ربما تجمعنا الأقدار يوما ما ، ونعود من حيث بدأنا ، عندها سيعرف كل منا قيمة الآخر .....
اعلم يا عزيزي :
أن من بنى لا يهدم ، وأن من يهدم لن يبني أبداً ، وإن بنى فبنيانه وهم على سراب !
إذاً لماذا هدمت ما بنيناه سوياً ؟
بنيناه بأحلام الطفولة وزرعناه في عيون المستقبل المرسوم ، وسقيناه بدموع الشوق واللهفة .. وعندما أتى زمن الحصاد قطفتها وحدك فماتت الزهرة وحرقت الأوراق واجتثت الجذور وانهدم جدار المستقبل ...
إن كانت الحياة تجارب فأنا معملها ، فرغم صغر سني وحداثتي في الحياة فقد ابيض شعري وانهد حيلي من نكبات الزمن وغدره !
من هنا أود أن أسألك وبكل صراحـــــــــة :
هل أنت ( أنت ) الذي أعرفه ؟؟ هل بعت قلبك واستبدلت مكانه بزنادة الرصاص لتكوي به من حولك ؟!!
أجبني بكل صدق :
ما الذي جرى لك ؟ وما الذي بدلك ؟ هل انتهى زمن الحب في قلبك ؟ هل جفت أنهار ابتسامتك ؟ هل خويت خزائن رحمتك ؟؟؟
بالله عليك قل لي :
هل فكرت قبل أن تقرر ؟ وهل شاورت قبل أن تحكم ؟ وهل تذكرت قبل أن تهجر ؟
آآآآآهـ أيها الزمن الغادر أيعقل أن يصير أقرب الناس أبعدهم ؟؟؟؟؟!!!!
وتنفصل الأيدي بعد أن تشابكت ولماذا كل هذا ؟؟؟؟!!!!!!!!
أسئلة كثيرة بل آهات مريرة تشتعل في داخلي ترى أي الكلمات تطفئ
لهيبها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!
في غفلة سلمت الشيطان كيانك فمسح بيديه الملعونتين اسمك من جدران قلبي ، وزرع بذور الحقد في رياض الحب ، فكان حصادنا الفراق .... نعم إنه الفراق الذي قطع قلبي إرباً إرباً ومزقه كل ممزق !!
إنها الكارثة أن تتحول العشرة إلى فاصلة في أسطر الزمن ، وتاريخاً تؤرخ في الذكريات ، وكابوساً تتجنب معايشته وحتى التفكير فيه .
قد كنت مستقبلي فأصبحت ماضي المخجل ، أعطيتك قلبي فخنته !! ووهبتك وقتي فشتته ، وبعد كل هذا أقول لك أنت معذووور فأنت إنسان أولاً وثانياً إن الشيطان مازال موجوداً