيره. 0 والغير إن كان قائما إنما يستمد منه القيام . فلابد أن يكون "قيوماً"، ومن قيومته أنه "لا تأخذه سنة ولا نوم"، وقيل في كتب العلم: إن قوم بني إسرائيل سألوا موسى عليه السلام: أينام ربنا؟. فأوحى الله إليه: أن آت بزجاجتين وضعهما في يد إنسان، ودعه إلى أن ينام، ثم انظر الجواب. فلما وضع في يده الزجاجتين ونام. انكسرت الزجاجتان فقال: هو كذلك، هو قائم على أمر السماء والأرض، ولو كانت تأخذه سنة أو نوم لتحطمت الدنيا. وهو سبحانه "لا تأخذه سنة ولا نوم". و"السنة" هي أول ما يأتي من النعاس؛ أي النوم الخفيف، فالواحد منا يكون جالساً ثم يغفو ، لكن النوم هو "السبات العميق"، فلما قال: "لا تأخذه سنة" قالوا: إنه يتغلب على النوم الخفيف لكن؛ هل يقدر على مقاومة النوم العميق؟. فقال الحق عن نفسه: "لا تأخذه سنة ولا نوم". وعرفنا أن السنة هي: النعاس الذي يأتي في أول النوم، ومظهرها يبدو أولا في العين وفي الجفن، فعندما يذهب إنسان في النوم؛ فإن أثر ذلك يظهر في عينيه، ولذلك يقولون: إن العين هي الجارحة التي يمكن أن تعرف بها أحوال الإنسان، وقد اكتشفوا في عصرنا الحديث أن الشرايين لا يمكن أن يعرفوا حالتها بالضبط إلا من العين. فالفتور الذي يأتي في العين أولاً هو السنة أو مقدمات النوم ونسميه: النعاس. "ولا تأخذه سنة ولا نوم" أتريدون تطميناً من إله لمألوه، ومن معبود لعابد، ومن خالق لمخلوق أكثر من أنه يقول للعابد المخلوق: "نم أنت ملء جفونك، واسترح؛ لأن ربك لا ينام". ماذا تريد أكثر من هذا؟ هو سبحانه يعلم أنه خلقك، وأنك تحتاج إلى النوم، وأثناء نومك فهناك أجهزة في جسمك تعمل. أإذا نمت وقف قلبك؟ أإذا نمت انقطع نفسك؟ أإذا نمت وقفت معدتك من حركتها الدودية التي تهضم؟ أإذا نمت توقفت أمعاؤك عن امتصاص المادة الغذائية؟ لا، بل كل شيء في دولابك يقوم بعمله. فمن الذي يشرف على هذه العمليات لو كان ربك نائما؟ إذن فأنت تنام وهو لا ينام. وبالله هل هذه عبودية تذلنا أو تعزنا؟ إنها عبودية تعزنا؛ فالذي نعبده يقول: ناموا أنتم؛ لأنني لا تأخذني سنة ولا نوم. وإياك أن تفهم أنه لا تأخذه سنة ولا نوم، وأن شيئا في كونه يخرج على مراده، لا؛ لأن كل ما في السماوات والأرض له، فلا شيء ولا أحد يخرج عن قدرته. ولذلك يقول الحق: "له ما في السماوات وما في الأرض". ويتابع سبحانه بقوله: "من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه" إنه سبحانه وتعالى يوضح: أنا أعطيتك الراحة في الدنيا، وحتى الكافر جعلته يتنعم بنعمي، ولم اجعل الأسباب تضن عليه، وأعطيته مادام قد اجتهد في تلك الأسباب مما يدل على أنني ليس عندي محاباة ، قلت للأسباب: يا أسباب من يحسنك يأخذك ولو كان كافرا بي. لكنه سيأتي يوم القيامة وليس للكافر إلا العذاب، لأنه مادام قد عمل في الدنيا واحسن عملا فقد أخذ جزاءه، فإياكم أن تظنوا كما قالوا: "هؤلاء شفعاؤنا عند الله"، وجاء فيهم قول الحق:
{ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون "18" } (سورة يونس) إن هؤلاء الذين افتروا على الله بالشرك به، واتخذوا أصناما باطلة لا تضرهم ولا تنفعهم. يقولون عن هذه الأصنام: إنها تشفع لهم عند الله في الآخرة، ويأمر الحق سبحانه رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أن يبلغ المشركين: قل لهم يا محمد: هل تخبرون الله بشريك لا يعلم الله له وجودا في السماوات ولا في الأرض، وهو الخالق لكل ما في السماوات والأرض ومنزه سبحانه عن أن يكون له شريك في الملك. لقد أرادوا أن يخلوا بقضية التوحيد ويجعلوا لله شركاء ويقولون: إن هؤلاء الشركاء هم الذين سيشفعون لنا عند الله. فيقول الحق سبحانه: إن الشفاعة ليست حقا لأحد. ولكنها عطاء من الله، لذلك يقول: "من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه".
| |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الأحد 23 مايو 2010, 5:05 pm | |
| ويقول الحق: "يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم". ساعة يتعرض العلماء إلى: "ما بين أيديهم وما خلفهم" يشرحون لنا أن ما بين اليدين أي ما أمامك، وما خلفك أي ما وراءك، وما بين يدي الإنسان يكون: مواجها لآلة الإدراك الرائدة وهي العين ، فهو أمر يشهد . والذي في الخلف يكون غيبا لا يراه، كأن ما بين اليد يراد به المشهود والذي في الخلف يراد به الغيب، فهو "يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم" أي يعلم مشهدهم وغيبهم ، ويطلق "ما بين اليد" إطلاقا آخر. إننا قد نسأل عما بين يديك. هل هو مواجه لك أو غير مواجه؟ فلو كان أمامك بشر، فهل هم قادمون إليك أو راحلون عنك؟ إنهم إن كانوا راحلين عنك فقد سبقوك وقد جئت أنت من بعدهم، ومن وراءك سيأتي من بعدك. أي أن الحق سبحانه يخبرنا أنه يعلم الماضي والمستقبل. فمرة يعلم الحق ما بين أيديهم، أي العالم المشهود ويسمونه "عالم الملك"، وما خلفهم أي الغيب، ويسمونه "عالم الملكوت". إنه يعلم المشهود لهم والخفي عنهم. وكما يقول الحق:
{وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين "59" } (سورة الأنعام)
إن عند الله علم جميع الغيب ويحيط علمه بكل شيء ، ولا تخفى عليه خافية. إنها إحاطة من كل ناحية. "يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء". إنه الحق يعلم مطلق العلم. وكون الحق يعلم فإن ذلك لا ينفي أن يكون غيره يعلم أيضا، لكن علم البشر هو بعض علم موهوب من الخالق لعباده. فعندما يقول واحد: أنا أقول الشعر. فهل منع ذلك القول أحداً آخر من أن يقول الشعر؟ لا. إنه لم يقل: ما يقول الشعر إلا أنا. ويقول سبحانه: "ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء"، و"العلم" هو الصفة التي تعلم الأشياء على وفق ما هي عليه، هذا هو العلم. وصفة الله وعلمه أعظم من أن يحاط بهم، لأنها لو أحيطت لحددت، وكمالات الله لا تحدد، مثلما ترى شيئا يعجبك فتقول: هذه قدرة الله، هل هي قدرة الله أو مقدور الله؟ إنها مقدور الله أي أثر القدرة، فعندما يقول: "ولا يحيطون بشيء من علمه" أي من معلومه. "ويحيطون" هي دقة في الأداء، لأنك قد تدرك معلوما من جهة وتجهله من جهات، فأوضح سبحانه: أنك لا تقدر أن تحيط بعلم الله أو قدرته؛ لأن معنى الإحاطة أنك تعرف كل شيء، مثل المحيط على الدائرة، لكن ذلك لا يمنع أن نعلم جزئية ما، ونحن نعلم بما آتانا الله من قوانين الاستنباط، فهناك مقدمات نستنبط منها نتائج، مثل الطالب الذي يحل مسألة جبر، أو تمرين هندسة، أيعلم هذه الطالب غيبا؟ لا، ولكنه يأخذ مقدمات موضوعة له ويصل إلى نتائج معروفة سلفا لأستاذه. وأنت لا تحيط بعلم إلا بما شاء لك الله أن تحيط، "لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء". وقول الله: "إلا بما شاء" هو إذن منه سبحانه بأنه سيتفضل على خلقه بأن يشاء لهم أن يعلموا شيئا من معلومه، وكان هذا المعلوم خفيا عنهم ومستورا في أسرار الكون، ثم يأذن الله للسر أن ينكشف، وكل شيء اكتشفه العقل البشري، كان مطمورا في علم الغيب وكان سرا من أسرار الله، وبعد ذلك أذن الله للسر أن ينكشف فعرفناه ، بمشيئته سبحانه. فكل سر في الكون له ميلاد كالإنسان تماما، أي أن له ميعادا يظهر فيه، وهذا الميعاد يسمى مولد السر.
لقد كان هذا السر موجودا وكان العالم يستفيد منه وإن لم يعلمه. لقد كنا نحن نستفيد ـ على سبيل المثال ـ من قانون الجاذبية ولم نكن نعلم قانون الجاذبية، وكذلك النسبية كنا نستفيد منها ولم نكن نعلمها، وهذا ما يبينه لنا الحق في موضع آخر من القرآن الكريم، قال تعالى:
{سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد "53"} (سورة فصلت)
مادام قال سبحانه: "سنريهم"، فهذا يعني أنه سبحانه سيولد لنا أسراراً جديدة، وهذا الميلاد إيجاداً وإنما هو إظهار، ولذلك يقول الناس عن الأسرار العلمية: إنها اكتشافات جديدة، لقد تأدبوا في القول مع أن كثيرا منهم غير متدينين، قالوا: اكتشفنا كذا، كأن ما اكتشفوه كان موجودا وهم لا يقصدون هذا الأدب. إنما هي جاءت كذلك، أما المؤمنون فيقولون: لقد أذن الله لذلك السر أن يولد. وقوله: "لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء" فيه تحد واضح. فحتى إذا اجتمع البشر مع بعضهم فلن يحيطوا بشيء إلا بإذنه. وهذا تحد للكل حين يشاء سبحانه أن يجد إظهار سر في الوجود، فهذا السر يولد ، وقد يكون إظهار السر موافقا لبحث الناس مثل العالم الذي يجلس في معمله ليجرب في العناصر والتفاعلات، ويهتدي لهذه وهذه، إنه يتعب كثيرا كي يعرف بعضا من الأسرار ، ونحن لا ندري بتعبه وجهده إلا يوم أن يكشف سره. لقد أخذ المقدمات التي وضعها الله في الكون حتى إذا تتبعناها نصل إلى سره ، مثلما نريد أن نصل إلى الولد فنتزوج حتى يأتي، وقد يأذن الله مرارا كثيرة أن يولد السر بدون أن يشتغل الخلق بمقدماته، لكن ميعاد ميلاد السر قد جاء ولم ينشغل العلماء بمقدماته؛ فيخرجه الله لأي مخترع كنتيجة لخطأ في تجربة ما. وعندما نبحث في تاريخ معظم الاكتشافات نجدها كذلك، لقد جاءت مصادفة، فهناك عالم يبحث في مجال ما، فتخرج له حقيقة أخرى كانت مخفية عنا جميعا. لقد جاء ميعاد ميلادها على غير بحث من الخلق، فجاء الله بها في طريق آخر لغيرها، وفي بعض الأحيان يوفق الله عالما يبحث المقدمات ويكشف له السر الذي يبحث عنه. إذن، فـ"لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء" تعني أن الإنسان قد يصادف السر بالبحث، ومرة يأتي سر آخر في مجال البحث عن غيره، فالله لا يضن بكشف السر حتى لو لم يشتغلوا به ونسميها نحن ـ مصادفة ـ إن كل شيء يجري في الكون إنما يجري بمقدار، وهذا هو الذي يفرق لنا بين معرفة غيب كان موجودا وله مقدمات في كون الله نستطيع أن نصل إليه بها، وشيء مستور عند الله ليست له مقدمات؛ إن شاء سبحانه أعطاه من عنده تفضلا؛ من باب فضل الجود لا بذل المجهود وهو سبحانه يفيضه في "المصادفة" هنا ويفيضه فيما لا مقدمات له على بعض أصفيائه من خلقه ، ليعلم الناس جميعا أن لله فيوضات على بعض عبيده الذين والاهم الله بمحبته وإشراقاته وتجليه. لكن هل هذا يعني أن باستطاعتنا أن نعرف كل الغيب؟ لا، فالغيب قسمان: غيب جعل الله له في كونه مقدمات، إن استعملناها نصل إليه، ككثير من الاكتشافات، وإذا شاء الله أن يولد سر ما ولم نبحث عنه فهو يعطيه لنا "مصادفة" من باب فيض الجود لا بذل المجهود. ونوع آخر من الغيب ليست له مقدمات، وهذا ما استأثر الله بعلمه إلا أنه قد يفيض به على بعض خلقه كما يقول سبحانه:
{عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا "26" إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا "27" } (سورة الجن)
إن الله هو عالم الغيب فلا يطلع أحدا من خلقه على غيبه إلا من ارتضاه واصطفاه من البشر، لذلك فلا أحد يستطيع أن يتعلم هذا اللون من الغيب. ولذلك فلا يوجد من يفتح دكانا لعلم الغيب يذهب إليه الإنسان ليسأله عن الغيب. إن الحق يقول:
{وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين "59"} (سورة الأنعام) | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الأحد 23 مايو 2010, 5:07 pm | |
| وهو سبحانه لا يعطي المفتاح لأحد من خلقه. وقد يريد الله أن يعطي لواحد كرامة ، فأعطاه كلمة على لسانه قد يكون هو غير مدرك لها! فيقول: من يسمح هذا القول وينتفع به. فلان قال لي: كذا وكذا .. يا سلام! وهذا فيض من الله على عبده حين يبين الله لنا أنه يوالي هؤلاء العباد الصالحين. وقوله الحق: "ولا يحيطون بشيء" نجد أن كلمة "شيء" تعني أقل القليل. وقوله سبحانه: "من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض" يعلمنا أن الحق فيما يتكلم به عن نفسه ولخلقه فيه نظائر، كالوجود، هو سبحانه موجود وأنت موجود، كالغني هو غني وأنت غني، كالعلم هو عالم وأنت تكون عالماً، فهل نقول: إن الصفة لله كالصفة عندنا؟ لا، كذلك كل ما يرد بالنسبة للغيب فيما يتعلق بالله إضافة أو وصفاً؛ لا تأخذها بالمناسب عندك؛ بل خذها في إطار "ليس كمثله شيء". فإذا قيل لله يد، قل: هو له يد كما أن له وجودا؛ وبما أن وجوده ليس كوجودي فيده ليست كيدي بل افهمها في إطار "ليس كمثله شيء"، فإذا قال: "وسع كرسيه" نقول: هو قال هذا، ومادام قال هذا فسنأخذ هذه الكلمة في إطار "ليس كمثله شيء". فلا تقل له كرسي وسيقعد عليه مثلنا، لا. لقد وجدنا من قال: أين يوجد الله؟!! متى وجد؟!! وقلنا ونقول: "متى" و"أين" لا تأتي بالنسبة لله، إنها تأتي بالنسبة لكم أنتم، لماذا؟ لأن "متى" زمان و"أين" مكان. والزمان والمكان ظرفان للحدث، فالشيء الحادث هو الذي له زمان ومكان، مثال ذلك أن أقول: "أنا شربت" ومادام قد حدث الشرب فيكون له زمان ومكان ، لكن هب أنني لم أشرب، أيكون هناك زمان أو مكان! لا، فمادام الله ليس حدثاً فليس متعلقاً به زمان أو مكان، لأن الزمان والمكان نشأ عندما خلق الله وأحدث هذا الكون، فلا تقل: "متى" لأن "متى" خلقت به، ولا تقل "أين" لأن أين خلقت به ولأن "متى" و"أين" ظرفان؛ هذه للزمان، وهذه للمكان، والزمان والمكان فرعا الحديث. وعندما يوجد حدث فقل زمان ومكان. اذن فمادام الله ليس حدثاً، فإياك أن تقول فيه متى، وإياك أن تقول فيه أين، لأن "متى" و"أين" وليدة الحدث. وقوله الحق: "وسع كرسيه" نأخذه ـ كما قلنا في إطار "ليس كمثله شيء"، الكرسي: في اللغة من الكرس. والكرس هو:التجميع، ومنه الكراسة وهي عدة أوراق مجمعة، وكلمة "كرسي" استعملت في اللغة بمعنى الأساس الذي يبنى عليه الشيء، فمادة "الكرسي" (الكاف والراء والسين) تدل على التجميع وتدل على الأساس الذي تثبت عليه الأشياء؛ فنقول: اصنع لهذا الجدار كرسيا، أي ضع لهذا الجدار أساساً يقوم عليه. وتطلق أيضا على القوم والعلماء الذين يقوم بهم الأمر فيما يشكل من الأحداث، والشاعر العربي قال: "كراسي في الأحداث حين تنوب" أي يعتمد عليهم في الأمور الجسيمة. وحين ينسب شيء من ذلك للحق سبحانه وتعالى. فإن السلف لهم فيها كلام والخلف لهم فيها كلام، والسلف يقولون: كما قال الله نأخذها ولكن نضع كيفيتها وتصورها في إطار "ليس كمثله شيء"، وبعضهم قال: نؤولها بما يثبت لها صفة من الصفات، كما يثبتون قدرة الحق بقوله الحكيم:
{يد الله فوق أيديهم } (من الآية 10 سورة الفتح)
أي أن قدرة الله فوق قدرتهم، وكما قال سبحانه عن قدرته في الخلق:
{والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون "47" } (سورة الذاريات)
إن كمال قدرة الله أحكمت خلق السماء، والحق سبحانه مقدس ومنزه عن أن يتصور المخلوق كلمة "يد" بالنسبة لله. ونحن نقول: الله قال ذلك، ونأخذها من الله؛ لأنه أعلم بذاته وبنفسه، ونحيلها إلى ألا يكون له شبيه أو نظير، كما أثبتنا لله كثيرا من الصفات، في خلق الله مثلها ومع ذلك نقول: علمه لا كعلمنا، وبصره لا كبصرنا، فلماذا يكون كرسيه مثل كرسينا؟. فتكون في إطار "ليس كمثله شيء". والعلماء قالوا عن الكرسي: إنه ما يعتمد عليه، فهل المقصود علمه؟ . نعم. وهل المقصود سلطانه وقدرته؟. نعم، لأن كلمة "كرسي" توحي بالجلوس فوقه، والإنسان لا يجلس عن قيام إلا إذا استتب له الأمر، ولذلك يسمونه "كرسي الملك"؛ لأن الأمر الذي يحتاج إلى قيا وحركة لا يجعلك تجلس على الكرسي، فعندما تقعد على الكرسي، فمعنى ذلك أن الأمر قد استتب، إذن فهو بالنسبة لله السلطان، والقهر، والغلبة، والقدرة. أو نقول: مادام قال: "وسع كرسيه السماوات والأرض" فوسع الشيء أي: دخل في وسعه واحتماله. "والسماوات والأرض" نحن نفهمها أنها كائنات كبيرة بالنسبة لنا، إنه سبحانه يقول:
{لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون "57" } (سورة غافر) وعندما يقول: إن الكرسي وسع السماوات والأرض، إذن، فهو أعظم من السماوات والأرض أي دخل في وسعه السماوات والأرض. ولذلك يقول أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: (سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الكرسي فقال: يا أبا ذر ما السماوات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة. وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة). والبشرية بكل ما وصلت له من إنجازات علمية قد وصلت إلى القمر فقط وهو مجرد ضاحية من ضواحي الأرض، ومفصولة عنا بمسافة تقاس بالثواني الضوئية، ولقد تعودنا في حياتنا أن نستخدم وحدات الميل والكيلومتر لقياس الأطوال والأبعاد الكبيرة، لكننا اكتشفنا أن هذه الوحدات ليست ذات نفع في قياس أبعاد النجوم؛ لأننا نعرف مثلا أن الشمس تبعد عن الأرض ثلاثة وتسعين مليونا من الأميال، ولكن عندما نريد أن نرصد المسافة بيننا وبين أحد النجوم فلسوف نضطر إلى استخدام أعداد كثيرة من الأصفار أمام رقم ما، وهذا يجعل التعبير غير عملي، ولهذا السبب وضع علماء الفلك وحدة ملائمة لقياس أبعاد النجوم وهي ما نسميه السنة الضوئية. ونحن نعرف أن سرعة الضوء حوالي ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية. ولذلك فقياس أي مسافة بيننا وبين أي نجم في السماء أمر يحتاج إلى حسابات دقيقة وكثيرة ودراسة علوم متعددة. فالشمس بيننا وبينها ثلاثة وتسعون مليوناً من الأميال ويصلنا ضوؤها في خلال ثماني دقائق وثلث الدقيقة. والشعري اليمانية وهي ألمع نجوم السماء يصل إلينا ضؤوها في تسع سنوات ضوئية. إذن فالسنة الضوئية هي وحدة لقياس المسافات الفلكية. ونحن نذهل عندما نعرف أن بعض النجوم يصل ضؤوها إلينا في خمسين سنة ضوئية!! كل ذلك ونحن لم نصل بعد إلى السماء الدنيا، فما بالنا ببقية السماوات؟ إذن فحدود ملك الله فوق تصورنا. ولنا أن نعرف أي تكريم من الحق للمؤمنين حين يصور لنا ضخامة الحياة يقول سبحانه:
{سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم "21"} (سورة الحديد) | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الأحد 23 مايو 2010, 5:09 pm | |
| هذه هي الجنة التي أعدها الله للمؤمنين بالله ورسله الذين يسارعون إلى طلب غفران الله. فإذا كان عرض الجنة هو السماوات والأرض، فما طولها إذن؟ وكم يكون بعدها؟ والعرض كما نعرف هو أقل البعدين. إذن يجب أن نفهم أن هناك عوالم أخرى غير السماء والأرض ، لكن عيوننا لا تبصر فقط إلا ما أراده الحق لنا من السماء والأرض، ولذلك فعندما نسمع قول الحق: "وسع كرسيه السماوات والأرض" فلنا أن نتخيل أي عظمة هي عظمة كرسي ذي الجلال والإكرام. إن الحق يقول: "وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما"، ومعنى أده الشيء، أي أثقله. وحتى نفهم ذلك هب أن إنسانا يستطيع أن يحمل عشرة كيلوجرامات، فإن زدنا هذا الحمل إلى عشرين من الكيلوجرامات فإن الحمل يثقل عليه ، ويجعل عموده الفقري معوجا حتى يستطيع أن يقاوم الثقل. فإن زدنا الحمل أكثر فقد يقع الرجل على الأرض من فرط زيادة الوزن الثقيل. إذن فمعنى "ولا يؤوده حفظهما" أي أنه لا يثقل على الله حفظ السماوات والأرض. إن السماء والأرض وهما فوق اتساع رؤية البشر ؛ فقد وسعهما الكرسي الرباني. وقال بعض المفسرين: إذا كان الكرسي لا يثقل عليه حفظ السماوات والأرض فما بالنا بصاحب الكرسي!!؟ هاهو ذا الحق سبحانه وتعالى يطمئنا فيقول:
{إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا "41" } (سورة فاطر)
إنه الحق وحده سبحانه وتعالى الذي يحفظ السماوات والأرض في توازن عجيب ومذهل، ولئن قدر لهما أن تزولا. فلن يحفظهما أحد بعد الله، أي لا يستطيع أحد إمساكهما؛ فهما قائمتان بقدرة الواحد القهار، وإذا أراد الله أن تزولا فلا يستطيع أحد أن يمسكهما ويمنعهما من الزوال. وإذا كانت هذه الأشياء الضخمة من صنع الله وهو فوقها، فإنه عندما يصف نفسه بأنه "علي" و"عظيم" فذلك أمر طبيعي. إن الحق سبحانه وتعالى يعطينا تذييلاً منطقياً يقتضيه ما تقدمت به الآية الجليلة: آية الكرسي، إنه الحق يقول: "وهو العلي العظيم" وكلمة "علي" صيغة مبالغة في العلو. و"العلي" هو الذي لا يوجد ما هو أعلى منه فكل شيء دونه. هذه الآية الكريمة التي نحن بصددها نعرفها بآية الكرسي؛ لأن كلمة "الكرسي" هي الظاهرة فيها. وكلمة "الكرسي" فيها: تعني السلطان والقهر والقدرة والملكية وكلها مأخوذة من صفات الحق جل وعلا. إنه لا إله إلا هو. إنه الحي. إنه القيوم. إنه الذي لا تأخذه سنة ولا نوم . والشفاعة عنده مأذون فيها بإرادته هو وحده وليس بإرادة سواه. وهو العليم بكل شيء، الذي يسع كرسيه السماوات والأرض وهو العلي فلا أعلى منه، وهو العظيم بمطلق العظمة. وتتجمع كل هذه الصفات لتضع أمامنا أصول التصور في العقيدة الإيمانية، وقد وردت فيها أحاديث كثيرة، ومنها نستخلص أنها آية لها قدرها ومقدارها عند الله. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو الطعام فأخذته وقلت والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني محتاج، وعلى عيال، ولي حاجة شديدة. قال: فخليت عنه، فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ـ يا أبا هريرة: "ما فعل أسيرك البارحة"؟ قال: قلت يا رسول الله: شكا حاجة شديدة وعيالا، فرحمته، فخليت سبيله، قال: "أما إنه كذبك وسيعود" فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ إنه سيعود، فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: دعني فإني محتاج، وعلي عيال لا أعود، فرحمته وخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة: "ما فعل أسيرك"؟ فقلت يا رسول الله: شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال: "أما إنه قد كذبك وسيعود" فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ، قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت: ما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" حتى تخم الآية؛ فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما فعل أسيرك البارحة"؟ قلت يا رسول الله: زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال: "ما هي" قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم "الله لا إله إلا هو الحي القيوم"، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، وكانوا (أي الصحابة) أحرص شيء على تعلم الخير ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما أنه قد صدقك وهو كذوب ، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قال: لا، قال صلى الله عليه وسلم: "ذاك الشيطان". وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سورة البقرة فيها سيدة آي القرآن لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منه ـ آية الكرسي". وعن أبي أمامه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ دبر كل صلاة آية الكرسي لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت". وعن علي كرم الله وجهه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأها ـ يعني آية الكرسي ـ حين يأخذ مضجعة آمنه الله تعالى على داره، ودار جاره، وأهل دويرات حوله". كل هذه المعاني قد وردت في أفضال هذه الآية الكريمة، وقد جلس العلماء يبحثون عن سر هذه المسألة فقال واحد منهم: انظروا إلى أسماء الله الموجودة فيها. وبالفعل قام أحد العلماء بحصر أسماء الله الحسنى فيها، فوجد أن فيها ستة عشر اسماً من أسماء الله، وبعضهم قال: إن بها سبعة عشر اسماً من أسماء الله الحسنى، وبعضهم قال أن فيها واحداً وعشرين اسماً من أسماء الله، كل ذلك من أجل أن يستنبطوا منها أشياء، ويعلموا فضل وفضائل هذه الآية الكريمة. والذين قالوا إن بها ستة عشر اسما من أسماء الله قالوا: إن بها اسم علم واجب الوجود "الله". واسم "هو" في لا إله إلا هو: هو الاسم الثاني. و"الحي" هو الاسم الثالث. و"القيوم" هو الاسم الرابع. وعندما ندقق في قول الحق "لا تأخذه سنة ولا نوم" نجد أن الضمير في "لا تأخذه عائد إلى ذاته ـ جل شأنه ـ.. و"له ما في السماوات وما في الأرض" فيها ضمير عائد إلى ذاته سبحانه وكذلك الضمائر في قوله: "عنده" و"بإذنه" و"يعلم" و"من علمه" و"بما شاء" و"كرسيه" كلها تعود إلى ذاته جل شأنه. و"لا يؤوده حفظهما" فيها ضمير عائد إلى ذاته كذلك. و"هو" في قوله سبحانه "وهو العلي العظيم" اسم من أسمائه تعالى. و"العلي" اسم من أسمائه جل وعلا. و"العظيم" كذلك اسم من أسمائه سبحانه وتعالى. لكن عالماً آخر قال: إنها سبعة عشر اسماً من أسماء الله؛ لأنك لم تحسب الضمير في المصدر المشتق منه الفعل الموجود بقوله: "حفظهما" إن الضمير في "هما" يعود إلى السماوات والأرض. و"الحفظ" مصدر. فمن الذي يحفظ السماوات والأرض؟ إنه الله سبحانه وتعالى، وهكذا أصبحوا سبعة عشر اسماً من أسماء الله الحسنى في آية الكرسي. وعالم ثالث قال: لا، أنتم تجاهلتم أسماء أخرى؛ لأن في الآية الكريمة أسماء واضحة للحق جل وعلا، وهناك أسماء مشتقة، مثال ذلك: الله لا إله إلا هو. الحي هو. القيوم هو. العلي هو. العظيم هو. ولكن العلماء قالوا ردا على ذلك: صحيح أنها أسماء مشتقة ولكنها صارت أعلاما . المهم أن في الآية الكريمة ستة عشر اسماً، وإن حسبنا الضمير المستتر في "حفظهما" نجد أنها سبعة عشر اسماً، وإذا حسبنا الضمير الموجود في المشتقات مثل "الحي هو" و"القيوم هو" و"العلي هو" و"العظيم هو". صارت أسماء الله الحسنى الموجودة في هذه الآية الكريمة واحداً وعشرين اسماً. إذن هي آية قد جمعت قدراً كبيرا من أسماء الله، ومن ذلك جاءت عظمتها. وهذه الآية الكريمة قد بينت ووضحت قواعد التصور الإيماني، وأنشأت عقيدة متكاملة يعتز المؤمن أن تكون هذه العقيدة عقيدته. والآية في ذاتها تتضمن حيثيات الإيمان، إنه مادام هو الله لا إله إلا هو، ومادام هو الحي القيوم على أمر السماء والأرض، وكل شيء بيده، وهو العلي العظيم، فكل هذه مبررات لأن نؤمن به سبحانه وتعالى، وأن نعتز بأن نعتقد هذه المعتقدات، وتكون هي الدليل على أن المؤمن فخور بهذا الدين الذي كان أمر الألوهية المطلقة واضحا وبينا فيه. ولذلك فمن الطبيعي ألا يقهر الحق أحداً على الإيمان به إكراهاً، لأن الذي يقهر أحداً على عقيدة ما، هو أول من يعتقد أنه لولا الإكراه على هذه العقيدة لما اعتقدها أحد. ونحن في حياتنا اليومية نجد أن أصحاب المبادئ الباطلة هم الذين يمسكون السياط من أجل إكراه الناس على السير على مبادئهم. وكل من أصحاب هذه المبادئ الباطلة يعلم تمام العلم أنه لو ترك السوط والقهر ما سار إنسان على مثل هذه المبادئ الباطلة. ولو كان أحد من أصحاب هذه المبادئ الباطلة معتقدا أن مبدأه سليم لقال: أطرح هذا المبدأ على الناس، وأترك لهم الخيار؛ لأنه في هذه الحالة سيكون واثقا من مبدئه. أما الذي يقهر الناس إكراها بالسوط أو السلطان ليعتقدوا مبدأ ما، فهو أول من يشك في هذا المبدأ، وهو أول من يعتقد أنه مبدأ باطل. مثل هؤلاء نراهم عندما تضعف أيديهم عن استعمال السوط أو السلطان فإن أمر مبدئهم ينهزم ويسقط بنيانه.
انتهي
تفسير الشيخ الشعراوي | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الأحد 23 مايو 2010, 5:11 pm | |
| ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى "55" طه )
نلحظ هنا أن موسى ـ عليه السلام ـ يعرض على فرعون قضايا لا تخص فرعون وحده إنما تمنع أن يوجد فرعون آخر. وقوله:
{منها .. "55"} (سورة طه)
أي: من الأرض التي سبق أن قال عنها:
{الذي جعل لكم الأرض مهداً .. "53"} (سورة طه)
ثم ذكر لنا مع الأرض مراحل ثلاثة:
{منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى "55"} (سورة طه)
وفي آية أخرى يذكر مرحلة رابعة، فيقول:
{فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون "25"} (سورة الأعراف)
بذلك تكون المراحل أربعة: منها خلقناكم، وفيها تحيون، وإليها ترجعون بالموت ومنها نخرجكم بالبعث. فقوله تعالى:
{منها خلقناكم .. "55"} (سورة طه)
الخلق قسمان: خلق أولي، وخلق ثانوي، الخلق الأولي في آدم عليه السلام وقد خلق من الطين أي: من الأرض. ثم الخلق الثاني، وجاء من التناسل، وإذا كان الخلق الأولي من طين فكل ما ينشأ عنه يعد كذلك؛ لأنه الأصل الأول. ويمكن أن نوجه الكلام توجيهاً آخر، فنقول:- التناسل يتولد من ميكروبات الذكورة وبويضات الأنوثة وهذه في الأصل من الطعام والشراب، وأصله أيضاً من الأرض. إذن: فأنت من الأرض بواسطة أو بغير واسطة. وإن كانت قضية الخلق هذه قضية غيبية فقد ترك الخالق في كونه عقولاً تبحث وتنظر في الكون وتعطينا الدليل على صدق هذه القضية فلما حلل العلماء طينة الأرض وجدوها ستة عشر عنصراً تبدأ بالأكـسوجين وتنتهي بالمنجنيز، وحين حللوا عناصر الإنسان وجدوها نفس العناصر الستة عشر ليثبتوا بذلك البحث التحليلي صدق قضية الخلق التي أخبر عنها الخالق عز وجل. وقوله:
{وفيها نعيدكم .. "55"} (سورة طه)
هذه مرحلة مشاهدة، فكل من يموت منا ندفنه في الأرض لذلك يقول الشاعر: إن سئمت الحياة فارجع إلى هي أم أحنى عليك من الأم الأرض تنم آمناً من الأوصاب التي خلفتــك للإتعــاب فبعد أن تنقض بنية الإنسان بالموت لا يسارع إلى مواراته التراب إلا أقرب الناس إليه فترى المرأة التي مات وحيدها، وأحب الناس إليها والتي كانت لا تطيق فراقه ليلة واحدة لا تطيق وجوده الآن بل تسارع به إلى أمه الأصلية (الأرض). وذلك لأن الجسد بعد أن فارقته الروح سرعان ما يتحول إلى جيفة لا تطاق حتى من أمه وأقرب الناس إليه، أما الأرض فإنها تحتضنه وتمتص كل ما فيه من أذى. ومن العجائب في نقض بنية الإنسان بالموت أنه تتم على علـي عـكـس بنائه فعندما تكلم الخالق عز وجل عن الخلق الأول للإنسان قال:- إنه خلق من تراب، ومن طين، ومن حمأ مسنون، ومن صلصال كالفخار. وقلنا:- إن هذه كلها أطوار للمادة الواحدة ثم بعد ذلك ينفخ الخالق فيه الروح، فتدب فيه الحياة. فإذا ما تأملنا الموت لوجدناه على عـكـس هذا الترتيب كما أنك لو بنيت عمارة من عدة أدوار فآخر الأدوار بناءً أولها هدماً. كذلك الموت بالنسبة للإنسان يبدأ بنزع الروح التي وضعت فيها آخراً ثم يتصلب الجسد و(يشضب) كالصلصال ثم يرم وينتن كالحمأ المسنون، ثن يتبخر ما فيه من ماء وتتحلل باقي العناصر، فتصير إلى التراب. ثم يقول تعالى:
{ومنها نخرجكم تارة أخرى "55"} (سورة طه)
أي: مرة أخرى بالبعث يوم القيامة وهذا الإخراج له نظام خاص يختلف عن الإخراج الأول لأنه سيبدأ بعودة الروح، ثم يكتمل لها الجسد. هذه كلها قضايا كونية تلقى على فرعون علها تثنيه عما هو عليه من ادعاء الألوهية، والألوهية تقتضي مألوهاً، فالإله معبود له عابد، فكيف يدعي الألوهية وليس له في الربوبية شيء؟ فلا يستحق الألوهية والعبادة إلا من له الربوبية أولاً وفي الأمثال: (اللي أكل لقمتي يسمع كلمتي). ثم يقول الحق سبحانه:
(ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى "56" طه )
| |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الأحد 23 مايو 2010, 5:13 pm | |
| ( إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار) "10" ال عمران)
____________
ساعة تسمع وأنت المؤمن، ويسمع معك الكافر، ويسمع معك المنافق: "ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد" ربما فكر الكافر أو المنافق أن هناك شيئا قد ينقذه مما سيحدث في ذلك اليوم، كعزوة الأولاد، أو كثرة مال يشتري نفسه به، أو خلة، أو شفاعة، هنا يقول الحق لهم: لا، إن أولادكم وأموالكم لا تغني عنكم شيئا. وفي اللغة يقال: هذا الشيء لا يغني فلاناً، أي أنه يظل محتاجاً إلى غيره؛ لأن الغني هو ألا تحتاج إلى الغير، فالأموال والأولاد لا تغني أحداً في يوم القيامة، والمسألة لا عزوة فيها، ولا أنساب بينهم يومئذ والجنة ليست للبيع، فلا أحد يستطيع شراء مكان في الجنة بمال يملكه. وكان الكافرون على أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون ذلك القول الشاذ يقولون: مادام الله قد أعطانا أموالاً وأولاداً في الدنيا فلابد أن يعطينا في الآخرة ما هو أفضل من ذلك. ولذلك يقول الله لهم: "إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا" إذن فالأمر كله مردود إلى الله. صحيح في هذه الدنيا أن الله قد يخلق الأسباب، والكافر تحكمه الأسباب، وكذلك المؤمن، فإذا ما أخذ الكافر بالأسباب فإنه يأخذ النتيجة، ولكن في الآخرة فالأمر يختلف؛ فلن يملك أحد أسباباً، ولذلك يقول الحق عن اليوم الآخر:
{يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار "16"} (سورة غافر)
إن البشر في الدنيا يملكون الأسباب، ويعيشون مختلفين في النعيم على اختلاف أسبابهم، واختلاف كدحهم في الحياة، واختلاف وجود ما يحقق للإنسان المتع، لكن الأمر في الآخرة ليس فيه كدح ولا أسباب؛ لأن الإنسان المؤمن يعيش بالمسبب في الآخرة وهو الله ـ جلت قدرته ـ فبمجرد أن يخطر الشيء على بال المؤمن في الجنة فإن الشيء يأتي له. أما الكفار فلا يغني عنهم مالهم ولا أولادهم، لأنهم انشغلوا في الدنيا بالمال والأولاد وكفروا بالله.
{سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم } (من الآية 11 سورة الفتح)
إذن فما انشغل به الكفار في الدنيا لن ينفعهم، ويضيف الحق عن الكفار في تذييل التي نحن بصددها: "وأولئك هم وقود النار" إنهم المعذبون، وسوف يتعذبون في النار. ولنر النكاية الشديدة بهم، إن الذين يعذبون هم الذي يعذبون؛ لأنهم بأنفسهم سيكونون وقود النار. إن المعذب ـ بفتح العين وفتح الذال مع التشديد ـ يكون هو المعذب ـ بفتح العين وكسر الذال مع التشديد. فهذه ثورة الأبغاض. فذرات الكافر مؤمنة، وذرات العاصي طائعة، والذي جعل هذه الذرات تتجه إلى فعل ما يغضب الله هو إرادة صاحبها عليها. وضربنا المثل ـ ولله المثل الأعلى ـ وقلنا: هب أن كتيبة لها قائد فالمفروض في الكتيبة أن تسمع أمر القائد، وتقوم بتنفيذ ما أمر به؛ فإذا ما جاءوا للأمر والقائد الأعلى بعد ذلك فإنهم يرفعون أمرهم إليه ويقولون له: بحكم الأمر نفذنا العمل الذي صدر لنا من قائدنا المباشر وكنا غير موافقين على رأيه. وفي الحياة الإيمانية نجد القول الحكيم من الخالق:
{يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون "24"} (سورة النور)
فكان اللسان ينطق بكلمة الكفر وهو لاعن لصاحبه. واليد تتقدم إلى المعصية وهي كارهة لصاحبها ولا عنة له، إن إرادة الله العليا هي التي جعلت للكافر إرادة على يده ولسانه في الدنيا، وينزع الله إرادة الكافر عن جوارحه يوم القيامة فتشهد عليه أنه أجبرها على فعل المعاصي، وتعذب الأبعاض بعضها، وعندما يقول الحق: "وأولئك هم وقود النار" وهنا مسألة يجب أن نلتفت إليها ونأخذها من واقع التاريخ، هذه المسألة هي أن الذين يجب أن نلتفت إليها ونأخذها من واقع التاريخ، هذه المسألة هي أن الذين كفروا برسالات الله في الأرض تلقوا بعض العذاب في الدنيا؛ لأن الله لا يدخر كل العقاب للآخرة وإلا لشقي الناس بالكافرين وبالعاصين، ولذلك فإن الله يعجل بشيء من العقاب للكافرين والعاصين في هذه الدنيا.
ويقول الحق مثالاً على ذلك:
( كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب" 11 . ال عمران ) | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الأحد 23 مايو 2010, 5:16 pm | |
| {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون}
قوله تعالى: "فسبحان الله" الآية فيه ثلاثة أقوال: الأول: أنه خطاب للمؤمنين بالأمر بالعبادة والحض على الصلاة في هذه الأوقات. قال ابن عباس: الصلوات الخمس في القرآن؛ قيل له: أين؟ فقال: قال الله تعالى "فسبحان الله حين تمسون" صلاة المغرب والعشاء "وحين تصبحون" صلاة الفجر "وعشيا" العصر "وحين تظهرون" الظهر وقاله الضحاك وسعيد بن جبير. وعن ابن عباس أيضا وقتادة: أن الآية تنبيه على أربع صلوات: المغرب والصبح والعصر والظهر قالوا: والعشاء الآخرة هي في آية أخرى في "وزلفا من الليل" [هود: 114] وفي ذكر أوقات العورة. وقال النحاس: أهل التفسير على أن هذه الآية "فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون" في الصلوات. وسمعت على بن سليمان يقول: حقيقته عندي: فسبحوا الله في الصلوات، لأن التسبيح في الصلاة؛ وهو القول الثاني. والقول الثالث: فسبحوا الله حين تمسون وحين تصبحون ذكره الماوردي. وذكر القول الأول، ولفظه فيه: فصلوا لله حين تمسون وحين تصبحون. وفي تسمية الصلاة بالتسبيح وجهان: أحدهما: لما تضمنها من ذكر التسبيح في الركوع والسجود. الثاني: مأخوذ من السبحة والسبحة الصلاة؛ ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تكون لهم سبحة يوم القيامة) أي صلاة. قوله تعالى: "وله الحمد في السماوات والأرض" اعتراض بين الكلام بدؤوب الحمد على نعمه وألائه. وقيل: معنى "وله الحمد" أي الصلاة له لاختصاصها بقراءة الحمد. والأول أظهر؛ فإن الحمد لله من نوع تعظيم الله تعالى والحض على عبادته ودوام نعمته؛ فيكون نوعا آخر خلاف الصلاة، والله أعلم. وبدأ بصلاة المغرب لأن الليل يتقدم النهار. وفي سورة "الإسراء" بدأ بصلاة الظهر إذ هي أول صلاة صلاها جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم. الماوردي: وخص صلاة الليل باسم التسبيح وصلاة النهار باسم الحمد لأن للإنسان في النهار متقلبا في أحوال توجب حمد الله تعالى عليها، وفي الليل على خلوة توجب تنزيه الله من الأسواء فيها؛ فلذلك صار الحمد بالنهار أخص فسميت به صلاة النهار والتسبيح بالليل أخص فسميت به صلاة الليل. قرأ عكرمة "حينا تمسون وحينا تصبحون" والمعنى: حينا تمسون فيه وحينا تصبحون فيه؛ فحذف "فيه" تخفيفا، والقول فيه كالقول في "واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا" [البقرة: 48]. "وعشيا وحين تظهرون" قال الجوهري: العشي والعشية من صلاة المغرب إلى العتمة؛ تقول: أتيته عشية أمس وعشي أمس. وتصغير العشي: عشيان على غير قياس مكبره؛ كأنهم صغروا عشيانا، والجمع عشيانات. وقيل أيضا في تصغيره: عشيشيان، والجمع عشيشيات. وتصغير العشية عشيشية والجمع عشيشيات. والعشاء (بالكسر والمد) مثل العشي. والعشاء إن المغرب والعتمة. وزعم قوم أن العشاء من زوال الشمس إلى طلوع الفجر، وأنشدوا: غدونا غدوة سحرا بليل عشاء بعدما انتصف النهار الماوردي: والفرق بين المساء والعشاء: أن المساء بدو الظلام بعد المغيب والعشاء آخر النهار عند ميل الشمس للمغيب وهو مأخوذ من عشا العين وهو نقص النور من الناظر كنقص نور الشمس.
تفسير القرطبي | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الأحد 23 مايو 2010, 5:24 pm | |
| التفاضل بين المجاهدين والقاعدين عن الجهاد
{لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا(95)دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا(96) النساء}
ثم أخبر تعالى بفضيلة المجاهدين فقال {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ} أي لا يتساوى من قعد عن الجهاد من المؤمنين مع من جاهد بماله ونفسه في سبيل الله غير أهل الأعذار كالأعمى والأعرج والمريض قال ابن عباس: هم القاعدون عن بدر والخارجون إِليها ولما نزلت الآية قام ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله: هل لي من رخصة فوالله لو أستطيع الجهاد لجاهدتُ - وكان أعمى - فأنزل الله {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} {فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً} أي فضل الله المجاهدين على القاعدين من أهل الأعذار درجة لاستوائهم في النية كما قال صلى الله عليه وسلم: (إِن بالمدينة أقواماً ما سرتم من مسير ولا قطعتم من وادٍ إِلا وهم معكم فيه قالوا: وهم بالمدينة يا رسول الله؟ قال:نعم حبسهم العذر) {وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} أي وكلاً من المجاهدين والقاعدين بسبب ضررٍ لحقهم وعدهم الله الجزاء الحسن في الآخرة .
{وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} أي وفضل الله المجاهدين في سبيل الله على القاعدين بغير عذر بالثواب الوافر العظيم {دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُغَفُورًا رَحِيمًا} أي منازل بعضها أعلى من بعض مع المغفرة والرحمة وفي الحديث (إِن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض). | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الإثنين 24 مايو 2010, 9:52 am | |
| {أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون}
قوله تعالى: "أم يقولون افتراه" هذه "أم" المنقطعة التي تقّدر ببل وألف الاستفهام أي بل أيقولون. وهي تدل على خروج من حديث إلى حديث فإنه عز وجل أثبت أنه تنزيل من رب العالمين، وأن ذلك مما لا ريب فيه ثم أضرب عن ذلك إلى قوله: "أم يقولون افتراه" أي افتعله واختلقه. "بل هو الحق من ربك" كذبهم في دعوى الافتراء "لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون" قال قتادة: يعني قريشا، كانوا أمة أمية لم يأتهم نذير من قبل محمد صلى الله عليه وسلم. و"لتنذر" متعلق بما قبلها فلا يوقف على "من ربك". ويجوز أن يتعلق بمحذوف؛ التقدير: أنزله لتنذر قوما، فيجوز الوقف على "من ربك". و"ما" "ما أتاهم" نفي. "من نذير" صلة. و"نذير" في محل الرفع، وهو المعلم المخوف. وقيل: المراد بالقوم أهل الفترة بين عيسى ومحمد عليهما السلام قاله ابن عباس ومقاتل. وقيل: كانت الحجة ثابتة لله جل وعز عليهم بإنذار من تقدم من الرسل وإن لم يروا رسولا وقد تقّدم هذا المعنى. الآية: 4 {الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون} قوله تعالى: "الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام" عرفهم كمال قدرته ليسمعوا القرآن ويتأملوه. ومعنى: "خلق" أبدع وأوجد بعد العدم وبعد أن لم تكن شيئا. "في ستة أيام" "في ستة أيام" من يوم الأحد إلى آخر يوم الجمعة. قال الحسن: من أيام الدنيا. وقال ابن عباس: إن اليوم من الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض مقداره ألف سنة من سني الدنيا. وقال الضحاك: في ستة آلاف سنة؛ أي في مدة ستة أيام من أيام الآخرة."ثم استوى على العرش" تقدم. وذكرنا أقوال العلماء في ذلك مستوفى في (الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى). وليست "ثم" للترتيب وإنما هي بمعنى الواو. "ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع" أي ما للكافرين من ولي يمنع من عذابهم ولا شفيع. ويجوز الرفع على الموضع. "أفلا تتذكرون" في قدرته ومخلوقاته.
الآية: 5 {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون} قوله تعالى: "يدبر الأمر من السماء إلى الأرض" قال ابن عباس: ينزل القضاء والقدر. وقيل: ينزل الوحي مع جبريل. وروى عمرو بن مرة عن عبدالرحمن بن سابط قال: يدبر أمر الدنيا أربعة: جبريل، وميكائيل، وملك الموت، وإسرافيل؛ صلوات الله عليهم أجمعين. فأما جبريل فموكل بالرياح والجنود. وأما ميكائيل فموكل بالقطر والماء. وأما ملك الموت فموكل بقبض الأرواح. وأما إسرافيل فهو ينزل بالأمر عليهم. وقد قيل: إن العرش موضع التدبير؛ كما أن ما دون العرش موضع التفصيل قال الله تعالى: "ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات" [الرعد: 2]. وما دون السموات موضع التصريف؛ قال الله تعالى: "ولقد صرفناه بينهم ليذكروا" [الفرقان: 50]. قوله تعالى: "ثم يعرج إليه" قال يحيى بن سلام: هو جبريل يصعد إلى السماء بعد نزوله بالوحي. وقال النقاش: هو الملك الذي يدبر الأمر من السماء إلى الأرض. وقيل: إنها أخبار أهل الأرض تصعد إليه مع حملتها من الملائكة؛ قاله ابن شجرة. وقيل: "ثم يعرج إليه" أي يرجع ذلك الأمر والتدبير إليه بعد انقضاء الدنيا "في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون" "في يوم كان مقداره ألف سنة" وهو يوم القيامة. وعلى الأقوال المتقدمة فالكناية في "يعرج" كناية عن الملك، ولم يجر له ذكر لأنه مفهوم من المعنى، وقد جاء صريحا في "سأل سائل" قوله: "تعرج الملائكة والروح إليه" [المعارج: 4]. والضمير في "إليه" يعود على السماء على لغة من يذكرها، أو على مكان الملك الذي يرجع إليه، أو على اسم الله تعالى؛ والمراد إلى الموضع الذي أقره فيه، وإذا رجعت إلى الله فقد رجعت إلى السماء، أي إلى سدرة المنتهى؛ فإنه إليها يرتفع ما يصعد به من الأرض ومنها ينزل ما يهبط به إليها؛ ثبت معنى ذلك في صحيح مسلم. والهاء في "مقداره" راجعة إلى التدبير؛ والمعنى: كان مقدار ذلك التدبير ألف سنة من سني الدنيا؛ أي يقضي أمر كل شيء لألف سنة في يوم واحد، ثم يلقيه إلى ملائكته، فإذا مضت قضى لألف سنة أخرى، ثم كذلك أبدا؛ قاله مجاهد. وقيل: الهاء للعروج. وقيل: المعنى أنه يدبر أمر الدنيا إلى أن تقوم الساعة، ثم يعرج إليه ذلك الأمر فيحكم فيه في يوم كان مقداره ألف سنة. وقيل: المعنى يدبر أمر الشمس في طلوعها وغروبها ورجوعها إلى موضعها من الطلوع، في يوم كان مقداره في المسافة ألف سنة. وقال ابن عباس: المعنى كان مقداره لو ساره غير الملك ألف سنة؛ لأن النزول خمسمائة والصعود خمسمائة. وروي ذلك عن جماعة من المفسرين، وهو اختيار الطبري؛ ذكره المهدوّي. وهو معنى القول الأول. أي أن جبريل لسرعة سيره يقطع مسيرة ألف سنة في يوم من أيامكم؛ ذكره الزمخشري. وذكر الماوردّي على ابن عباس والضحاك أن الملك يصعد في يوم مسيرة ألف سنة. وعن قتادة أن الملك ينزل ويصعد في يوم مقداره ألف سنة؛ فيكون مقدار نزوله خمسمائة سنة، ومقدار صعوده خمسمائة على قول قتادة والسّدي. وعلى قول ابن عباس والضحاك: النزول ألف سنة، والصعود ألف سنة. "مما تعدون" أي مما تحسبون من أيام الدنيا. وهذا اليوم عبارة عن زمان يتقدر بألف سنة من سني العالم، وليس بيوم يستوعب نهارا بين ليلتين؛ لأن ذلك ليس عند الله. والعرب قد تعّبر عن مدة العصر باليوم؛ كما قال الشاعر: يومان يوم مقامات وأندية ويوم سير إلى الأعداء تأويب وليس يريد يومين مخصوصين، وإنما أراد أن زمانهم ينقسم شطرين، فعّبر عن كل واحد من الشطرين بيوم. وقرأ ابن أبي عبلة: "يعرج" على البناء للمفعول. وقرئ: "يعدون" بالياء. فأما قوله تعالى: "في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة" فمشكل مع هذه الآية. وقد سأل عبدالله بن فيروز الديلمّي عبدالله بن عباس عن هذه الآية وعن قوله: "في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة" فقال: أيام سمّاها سبحانه، وما أدري ما هي؟ فأكره أن أقول فيها ما لا أعلم. ثم سئل عنها سعيد بن المسّيب فقال: لا أدري. فأخبرته بقول ابن عباس فقال ابن المسيب للسائل: هذا ابن عباس اتقى أن يقول فيها وهو أعلم مني. ثم تكلم العلماء في ذلك فقيل: إن آية "سأل سائل" [المعارج: 1] هو إشارة إلى يوم القيامة، بخلاف هذه الآية. والمعنى: أن الله تعالى جعله في صعوبته على الكفار كخمسين ألف سنة؛ قاله ابن عباس. والعرب تصف أيام المكروه بالطول وأيام السرور بالقصر. قال: ويوم كظل الرمح قصر طوله دم الزق عنا واصطفاق المزاهر وقيل: إن يوم القيامة فيه أيام؛ فمنه ما مقداره ألف سنة ومنه ما مقداره خمسون ألف سنة. وقيل: أوقات القيامة مختلفة، فيعّذب الكافر بجنس من العذاب ألف سنة، ثم ينتقل إلى جنس آخر مّدته خمسون ألف سنة. وقيل: مواقف القيامة خمسون موقفا؛ كل موقف ألف سنة. فمعنى: "يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة" أي مقدار وقت، أو موقف من يوم القيامة. وقال النحاس: اليوم في اللغة بمعنى الوقت؛ فالمعنى: تعرج الملائكة والروح إليه في وقت كان مقداره ألف سنة، وفي وقت آخر كان مقداره خمسين ألف سنة. وعن وهب بن منّبه: "في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة" قال: ما بين أسفل الأرض إلى العرش. وذكر الثعلبّي عن مجاهد وقتادة والضحاك في قوله تعالى: "تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة" [المعارج: 4] أراد من الأرض إلى سدرة المنتهى التي فيها جبريل. يقول تعالى: يسير جبريل والملائكة الذين معه من أهل مقامه مسيرة خمسين ألف سنة في يوم واحد من أيام الدنيا. وقوله: "إليه" يعني إلى المكان الذي أمرهم الله تعالى أن يعرجوا إليه. وهذا كقول إبراهيم عليه الصلاة والسلام: "إني ذاهب إلى ربي سيهدين" [الصافات: 99] أراد أرض الشام. وقال تعالى: "ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله" [النساء: 100] أي إلى المدينة. وقال أبو هريرة قال النبّي صلى الله عليه وسلم: (أتاني من ربي عز وجل برسالة ثم رفع رجله فوضعها فوق السماء والأخرى على الأرض لم يرفعها بعد). | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الإثنين 24 مايو 2010, 9:57 am | |
| {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا(114)وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا(115 ) النساء }
المنَــاسَـــبَة:
لما ذكر تعالى قصة طُعْمة وحادثة السرقة التي اتهم بها اليهودي البريء ودفاع قومه عنه وتآمرهم في السرّ لإِيقاع البرئ بها ذكر تعالى هنا أن موضوع النجوى لا يخفى على الله وأن كل تدبير في السرّ يعلمه الله وأنه لا خير في التناجي إِلا ما كان يقصد الخير والإِصلاح ثم ذكر تعالى أن مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم جرمٌ عظيم وحذَّر من الشيطان وطرق إغوائه، ثم عاد الحديث إلى التحذير من ظلم النساء في ميراثهِن وأكد على وجوب الإِحسان إِليهن وأعقبه بذكر النشوز والطريق إِلى الإِصلاح بين الزوجين إِما بالوفاق أو بالفراق.
سبب النزول:
أ- لما سرق "طعمة بن أبيرق" وحكم النبي صلى الله عليه وسلم عليه بالقطع هرب إلى مكة وارتد عن الإِسلام فأنزل الله {وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} [النساء: 115].
{لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} أي لا خير في كثير مما يُسرّه القوم ويتناجون به في الجفاء
{إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} أي إلا نجوى من أمر بصدقةٍ ليعطيها سراً أو أمر بطاعة الله قال الطبري: المعروف هو كل ما أمر الله به أو ندب إليه من أعمال البر والخير والإِصلاح هو الإِصلاح بين المختصمَين
{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ} أي ومن يفعل ما أمر به من البر والمعروف والإِصلاح طلباً لرضى الله تعالى لا لشيء من أغراض الدنيا
{فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} أي فسوف نعطيه ثواباً جزيلاً هو الجنة، قال الصاوي: والتعبير بسوف إشارة إلى أن جزاء الأعمال الصالحة في الآخرة لا في الدنيا لأنها ليست دار جزاء .
{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} أي يخالف أمر الرسول فيما جاء به من عند الله من بعد ما ظهر له الحق بالمعجزات
{وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} أي يسلك طريقاً غير طريق المؤمنين ويتبع منهاجاً غير منهاجهم
{نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ} أي نتركه مع اختياره الفاسد وندخله جهنم عقوبة له
{وَسَاءَتْ مَصِيرًا} أي وساءت جهنم مرجعاً لهم. | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الإثنين 24 مايو 2010, 9:59 am | |
| سورة المطفيين بسم الله الرحمن الرحيم
(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ(1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ(2) )
لما قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنـزل الله: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ) فحسنَّوا الكيلَ بعد ذلك .
والكيل هو الميزان الذى يبتاع به - و من أحسن الناس هيئةً وأوفاه كيلا؟ أهل مكة أو المدينة؟
ان أهل المدينة ليوفون الكيل. وما يمنعهم أن يوفوا الكيل وقد قال الله عز وجل: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ )
ومعنى المطفف هو لبَخْس في المكيال والميزان، إما بالازدياد إن اقتضى من الناس، وإما بالنقصان إن قَضَاهم .
وويل للذى ياخدع بالميزان لاننا نرى بائعين ماتنتظر الميزان يتساوى مع الناحية الاخرى
وعلى الفور يشيل الحاجه من الميزان - ولهذا فسر تعالى المطففين الذين وعدهم بالخَسَار والهَلاك وهو الويل،
بقوله: (الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ ) أي من الناس (يَسْتَوْفُونَ ) أي يأخذون حقهم بالوافي والزائد
(وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) صدق الله العظيم
( وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) أي كالوا لهم أو وزنوا لهم
بمعنى وزنتك حقك وكلتك طعامكَ أي وزنت لك وكِلت لك اي نصحتك ونصحت لك وكسبتك
وكسبت لك. "كالوا ووزنوا" ويبتدئ "هم يخسرون" والاختيار الأول
يعني: كالوا أن كل واحدة كلمة واحدةُ لأنهم كتبوها بغير ألفٍ ولو كانتا مقطوعتين
لكانت: "كالوا [و] وزنوا" بالألف و كلتك ووزنتك تعني كلت لك ووزنت لك. - "يخسرون"
أي ينقصونَ كان ابن عمر يمر بالبائع فيقول: اتق الله وأوف الكيل والوزنَ
فإن المطففين يوقفون يوم القيامة حتى إن العرق ليلجمهم إلى أنصاف آذانهم. اعوذ بالله
( أَلا يَظُنُّ) يستيقن ( أُولَئِك) الذين يفعلون ذلك ( أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ) يعني يوم القيامة.
( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ) [حين يقوموا من قبورهم للموعد العظيم ] ( لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) أي لأمره
ولجزائه ولحسابه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى
تكون [قدر] ميل أو اثنين" -قال سليم: لا أدري أي الميلين يعني مسافة الأرض أو الميل الذي
تكحل به العين؟ -قال: "فتصهرهم الشمس فيكون في العَرَق بقدر أعمالهمْ فمنهم من يأخذه
إلى عقبيه ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه ومنهم من يأخذه إلى حقويهِ ومنهم من يلجمه إلجامًا"
فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلمَ وهو يشير بيده إلى فيه يقول: "ألجمه إلجامًا" | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الإثنين 24 مايو 2010, 10:03 am | |
| ومتابعة للحديث عن الميزان نستعرض معكم هذه الأيات من عروس القرآن :{ والسمآء رفعها ووضع الميزان. ألا تطغوا في الميزان. وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان. } الرحمان
والإشارة إلى السماء - كباقي الإشارات القرآنية إلى مجالي هذا الكون - تقصد إلى تنبيه القلب الغافل، وإنقاذه من بلادة الألفة، وإيقاظه لعظمة هذا الكون وتناسقه وجماله، وإلى قدرة اليد التي أبدعته وجلالها.
والإشارة إلى السماء - أياً كان مدلول السماء - توجه النظر إلى أعلى. إلى هذا الفضاء الهائل السامق الذي لا تبدو له حدود معروفة؛ والذي تسبح فيه ملايين الملايين من الأجرام الضخمة، فلا يلتقي منها اثنان، ولا تصطدم مجموعة منها بمجموعة. ويبلغ عدد المجموعة أحياناً ألف مليون نجم، كمجموعة المجرة التي ينتسب إليها عالمنا الشمسي، وفيها ما هو أصغر من شمسنا وما هو أكبر آلاف المرات. شمسنا التي يبلغ قطرها مليونا وثلث مليون كيلو متر!!! وكل هذه النجوم، وكل هذه المجموعات تجري في الكون بسرعات مخيفة، ولكنها في هذا الفضاء الهائل ذرات سابحة متباعدة، لا تلتقي، ولا تتصادم!
وإلى جوار هذه العظمة في رفع هذه السماء الهائلة الوسيعة { وضع الميزان } ميزان الحق. وضعه ثابتاً راسخاً مستقراً. وضعه لتقدير القيم. قيم الأشخاص والأحداث والأشياء. كي لا يختل تقويمها، ولا يضطرب وزنها، ولا تتبع الجهل والغرض والهوى. وضعه في الفطرة ووضعه في هذا المنهج الإلهي الذي جاءت به الرسالات وتضمنه القرآن:
وضع الميزان.. { ألا تطغوا في الميزان }.
فتغالوا وتفرطوا.. { وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان }.. ومن ثم يستقر الوزن بالقسط، بلا طغيان ولا خسران.
ومن ثم يرتبط الحق في الأرض وفي حياة البشر، ببناء الكون ونظامه. يرتبط بالسماء في مدلولها المعنوي حيث يتنزل منها وحي الله ونهجه. ومدلولها المنظور حيث تمثل ضخامة الكون وثباته بأمر الله وقدرته.. ويلتقي هذان المدلولان في الحس بإيقاعهما وظلالهما الموحية.
في ظلال القرآن
{وَنَضَعُ ٱلْمَوَازِينَ ٱلْقِسْطَ لِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ }الأنبياء
_________
أخرج أحمد والترمذي وابن جرير في تهذيبه، وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان، عن عائشة " أن رجلاً قال: " يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأضربهم وأشتمهم، فكيف أنا منهم؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك، وعقابك إياهم، فإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلاً لك، وإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافاً لا لك ولا عليك؛ وإن عقابك إياك فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل. فجعل الرجل يبكي ويهتف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما تقرأ كتاب الله { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين } فقال الرجل: يا رسول الله، ما أجد لي ولهم شيئاً خيراً من مفارقتهم... أشهدك أنهم أحرار " ". وأخرج الحكيم الترمذي ي نوادر الأصول وابن أبي حاتم، عن رفاعة بن رافع الزرقي قال: " قال رجل: يا رسول الله، كيف ترى في رقيقنا نضربهم؟ فقال: توزن ذنوبهم وعقوبتكم إياهم، فإن كانت عقوبتكم أكثر من ذنوبهم أخذوا منكم. قال: أفرأيت سبّنا إياهم؟ قال: توزن ذنوبهم وأذاكم إياهم، فإن كان أذاكم إياهم أكثر أعطوا منكم. قال: أرأيت يا رسول الله ولدي أضربهم؟ قال: إنك لا تتهم في ولدك ولا تطيب نفسك، تشبع ويجوعون وتكسى ويعرون ".
وأخرج الحكيم عن زيد بن أسلم قال: " قال رجل: يا رسول الله، ما تقول في ضرب المماليك؟ قال: إن كان ذلك في كنهه، وإلا أقيد منكم يوم القيامة. قيل: يا رسول الله، ما تقول في سبهم؟ قال: مثل ذلك. قال: يا رسول الله، فإنا نعاقب أولادنا ونسبهم! قال: إنهم ليسوا أولادكم؛ لأنكم لا تتهمون على أولادكم ".
وأخرج الحكيم عن زياد بن أبي زياد قال: " قال رجل: يا رسول الله، إن لي مالاً وإن لي خدماً، وإني أغضب فأعرم وأشتم وأضرب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: توزن ذنوبه بعقوبتك، فإن كانت سواء فلا لك ولا عليك؛ وإن كانت العقوبة أكثر فإنما هو شيء يؤخذ من حسناتك يوم القيامة. فقال الرجل: أوه... أوه!... يؤخذ من حسناتي؟! أشهدك يا رسول الله أن مماليكي أحرار، أنا لا أمسك شيئاً يؤخذ من حسناتي له. قال: فحسبت ماذا؟ ألم تسمع إلى قوله تعالى: { ونضع الموازين القسط } الآية ".
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والبيهقي في البعث، عن ابن مسعود قال: يجاء بالناس يوم القيامة إلى الميزان فيتجادلون عنده أشد الجدال.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: { ونضع الموازين القسط... } الآية. قال: هو كقوله: { والوزن يومئذ الحق } [الأعراف: 8].
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد أنه كان يقرأ " وإن كان مثقال حبة من خردل آتينا بها " بمد الألف. قال: جازينا بها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عاصم بن أبي النجود، أنه كان يقرأ { وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها } على معنى جئنا بها لا يمد أتينا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: { وإن كان مثقال حبة } قال: وزن حبة. وفي قوله: { وكفى بنا حاسبين } قال: محصين | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الإثنين 24 مايو 2010, 10:13 am | |
| { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ إِنِّيۤ أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ } * { وَيٰقَوْمِ أَوْفُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } * { بَقِيَّتُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } * { قَالُواْ يٰشُعَيْبُ أَصَلَٰوتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَآ أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِيۤ أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنتَ ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ } * { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيۤ إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } * { وَيٰقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِيۤ أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ } * { وَٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ } * { قَالُواْ يٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } * { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَهْطِيۤ أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَٱتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }
وإلى مدين أخاهم شعيباً. قال: يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره... }.
إنها الدينونة لله وحده قاعدة العقيدة الأولى. وقاعدة الحياة الأولى. وقاعدة الشريعة الأولى. وقاعدة المعاملات الأولى... القاعدة التي لا تقوم بغيرها عقيدة ولا عبادة ولا معاملة..
{ ولا تنقصوا المكيال والميزان، إني أراكم بخير، وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط، ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط، ولا تبخسوا الناس أشياءهم، ولا تعثوا في الأرض مفسدين. بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين. وما أنا عليكم بحفيظ }..
والقضية هنا هي قضية الأمانة والعدالة ـ بعد قضية العقيدة والدينونة ـ أو هي قضية الشريعة والمعاملات التي تنبثق من قاعدة العقيدة والدينونة.. فقد كان أهل مدين ـ وبلادهم تقع في الطريق من الحجاز إلى الشام ـ ينقصون المكيال والميزان، ويبخسون الناس أشياءهم، أي ينقصونهم قيمة أشيائهم في المعاملات. وهي رذيلة تمس نظافة القلب واليد ـ كما تمس المروءة والشرف. كما كانوا بحكم موقع بلادهم يملكون أن يقطعوا الطريق على القوافل الذاهبة الآيبة بين شمال الجزيرة وجنوبها. ويتحكموا في طرق القوافل ويفرضوا ما يشاءون من المعاملات الجائرة التي وصفها الله في هذه السورة.
ومن ثم تبدو علاقة عقيدة التوحيد والدينونة لله وحده بالأمانة والنظافة وعدالة المعاملة وشرف الأخذ والعطاء، ومكافحة السرقة الخفية سواء قام بها الأفراد أم قامت بها الدول. فهي بذلك ضمانة لحياة إنسانية أفضل، وضمانة للعدل والسلام في الأرض بين الناس. وهي الضمانة الوحيدة التي تستند إلى الخوف من الله وطلب رضاه، فتستند إلى أصل ثابت، لا يتأرجح مع المصالح والأهواء..
إن المعاملات والأخلاق لا بد أن تستند إلى أصل ثابت لا يتعلق بعوامل متقلبة.. هذه هي نظرة الإسلام. وهي تختلف من الجذور مع سائر النظريات الاجتماعية والأخلاقية التي ترتكن إلى تفكيرات البشر وتصوراتهم وأوضاعهم ومصالحهم الظاهرة لهم!
وهي حين تستند إلى ذلك الأصل الثابت ينعدم تأثرها بالمصالح المادية القريبة؛ كما ينعدم تأثرها بالبيئة والعوامل السائدة فيها. فلا يكون المتحكم في أخلاق الناس وقواعد تعاملهم من الناحية الأخلاقية هو كونهم يعيشون على الزراعة أو يعيشون على الرعي أو يعيشون على الصناعة.. إن هذه العوامل المتغيرة تفقد تأثيرها في التصور الأخلاقي وفي قواعد المعاملات الأخلاقية، حين يصبح مصدر التشريع للحياة كلها هو شريعة الله؛ وحين تصبح قاعدة الأخلاق هي إرضاء الله وانتظار ثوابه وتوقي عقابه، وكل ما يهرف به أصحاب المذاهب الوضعية من تبعية الأخلاق للعلاقات الاقتصادية وللطور الاجتماعي للأمة يصبح لغواً في ظل النظرة الأخلاقية الإسلامية!
{ ولا تنقصوا المكيال والميزان. إني أراكم بخير }..
ققد رزقكم الله رزقاً حسناً، فلستم في حاجة إلى هذه الدناءة لتزيدوا غنى، ولن يفقركم أو يضركم أن لا تنقصوا المكيال والميزان.. بل إن هذا الخير ليهدده ما أنتم عليه من غش في المعاملة، أو غضب في الأخذ والعطاء.
{ و إني أخاف عليكم عذاب يوم محيط }..
إما في الآخرة عند الله. وإما في هذه الأرض حين يؤتي هذا الغش والغضب ثمارهما المرة في حالة المجتمع وفي حركة التجارة. وحين يذوق الناس بعضهم بأس بعض، في كل حركة من الحركات اليومية وفي كل تعامل وفي كل احتكاك.
ومرة أخرى يكرر شعيب نصحه في صورة إيجابية بعد صورة النهي السلبية:
{ ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط }..
وإيفاء الكيل والميزان أقوى من عدم نقصهما، لأنه أقرب إلى جانب الزيادة.
وللعبارات ظل في الحس. وظل الإيفاء غير ظل عدم النقص، فهو أكثر سماحة ووفاء.
{ ولا تبخسوا الناس أشياءهم }..
وهذه أعم من المكيلات والموزونات. فهو يشمل حسن تقويم أشياء الناس من كل نوع. تقويمها كيلاً أو وزناً أو سعراً أو تقديراً. وتقويمها مادياً او معنوياً. وقد تدخل في ذلك الأعمال والصفات. لأن كلمة " شيء " تطلق أحياناً ويراد بها غير المحسوسات.
وبخس الناس أشياءهم ـ فوق أنه ظلم ـ يشيع في نفوس الناس مشاعر سيئة من الألم أو الحقد، أو اليأس من العدل والخير و حسن التقدير.. وكلها مشاعر تفسد جو الحياة والتعامل والروابط الاجتماعية والنفوس والضمائر، ولا تبقى على شيء صالح في الحياة.
{ ولا تعثوا في الأرض مفسدين }..
والعثو هو الإفساد، فلا تفسدوا متعمدين الإفساد، قاصدين إلى تحقيقه. ثم يوقظ وجدانهم إلى خير أبقى من ذلك الكسب الدنس الذي يحصلون عليه بنقص المكيال والميزان وبخس الناس أشياءهم في التقدير:
{ بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين }..
فما عند الله أبقى وأفضل.. وقد دعاهم في أول حديثه إلى عبادة الله وحده ـ أي الدينونة له بلا شريك ـ فهو يذكرهم بها هنا، مع ذكر الخير الباقي لهم عند الله إن آمنوا كما دعاهم، واتبعوا نصيحته في المعاملات. وهي فرع عن ذلك الإيمان.
{ بقية الله خير لكم. . إن كنتم مؤمنين }..
ثم يخلي بينهم وبين الله الذي دعاهم إليه، ويبين لهم أنه لا يملك لهم شيئاً، كما أنه ليس موكلاً بحفظهم من الشر والعذاب. وليس موكلاً كذلك بحفظهم من الضلال ولا مسؤولاً عنهم إن هم ضلوا، إنما عليه البلاغ وقد أداه:
{ وما أنا عليكم بحفيظ }..
ومثل هذا الأسلوب يشعر المخاطبين بخطورة الأمر، وبثقل التبعة، ويقفهم وجهاً لوجه أمام العاقبة بلا وسيط ولا حفيظ.
ولكن القوم كانوا قد عتوا ومردوا على الانحراف والفساد، وسوء الاستغلال:
{ قالوا. يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا، أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء؟ إنك لأنت الحليم الرشيد! }..
وهو رد واضح التهكم، بيّن السخرية في كل مقطع من مقاطعة. وإن كانت سخرية الجاهل المطموس، والمعاند بلا معرفة ولا فقه.
{ أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء؟ }..
فهم لا يدركون ـ أولا يريدون أن يدركوا ـ أن الصلاة هي من مقتضيات العقيدة، ومن صور العبودية والدينونة. وأن العقيدة لا تقوم بغير توحيد الله، ونبذ ما يعبدون من دونه هم وآباؤهم، كما أنها لا تقوم إلا بتنفيذ شرائع الله في التجارة وفي تداول الأموال وفي كل شأن من شئون الحياة والتعامل. فهي لحمة واحدة لا يفترق فيها الاعتقاد عن الصلاة عن شرائع الحياة وعن أوضاع الحياة.
وقبل أن نمضي طويلاً في تسفيه هذا التصور السقيم لارتباط الشعائر بالعقيدة. وارتباطهما معاً بالمعاملات.. قبل أن نمضي طويلاً في تسفيه هذا التصور من أهل مدين قبل ألوف السنين، يحسن أن نذكر أن الناس اليوم لا يفترقون في تصورهم ولا في إنكارهم لمثل هذه الدعوة عن قوم شعيب. وأن الجاهلية التي نعيش فيها اليوم ليست أفضل ولا أذكى ولا أكثر إدراكاً من الجاهلية الأولى! وأن الشرك الذي كان يزاوله قوم شعيب هو ذاته الشرك الذي تزاوله اليوم البشرية بجملتها ـ بما فيها أولئك الذين يقولون: إنهم يهود أو نصارى أو مسلمون ـ فكلهم يفصل بين العقيدة والشعائر. والشريعة والتعامل. فيجعل العقيدة والشعائر لله ووفق أمره، ويجعل الشريعة والتعامل لغير الله، ووفق أمر غيره.. وهذا هو الشرك في حقيقته وأصله..
وإن كان لا يفوتنا أن اليهود وحدهم اليوم هم الذين يتمسكون بأن تكون أوضاعهم ومعاملاتهم وفق ما يزعمونه عقيدتهم وشريعتهم ـ وذلك بغض النظر عما في هذه العقيدة من انحراف وما في هذه الشريعة من تحريف ـ فلقد قامت أزمة في " الكنيست " مجلس تشريعهم في إسرائيل بسبب أن باخرة إسرائيلية تقدم لركابها ـ من غير اليهود ـ أطعمة غير شرعية. وأرغمت الشركة والسفينة على تقديم الطعام الشرعي وحده ـ مهما تعرضت للخسارة ـ فأين من يدعون أنفسهم " مسلمين! " من هذا الاستمساك بالدين؟!!
إن بيننا اليوم ـ ممن يقولون: إنهم مسلمون! ـ من يستنكر وجود صلة بين العقيدة والأخلاق، وبخاصة أخلاق المعاملات المادية.
وحاصلون على الشهادات العليا من جامعاتنا وجامعات العالم. يتساءلون أولا في استنكار: وما للإسلام وسلوكنا الشخصي؟ ما للإسلام والعري في الشواطئ؟ ما للإسلام وزي المرأة في الطريق؟ ما للإسلام وتصريف الطاقة الجنسية بأي سبيل؟ ما للإسلام وتناول كأس الخمر لإصلاح المزاج؟ ما للإسلام وهذا الذي يفعله " المتحضرون "؟!. فأي فرق بين هذا وبين سؤال أهل مدين: { أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا؟ }..
وهم يتساءلون ثانياً. بل ينكرون بشدة وعنف. أن يتدخل الدين في الاقتصاد، وأن تتصل المعاملات بالاعتقاد، أو حتى بالأخلاق من غير اعتقاد... فما للدين والمعاملات الربوية؟ وما للدين والمهارة في الغش والسرقة ما لم يقعا تحت طائلة القانون الوضعي؟ لا بل إنهم يتبجحون بأن الأخلاق إذا تدخلت في الأقتصاد تفسده. وينكرون حتى على بعض أصحاب النظريات الاقتصادية الغربية ـ النظرية الأخلاقية مثلاً ـ ويعدونها تخليطاً من أيام زمان!
فلا يذهبن بنا الترفع كثيراً على أهل مدين في تلك الجاهلية الأولى. ونحن اليوم في جاهلية أشد جهالة، ولكنها تدعي العلم والمعرفة والحضارة، وتتهم الذين يربطون بين العقيدة في الله، والسلوك الشخصي في الحياة، والمعاملات المادية في السوق.. تتهمهم بالرجعية والتعصب والجمود!!!
وما تستقيم عقيدة توحيد الله في القلب، ثم تترك شريعة الله المتعلقة بالسلوك والمعاملة إلى غيرها من قوانين الأرض. فما يمكن أن يجتمع التوحيد والشرك في قلب واحد. والشرك ألوان. منه هذا اللون الذي نعيش به الآن. وهو يمثل أصل الشرك وحقيقته التي يلتقي عليها المشركون في كل زمان وفي كل مكان! | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الإثنين 24 مايو 2010, 10:24 am | |
| ويسخر أهل مدين من شعيب ـ كما يتوقح بالسخرية اليوم ناس على دعاة التوحيد ـ فيقولون:
{ إنك لأنت الحليم الرشيد! }..
وهم يعنون عكس معناها. فالحلم والرشد عندهم أن يعبدوا ما يعبد آباؤهم بلا تفكير، وأن يفصلوا بين العبادة والتعامل في السوق! وكذلك هو عند المثقفين المتحضرين اليوم الذين يعيبون على المتعصبين الرجعيين!!!
ويتلطف شعيب تلطف صاحب الدعوة الواثق من الحق الذي معه؛ ويعرض عن تلك السخرية لا يباليها وهو يشعر بقصورهم وجهلهم.. يتلطف في إشعارهم أنه على بينة من ربه كما يجده في ضميره وقلبه؛ وأنه على ثقة مما يقول لأنه أوتي من العلم ما لم يؤتوا، وأنه إذ يدعوهم إلى الأمانة في المعاملة سيتأثر مثلهم بنتائجها لأنه مثلهم ذو مال وذو معاملات؛ فهو لا يبغي كسباً شخصياً من وراء دعوته لهم؛ فلن ينهاهم عن شيء ثم يفعله هو لتخلو له السوق! إنما هي دعوة الإصلاح العامة لهم وله وللناس. وليس فيما يدعوهم إليه خسارة عليهم كما يتوهمون:
{ قال: يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي، ورزقني منه رزقاً حسناً؟ وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب }.
يا قوم... }..
في تودد وتقرب، وتذكير بالأواصر القريبة.
{ أرأيتم إن كنت على بينة من ربي؟ }..
أجد حقيقته في نفسي وأستيقن أنه هو يوحي إلي ويأمرني بما أبلغكم إياه. وعن هذه البينة الواضحة في نفسي، أصدر واثقاً مستيقناً.
{ ورزقني منه رزقاً حسناً }..
ومنه الثروة التي أتعامل مع الناس مثلكم فيها.
{ وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه }..
فأنهاكم ثم أذهب من خلفكم فأفعل ما نهيتكم عنه لأحقق لنفسي نفعاً به!
{ إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت }..
الإصلاح العام للحياة والمجتمع الذي يعود صلاحه بالخير على كل فرد وكل جماعة فيه؛ وإن خيل إلى بعضهم أن اتباع العقيدة والخلق يفوت بعض الكسب الشخصي، ويضيع بعض الفرص. فإنما يفوت الكسب الخبيث ويضيع الفرص القذرة؛ ويعوض عنهما كسباً طيباً ورزقاً حلالاً، ومجتمعاً متضامناً متعاوناً لا حقد فيه ولا غدر ولا خصام!
{ وما توفيقي إلا بالله }..
فهو القادر على إنجاح مسعاي في الإصلاح بما يعلم من نيتي، وبما يجزي على جهدي.
{ عليه توكلت }..
عليه وحده لا أعتمد على غيره.
{ وإليه أنيب }..
إليه وحده أرجع فيما يحزبني من الأمور، وإليه وحده أتوجه بنيتي وعملي ومسعاي.
ثم يأخذ بهم في واد آخر من التذكير، فيطل بهم على مصارع قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم لوط: فقد يفعل هذا في مثل تلك القلوب الجاسية ما لم يفعله التوجيه العقلي اللين الذي يحتاج إلى رشد وتفكير: { ويا قوم لا يجرمنَّكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح. وما قوم لوط منكم ببعيد }..
لا يحملنكم الخلاف معي والعناد في مواجهتي على أن تلجوا في التكذيب والمخالفة، خشية أن يصيبكم ما أصاب الأقوام قبلكم. وهؤلاء قوم لوط قريب منكم في المكان. وقريب كذلك في الزمان. فمدين كانت بين الحجاز والشام.
ثم يفتح لهم ـ وهم في مواجهة العذاب والهلاك ـ باب المغفرة والتوبة، ويطمعهم في رحمة الله والقرب منه بأرق الألفاظ وأحناها:
{ واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه، إن ربي رحيم ودود }.. وهكذا يطوف بهم في مجالات العظة والتذكر والخوف والطمع، لعل قلوبهم تتفتح وتخشع وتلين.
ولكن القوم كانوا قد بلغوا من فساد القلوب، ومن سوء تقدير القيم في الحياة، وسوء التصور لدوافع العمل والسلوك، ما كشف عنه تبجحهم من قبل بالسخرية والتكذيب:
{ قالوا: يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول، وإنا لنراك فينا ضعيفاً، ولولا رهطك لرجمناك، وما أنت علينا بعزيز }.
.
فهم ضيقو الصدور بالحق الواضح، لا يريدون أن يدركوه:
{ قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول }..
وهم يقيسون القيم في الحياة بمقياس القوة المادية الظاهرة:
{ وإنا لنراك فينا ضعيفاً }..
فلا وزن عندهم للحقيقة القوية التي يحملها ويواجههم بها.
{ ولولا رهطك لرجمناك }..
ففي حسابهم عصبية العشيرة، لا عصبية الاعتقاد، وصلة الدم لا صلة القلب. ثم هم يغفلون عن غيرة الله على أوليائه فلا يضعونها في الحساب.
{ وما أنت علينا بعزيز }..
لا عزة التقدير والكرامة ولا عزة الغلب والقهر. ولكننا نحسب حساب الأهل والعشيرة!
وحين تفرغ النفوس من العقيدة القويمة والقيم الرفيعة والمثل العالية؛ فإنها تقبع على الأرض ومصالحها القريبة وقيمها الدنيا؛ فلا ترى حرمة يومئذ لدعوة كريمة، ولا لحقيقة كبيرة؛ ولا تتحرج عن البطش بالداعية إلا أن تكون له عصبة تؤويه؛ وإلا أن تكون معه قوة مادية تحميه. أما حرمة العقيدة والحق والدعوة فلا وزن لها ولا ظل في تلك النفوس الفارغة الخاوية.
وعندئذ تأخذ شعيباً الغيرة على جلال ربه ووقاره؛ فيتنصل من الاعتزاز برهطه وقومه؛ ويجبههم بسوء التقدير لحقيقة القوى في هذا الوجود، وبسوء الأدب مع الله المحيط بما يعلمون. ويلقي كلمته الفاصلة الأخيرة. ويفاصل قومه على أساس العقيدة، ويخلي بينهم وبين الله، وينذرهم العذاب الذي ينتظر أمثالهم، ويدعهم لمصيرهم الذي يختارون:
{ قال: يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهرياً؟ إن ربي بما تعملون محيط. ويا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل، سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إني معكم رقيب }..
{ أرهطي أعز عليكم من الله؟ }..
أجماعة من البشر مهما يكونوا من القوة والمنعة فهم ناس، وهم ضعاف، وهم عباد من عباد الله.. أهؤلاء أعز عليكم من الله؟.. أهؤلاء أشد قوة ورهبة في نفوسكم من الله؟
{ واتخذتموه وراءكم ظهرياً }..
وهي صورة حسية للترك والإعراض، تزيد في شناعة فعلتهم، وهم يتركون الله ويعرضون عنه، وهم من خلقه، وهو رازقهم وممتعهم بالخير الذي هم فيه. فهو البطر وجحود النعمة وقلة الحياء إلى جانب الكفر والتكذيب وسوء التقدير.
{ إن ربي بما تعملون محيط }..
والإحاطة أقصى الصور الحسية للعلم بالشيء والقدرة عليه.
إنها غضبة العبد المؤمن لربه أن يستباح جلاله ـ سبحانه ـ ووقاره. الغضبة التي لا يقوم إلى جوارها شيء من الاعتزاز بنسبه ورهطه وعشيرته وقومه.. إن شعيباً لم ينتفخ ولم ينتفش أن يجد القوم يرهبون رهطه، فلا تمتد إليه أيديهم بالبطش الذي يريدونه! ولم يسترح ولم يطمئن إلى أن يكون رهطه هم الذين يحمونه ويمنعونه من قومه ـ الذين افترق طريقهم عن طريقه ـ وهذا هو الإيمان في حقيقته.. أن المؤمن لا يعتز إلا بربه ولا يرضى أن تكون له عصبة تخشى ولا يُخشى ربه! فعصبية المسلم ليست لرهطه وقومه إنما هي لربه ودينه | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الإثنين 24 مايو 2010, 10:29 am | |
| ونواصل حديثنا عن أيات الميزان في القرآن. { والوزن يومئذ الحق }..
إنه لا مجال هنا للمغالطة في الوزن؛ ولا التلبيس في الحكم؛ ولا الجدل الذي يذهب بصحة الأحكام والموازين. { فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون }..
فقد ثقلت في ميزان الله الذي يزن بالحق. وجزاؤها إذن هو الفلاح.. وأي فلاح بعد النجاة من النار، والعودة إلى الجنة، في نهاية الرحلة المديدة، وفي ختام المطاف الطويل؟
{ ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون }..
فقد خفت في ميزان الله الذي لا يظلم ولا يخطئ. وقد خسروا أنفسهم. فماذا يكسبون بعد؟ إن المرء ليحاول أن يجمع لنفسه. فإذا خسر ذات نفسه فما الذي يبقى له؟
لقد خسروا أنفسهم بكفرهم بآيات الله: { بما كانوا بآياتنا يظلمون } والظلم - كما أسلفنا - يطلق في التعبير القرآني ويراد به الشرك أو الكفر: { إن الشرك لظلم عظيم } ولا ندخل هنا في طبيعة الوزن وحقيقة الميزان - كما دخل فيه المتجادلون بعقلية غير إسلامية في تاريخ الفكر " الإسلامي "!.. فكيفيات أفعال الله كلها خارجة عن الشبيه والمثيل. مذ كان الله سبحانه ليس كمثله شيء.. وحسبنا تقرير الحقيقة التي يقصد إليها السياق.. من أن الحساب يومئذ بالحق، وأنه لا يظلم أحد مثقال ذرة، وأن عملاً لا يبخس ولا يغفل ولا يضيع.
في ظلال القرآن
| |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الإثنين 24 مايو 2010, 10:32 am | |
| { وَٱلْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ }
{ والوزْنُ } وزنُ الأعمال وهو الجزاء عليها، والإخبار بكميتها وأعيانها، أو المراد القضاء والحكم { يَومئذٍ } أى يوم نسأل الذين أرسل إليهم والمرسلين وهو متعلق بالوزن { الحقُّ } خبرا، ويوم متعلق بمحذوف خبرا أى ثابت وظاهر يومئذ، والحق نعت للوزن، والأول أولى لسلامته من الفصل بين النعت والمنعوت بالخبر، وقرئ والوزن يومئذ القسط.
وقال جمهور المخالفين: إن الميزان ميزان كفة وعمود ولسان، فقيل: توزن فيه صحف الأعمال وهو الصحيح عندهم، ونسب للأكثر، وقول تتجسم الحسنات صورا بيضا، والسيئات سوداً، فتوزن، ونسبوه لابن عباس، وقيل: يخلق الله الثقل والخفة فى الحسنات والسيئات بدون أن يردها أجساما، كما أن جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم يثقل بالوحى فى وقت الوحى، حتى إن ناقته لتبرك به عجزاً.
وعن زيد بن ثابت: كنت أكتب حتى نزل: { غير أولى الضرر } وفخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذى حتى كادت ترض فخذى، وبذلك قال أبو المعالى ورجح، واستدل القائلون بأن الميزان ميزان كفة وعمود ولسان، بأن ذلك هو ظاهر القرآن والحديث، والحمل على الظاهر والحقيقة أولى، بل متعين ما لم يكن مانع ولا مانع هنا، وبأنه صلى الله عليه وسلم قال لبعض الصحابة لما قال له أين أجدك: " اطلبنى عند الحوض وان لم تجدنى فعند الميزان " وكذا قال لفاطمة رضى الله عنها، وخاطبها بخطاب الأنثى، ولو لم يكن الميزان محسوسا لما أحال على الطلب عنده. والجواب: أن حمل الميزان على التمييز والجزاء ولو كان مجازاً أولى، لأنه أسهل فى فهم العقل وأفصح وأسلم من رد العرض جسما، ولو كان الله على كل شىء قديراً، أو لا دليل فى الحديث لجواز أن يقول: اطلبنى عند محل إظهار الجزاء والتمييز، وقالوا: أراد الله أن يظهر لعباده تحرير النظر وغاية العدل بأمر قد عرفوه فى الدنيا وهو الميزان، تأكيدا للحجة، وقطعا للمعذرة، وانظر سورة الأنبياء، وذلك كما استنتج الأعمال واستنطق الجوارح بها، واستشهد عليها مع علمه الذى لا يزول.
وعن بعضهم: توزن الأشخاص لقوله صلى الله عليه وسلم: " إنه ليأتى الرجل السمين العظيم يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة وليس بشىء " لأن المراد الإعلام بأن المعتبر يوم القيامة الأعمال الحسنة لا عظم الجسم وحسنه، وليس القول بشىء من تلك الأقوال بمكفر نفاقا ولا شركا، ولكن الذى نعتقده ما ذكرته أولا، لكن لما لم يعرف البشر شيئا أكثر تحريرا من الوزن، عبر به وهو موجود فى كلامهم قال أبو طالب:بميزان قسط لا ببخس شعيرة له حاكم من نفسه غير عائل وبه قال مجاهد والضحاك، وعليه فالخفة والثقل مستعاران لكثرة الحساب والجزاء والأعمال، وقلة ذلك. { فمَنْ ثَقُلت مَوازينُه } جمع موزون، والمراد الحسنات وهو قول مجاهد، أو جمع ميزان وعليه فإنما جمع تعظيما، أو باعتبار اختلاف الموزونات وتعدد الوزن، كما تجمع الشمس باعتبار الأيام، فجمع الميزان تنبيها على تعدد الموزونات وكثرتها مبالغة، وقيل: جمع لاشتماله على الكفتين والشاهون واللسان، ولا يتم الوزن إلا بذلك كله، فلكل منه نصيب فى الوزن، فكان كل واحد منه ميزان، وعن الحسن: لكل عبد يوم القيامة ميزان على حدة، قال بعضهم: وهو مردود، وقيل: جمع تعظيماً، وقيل: لكل أحد موازين كل نوع من العمل بميزان، وصاحب الموازين يوم القيامة جبريل عليه السلام فيما نسبوه لحذيفة بن اليمان رضى الله عنه.
{ فأُولئِك هُمُ المفْلحُون } المدركون لبغيتهم، الفائزون بثواب الله، الناجون مما يحذرون.
هيمان الزاد إلى دار المعاد
| |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الإثنين 24 مايو 2010, 10:35 am | |
| {ٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ وَٱلْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٌ } 17 الشورى
-----------
قد علمتم أن من جملة محاجة المشركين في الله { وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِي ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ٱسَتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ }
ومِن أشدِّها تشغيباً في زعمهم محاجتهم بإنكار البعث كما في قولهم:
{ هل ندلكم على رجلٍ يُنبِّئكم إذا مُزِّقتم كلَّ مُمَزَّقٍ إِنكم لفي خَلقٍ جديدٍ أفترى على الله كذباً أم به جنّة } [سبأ: 7، 8]
، وقال شداد بن الأسود:يُخبِّرُنا الرّسولُ بأنْ سَنَحْيَا وكيفَ حياةُ أصداءٍ وهامِ وقد دحض الله حجتهم في مواضع من كتابه بنفي استحالته، وبدليل إمكانه، وأومأ هنا إلى مقتضي إيجابه، فبيّن أن البعث والجزاء حق وعدل فكيف لا يقدِّره مدبّر الكون ومنزّل الكتاب والميزان. وقد أشارت إلى هذا المعنى آيات كثيرة منها قوله تعالى: { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا تُرجَعون } [المؤمنون: 115]
وقوله: { إن الساعة آتيةٌ أكادُ أُخفيها لتُجْزَى كلُّ نفس بما تَسعى } [طه: 15]
وقال: { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحقّ ولكن أكثرَهم لا يعلمون إنَّ يوم الفصل ميقاتُهم أجمعين } [الدخان: 38 ـــ 40].
وأكثرُها جاء نظمها على نحو الترتيب الذي في نظم هذه الآية من الابتداء بما يذكِّر بحكمة الإيجاد وأن تمام الحكمة بالجزاء على الأعمال.
فقوله: { الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان } تمهيد لقوله: { وما يدريك لعل الساعة قريب } ، لأن قوله: { وما يدريك لعل الساعة قريب } يؤذن بمقدر يقتضيه المعنى، تقديره: فجُعل الجزاء للسائرين على الحق والناكبين عنه في يوم السّاعة فلا محيص للعباد عن لقاء الجزاء وما يدريك لعل الساعة قريب، فهو ناظر إلى قوله { إن الساعة آتية أكاد أُخْفِيها لتُجزَى كلَّ نفسٍ بما تسعى } [طه: 15].
وهذه الجملة موقعها من جملة { والذين يحاجون في الله }[الشورى: 16] موقع الدّليل، والدليلُ من ضروب البيان، ولذلك فصلت الجملة عن التي قبلها لشدة اتصال معناها بمعنى الأخرى.
والإخبار عن اسم الجلالة باسم الموصول الذي مضمون صلته إنزالُه الكتابَ والميزانَ، لأجل ما في الموصولية من الإيماء إلى وجه بناء الخبر الآتي، وأنه من جنس الحق والعدل، مثل الموصول في قوله تعالى: { داخرإن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم ين } [غافر: 60].
ولام التعريف في { الكتاب } لتعريف الجنس، أي إنزال الكُتب وهو ينظر إلى قوله آنفاً: { وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب } [الشورى: 15].
والباء في { بالحق } للملابسة، أي أنزل الكتب مقترنة بالحق بعيدة عن الباطل.
والحق: كلّ ما يَحق، أي يجب في باب الصلاح عملُه ويصح أن يفسر بالأغراض الصحيحة النافعة.
و { الميزان } حقيقته: آلة الوزن، والوزن: تَقديرُ ثِقَلِ جسم، والميزان آلة ذات كفتين معتدلتين معلقتين في طرفي قضيب مستوٍ معتدل، له عروة في وسطه، بحيث لا تتدلى إحدى الكفتين على الأخرى إذا أُمسك القضيب من عُروته. والميزان هنا مستعار للعدل والهدْي بقرينة قوله { أنزل } فإن الدّين هو المنزل والدّين يدعو إلى العدل والإنصاف في المجادلة في الدّين وفي إعطاء الحقوق، فشبه بالميزان في تساوي رجحان كفتيه قال تعالى:{ وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقومَ النّاس بالقسط } [الحديد: 25].
وجملة { وما يدريك لعل الساعة قريب } معطوفة على جملة { الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان } ، والمناسبة هي ما ذكرناه من إيذان تلك الجملة بمقدَّر.
وكلمة { وما يدريك } جارية مجرى المثل، والكاف منها خطاب لغير معيّن بمعنى: قد تدري، أي قد يدري الداري، فــ { ما } استفهامية والاستفهام مستعمل في التنبيه والتهيئة. و { يدريك } من الدراية بمعنى العلم. وقد عُلّق فعل (يُدري) عن العمل بحرف الترجّي. وعن ابن عباس كل ما جاء فعل (ما أدراك) فقد أعلمه الله به (أي بينه له) عقب كلمة (ما أدراك) نحو { وما أدراك ماهِيَهْ نارٌ حاميةٌ }[القارعة: 10، 11]
وكل ما جاء فيه { وما يدريك } لم يُعلمه به (أي لم يعقبه بما يبين إبْهامه { وما يدريك لعل الساعة قريب } نحو { وما يدريك لعله يزّكى } ) [عبس: 3].
ولعل معنى هذا الكلام أن الاستعمال خص كل صيغة من هاتين الصيغتين بهذا الاستعمال فتأمل.
والمعنى: أي شيء يعلمك أيها السامع الساعةَ قريباً، أي مقتضي علمِك متوفر، فالخطاب لغير معين، وفي معناه قوله تعالى: { وما يشعركم أنّها إذا جاءت لا يؤمنون } في سورة الأنعام (109).
والإخبار عن { الساعة } بــ { قريب } وهو غير مؤنث لأنه غلب لزوم كلمة (قريب وبعيد) للتذكير باعتبار شيء كقوله تعالى: { وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً } [الأحزاب: 63]
وقوله: { إن رحمة الله قريبٌ من المحسنين } وقد ورد في سورة الأعراف (56).
___ تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور ( المتوفى ت 1393 هـ) مصنف و مدقق | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الإثنين 24 مايو 2010, 10:38 am | |
| { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات، وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس، وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب. إن الله قوي عزيز. ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم، وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب، فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون. ثم قفَّينا على آثارهم برسلنا، وقفَّينا بعيسى ابن مريم، وآتيناه الإنجيل، وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة، ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم، إلا ابتغاء رضوان الله، فما رعوها حق رعايتها، فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم، وكثير منهم فاسقون }25 الحديد ..
فالرسالة واحدة في جوهرها، جاء بها الرسل ومعهم البينات عليها، ومعظمهم جاء بالمعجزات الخوارق. وبعضهم أنزل عليه كتاب. والنص يقول { وأنزلنا معهم الكتاب } بوصفهم وحدة. وبوصف الكتاب وحدة كذلك، إشارة إالى وحدة الرسالة في جوهرها.
{ والميزان }.. مع الكتاب. فكل الرسالات جاءت لتقر في الأرض وفي حياة الناس ميزاناً ثابتاً ترجع إليه البشرية، لتقويم الأعمال والأحداث والأشياء والرجال؛ وتقيم عليه حياتها في مأمن من اضطراب الأهواء واختلاف الأمزجة، وتصادم المصالح والمنافع. ميزاناً لا يحابي أحداً لأنه يزن بالحق الإلهي للجميع، ولا يحيف على أحد لأن الله رب الجميع.
هذا الميزان الذي أنزله الله في الرسالة هو الضمان الوحيد للبشرية من العواصف و الزلازل والاضطرابات والخلخلة التي تحيق بها في معترك الأهواء ومضطرب العواطف، ومصطخب المنافسة وحب الذات. فلا بد من ميزان ثابت يثوب إليه البشر، فيجدون عنده الحق والعدل والنصفة بلا محاباة. { ليقوم الناس بالقسط }.. فبغير هذا الميزان الإلهي الثابت في منهج الله وشريعته، لا يهتدي الناس إلى العدل، وإن اهتدوا إليه لم يثبت في أيديهم ميزانه، وهي تضطرب في مهب الجهالات والأهواء!
{ وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس، وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب }..
والتعبير { بأنزلنا الحديد } كالتعبير في موضع آخر بقوله: { وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج } كلاهما يشير إلى إرادة الله وتقديره في خلق الأشياء والأحدث، فهي منزلة بقدره وتقديره. فوق ما فيه هنا من تناسق مع جو الآية، وهو جو تنزيل الكتاب والميزان، فكذلك ما خلقه الله من شيء مقدر تقدير كتابه وميزانه.
أنزل الله الحديد { فيه بأس شديد }.. وهو قوة في الحرب والسلم { ومنافع للناس }.. وتكاد حضارة البشر القائمة الآن تقوم على الحديد { وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب }. وهي إشارة الى الجهاد بالسلاح؛ تجيء في موضعها في السورة التي تتحدث عن بذل النفس والمال.
ولما تحدث عن الذين ينصرون الله ورسله بالغيب، عقب على هذا بإيضاح معنى نصرهم لله ورسله، فهو نصر لمنهجه ودعوته، أمّا الله سبحانه فلا يحتاج منهم الى نصر: { إن الله قويٌ عزيز }..
ولما انتهى من تقرير وحدة الرسالة في جوهرها وكتابها وميزانها عاد يقرر وحدتها في رجالها، فهم من ذرية نوح وإبراهيم. { ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب }..
فهي شجرة واحدة باسقة، متشابكة الفروع، فيها النبوة والكتاب. ممتدة من فجر البشرية منذ نوح، حتى إذا انتهت إلى إبراهيم، تفرعت وامتدت وانبثقت النبوات من ذلك الفرع الكبير الذي صار أصلاً باسقاً ممتداً إلى آخر الرسالات.
فأما الذرية التي جاءتها النبوات والكتب فلم تكن على شاكلة واحدة: { فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون }..
وهو تلخيص قصير لذلك الخط الطويل!
وقرب نهاية الخط يجيء عيسى بن مريم:
{ ثم قفَّينا على آثارهم برسلنا وقفَّينا بعيسى ابن مريم }..
أي على آثار السابقين من ذرية نوح وإبراهيم. فكانت الرسالة ممتدة واحدة على إثر واحدة حتى جاء عيسى ابن مريم.
ويذكر هنا صفة بارزة من صفات الذين اتبعوا عيسى بن مريم: { وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة }.. وهم الثمرة الطبيعية لدعوة المسيح - عليه السلام - وروحها السمحة وتطهرها الروحي، وشفافيتها الوضيئة والرأفة والرحمة ظاهرة واضحة في المؤمنين حقيقة برسالة عيسى عليه السلام، ممن أحسنوا اتباعه. وقد أشارت اليها آيات أخرى في القرآن الكريم، كما حفظ منها التاريخ صوراً يرويها الرواة عن النجاشي وعن وفد نجران وعن أفراد ممن وفدوا على دار الإسلام بعد ظهوره راغبين في الإسلام، بحكم ما استقر في قلوبهم من الحق، مذ كانوا أتباع عيسى بن مريم بحق.
كذلك يذكر النص هنا ظاهرة أخرى عرفت في تاريخ أتباع المسيح عيسى بن مريم { ورهبانية ابتدعوها - ما كتبناها عليهم - إلا ابتغاء رضوان الله }..
والراجح في تفسير الآية أن هذه الرهبانية التي عرفها تاريخ المسيحية كانت اختياراً من بعض أتباع عيسى عليه السلام، ابتدعوها من عند أنفسهم ابتغاء رضوان الله، وابتعاداً عن أوضار الحياة - ولم يكتبها الله عليهم ابتداء. ولكنهم حين اختاروها وأوجبوها على أنفسهم صاروا مرتبطين أمام الله بأ ن يرعوا حقوقها، ويحافظوا على مقتظياتها من تطهر وترفع، وقناعة وعفة، وذكر وعبادة.. مما يحقق في أنفسهم حقيقة التجرد لله، التي قصدوا إليها بهذه الرهبانية التي ابتدعوها.
ولكنها انتهت إلى أن تصبح في الغالب طقوساً وشعائر خالية من الروح، وأن يتخذها الكثيرون مظهراً عارياً من الحقيقة. فلا يصبر على تكاليفها إلا عدد منهم قليل:
{ فما رعوها حق رعايتها. فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم، وكثير منهم فاسقون }..
والله لا يأخذ الناس بالمظاهر والأشكال، ولا بالطقوس والمسوح. إنما يأخذهم بالعمل والنية، ويحاسبهم على حقيقة الشعور والسلوك. وهو الذي يعلم خبايا القلوب وذوات الصدور.
وبعد هذا العرض السريع يجيء الهتاف الأخير للذين آمنوا، وهم الحلقة الأخيرة في سلسلة المؤمنين برسالة الله في تاريخها الطويل؛ وورثة هذه الرسالة الذين يقومون عليها الى يوم الدين:
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته، ويجعل لكم نوراً تمشون به، ويغفر لكم، والله غفور رحيم}.
( في ظلال القرآن )
| |
|
| |
lovly girl عضوفضي
وطني : عدد الرسائل : 311 العمر : 27 الوظيفة : طالبه sms : رسمت قلبى على جدارك حتى لا تنسانى تاريخ التسجيل : 19/05/2010 نقاط : 3176828
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الإثنين 24 مايو 2010, 1:49 pm | |
| | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الإثنين 24 مايو 2010, 1:58 pm | |
| اختى الفاضله مرورك اسعدنى دمت بود | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الثلاثاء 25 مايو 2010, 12:38 pm | |
| { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
_______
والحق سبحانه يبدأ هذه الآية الكريمة بترقيق الحكم الصادر بالتكليف القادم وهو الصيام فكأنه يقول: " يا من آمنتم بي وأحببتموني لقد كتبت عليكم الصيام ". وعندما يأتي الحكم ممن آمنت به فأنت تثق أنه يخصك بتكليف تأتي منه فائدة لك. واضرب هذا المثل ـ ولله المثل الأعلى ـ هب أنك تُخاطب ابنك في أمر فيه مشقة، لكن نتائجه مفيدة، فأنت لا تقول له: " يا ابني افعل كذا " لكنك تقول له: " يا بُنَيَّ افعل كذا " وكأنك تقول له: " يا صغيري لا تأخذ العمل الذي أكلفك به بما فيه من مشقة بمقاييس عقلك غير الناضج، ولكن خذ هذا التكليف بمقاييس عقل وتجربة والدك ".
والمؤمنون يأخذون خطاب الحق لهم { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمقياس المحبة لكل ما يأتي منه سبحانه من تكليف حتى وإن كان فيه مشقة، والمؤمنون بقبولهم للإيمان إنما يكونون مع الحق في التعاقد الإيماني، وهو سبحانه لم يكتب الصيام على من لا يؤمن به؛ لأنه لا يدخل في دائرة التعاقد الإيماني وسيلقي سعيرا. والصيام هو لون من الإمساك؛ لأن معنى " صام " هو " أمسك " والحق يقول: { فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلبَشَرِ أَحَداً فَقُولِيۤ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ ٱلْيَوْمَ إِنسِيّاً } [مريم: 26]
وهذا إمساك عن الكلام. إذن فالصوم معناه الإمساك، لكن الصوم التشريعي يعني الصوم عن شهوتي البطن والفرج من الفجر وحتى الغروب. ومبدأ الصوم لا يختلف من زمن إلى آخر، فقد كان الصيام الركن التعبدي موجوداً في الديانات السابقة على الإسلام، لكنه كان إما إمساكاً مطلقاً عن الطعام. وإما إمساكا عن ألوان معينة من الطعام كصيام النصارى، فالصيام إذن هو منهج لتربية الإنسان في الأديان، وإن اختلفت الأيام عدداً، وإن اختلفت كيفية الصوم ويذيل الحق الآية الكريمة بقوله: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }. ونعرف أن معنى التقوى هو أن نجعل بيننا وبين صفات الجلال وقاية، وأن نتقي بطش الله، ونتقي النار وهي من آثار صفات الجلال. وقوله الحق: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } أي أن نهذب ونشذب سلوكنا فنبتعد عن المعاصي، والمعاصي في النفس إنما تنشأ من شره ماديتها إلى أمر ما. والصيام كما نعلم يضعف شره المادية وحدتها وتسلطها في الجسد، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم للشباب المراهق وغيره: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ".
وكأن الصوم يشذب شِرَّة المادية في الجسم الشاب. وإن تقليل الطعام يعني تقليل وقود المادة، فيقل السعار الذي يدفع الإنسان لارتكاب المعاصي. والصيام في رمضان يعطي الإنسان الاستقامة لمدة شهر، ويلحظ الإنسان حلاوة الاستقامة فيستمر بها بعد رمضان. والحق سبحانه يبدأ هذه الآية الكريمة بترقيق الحكم الصادر بالتكليف القادم وهو الصيام فكأنه يقول: " يا من آمنتم بي وأحببتموني لقد كتبت عليكم الصيام ". وعندما يأتي الحكم ممن آمنت به فأنت تثق أنه يخصك بتكليف تأتي منه فائدة لك. واضرب هذا المثل ـ ولله المثل الأعلى ـ هب أنك تُخاطب ابنك في أمر فيه مشقة، لكن نتائجه مفيدة، فأنت لا تقول له: " يا ابني افعل كذا " لكنك تقول له: " يا بُنَيَّ افعل كذا " وكأنك تقول له: " يا صغيري لا تأخذ العمل الذي أكلفك به بما فيه من مشقة بمقاييس عقلك غير الناضج، ولكن خذ هذا التكليف بمقاييس عقل وتجربة والدك ".
والمؤمنون يأخذون خطاب الحق لهم { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمقياس المحبة لكل ما يأتي منه سبحانه من تكليف حتى وإن كان فيه مشقة، والمؤمنون بقبولهم للإيمان إنما يكونون مع الحق في التعاقد الإيماني، وهو سبحانه لم يكتب الصيام على من لا يؤمن به؛ لأنه لا يدخل في دائرة التعاقد الإيماني وسيلقي سعيرا. والصيام هو لون من الإمساك؛ لأن معنى " صام " هو " أمسك " والحق يقول: { فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلبَشَرِ أَحَداً فَقُولِيۤ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ ٱلْيَوْمَ إِنسِيّاً } [مريم: 26] والحق لا يطلب منك الاستقامة في رمضان فقط، إنما هو سبحانه قد اصطفى رمضان كزمن تتدرب فيه على الاستقامة لتشيع من بعد ذلك في كل حياتك؛ لأن اصطفاء الله لزمان أو اصطفاء الله لمكان أو لإنسان ليس لتدليل الزمان، ولا لتدليل المكان، ولا لتدليل الإنسان، وإنما يريد الله من اصطفائه لرسول أن يشيع أثر اصطفاء الرسول في كل الناس. ولذلك نجد تاريخ الرسل مليئا بالمشقة والتعب، وهذا دليل على أن مشقة الرسالة يتحملها الرسول وتعبها يقع عليه هو. فالله لم يصطفه ليدللـه، وإنما اصطفاه ليجعله أسوة.
وكذلك يصطفي الله من الزمان أياما لا ليدللها على بقية الأزمنة، ولكن لأنه سبحانه وتعالى يريد أن يشيع اصطفاء هذا الزمان في كل الأزمنة، كاصطفائه لأيام رمضان، والحق سبحانه وتعالى يصطفي الأمكنة ليشيع اصطفاؤها في كل الأمكنة. وعندما نسمع من يقول: " زرت مكة والمدينة وذقت حلاوة الشفافية والإشراق والتنوير، ونسيت كل شيء ". إن من يقول ذلك يظن أنه يمدح المكان، وينسى أن المكان يفرح عندما يشيع اصطفاؤه في بقية الأمكنة؛ فأنت إذا ذهبت إلى مكة لتزور البيت الحرام، وإذا ذهبت إلى المدينة لتزور رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلماذا لا تتذكر في كل الأمكنة أن الله موجود في كل الوجود، وأن قيامك بأركان الإسلام وسلوك الإسلام هو تقرب من الله ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صحيح إن تعبدك وأنت في جوار بيت الله، يتميز بالدقة وحسن النية. كأنك وأنت في جوار بيت الله وفي حضرة رسول الله تستحي أن تفعل معصية. وساعة تسمع " الله أكبر " تنهض للصلاة وتخشع، ولا تؤذي أحداً، إذن لماذا لا يشيع هذا السلوك منك في كل وقت وفي كل مكان؟ إنك تستطيع أن تستحضر النية التعبدية في أي مكان، وستجد الصفاء النفسي العالي.
إذن فحين يصطفي الله زماناً أو مكاناً أو يصطفي إنساناً إنما يشاء الحق سبحانه وتعالى أن يشيع اصطفاء الإنسان في كل الناس، واصطفاء المكان في كل الأمكنة واصطفاء الزمان في كل الأزمنة، ولذلك أتعجب عندما أجد الناس تستقبل رمضان بالتسبيح وبآيات القرآن وبعد أن ينتهي رمضان ينسون ذلك. وأقول هل جاء رمضان ليحرس لنا الدين، أم أن رمضان يجيء ليدربنا على أن نعيش بخلق الصفاء في كل الأزمنة؟
وقوله الحق: { كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } يدلنا على أن المسلمين ليسوا بدعاً في مسألة الصوم، بل سبقهم أناس من قبل إلى الصيام وإن اختلفت شكلية الصوم. وساعة يقول الحق: { كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ } فهذا تقرير للمبدأ، مبدأ الصوم، ويُفَصّلُ الحق سبحانه المبدأ من بعد ذلك فيقول: { أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ... }
تفسير خواطر( محمد متولي الشعراوي) مصنف و مدقق | |
|
| |
الحصان الاسود عضوذهبي
وطني : عدد الرسائل : 479 العمر : 49 الوظيفة : فنى sms : اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كتبت وقد ايقنت يوم كتابتي بانَ يدي تفَنَى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستـُجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابه تاريخ التسجيل : 21/05/2010 نقاط : 3175805
| موضوع: رد: فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت الثلاثاء 25 مايو 2010, 12:43 pm | |
| { أياماً معدودات. فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر }.
وظاهر النص في المرض والسفر يطلق ولا يحدد. فأي مرض وأي سفر يسوغ الفطر، على أن يقضي المريض حين يصح والمسافر حين يقيم. وهذا هو الأولى في فهم هذا النص القرآني المطلق، والأقرب إلى المفهوم الإسلامي في رفع الحرج ومنع الضرر. فليست شدة المرض ولا مشقة السفر هي التي يتعلق بها الحكم إنما هي المرض والسفر إطلاقاً، لإرادة اليسر بالناس لا العسر. ونحن لا ندري حكمة الله كلها في تعليقه بمطلق المرض ومطلق السفر؛ فقد تكون هناك اعتبارات أخرى يعلمها الله ويجهلها البشر في المرض والسفر؛ وقد تكون هناك مشقات أخرى لا تظهر للحظتها، أو لا تظهر للتقدير البشري.. وما دام الله لم يكشف عن علة الحكم فنحن لا نتأولها؛ ولكن نطيع النصوص ولو خفيت علينا حكمتها. فوراءها قطعاً حكمة. وليس من الضروري أن نكون نحن ندركها.
يبقى أن القول بهذا يخشى أن يحمل المترخصين على شدة الترخص، وأن تهمل العبادات المفروضة لأدنى سبب. مما جعل الفقهاء يتشددون ويشترطون. ولكن هذا - في اعتقادي - لا يبرر التقييد فيما أطلقه النص. فالدين لا يقود الناس بالسلاسل إلى الطاعات، إنما يقودهم بالتقوى. وغاية هذه العبادة خاصة هي التقوى. والذي يفلت من أداء الفريضة تحت ستار الرخصة لا خير فيه منذ البدء، لأن الغاية الأولى من أداء الفريضة لا تتحقق. وهذا الدين دين الله لا دين الناس. والله أعلم بتكامل هذا الدين، بين مواضع الترخص ومواضع التشدد؛ وقد يكون وراء الرخصة في موضع من المصلحة ما لا يتحقق بدونها. بل لا بد أن يكون الأمر كذلك. ومن ثم أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأخذ المسلمون برخص الله التي رخصها لهم. وإذا حدث أن فسد الناس في جيل من الأجيال فإن إصلاحهم لا يتأتى من طريق التشدد في الأحكام؛ ولكن يتأتى من طريق إصلاح تربيتهم وقلوبهم واستحياء شعور التقوى في أرواحهم. وإذا صح التشدد في أحكام المعاملات عند فساد الناس كعلاج رادع، وسد للذرائع، فإن الأمر في الشعائر التعبدية يختلف، إذ هي حساب بين العبد والرب، لا تتعلق به مصالح العباد تعلقاً مباشراً كأحكام المعاملات التي يراعى فيها الظاهر. والظاهر في العبادات لا يجدي ما لم يقم على تقوى القلوب. وإذا وجدت التقوى لم يتفلت متفلت، ولم يستخدم الرخصة إلا حيث يرتضيها قلبه، ويراها هي الأولى، ويحس أن طاعة الله في أن يأخذ بها في الحالة التي يواجهها، أما تشديد الأحكام جملة في العبادات أو الميل إلى التضييق من إطلاق الرخص التي أطلقتها النصوص، فقد ينشيء حرجاً لبعض المتحرجين. في الوقت الذي لا يجدي كثيراً في تقويم المتفلتين.. والأولى على كل حال أن نأخذ الأمور بالصورة التي أرادها الله في هذا الدين. فهو أحكم منا وأعلم بما وراء رخصه وعزائمه من مصالح قريبة وبعيدة.. وهذا هو جماع القول في هذا المجال.
بقي أن نثبت هنا بعض ما روي من السنة في حالات متعددة من حالات السفر، في بعضها كان التوجيه إلى الفطر وفي بعضها لم يقع نهي عن الصيام.. وهي بمجموعها تساعد على تصور ما كان عليه السلف الصالح من إدراك للأمر، قبل أن تأخذ الأحكام شكل التقعيد الفقهي على أيدي الفقهاء المتأخرين. وصورة سلوك أولئك السلف - رضوان الله عليهم - أملأ بالحيوية، وألصق بروح هذا الدين وطبيعته، من البحوث الفقهية؛ ومن شأن الحياة معها وفي جوها أن تنشئ في القلب مذاقاً حياً لهذه العقيدة وخصائصها:
1- عن جابر - رضي الله عنه - قال: " خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ " كراع الغميم " فصام الناس. ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس، ثم شرب. فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام، فقال: أولئك العصاة. أولئك العصاة " (أخرجه مسلم والترمذي).
2- وعن أنس رضي الله عنه - قال " كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فمنا الصائم ومنا المفطر. فنزلنا منزلاً في يوم حار، أكثرنا ظلاً صاحب الكساء، ومنا من يتقي الشمس بيده. فسقط الصوام وقام المفطرون، فضربوا الأبنية، وسقوا الركاب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ذهب المفطرون اليوم بالأجر " (أخرجه الشيخان والنسائي).
3- وعن جابر - رضي الله عنه - قال " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فرأى رجلاً قد اجتمع عليه الناس، وقد ظلل عليه. فقال: ما له؟ فقالوا: رجل صائم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليس من البر الصوم في السفر " (أخرجه مالك والشيخان وأبو داود والنسائي).
4- وعن عمرو بن أمية الضمري - رضي الله عنه - " قال قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سفر، فقال: انتظر الغداء يا أبا أمية. قلت: يا رسول الله إني صائم. قال: إذاً أخبرك عن المسافر. إن الله تعالى وضع عنه الصيام ونصف الصلاة " (أخرجه النسائي)..
5- وعن رجل من بني عبد الله بن كعب بن مالك اسمه أنس بن مالك. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إن الله تعالى وضع شطر الصلاة عن المسافر وأرخص له في الإفطار وأرخص فيه للمرضع والحبلى إذا خافتا على ولديهما ". (أخرجه أصحاب السنن).
6- وعن عائشة - سأل حمزة بن عمرو الأسلمي - رضي الله عنه - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصوم في السفر. (وكان كثير الصيام) فقال: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر " (أخرجه مالك والشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي) وفي رواية أخرى وكان جلداً على الصوم.
7- وعن أنس - رضي الله عنه - قال كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فمنا الصائم ومنا المفطر. فلا الصائم يعيب على المفطر ولا المفطر يعيب على الصائم "..(أخرجه مالك والشيخان وأبو داود).
8- وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان في حر شديد، حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر؛ وما فينا صائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن رواحة رضي الله عنه..(أخرجه الشيخان وأبو داود).
9- وعن محمد بن كعب قال: أتيت أنس بن مالك - رضي الله عنه في رمضان وهو يريد سفراً وقد رحلت له راحلته، ولبس ثياب سفره، فدعا بطعام فأكل. فقلت له: سنة؟ قال: نعم. ثم ركب..(أخرجه الترمذي).
10- وعن عبيد بن جبير قال كنت مع أبي بصرة الغفاري - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنه في سفينة من الفسطاط في رمضان. فدفع فقِّرب غداؤه، فقال: اقترب. قلت: ألست ترى البيوت؟ قال أترغب عن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فأكل وأكلت..(أخرجه أبو داود)
11- وعن منصور الكلبي: أن دحية بن خليفة - رضي الله عنه - خرج من قرية من دمشق إلى قدر قرية عقبة من الفساط، وذلك ثلاثة أميال، في رمضان. فأفطر وأفطر معه ناس كثير. وكره آخرون أن يفطروا. فلما رجع إلى قريته قال: والله لقد رأيت اليوم أمراً ما كنت أظن أن أراه. إن قوماً رغبوا عن هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه. اللهم أقبضني إليك..(أخرجه أبو داود)..
فهذه الأحاديث في جملتها تشير إلى تقبل رخصة الإفطار في السفر في سماحة ويسر. وترجح الأخذ بها. ولا تشترط وقوع المشقة للأخذ بها كما يشير إلى ذلك الحديثان الأخيران بوجه خاص، وإذا كان الحديث الثامن منها يشير إلى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحده ظل مرة صائماً مع المشقة هو وعبد الله بن رواحة، فقد كانت له - صلى الله عليه وسلم - خصوصيات في العبادة يعفي منها أصحابه. كنهيه لهم عن مواصلة الصوم وهو كان يواصل أحياناً. أي يصل اليوم باليوم بلا فطر. فلما قالوا له في هذا، قال: " إني لست مثلكم إني أظل يطعمني ربي ويسقيني " .(أخرجه الشيخان) وثابت من الحديث الأول أنه أفطر وقال عن الذين لم يفطروا: أولئك العصاة. أولئك العصاة. وهذا الحديث متأخر - في سنة الفتح - فهو أحدث من الأحاديث الأخرى. وأكثر دلالة على الاتجاه المختار..
والصورة التي تنشأ في الحس من مجموع هذه الحالات.. أنه كانت هناك مراعاة لحالات واقعية، تقتضي توجيهاً معيناً كما هو الشأن في الأحاديث التي تروى في الموضوع العام الواحد، ونجد فيها توجيهات متنوعة - فالرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يربي وكان يواجه حالات حية. ولم يكن يواجهها بقوالب جامدة! | |
|
| |
| فى رحاب ايه .....ارجو التثبيت | |
|