كان يوما كبقيه الأيام ...لم تتخلله أي مفأجات ..غيرك حبيبي
نعم لا تتعجب..أعلم أننا افترقنا منذ سنوات ..ولكنها الأقدار تفعل بنا ما تشاء ...وان لم نشاء
خرجت من غرفتي كالمعتاد ...لأبدا يوما آخر من أيامي....أستعد للخروج متوجه لعملي ..وقبلها أطمئن
دقائق علي صغيري...
ولكن ذلك اليوم كان غير جميع أيامي...
كان الأجمل في حياتي كلها ...
خرجت من غرفتي لأجدك أنت من تداعب صغيري ...
نظرت إليك غير مصدقة...وعيناي تسأل :أهذا أنت حبيبي ...
أجبت سؤالي قبل أن تنطقه شفتاي...فطالما كنت تقرأ عيناي...
أجبتني: أشتقت إليك حبيبتي....أشتقت إليك أكثر من شوقي إلي صغيرنا...
نظرت إليك وأنا أرتجف ...أقلت صغيرنا؟؟ صغيرنا نحن أنا وأنت..
رددت بكل سعادة : نعم وهل ينسى المرء طفله مهما غاب عنه ...أم انكما اعتدما غيابي أنت وهذا الصغير.
قلت جملتك الأخيرة وأنت تضحك بكل ما فيك وتردد : لن اترككم بعد اليوم يا أغلى حبيبه وزوجة وأم لن أتركك بعد اليوم يا حبيبتي..وضممتي بشدة نحوك وكانما تخاف أن اهرب منك..
جلست انظر اليك وكلي سعادة وخوف في الوقت نفسه...خوف من فقدانك مرة أخرى ككل المرات التي سبقت ...
ألقاك فأصبح أسعد أمراة في العالم وتبتعد عنى فأشقى ولا اعلم كيف هو طعم الحياة بدونك..
فكل ما في هو لك ...وكل ما أشعر موجه نحوك ...وها أنت تأتي بعد السنين..لتنسب حتى صغيري إليك...
عشت لحظاتنا تلك بأجمل إحساس شعرت به يوما ...وأنت تلاعب صغيرنا وتضمني إليك تارة ...وتقبلني تارة أخرى...وأنا في منتهى سعادتي ...
إلي أن أرتفع فجأة صوت ارعبنا جميعا أنا وأنت وصغيرنا...فتوقف الضحك وهربت السعادة من بين ايدينا..
وارتفع الصوت أكثر....كان قرعا مدويا علي باب منزلنا...وارتفع أكثر وأكثر...حتى أغمضت عيناي من الخوف ...
ثم اختفى ...ففتحت عيناي لأجد صغيري يا حبيبي وليس صغيرنا جاء ليوقظني...ويتبعه والده..
أوقظاني...من أجمل حلم في حياتي ...لاجدك ما زالت بعيدا عنى...واجد سنوات فراقنا تزيد يوما آخر..
فيا له من يوم كغيره ...ويالها من حياة تفعل بنا ما تشتهى ولا نشتهى...
حبيبي ...لا تزورني بعدها في حلم فإن قلبي لا يقوي فراقك أكثر...
حبيبي ..أرجوك أخرج من أحلامي...لأني ببساطة لازلت أعشقك