.. هذه القصة منقولة من احدى المواقع للافادة وتمت الاجابة عن المشكلة عن طريق دكتورة كبيرة واستشارية فى مجالها
- هذه صورة من صور انحراف هذا العصر والتى تقع فيها بعض الفتيات
مشكلتي أن مش دي العيشة اللي أنا عاوزة أعيشها أنا مش قصدي الناحية المادية أو الاجتماعية أنا قصدي على عيشتي نفسيا من جوايا؛ أنا اتغيرت فجأة بقيت من بنت محترمة بنت الناس الطيبين اللي عارفين ربنا كويس لبنت في نظري أنا "رخيصة" أنا فتحت مواقع إباحية.. كلمت ناس في الشات في الجنس.. ومش في الشات وبس دي وصلت بيّ الجرأة إني أتكلم مع جاري كده واتفقنا إني أقابله في شقته بس الحمد لله حصلت ظروف ومنعت اللي هيحصل..
المشكلة إني مرتبطة بيه ومش عاوزة أسيبه باحس إنه بيريحني وهو اللي بيديني المتعة ده بيني وبين نفسي، إنما قدام الناس أنا طيبة جدا أخلاق كويسة باصلي وباصوم مش كده وبس أنا بانصح الناس ونصايح مفيدة وباحل مشاكلهم، والحمد لله بافكّرهم بدينهم! ودايما لما أنصح حد أقول له أحاديث نبوية وقرآن وأدعية، إنما مع نفسي مش عارفة أطبّق حاجة من دي حاسة إني مش عاوزة غير المتعة وبس لدرجة إني بقيت حاسة إني ولا حاجة وإني بعت نفسي لجاري وللناس بتاعة النت، مع إن ما حصلش حاجة بس أنا باموت..
يا ريت تنصحوني إزاي أرجع زي الأول البنت المحترمة؟ إزاي أرجع بنت كويسة وأبعد عن الحرام، كمان بسبب اللي أنا باعمله ده حبيبي بعد عني هو ما يعرفش حاجة بس حاسة إن ربنا بيعاقبني يا ريت تساعدوني..
صديقتي العزيزة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: بالرغم من أنني نادراً ما أجعل خطابي لمن يستشريني خطاباً دينياً؛ لأن ذلك ليس من تخصصي فأنا ما زلت أحبو وأجتهد في تعلم أمور الدين أنعم الله علينا جميعاً بتعلمه كما يجب.. كما أنني لا أجعل خطابي دينياً أيضاً؛ لأن أغلب المرضى ومن ألمت بهم أزمات نفسية أخذوا من الدين حيلة دفاعية حتى يتجنبوا مواجهة مشكلاتهم وأزماتهم ويهربوا منها دون الوعي بما يحثنا عليه الدين من التفكر والتأمل والقوة والصبر -لذلك في الغالب لن يؤتي الخطاب الديني مع هؤلاء ثماره قبل الوعي بمشكلاتهم والقدرة على تحمل الخبرات الشعورية المؤلمة.. بالرغم من كل ذلك أبدأ معك حواري بآية قرآنية، قال تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ}. وهذا هو حال المنافقين -سامحيني- الذين يتشدقون بالدين وخلف الستار يأتون ما تسوّل لهم أنفسهم من اتباع للغرائز!
عجباً لقد نشأتِ في أسرة متدينة وطيبة ومحترمة كما ذكرت هل أغضبتك نعمة الأسرة المحترمة أنها نعمة؟؟ فتخيلي أن هناك من ابتُليَ بأب فاسق يعتدي -والعياذ بالله- على بناته أو يبتاعهن لليالي الرخيصة مقابل ثمن بخس، والله هذا ما رأيته في العيادة النفسية من فتيات أصابهن المرض لما فعل بهن الأب أو الأم أو الأخ الذي يفعل بأخته السوء على علم والده بذلك، لكن الأب الحقير يصمت؛ لأن الابن يأتي بالزبائن لابنته -أعوذ بالله من هذه الأسر- لقد كنت في نعمة وانقلبت عليها، لذا سأذكرك بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، لقد زالت نعمة احترامك لذاتك فهل تودين في استعادتها؟ أولاً لماذا زالت؟
هناك أسباب مثل الفراغ وأصحاب السوء والتمرد الساذج في المراهقة على الأهل والاندفاع وراء صفحات الإنترنت الإباحية، لكن لا أستبعد أن يكون لديك رغبة كامنة في تحطيم الذات ربما لتنتقمي من أسرتك مثلاً.. راجعي نفسك وتذكّري لحظة التحول وما سبقها من ظروف أو مشكلات بينك وبين أسرتك مثلاً، وهل أصابتك فترات اكتئاب قررت التخلص منها بنبذ وهدم القيود فتعيشي للمتعة ظناً منك أنك ستقضين على حزن ما؟ الأحرى أن تعيشي الحزن وتبحثي عن أسبابه وتواجهي نفسك بمواطن الضعف حتى يمكن إصلاحها فتحملي مرارة الرؤية لذاتك حتى تشعري بالذنب وتعايشيه كخبرة شعورية حتى يحدث الندم وتعودي إلى الله. أدعو لك الله أن يشرح صدرك ويفتح قلبك لنور البصيرة..
لكن على أي حال تجنبي الوحدة - تجنبي أصدقاء السوء - تجنبي جارك تماماً؛ لأنه سيئ الخلق - أشغلي نفسك بأنشطة غير الإنترنت والكمبيوتر عموماً كالرياضة أو دراسة لغة جديدة أو نشاط اجتماعي تطوعي - اذهبي للمسجد واحضري دروس القرآن والتحقي بدور التحفيظ.. أنعم الله علينا وعليك بالهداية