قد يظن البعض أنها نكتة.. أو مقالة ساخرة..
و لكن.. صدق أو لا تصدق.. الفكرة تم تنفيذها بالفعل..
و كان “ماتشادو” أول وزير للذكاء في العالم.. في فنزويلا..
الوزير الذي باشر أضخم مشروع “لتعليم الذكاء” لمجمل أفراد الشعب في بداية الثمانينات..
و ما نقصده بـ"تعليم الذكاء” هو تعليم “التفكير”.. أن نتعلم مهارات استخدام العقل في التعامل مع المعلومات و الاستفادة منها.
كيف يمكن يمكن أن نميز الغث من السمين من الأفكار.. و كيف يمكن أن نربطها ببعضها بأسلوب منهجي علمي..
أتأمل كثيرا في حال أمتنا.. و أجد أننا أحوج مانكون لمشروع كهذا.. خاصة عندما أرى دعاة.. بل أناسا ممن ذاع صيتهم و نُسبوا إلى دائرة العلم الشرعي و العلماء.. لا يملكون أبسط قواعد التفكير المنهجي.. فنجدهم يصدرون الفتاوى و الآراء المبنية على الكثير من الأدلة.. التي لا تثبت شيئا..
نجدهم يقفزون من مقدمات لا علاقة لها بالموضوع.. إلى نتائج لا علاقة لها بهذه المقدمات..
ثم يقومون بنشر هذه النتائج الفكرية بين الناس.. و يتلهفها منهم عوام الناس و يساعدوهم في نشرها و تأصيلها في المجتمع..
ليتنا نرى في يوم من الأيام مناهج دراسية يكون “تعليم التفكير” جزءا منها.. للمعلم.. و المتعلم.. فكم نحتاج الى عقول منهجية تعمل على انتشال الأمة من البئر العميق الذي تهوي فيه.
عندما هزمت اليابانُ روسيا في مطلع القرن الماضي، قال الجنرال الياباني: “لقد انتصر المعلم الياباني “..
وعندما سبق الصاروخ الروسي عام 1957 م الصاروخ الأميركي قال العالم الأميركي كارل لندورفر: “لقد انتصرت المدرسة الروسية على المدرسة الأمريكية”..
وءابّان محنة فرنسا في الحرب العالمية الثانية دعا الجنرال ديغول “علماء التريية” في بلاده لبناء تريية مستقبلية طموحة..
وفي عام 1981 شكل وزير التريية في الولايات المتحدة تيريل لجنة من “18” عضواً من خيرة المختصجن أنفقت “18” شهراً لدراسة نظام التعليم فيها، فخرجت بتقريرهو بمثابة نداء إلى الشعب كله عنوانه: أمة معرَّضة للخطر.
ما أحرانا- نحن المسلمين- أن نهتمّ “بعد اهتمامنا بديننا وأخلاقنا” بتعليم التفكير الصحيح، والانتقال منه إلى التفكير الإبداعي لنكون “خير أمة أخرجت للناس"…