طبيعة التعللللللللللم

طبيعة التعلم
إن كثير من علماء النفس يعتبرون معرفة الطريقة التي يتم بها التعلم أفضل وسيلة لفهم السلوك الإنساني , فإننا سنحاول أثناء دراستنا لموضوع التعلم أن نبحث في الطرق التي استخدمت في دراسته وكذلك أن نتعرض إلى بعض النظريات الرئيسية في هذا المضمار .
إننا نستطيع أن نعرف التعلم على أنه تغير مستمر نسبيا في السلوك يحدث نتيجة التمرين . أن استخدام العبارة (( مستمر نسبياً )) أو دائماً يجعلنا , نستبعد بذلك أثر التغير الناتج بسبب النضج أو المرض أو التلف العضوي الذي قد يلحق بالجسد أو التغيرات الناجمة عن الارتكاسات الفطرية , ولذلك فإننا لا نستطيع أن نعتبر كل أنواع التغير في السلوك على إنها تعلم . إن التعلم يمكن تعريفه بشكل مبسط على أنه الاستفادة من الخبرة , رغم أن الفرد قد يتعلم العادات المفيدة و العادات الضارة على حد سواء .
و المهمة المطلوبة من المشتغل في مجال التعليم واضحة . فالمراد منه أن يقدم لنا اقتراحات لتحسين كفاية التعلم حتى يوفر علينا استخدام الأساليب غير المنتجة في عمليات التعلم و الحفظ , وحتى يسهل علينا إرشاد الآخرين ليتعلموا بسهولة أكثر و يحتفظوا بما تعلموه لمدة أطول , وحتى يوضح لنا كيف تتطور الاتجاهات و العادات و التعصبات و التحيزات ..الخ . ولكن مع كل ذلك فإن محاولة الوصول إلى فهم حقيقي لعملية التعلم له أهداف أوسع من التي تم ذكرها. أنه لا يقتصر على مساعدتنا في فهم أنواع التعلم الواضحة مثل استذكار قصيدة من الشعر , أو تعلم قيادة سيارة , بل يتعدى كل ذلك إلى مساعدتنا في فهم المشكلات المتعلقة بتطور الفرد و بالدافعية و السلوك الاجتماعي و الشخصي , وما شابه . ولذا فإن التعلم يتناول الجانب المعرفي الوجداني من الجانب النفسي _ الحركي من شخصية الإنسان .
يمكن النظر إلى التعلم على أنه عملية تطورية, بمعنى إن ما نكسبه من معلومات و مهارات و اتجاهات هو حصيلة تراكمية لخبراتنا الحياتية. إن ما نستطيع أن نقوم به اليوم لا يعتمد فقط على قدرتنا الطبيعية و مستوى نضجنا, ولكنه يعتمد بالإضافة إلى ذلك على ما سبق لنا أن تعلمناه في الماضي و على الخبرات السارة أو المؤلمة التي ارتبطت بهذه السلوكيات في تاريخ حياتنا. كما إن التعلم يمكن النظر إليه أيضاً على أنه عملية مشتركة بمعنى أنه ينتج من تفاعل الفرد مع البيئة من حوله, ذلك إما عن طريق العمل و الحركة , أ, عن طريق المشاهدة و التمييز و الإدراك . إن قدرتنا في استعمال خبراتنا الماضية تعتمد على الظروف الموجودة حالياً في البيئة . إن استخدام الاصطلاح تطوري _ تفاعلي في وصف التعلم يبدو مفيدا , وذلك إذا اعتبرنا إن تجميع العادات و المهارات و المعلومات عند الفرد على أنه شيء ينمو مع الزمن , و إن الاستفادة من كل ذلك في عمليات التذكر أو تعلم المواقف الجديدة , أو حل المشكلات هو نوع من التفاعل النشط بين الفرد و البيئة من حوله .
ولكون التعلم يعتبر عاملاً أساسياً في تحليل السلوك وفهمه , فإن الكثير من نقاط الخلاف في علم النفس التطوري تدور حوله . إن غالبية علماء النفس الذين يميلون إلى تفسير التعلم على أنه نمو رابطة بين المثير و الاستجابة يؤكدون بأن التعلم لا يعدو عملية تكوين عادات , وهم بهذا يشيرون إلى ما نسميه بالتعلم الترابطي , أي عملية تكوين رباط بين المثير و الاستجابة لم يكن موجودا من قبل و هكذا فإن عملية تسمية الأشياء في أية لغة من اللغات يعتمد على مجموعة من العادات الحس حركية المناسبة لذلك المثير المركب , أنه له في الأساس نفس الطابع الواحد , بما في ذلك . واعتماداً على هذا التفسير للتعلم فإن جميع ما نتعلمه هو من النوع الترابطي , أي إن كل ما نتعلمه هو مجموعة من العادات , ليس إلا .
الصديق بويل1

شكرا يا ادمن