العنوسة.. شبح يطارد الفتيات و الشباب على السواء.. فنظرة المجتمع لا ترحم كل من تقدم به السن دون أن يتزوج.. العنوسة أصبحت ظاهرة أكدتها الدراسات و الإحصائيات فهناك 15 مليون عانس فى الدول العربية و 9 ملايين فى مصر بالتحديد.. و قد تمت مناقشتها على صفحات الجرائد و شاشات التليفزيون.. و نحن لا نفتح ملف العنوسة ذاته و لكننا نتطرق إلى جانب على قدر كبير من الأهمية أغفله الكثيرون..و هو علاقة العنوسة بالجريمة هل التقدم فى السن دون الزواج قد يدفع صاحبه أو صاحبته إلى الإنحراف أو طريق الجريمة نظرا لليأس الشديد الذى يعتريه أو يعتريها سؤال ستجيب عليه الحالات نفسها و لا يسعنا سوى التعليق و التحذير.
- لست جميلة
تروى هند حسين "33 سنة" حكايتها تقول: منذ سنوات طفولتى و أنا أشعر من كل من حولى أننى على قدر بسيط جدا من الجمال أو أكاد أكون قبيحة بالرغم من أن لى أخوات بنات على قدر وفير من الجمال فكنت أشعر أننى أقل منهن كثيرا..و عندما إلتحقت بالجامعة أعجبت بشاب كان يتحدث معى كثيرا لأننى كنت دائمة الحضور للمحاضرات و هو لم يحضر أى محاضرات فكان يتقرب منى ليحصل على خلاصة المحاضرات و لم أكن أدرك ذلك وقتها ..فوقعت فى حبه و لم أتنبه وقتها أننى لست جميلة لكى أجعله يحبنى و فى السنة الرابعة..إعترفت له بحبى الشديد له و بعد إنتهاء الإمتحانات بدأ التهرب منى كثيرا حتى أنى واجهته فأكد لى أننى لست الزوجة المناسبة له فهو يريد زوجة من نوع خاص و أدركت وقتها أن النوع الخاص يعنى زوجة جميلة.. و بعد تخرجى وجدت كل اخواتى البنات يتزوجن و لهن مطلق الحرية فى إختيار الزوج المناسب بين المتقدمين لخطبتهن..كنت أشعر بالحرج الشديد من أهلى و بعد زواجهن جميعا جلست مع أمى و والدى و كنت أسترق السمع أحيانا فأجدهم يتحدثون عن مأساتى و إننى لن أتزوج أبدا لأنى لا أملك المال أو الجمال.
ثم بدأت فى التعرف على الشباب و أنا مع صديقاتى و كنت لا أسمح لأحد يتزوجنى..فلا أريد أن يقول لى أحد انى قبيحة لست فى حاجة إلى تذكيره بذلك..و بدأت علاقاتى مع الشباب تدخل فى نطاق العلاقات المحرمة..و لكن لا يوجد ما أبكى عليه أو أخشاه فى يوم من الأيام..فإنى على يقين أنه لن يأتى من يتزوجنى و يكتشف أننى لست عذراء..و أصبحت هذه هى الوسيلة المناسبة لتفريغ طاقاتى العاطفية مع الشباب و لم أتعلق بأى شاب أو أطلب منه الزواج..و فى بعض الأحيان أشعر بأن حياتى لا هدف لها و كثيرا ما أفكر فى الإنتحار..فحياتى متخبطة و بالنسبة لأهلى فلا أحد يشك فى فهم يعلمون جيدا أنى قبيحة و لا مجال للشك فى..و يعتبرون وجودى قضاء و قدرا أو هما يجب الرضا به.
- حتى الشباب
يروى لنا أحد الشباب قصة صديقه و يدعى سيف "35 سنة" فيسترسل قائلا لى صديق أثرت مشكلة زواجه على مستقبله..فمنذ سنوات الدراسة و هو على علاقة حب بفتاة معروف عنها أنها على مستوى إجتماعى و مادى عال جدا و لكنها أحبت هذا الشاب..علما بأنه لا يملك الكثير فتقدم الشاب إلى أسرة الفتاة بعد الإنتهاء من دراسته بالهندسة..فاستجوبته الأسرة حول مادياته و أسرته فأكدوا له أنه غير مناسب لهم من الناحية الإجتماعية.. و منذ ذلك الوقت و سيف يتبع فى حياته أسوأ الطرق للحصول على الأموال مثل الغش و الحصول على الرشاوى و يمكن أن يتبعه للسرقة و يقيم علاقات كثيرة مع السيدات و الفتيات و لا يفكر فى الزواج أو الإستقرار.
- مواقع الزواج
تتعدد حالات الإنحراف و الإجرام نتيجة اليأس من الزواج بحيث يصعب الحصر و لكن لا يسعنا سوى عرض نماذج و أمثلة لهذه الحالات..كما تتعدد و تتنوع جوانب هذه المشكلة فنجد مواقع الزواج التى تدخلها الفتيات ليعرضن أنفسهن على الرجال و هن مصدقات أنهن يستطعن الزواج بهذه الطريقة فتنتهى بأن تقع الفتيات فى براثن الشباب بعد أن يقوم الشاب بإقناع الفتاة بضرورة إرسال صورة لها ثم التحدث بالتليفون ثم يستدرجها للقائها و تصدق الفتاة كل شىء و يستغل الشاب لهفتها على الزواج للتخلص من وضعها الذليل فى المجتمع و يبتذها الشاب فتقع الفتاة ضحية لهذه الطريقة من الزواج.
و الواضح أن العنوسة قد تتسبب فى جرائم أخلاقية أو إنحرافات مثل السرقة أو إحتراف البغاء..و تتعدد أسباب العنوسة فقد تكون ناتجة عن قصص حب فاشلة أو المغالاة فى المهور و الطلبات المادية..أو أن فتاة ترفض الزواج حتى لا يفتضح أمرها بسبب علاقة سابقة..و ضعنا هذا الجانب السلبى من العنوسة أمام علماء النفس و الإجتماع و الدين لينبهوا الشباب من الوقوع فى الخطر لمجرد عدم الرضاء بالنصيب.
- هذا هو الداء!
فى البداية تحدث الدكتور أحمد المجدوب أستاذ علم الإحتماع قائلا:
إن العامل الإقتصادى مهم جدا فى إنتشار هذه الظاهرة فالبطالة بالنسبة للشباب من أهم أسباب العنوسة..أيضا المغالاة فى متطلبات الزواج و المهر و خلافه..من الأمور الصعبة التى تصيب الشباب بالعجز فتكون النتيجة الطبيعية هى عزوف الشباب عن الزواج.. و عنوسة البنت و تخطى سن الزواج أيضا من الأسباب المهمة و الخطيرة جدا خصوصا للشباب و كذلك قدرة الشاب على إقامة علاقة محرمة مع الفتيات فيشعر الشاب بأنه ليس لديه رغبة و حاجة ملحة للزواج..و هذا بالطبع يعود لغياب الوازع الدينى ، و يواصل د. أحمد كلامه قائلا: من أغرب الأشياء فعلا أن الدولة تنفق ما يقرب من 15 مليون جنيه على الساحل الشمالى الذى لا تزيد مدة الإقامة فيه على شهرين فى السنة..وتمتنع عن إنشاء مساكن للشباب لراغبى الزواج.
أما عن أبرز و أخطر آثار العنوسة فتتمثل فى وجود أكثر من 15 ألف دعوى تنظرها المحاكم لإثبات بنوة المواليد من زواج عرفى و زنا..أيضا الزيادة المطردة فى عدد اللقطاء و زيادة الإنحلال خصوصا فى المدن الكبرى ، و يواصل د. أحمد كلامه قائلا: ان الدراسات تؤكد أن هناك 15 مليون عانس عرب و 9 ملايين عانس مصريين ما بين شاب و فتاة و بالنسبة للفتيات فى مصر فقط فيصل العدد إلى 4 ملايين عانس مصرية..و الغريب أن الإحصائيات شملت وجود نحو 5 آلاف مصرى متزوج من أربع سيدات و منهم من يحمل شهادات عليا.
- رأى الدين
إنتقلنا بعد ذلك لنستمع لرأى الدين فى البداية تحدثت دكتورة أمنة نصير عميدة كلية أصول الدين قائلة:ان هذه الظاهرة المجتمع هو السبب فيها..لأننا تسببنا فى إرهاق الشباب بكثرة مطالبنا و مغالاتنا فى المهور..لذا يجب العودة للدين و الإلتزام و الإنضباط..عملا بحديث الرسول صلى الله عليه و سلم :"إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد "..و الفساد قد يحدث عندما ننظر لأشياء أخرى غير الدين و الخلق..فننظر للمستوى المادى و الإجتماعى..مما قد يؤدى لوقوع الطلاق..أو أن يتجه الشاب أو الفتاة لإشباع رغبته بعيدا عن الزواج و هو الإطار الشرعى لذا فنحن نسهم فى إختلاق العديد من المشاكل و الجرائم بالمجتمع..بكثرة مطالبنا و تشددنا المبالغ فيه..فالأسرة تكون سكنا للزوج و الزوجة..و تجعل كل طرف مشغولا بحياته و مشغولا بالطرف الآخر..أما عدم الزواج فيؤدى للوحدة و الشعور بالغربة..مما يدفع الشاب أو الفتاة للتخلص من هذه الوحدة فى إطار غير شرعى لذا أناشد الآباء و الأمهات بالتخفيف على الشباب الراغب فى الزواج للقضاء على العنوسة و ما يترتب عليها من آثار سيئة على الفرد و المجتمع.
منقول
ياريت اعرف رايكم اية ممكن العوانس من النوعين ينحرفوا لمجرد انهم اصبحوا عوانس للدرجادى نفوس الناس ضعيفة ولا داة بيبقى عيب فى التربية. ولا بيبقوا فى حالة نفسية غير مدركين لافعالهم