نستكمل معًا إن شاء الله بعض ثمرات قيام الليل وفوائده:
12) قيام الليل سبب لإجابة الدعاء: ففي صحيح البخاري، من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ولا حول ولا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: "اللهم اغفر لي" أو دعا استجيب له.
13) قيام الليل من موجبات الرحمة: قال تعالى "أمن هو قانت آناء الليل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه" (الزمر 9) وفي الحديث الصحيح: "رحم الله رجلًا قام من الليل وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء."
14) وفي الحديث الحسن "الرجل من أمتي يقوم من الليل يعالج نفسه إلى الطهور، وعليه عقد، فإذا وضأ يديه انحلت عقدة، وإذا وضأ رجله انحلت عقدة، وإذا مسح رأسه انحلت عقدة، وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة، فيقول الله عز وجل للذين وراء الحجاب: أنظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه ويسألني. ما سألني عبدي فهو له.
15) ضحك الله إلى المتهجدين بالليل: ..ففي الحديث الحسن "ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم، ويستبشر بهم...والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن، فيقوم من الليل فيقول يذر شهوته ويذكرني !! ولو شاء رقد!!"وفي الحديث "إذا ضحك الله من العبد فلا حساب عليه".
16) التهجد سبب لحسن الخاتمة: فانظر إلى المتهجدين كيف ماتوا؟ نعم من صفى صفي له، وإنما يكال للعبد كما كال.. من نصب قدميه في محرابه باكيًا متضرعًا في سواد الليل، كانت له الخاتمة الطيبة، فانظر إلى تهجد سالم مولى أبي حذيفة وثابت بن قيس كيف استشهدا؟ وعبد الله ذي البجادين المتهجد الأواه وحسن خاتمته حتى قال ابن مسعود أمام قبره: ياليتني كنت صاحب القبر.
17) قيام الليل يهون من طول القيام في عرصات القيامة: قال ابن عباس: من أحب أن يهون الله عليه طول الوقوف يوم القيامة، فليره الله في ظلمة الليل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة".
18) قيام الليل ينجي من النيران: في حديث عبد الله بن عمر المتفق عليه "...فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار. قال : قال فلقيهما ملك فقال لي: لم ترع، فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل" قال القرطبي: حصل لعبد الله من ذلك تنبيه على أن قيام الليل مما يتقى به من النار والدنو منها فلذلك لم يترك قيام الليل بعد ذلك."
19) قيام الليل يورث سكن الغرف في أعالي الجنان: قال تعالى: "تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم ربهم خوفًا وطمعًا ومما رزقناهم ينفقون؛ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون" (السجدة: 16-17)
وفي الحديث الصحيح: "إن في الجنة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام".
20) قيام الليل مهر الحور الحسان: ما يكون جزاء من ترك دفء الفراش وقام من بين حبه وأهله إلا الفوز بالحور الحسان، أو ما علمت أن المتهجد إذا قام إلى تهجده قالت الملائكة: قد قام الخاطب إلى خطبته.
21) التهجد سبيل النصر على الأعداء: فالجهاد يسقى بدمع التهجد، ولا ينتصر على العدو في ساحة القتال، إلا من انتصر على نفسه وشيطانه في قيام الليل!
ولما هزم الروم أمام المسلمين، قال هرقل لجنوده: ما بالكم تنهزمون؟ فقال شيخ من عظماء الروم: من أجل أنهم يقومون الليل ويصومون النهار.
وقال الأمراء الصليبيون إن القسيم بن القسيم – يعنون نور الدين زنكي – له مع الله سر فإنه لم يظفر وينصر علينا بكثرة جنده وجيشه، وإنما يظفر علينا وينصر بالدعاء وصلاة الليل، فإنه يصلي بالليل ويرفع يده إلى الله ويدعو، فإنه يستجيب له ويعطيه سؤله فيظفر علينا.
وأخيرًا فثواب القيام لا تحيط به العقول وتقصر عنه العبارات ويكفيك الحديث الصحيح "إذا استيقظ الرجل من الليل ، وأيقظ أهله وصليا ركعتين كتبا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات"...فما حد كثيرًا؟!
قال ابن مسعود رضي الله عنه: من قال في قيام الليل سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله كان له من الأجر كألف ألف حسنة.