أمشي في حياتي للمرة الثانية أجر بقايا الصدمة... ترافقني آلامي و خيبة أمل..
إلهي صرت لا أفقه شيئا ... كنت سعيدا بجنون الحب ... و حين تركني عاد ليَ عقلي...
و عاد معه الحزن و الدمع و عادت معه غـُربتي....
هاجرت عني مـُدني
رباه فـَقدت قمري و عمري.... دفئ شمسي و نور نهاري...
أتحمل عذابها و لا أتحمل غيابها...
لم أعلم أن عذابها أهون عليَ من وحدتي القاتلة و إلا كنت قطعت لساني..
الدموع تبكي على حالي و اسودت أيامي فصارت كلها ليالي...
إلهي... اختلطت الموازين في ذهني ...إذا كان جزاء حبي و إخلاصي و تضحياتي...
بـُعد حبيبتي عني.... فهل الحفاظ عليها يكون بممارسة النفاق...
و إذا كانت غيرتي و حرصي و جنوني و نار تحرق كياني التي لم تطفئها أمطارعبراتي ..
هو ضعف في شخصي..... فهل الرجولة مجاملة وكلام معسول....
إلهي.... سئمت رقة قلبي و رهافة إحساسي و شفافية روحي...
فهب لي قلبا غيره كي لا أبالي كبقية الناس....
ليتني خُلقت شجرا أو حجرا و لم أ ُخلق بشرا.....
إلهي.... ظهورها في حياتي كان كطلوع الشمس و ما يرافقه من نسيم الصباح
عطر الأزهار.... تغريد الأطيار و خضرة البراري...
مـَلأت رحاب كون حياتي بأحلى النفحات.....
لكن.... للأسف نسيتُ أن بعد الشروق غروب...
و بعد الدفء برودة.... و للبسمة دمعة....
و للحياة موت...و للبداية نهاية....
فصار كل شيء حولي ساكن ...إلا صدى صوتها و أشواقها
في حلكة الليالي.. مع أنات و أهات.......
إلهي... في الماضي فقدت العمر الجميل و ها أنا اليوم أفقد العمر الأجمل
نزف في قلبي من جرح حبيبتي .... هل أقابل الجرح بجرح مثله...؟.. كلا ...
لا أستطيع .... كيف لي أن أفعل هذا بعدما و هبتها روحا و وهبتني عمرا...
كيف لي أن أطعنها بسهم بعـدما وهبتها قلبي...؟؟؟ !!!!
إن فعلت ذلك ...سأكون قد أضفت طعنة ثانية فيه.... !!!!!!!
لكنك إلهي أمرتني أن أدفع بالتي هي أحسن...
فمهما فرقت الأيام بيننا .....
سأتذكر لها كل إحساس صادق عشته معها...
سأتحدث عنها بكل ما هو رائع...
و إذا جلستُ وحيدا... سأجمع حولي ظلال أيامها الجميلة
و أضع جانبا الألم و الوحشة التي فرَقت بيننا...
فلحظات الحب أروع من لحظات الفراق....
سأجعلها صورة جميلة في ذهني أحملها معي حتى في حلمي...
أردد كلماتها بيني و بين قلبي....
سأجعل من بريق عيونها الحزينة...
من ابتسامتها في لحظة صفاء...
من لمستها الحنونة...
من وحشتها في لحظة ضيق...
فخرا لي.... و ذكرا و وساما يرفعها..
سيدتي.....
يخون الأذن السمع...
و يخون العين البصر...
و يخون القلب نبضاته...
و أنا و الله لم أخونك.....
فالحب الصادق ليس مشاعر و أحاسيس فقط
بل أخلاق و قيم عظيمة....
فأنا أحببت فوق الحب... و لما اشتقت كنت الشوق....