كثيرا ما نخوض في غمرات هذه الحياة تجارب مختلفة نكبر ببعضها وبعضها يكبرنا هو ... لكن في كل مرحلة من مراحل هذه الحياة نقف لنقوم بإحصائية ترتيبية تعيد إلينا بعضا الأحداث للتقييم والانطلاقة من جديد...لكن السؤال الذي يطرح نفسه وفي كل مرة نردده ...
أصبح الصعب؟ نحن؟ أم حياتنا؟! هل نحن الذين عقَّدنا الأمور؟ أم هي معقَّدة؟! هل نحن المصيبون ودنيتنا المخطئة؟ أم دنيتنا المصيبة ونحن المخطئون؟ لا أعلم!! ولكن لنحاول معرفة الإجابة.. سأسألكم عدة أسئلة لنصل إلى الجواب..
من الذي يكذب؟؟ من الذي يهدم؟؟ من الذي يخدع؟؟ من الذي يجرح؟؟ من الذي يحقد؟؟ من الذي يقتل؟؟ من الذي يكره؟؟ من الذي يٌعقِّد الأمور؟؟ مثلاً: عندما يتقدم شاب لخطبة فتاة إن لم يكن كاملاً في نظر الأهل فمن المستحيل أن يوافقوا عليه حتى وإن كان ذو أخلاق عالية وأدب رفيع!! فلماذا؟؟ لا أعلم!! كل ذلك بسبب ماديات الحياة!! وبعد ذلك يقولون لما ضاع الشاب؟؟ ولما عنَّسَت الفتاة؟؟
وأيضاً: لم يعد يستطيع أحد أن يثق بالآخر؛ فلذلك لم يعد هنالك ما يُعرف بالحب حتى بين الأصدقاء!! وإن أراد شاب أن يكلم فتاة بصفته يحبها فهو لن يحبها حتى لو أحبته؛ لأنه لن يثق بها، والفتاة كذلك الأمر لن تثق بأي شاب!! ولنفرض أنه كان للشاب أو للفتاة ماضي أو حب قديم فها نحن قد قلناها "قديم" و "ماضي"، ونحن جيل الحاضر وما كان كله ماضي ذهب ولن يعود فلماذا نجعله يقلب حاضرنا جحيما، ومستقبلنا حُطاماً؟؟!! ولكن لما نجعل لدينا حباً ماضياً وقديماً لما لا نحب مرة واحدة تكون هي حبنا الحقيقي الأول والأخير؟؟ ولا زلتم تقولون لماذا لم يعد هنالك حب؟!؛ لانعدام الثقة والصدق!!
وأيضاً: برأيكم من الذي يرفع الأسعار؟؟ فبرأيكم من الذي عقَّد الأمور؟؟؟
وفي المقابل من التي تعطينا الأمل؟ من التي تعطينا الفُرَص عندما نفشل؟ من التي لا تؤذينا؟ من التي تواسينا عندما يتخلى الجميع عنا؟
لنجيب الآن: الذي عقَّد الأمور هو نحن!! ومن قيل عنها أنها هي من عقَّد الأمور هي حياتنا التي نحن السبب في تعقيدها وليست هي المعقَّدة!!
ربما يقول البعض: ولكن الدنيا غدَّارة.. وقد قال أحد الشعراء عن الدنيا:
حلفت لنا أن لا تخون عهودنا فكأنها حلفت لنا أن لا تفي!!
ولكن من وجهة نظري أن الدنيا ليست هي الصعبة ولا الغدَّارة، ولكن من فيها هم الذين يُخطئون، هم الذين يغدرون، فالدنيا والحياة عبارة عن وقت من الثواني، والدقائق، والساعات، والأيام، والأسابيع، والشهور، والسنين، والقرون... ولكنها تسير بأمر من الله، فلا يد للدنيا في ذلك!! فلا نلقي اللوم عليها ونحن المخطئون، فعندما نخطئ يجب أن نتحمل ما جنَتْهُ يدينا..
والآن من برأيكم هو الصعب؟؟ حياتنا؟ أم نحن؟!!...