باختصار مش عايزة أطول عليكم.
بس أنا حاسة إني تايهة بجد في أول حياتي. وأنا صغيرة في ابتدائي حصل لي تحرش من عمى أخو بابا؛ بس أنا لسه بنت، أنا ما قلتش لماما ولا أي مخلوق عن ده عشان أنا خجولة جدا جدا، ما باتكلمش مع ماما في أي حاجة خالص خالص، وأنا دلوقتي عندي 20 سنة في تانية هندسة.
من كام شهر كنت كل شوية أصحى من النوم وأنا حاسة إن فيه حد بيتسحب من فوقي في مرة صحيت بس ما اتحركتش فبصيت لقيته أخويا اللي في إعدادي بيشيل الغطا من فوقي ويعمل حركات متخلفة، أنا عارفة إني مش صغيرة عشان أسكت على حاجة زي دي وأخليها تتكرر؛ بس والله العظيم مش باسكت عشان بكون مبسوطة وقتها؛ لا طبعا، أنا باتحرك باعمل أي حاجة بس عشان يعرف إني هاصحى ويمشي؛ بس أنا مش هاقدر أواجهه، أنا بجد خجولة أوي أوي أوي إني أتكلم معاه في حاجة كده.
وأخويا كرر كده تاني، أنا صحيت أربع مرات أو خمسة على كده، ومش عارفة بقى كام مرة ما صحتش، أنا بدأت أفكر إنه ممكن يكون عمل حاجة تاني وأنا ما اكونش صحيت، بجد أنا خايفة على نفسي أوي، حاسة إن خجلي ده هيقتلني وبسبب الضياع اللي أنا فيه اتعرفت على واحد على النت وحبني أوي؛ بس بصراحة أنا ما حبتهوش؛ ممكن أعجبت بس مش أوي بيه؛ بس اتعودت عليه.
اتقدم لي وأهلي رفضوه عشان مية سبب، هو كان آمل إنهم يقبلوه ممكن 10%؛ بس أنا ما كنتش أعرف إن دي كلها موانع لجوازنا هو، مش من بلدي وما شفتهوش على الحقيقة خالص؛ بس لما اتقدم اتصل ببابا وكده، وبابا قال ما فيش مجال للنقاش أصلا ورفضه على طول من التليفون، ورفض إنه ييجي عندنا في البيت ويتكلم معاه وما اتكلمناش على التليفون ولا مرة؛ بس بعت لي كام ميني كول وأنا بعت له مرة ميني كول وبعت لي تسجيل بصوته كتير وأنا بعت له مرة واحدة بس.
المشكلة بقى في الصور، أنا عارفة إني غلطت معاه كتير، وربنا يسامحني ويغفر لي يا رب الصور اللي أنا بعتها له صور ليّ كتير بطرحة وبشعري وبدي على جيبة، هو كان بيقول لي اتصوري لي صور بتدلعي فيها أو صور تثيرني ولما أقول له لا مش أنا اللي أتصور كده كان يفصل وما يكلمنيش ويبعد وأنا ما باقدرش على البعد فبانفذ له طلباته، وهو كمان بيكون زود طلبات تاني.
عايزة أقول لحضرتك إني معاه مش باحس بحاجة اسمها إني عندي كرامة، مش عارفة إزاي وافقت إني أكلمه، وكل يوم باحمد ربنا مية مرة إن بابا وماما ما وافقوش عليه، أنا المشكلة إن أنا باكون عايزة أرفض بس ما باقدرش، يعني بمعنى أصح سلبية جدا، وكنا كتير بنتكلم نت في كلام وحش أوي ونسهر بالليل.
بس هو كان يقول لي أنا خايف عليكي، وكنا نصلي قيام سوا ونصلي الفجر سوا؛ بس ساعات كنا بنبهدل الدنيا سوا؛ المشكلة بقى إن بعد ما بابا رفضه أنا ما كلمتوش تاني لمدة، بس بعدها ضعفت ورجعت أكلمه تاني بعد إلحاح منه.
بقينا نتكلم زي الأول في حاجات مش كويسة، أنا من جوايا باقول أستغفرك يا ربي أنا عارفة إني مش كويسة عشان باعمل كده، ومش باقدر أقول لربنا ارضى عني عشان حاسة إني ولا حاجة بجد، وحاسة إني إمّعة، أنا نفسي أصرخ وأقول كفاية أنا مش عايزاه ومش بحبه ومش معجبة بيه ؛ بس ممكن باكلمه عشان الفراغ اللي في حياتي.. نفسي أبطل أكلمه، أنا بدأت أحس إنه شيطان؛ بس أنا خايفة أبعد فيقول لبابا.
أنا ساكنة في الصعيد، بابا آه دماغه حلوة وكويسة؛ بس الراجل ده ممكن يستفز بابا بكلام جامد، يعني كفاية إنه يبعت له صورة من صوري اللي اتصورتها له أو يقول له بس أنا باعمل معاه إيه بالليل، ولما بافكر باحس إنه ممكن بجد يعمل كده لأنه إمبارح كان بيقول لي إنه مش بيحب بابا عشان رفضه، وكويس إنه بعيد عنه.
أنا اتضايقت وقتها عشان ما باستحملش كلمة في بابا ولا ماما، أنا عارفة إني كده باقلل من قيمتهم لما أكلم الراجل ده؛ بس أنا خايفة أبعد فهو ينتقم مني. بالله عليكم أفيدوني بسرعة، أنا حاسة إني عبدة عنده.
أنا اتقدم لي ناس ظفرهم برقبته وماما رفضتهم من غير ما تفكر بس عشان كليتي يعني خسارة أنا أضيع كده ويضيع مستقبلي.. علشان غلطتي وأنا مستعدة إني أبطلها بس إزاي، وهو قبل كده زمان كان بيشرح لي لو واحد معاه صور واحدة وعايز يضرّها قال لي يركّب صورها بالفوتوشوب وينشرهم في جامعتها، مثلا ده أقل حاجة وأنا بأقل حاجة دي بجد هاضيع.
أنا والله من جوايا كويسة ونفسي أبقى كويسة بجد بس لما أتخيل إيه هيحصل لو بس كلم بابا أو بعت له ماسج بالاقي نفسي باسمع كلامه وأكلمه.
مع أني من جوايا باستحقره عشان أنا كنت بجد بريئة بس بسببه هو بقيت إمعة. ملحوظة أنا المدة اللي كملته فيها من أول ما عرفته حوالي 7 شهور أرجوكم بالله عليكم أفيدوني أعمل إيه؟
أنا حاسة حياتي كلها مطربقة فوق بعضها ومنطوية
- - - - - -
بقدر ما تألمت لما ذكرته في رسالتك من تفاصيل مؤلمة لحياة مضطربة شعرت في الوقت نفسه ببعض من الأمل في إمكانية انتصارك على الألم وتحويله إلى طاقات رائعة تنير لك حياتك وتكسبك الخبرات الذكية وأن تجعلي من إرسالك لرسالتك بداية للتغيير الحقيقي وألا تجعليها مجرد فضفضة لإخراج الشحنات فقط فتؤذي نفسك، وهو ما أدعو لك بالتوقف عنه فورا وللأبد.
ولنبدأ بتحرش عمك بك من الصغر فلا شك أن كل بنت ولو كانت صغيرة جدا تدرك أن التحرش خطأ؛ لأنه يتم في الخفاء، وإذا كنت ألتمس لك الأعذار لأنك لم تخبري أمك عندئذ بسبب الخجل فلا مبرر لتجاهل ما يرتكبه شقيقك بدعوى الخجل.
فأنت بسكوتك تشجعينه على التمادي وأصدق أنك غير سعيدة بما يفعله، ولكن اكتفاءك بالتحرك عندئذ أي اشعاره بأنك متنبهة يوصل إليه رسالة بشعة بموافقتك الضمنية وإن لم تعلنيها صراحة.
سامحيني لأمانتي وصراحتي فهذا دورنا.
لذا يجب طرد ما تسمينه بالخجل وأراه إغراقا في السلبية بحماية نفسك أولا بإغلاق باب حجرتك عليك ليلا وبعدم ارتداء ملابس كاشفة لمفاتنك أمام أخيك، وبالتحفظ الشديد معه في الكلام والتصرفات، وإن كان ينام معك في نفس الحجرة فحاولي قسم الحجرة ولو بباب خشبي وإن لم تتمكني فلا مفر من تهديده بإخبار والدك وليس والدتك بما يفعله، ولا تخافي ولا تطيلي في صمتك حتى لا يتمادى وتحدث الكارثة، ولا تمكثي وحدك معه في البيت وإن كرر فعلته فسارعي بإخبار والدتك أولا، وإن كررها فلا بد من إخبار والدك ولا تخافي أبدا.
وما تعانين ليس الخجل ولكنه السلبية ولا بد من طردها في كافة جوانب حياتك، وكما استطعت التفوق الدراسي والالتحاق بكلية الهندسة تستطيعين بمشيئة الرحمن التفوق في اكتساب مهارات التعامل بالثقة بالنفس وطرد الخوف؛ لأنه أسوأ رفيق في الحياة.
مع ضرورة مواجهة النفس بأمانة وتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية فبدون ذلك ستغرقين في دوامة الحياة وتظلمين نفسك بالعيش أسيرة لدور الضحية وهو أسوأ ما يمكن أن يفعله إنسان بنفسه.
لذا فأنت لم تختاري الحديث مع الشباب عبر الإنترنت هربا من ظروفك، ولكن لأنك كنت تريدين خوض تجربة، أيا كان اسمها مع شاب.
وقد عرف هذا الشاب بخبراته فأبدى حبه لك وطلبه للزواج منك وهو يثق باستحالة موافقة والدك ليقوم بتخديرك وإيهامك بجديته.
وقد توقفت طويلا عند قولك أنك لم تحبيه، ومع ذلك مارست الخطيئة معه، وأرسلت له صورا مثيرة بسبب الفراغ.
وأؤكد لك أن الفراغ هو عدونا –جميعا- وصدق الإمام الشافعي وهو القائل: حياتك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
وهو ما حدث لك؛ حيث اعتمدت عليه نفسيا كوسيلة لشغل أوقات فراغك وربما وإشعارك بأنوثتك حتى أدمنت وجوده في حياتك، وتخليت عن كرامتك ودينك؛ للفوز بتواجده في حياتك، وهو ما يفعله أي مدمن أليس كذلك؟!
صدقيني أتألم ربما أكثر منك؛ لأني أرى بخبراتي في الحياة ما لا ترينه في هذه السن المبكرة؛ فأنت تظلمين نفسك بالاستمرار في هذا العلاقة خوفا من قيامه بفضحك لدى والدك، وكأنك مثل من يتجرع السموم المسرطنة -حماك ربي وعافاك– خوفا من علقة ساخنة وسينالها حتما ولو بعد حين.
فما تتوهمين أنه سيظل سرا لن يستمر طويلا؛ فالرحمن يمهل ولا يهمل، وستكتشف أسرتك ما تفعلينه ولو بعد حين، ومن الأكرم لك إنهاء هذه الفاحشة فورا وتغيير رقم هاتفك المحمول وبريدك الإلكتروني، والاغتسال كثيرا بنية التوبة وصلاة ركعتي التوبة وزرع الإحساس بالندم وكراهية العودة للفاحشة والعزم الأكيد على محاربتها بداخلك والإكثار من الأعمال الصالحة عسى أن يتقبل الرحمن توبتك ويفتح لك أبواب المغفرة ويسترك في الدنيا والآخرة كما أدعو لك من كل قلبي.
واطردي من ذاكرتك أي ربط لما فعلته معه بالمتعة حتى لا تقومي بتشويه خبراتك العاطفية والحسية فما حدث كان فاحشة وتفاصيلها كاذبة وغير حقيقية، ولا تتسرعي بأي ارتباط سواء بالحب أو بالزواج حتى تتخلصي من كل تفاصيل هذه التجربة وتعاملي معها على أنها كابوس وانتهى، ولا تتحدثي مع الشباب عبر الإنترنت ولا تحكي لمخلوق عما حدث في حياتك من تحرش أو هذه الخطيئة وقومي بالستر على نفسك واحتفظي بهذا الرد واقرئيه كثيرا واشغلي أوقات فراغك بما يفيدك وقولي لنفسك يوميا: أنا غالية ولن أقبل بامتهان كرامتي أبدا، وسأستعين بالرحمن دائما لأنهض بحياتي لأعيش مرفوعة الرأس ولا أخاف إلا من الخالق عز وجل.
وفقك ربي ورزقك توبة صادقة وسترا جميلا في الدنيا والآخرة