ما ألطف الحيوان والطير!!

طيلة النهار أقرأ تحت شجرة التين والأغنام تتحلّق حولي ..
هذا هو عالمي .. اطيارٌ اختارت جواري فسكنت رؤوس الشجر ..
وأغنامٌ تثغو وتمرح ..
وكروانٌ يرقصُ ويصدح ..
وكلبٌ فرح نشوانٌ يلعبُ وينبح ..
وذئبٌ في ظلام الليل يتلصص..
وصقرٌ على ذوائب النخيل يتربص ..
ولو تأملتَ كتاب الله لوجدت الهدهد ..
هدهد سليمان ..
وغراب ابن آدم ..
وناقة صالح ..
وحوت يونس ..
وبقرة بني اسرائيل ..
ونملة سليمان ..
ودابة الارض ..
وحمار عزير ..
وكلب اهل الكهف ..
وفيل ابرهة ..
والطير الابابيل ..
فهدهد سليمان عرف من التوحيد الخالص مالايعرف الكثير من الناس .
والغراب الذي علم الآدميين كيف يواري الانسان سوأة اخيه ..
والكلب الذي تبع الفتية الذين آمنوا بربهم فأكرمه الله إذ ذكره في كتابه الكريم .. وجعله في الدنيا محبوبا ..ويدخله الجنة في الآخرة مكرما ..
فلو ان انسانا اقتيد لاول مرة او لخامس مرة .. في الليل او في النهار .. عبر منطقة واسعة تملأها الازقة المتداخلة والحارات المتشابهة ثم قيل لهذا الانسان العاقل الفهمان : عُد لوحدك من حيث اتيت ..لإستحال عليه ان يعرف طريقه ..
أما الحمار فهو لاينسي ابدا موضع خطوة واحدة خطاها في طريق ..
صدقني ان الحيوانات والطيور أنقي قلوبا .. واصفي افئدة .. وازكي نفوسا من الناس !
الانسان وحده هو الذي يصافح بيد ويطعن بيد !
اما الطيور والاغنام والنحل فإني اتحدث عنهم وانا اعايشهم وافهمهم واعرفهم ..ولاابالغ ان قلتُ - وأحبهم !
انهم لايعرفون المكر ولا الضغائن ولا الغيبة ولا التحاسد ..
إنهم لا يختصمون الا في حالتين :
العلف والانثي .. ثم سرعان مايعودون الي الصفاء الذي يعيشون .
صدقني أخي أن الحمار يعف أن يفعل مايفعل أهل الحضارة والرقي والتقدم في الغرب ..
الحمار والله واقف ملتزم عند حدود فطرته ما تجاوزها ابدا ..
ولا يسعنا إلا أن نقول فيهم ماقاله الله سبحانه في قوم لوط :
(ِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) (لأعراف:81)
( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ) (الشعراء:166) ( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) (النمل:55) ( إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ) (الانبياء:74)
وحقيقة كم هو رائع التعايش والتعامل مع الحيوانات والطيور ..ربما الكثير من الناس لا يلتفتون لهذه المخلوقات الضعيفة القريبة من الأرض أو يتابعون مجري تفكيرها .. وقد عاشت هذه المخلوقات مع الأنبياء وشهدت المعجزات .. وربما كانت هي نفسها جزءاً من هذه المعجزات !
هدهد سليمان يقول كلاما لايقوله أعظم فلاسفة الدنيا ..
ويعرف من التوحيد الخالص النقي مالانعرف ..
نحن ربما نحلف بغير الله ..
وربما ننذر لغير الله مع ان النذر عبادة..
وربما نذبح لغير الله مع ان الذبح عبادة ..
ونطوف حول القبور مع ان الطواف لون من الوان العبادة ..
وندعوا الأموات ..
ونخاف من مخلوق أوله نطفة مذرة وآخره جيفة قذرة..
نخاف من مخلوق جري من مجرى البول مرتين .. نخاف من مخلوق نصف بطنه خُرْء ولانخاف من جبار السوات والأرض !

الطيور والحيوانات تعيش التوحيد الخالص لله رب السموات والأرض .
الهدهد لم يعجبه أن قوم سبأ يسجدون للشمس من دون الله :
{وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ }النمل24
وهو يسخر منهم ويسأل سليمان :
{أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ }النمل25

هذا الذي اثبته القرآن منذ أربعة عشر قرنا .. ولم يزل العلم يحاول كشف طرف منه ..
إنها معجزة تشهد لهذا الكتاب العظيم بأنه وحي الله سبحانه وتعالى ..
وتشهد لمسلمي القرون الأولي بعظمة إيمانهم .. فقد كان الشائع عندهم ان الحيوان لاينطق .. ولايعي ..ولايشعر..ولايدرك
ثم جاء القرآن ليحدثهم بعكس ذلك فآمنوا ولم يرتابوا .. وصدقوا بغير طلب للدليل أو البحث عنه !

العبّادي ..

» وفاء الحيوان
» هل تعرف ماهو الحيوان الذى ((يأكل الجن))
» هل تعلم ان الذئب هو الحيوان الوحيد الذي ((يأكل الجن))
» هل تعلم ان الذئب هو الحيوان الوحيد الذي ((يأكل الجن))