عدت إليك يـا قلم...!!

مررت بفترة هجران وتخاذل ... لاأدري لماذا ... !!

أصبح القلم عدوي بعدما كان صديقي الصدوق ...

صرت أخاف من القلم ... وأرتعب من الحديث عنه ..

أهرب من النظر إليه ... أخشى التأمل في ريشته ...!!


هكذا حتى أتيته مرة وأنا مثقلٌ بالهموم ...!!

نظرت إليه وكأنه سيف ينام في غمده الطريح ... !!

رأيته وكأنه يعاتبني على الفراق ... !!

يحدثني بصمت ... اشتقت لبصمات أناملك ..!!

اقتربت منه ... ومسكته فوجدته قد بهت لونه ...!!

أعدته لحالته التي أحبه أن يكون عليها ...!!

ضممته وكأنني طفل بين أحضان أمه ...!!

أهمس إليه ... ليس هجراً مني أو فراق ..

فقط لأجل ازدياد الحنين والشوق لوطني الأم ...

نعم ... فأنت وطني الأول ... وأنت صديقي الأوفى ..

وأنت جليسي في سكون الليل وصمت الرحيل ....!!

أعدك يا قلم .... لن أتركك بعد الآن ...

فأنا لك وأنت لي ... !!



أنت يا قلم ...

الناطق بدون لسان ....

السيد بدون سلطان ....

أنت سيفي على الورق ....

ودمي على السطور ...

أنت حجتي إذا تمرد الزمان ...

وبرهاني إذا استوحشت المكان ...

أنت دليلي ... أنت خليلي ...

أنت مخبئ همومي وحكاياتي ...

أنت من يجبرني على الحديث إذا أضعت الكلمات من بين يدي ...!!

أنت من يعينني على الحياة التي سئمت العيش فيها ...

أنت صبري ... وجلمود تحملي لمشقات ما أنا فيه ... !



أتساءل ... لو لم أعرفك يا قلم ..

ما لذي سأجده في حياتي ... ؟

هل سأضل سجين عالمي ... ؟؟

أم سأُحبس في إناء الذكريات ..؟؟

هل سأجرئ على التمرد مثل ما فعلت معك ...!!

أم أن الإنكسار سيجبرني على الصمت ...؟؟


سامحني يا قلم ...

فقد أخرجتك من عداد الجمادات ...

ونسيت أنك وسيلة فقط ..!!

جعلتك في عداد الأرواح التي تنبض بالحياة ..!!

وليتك كذلك ..!!

ضممته وكأنني طفل بين أحضان أمه ...!!

أهمس إليه ... ليس هجراً مني أو فراق ..

فقط لأجل ازدياد الحنين والشوق لوطني الأم ...

نعم ... فأنت وطني الأول ... وأنت صديقي الأوفى ..

وأنت جليسي في سكون الليل وصمت الرحيل ....!!

أعدك يا قلم .... لن أتركك بعد الآن ...

فأنا لك وأنت لي ... !!
وحشني كلامك وهمسك واشعااارك