وطارت الحمامه في سماء الحريه

في شاطئ المحيط الهادي وعلي حافة الصخور حينما يعانق الموج الثائر احضان الصخور التي ذابت في حب الامواج الفيروزيه وقفت حمامة بيضاء تتامل ذلك المشهد الخلاب وقد سحرتها رائحة الزهور التي ولدت بين الصخور والتي كانت تنمو في استحياء يبرق فيها الخجل كما تبرق الشمس في وسط النهار ----كانت حمامة جميله تتوق الي الحريه تريد الهروب الي المجهول تتطلع الي السماء الزرقاء وهي تهمس في حنان قريبا سوف اطير اليك ايتها السماء وفي ظل السحب اعزف احلي المقطوعات وفي ليلك الغامض انثر كل الخواطر والاشعار --قريبا ساحلق الي عنانك ولن ادع احد ياخذني من احضانك --



عندما قالت الحمامة ----لبني البشر
غدا يوم الرحيل ولا اريد النحيب اريد حريتي وغير ذلك لا اريد ----اريد الانطلاق بلا حدود ودون ان تضعوا في ايدي القيود اريد الذهاب بدون ضجيج فلا تتظاهروا بحبي وقد حانت ساعة الرحيل ---لقد كنت امامكم -- اتلهف الي لقياكم --اصنع من ورق الشجر قلبا لعله ينال رضاكم ------اقطع من ريشي وسائد لترتاحوا ----فقطعتم انتم مجرى انفاسي==


وبدات الرحله الي------
بين ثنايا الرمال اخذت الحمامه تختال فبعد قليل ستطير وتترك الرمال تمتزج مع امواج الشاطئ الحزين ---انتي فقط من ساشتاق اليها قالتها للرمال البيضاء التي كانت تبكي بصمت الملتاع وقد اخرجت اصدافها اللؤلؤيه كهدية وداع
بدات السماء تمطر كانها تعلن الحداد علي رحيل الحمامة البيضاء
كان الصمت هو سيد المكان ابتسمت الحمامة وضمت في يديها شلال الرمال وعلي جناحها اوراق الورود التي هربت من بين الصخور لتلقي نظرة الوداع على حمامة كانت في يوم رمزا للسلام




وحلقت الحمامة في سماء الحريه
تنفست بعمق وهي تتطير تري الارض تتضاءل من تحتها ---طارت وهي تري قلبها قد طار قبلها وهي تسير في ركاب الريح قبلات الهواء تزيدها انتعاش ----نعم لقد احسنت صنعا بالرحيل ----ابتسمت السماء لها وهي تراها مقبله من بعيد
كانت ابتسامة شخص لم يري حبيبه منذ زمن بعيد....