الحناء عادة تراثية تعشقها النساء في العراق ..
الحناء وتسمى الحنة: هي شجيرات ذات ازهار بيضاء على شكل عناقيد يكثر زراعتها في ايران والهند والبصرة في جنوب العراق في منطقة الفاو 0
وتباع الحناء في ) بغداد ( مسحونة لدى العطارين ومعبئة بأكياس تصنع من قماش سميك
وكثيرا ما توصف الحنة ايضا في استعمالات كثيرة تخص شعر المرأة، ابتداء من اللون الى اطالة الشعر الى تقوية جذوره
عرف اهل العراق الحناء منذ قديم الزمان ولم تكن الاعياد تمر من دون ان تكون الام قد هيأت )طاسة) الحناء وهو الوعاء الخاص وغالبا ما يكون من مادة النحاس الخالص او من مادة الفضة لدى العوائل الميسورة0
كما ان من متممات الاستعداد لاستقبال العيد كتهيئة الملابس الجديدة وعمل الحلويات وغيرهما) هي حنة العيد حيث تعجن الام الكمية الكافية من الحناء قبل ليلة العيد وتهيئ قطعا كافية من الملابس القديمة لتشد بها ايادي اولادها بعد وضع الحنة، و تجتمع العائلة حول الجدة والام والاخت الكبرى اللواتي يقمن بوضع الحناء على ايدي الصغار اولادا وبنات وتربط بقطعة القماش ويطلب منهم ابقاؤها (مصمومة) أي مغلقة حتى الصباح حيث تقوم عندها الام بغسل ايدي اطفالها فتظهر اكفهم منقوشة 0
وهناك مناسبات اخرى مازالت تمارس فيها وضع الحناء على الاكف قبل موعد هذا الفرح في العراق وهو اليوم الذي يسبق يوم ختان الأطفال، وعادة ما يجعل الاهل هذا اليوم قبل العيد بيوم واحد وفي ايام زمان كان اهل العراق يستدعون القابلة التي قامت بتوليد المولود الذي سيجري ختانه
و من ضمن مراسيم ( الطهور (الختان هو ليلة الحنة حيث تقام الافراح ومجالس الطرب كل حسب امكانياته المادية فمنهم من يقيم (الجالغي البغدادي
اما في مناسبات الزواج 00
)، فيوم الحنة شيء كبير لاهل العروس والعريس على حد سواء، وايذانا لدخول عش الزوجية وكانت الحناء في ايام زمان توضع على اطراف اصابع العروس ثم يلف خيط رفيع كي لا تتعداه الحناء وتسمى (الكشتبانات) ثم توضع في راحة اليد ليرة من الذهب وتوضع الحناء على راحة اليد لتغطي الليرة الذهبية، وعند جفاف الحناء في صباح اليوم التالي تظهر الدائرة في راحة اليد وفي اطراف اصابع العروس، وهناك حنة للقدم وحنة للمدعوات باختلاف اعمارهن وحنة للعريس ايضا، وقد استمرت وضع الحناء الى يومنا هذا بالنسبة للعروس والعريس
ورغم انتشار اصباغ الشعر ومستلزماته فأن النساء في العراق كن ومازلن يستخدمن الحناء «وكانت أغلب النساء يذهبن الى حمام السوق وخصوصا في ايام الاعياد، وكانت النسوة الكبيرات في السن يخلطن مع الحناء مادة الوسمة وهي مادة تضيف اللون الغامق الى الحناء»، غير ان احدا لا يضع الحناء في الاشهر الحرم او بعد أي حادث وفاة للاقارب او للجيران، ومازالت هذه العادات قائمة الى يومنا هذا
وقد ذكرت الحنة او الحناء في الكثير من الاغاني العراقية القديمة والحديثة، وتغنى مطربو ايام زمان والان بمن تضع الحنة وتتمختر في شوارع بغداد لجمالها