عزيزي القمر
لم أكن يوماً صديقك أو أحد عشاقك , لم أكن يوماً مغرما بهالة ضوئك .
لكني اليوم أحدثك كصديقي القديم وأبوح لك بأسراري العتيقة فقد كنت معي طوال عمري , ها أنا الآن التفت
إليك راغبا في بث شكواي إليك
صديقي القمر ضاقت عليَ الدنيا بما رحبت وصرت لا أعرف يميني من شمالي .
صديقي القمر ها انت تراني من بعيد تضحك على سخافتي وسخافة غيري من بني البشر فلا تقف كالأحمق
مكانك وابدأ بالنصح فكلي آذان صاغية .
صديقي القمر لو تمد لي خيطاً من خيوطك الفضية , تحنو عليّ بقطرة من ضوئك لتنير قلبي المظلم وبصيرتي العمياء .
صديقي القمر لماذا تغادرنا بنهاية كل شهر وتختفي وتتركني ألهث وراء بقاياك وأثرك ؟
صديقي القمر من أين لك تلك القدرة العجيبة على التباهي بدون تكبر ؟ من أين لك تلك القدرة على إشعال
عواطف الشعراء وألهاب مشاعرهم حتى تغزلوا بك كما يتغزلون بالصبية الحسناء ؟
صديقي القمر كيف أصبحت رمزاً لكل عاشق ورمزاً لكل حزين ؟
صديقي القمر تبعد عنا مئات وآلاف الأميال ولكنك في الوقت نفسه قريب من عقلي وفكري وروحي .
صديقي القمر من أين لك تلك الشفافية وذلك المظهر الأسطوري حتى حاكوا حولك ملايين القصص والملاحم ؟
صديقي القمر كثيرين حلموا بزيارتك وقليل من عرفوك على حقيقتك .
صديقي القمر كيف لك أن تكون غامضاً وفي الوقت نفسه غاية في الوضوح ؟
صديقي القمر كيف تكون قمري وحدي وقمر غيري وأنت حر لا تستعبد ؟
صديقي القمر جردك العلماء من سحرك ولكنك ما زلت للعاشقين خير جليس ومؤنس .
صديقي القمر ها قد انتهت أسئلتي ولم أحصل على إجابة ولكن القلب صبور وسينتظر الجواب .