بنــــــــــــــات الشـــــــــــوارع
تبدأ رحلتهن ببيع المناديل الورقية أو الورد أو الجرائد وتقديم الشاي للحبيبة على الكورنيش وتنتهي باستغلالهن في أوكار الدعارة… إنهن آلاف الفتيات القاصرات «فتيات الشوارع» اللائي لا تتجاوز أعمارهن الـ 17 عاما.. اعترافات لتلك الفتيات في لقاء معهم …
البداية كانت في مؤسسة الدفاع الاجتماعي في عين شمس حيث تعرفنا على ن.م وهي فتاة فقدت أسرتها ولم تعرف حنان الأم أو رعاية الأب وعاشت في الشوارع دون غطاء أو رعاية أو حتى لقمة العيش وكانت تبيع مناديل الورق في اشارات المرور وتعرف في أحد الأيام على شاب وأقام معها علاقة تطورت الى الرذيلة حيث وعدها بالزواج وأقام معها في غرفة صغيرة ثم طردها بعد فترة ولم يتزوجها وأخذت تنتقل من شاب الى آخر لتتمكن من الانفاق والعيش.
أما منى.. فقد هربت من الأب القاسي والأم التي تترك بيتها للعمل خادمة في البيوت لكي تحصل على الكثير من الأموال وعملت في مصنع تعبئة أغذية تعرفت خلال العمل فيه على شباب وسمعت الكلام المعسول وشعرت بالحب والحنان لأول مرة في حياتها وشجعتها صديقتها على السير مع أحد هؤلاءالشباب وانحدرت الى طريق الرذيلة معه ولم تستطع الاستغناء عنه وتعلمت منه شرب الخمور والبانجو وفي إحدى المرات دعتها هذه الصديقة الى سهرة عند إحدى قريباتها وذهبت ولكن وجدت جوا لممارسة الرذيلة الجماعي وكانت المفاجأة حضور الشرطة وتم ايداعنا جميعا المؤسسة.
وفاء فهمي كانت كأي بنت تعيش في أسرة سالمة ولكن توفي الأب واضطرت للعمل في أحد المصانع مقابل 20 جنيها في الأسبوع ولكن صديقتها بدأت تحدثها عن العادة السرية والمتعة المفقودة وتحي لها خبرات لا تتناسب مع سن 14 سنة والتقت بشاب واحبته ولكن وجدت حبه سرابا بعد أن تركها تواجه مصيرها بالجنين الذي دب في أحشائها وأخذتها صديقتها لتسقط الجنين واضطرت لترك المنزل وتعرفت على شاب عشمها بالعمل في منطقة راقية وأصبح يرسلها للفنادق لممارسة الرذيلة حتى تم القبض عليها في أحد الفنادق.
إحدى الفتيات رفضت ذكر اسمها قالت هربت من أهلي في إحدى مناطق الصعيد حتى أرى مصر وما يحدث بها وفي محطة مصر وجدت شابا يعرض على المساعدة في الحصول على عمل ومبيت وذهبت معه لبيت أهله كما يقول ووجدت فعلا أن له أباً وأماً ولكن للأسف عرفت مؤخرا إنها تؤجر الفتيات للعمل في صالات الديسكو وفعلا عملت في إحدى الصالات وتطور عملي الى مصاحبة الزبائن حتى تم القبض عليّ.
أخرى كانت تجلس في ركن الفناء وحدها وحاولت الحديث معها وتحدثت بطريقة هجومية مش حاقولك اسمي و تجاذبت معها الحديث لتقول سأهرب لأنني لا أطيق المعيشة في المؤسسة وقد هربت من قبل وكانت بدايتي مع طلاق أبي لأمي التي تزوجت من رجل آخر ورأيت العذاب من زوجها ولكن عندما بدأت تظهر أنوثتي مارس معي الجنس من غير علم أمي وأصبح يضرب أمي و يعطيني برشاما في نص الليل ويصنع نفس ما كان يفعله حتى شعرت إنني سبب شقاء أمي وهربت من الزقازيق الى مصر لأجد طريقا جديدا بحثت عن لقمة العيش في الزبالة نمت تحت الكباري حتى تعرفت على شاب قادني لسيدة جعلتني أمارس الجنس لمن يدفع وركبت سيارات وكان معي موبايل ولبست أحسن لبس.
وتقول إحدى الفتيات تعرضت للاغتصاب من عدة أولاد كانوا يعيشون في الشوارع بعد هربي من عذاب امرأة الأب ولكي أجد من يحميني لجأت للمسئول عن هؤلاء الأولاد وأخذني بالعطف حتى أصبحت له وحده واستغلني مع زبائن الليل من أصحاب السيارات وقائديها ليأخذ ما أحصل عليه مقابل حمايتي من عدم المأوي والمأكل والملبس وعندما علم أن احدهم عرض على الزواج أرشد عني البوليس وأنا مع أحد الزبائن ودخلت المؤسسة.
تقول هند سليمان باحثة اجتماعية إن ظروف الفتيات القاصرات غالبا تبدأ بمشكلة اجتماعية إما طلاق الوالدين أو سوء معاملة أحدهم أو غواية شاب أو صديقة أو اهمال الوالدين لأبنائهم أو عرضهم لمن يدفع وأغلب ما يتم وضعه بالمؤسسة للرعاية تتراوح أعمارهن من 12 حتى 17 سنة وقد صدرت أحكام قضائية عليهن وهن ضحايا للمجتمع سواء الأسرة المفككة أو سوء تربية أو الاهمال في الأبناء أو الرعاية ويكون سلوكهن عدوانيا على الجميع ويفقدون الحنان خاصة أن سن القاصرات سن خطير حيث التغيرات الفسيولوجية للجسم وتجد من يسد حاجتها وسبيل الحصول على المال واشباع احتياجاتها للمظاهر مما يجعلها تستمر في طريق الخطأ.