mohamed hossney والله شغال عال العال
1 : وطني : عدد الرسائل : 1820 العمر : 35 الوظيفة : civel eng sms : ياقلب لا توجعنى بالكلام عنها
وكفى انك عليل بعشقها
فكلانا حكمت عليه الدنيا بمصيبه
ومصيبتى هجرى لها
سالت الله اللطف فى كل نازله
وان يقر عينى بها وباسلامها
وان تكون لى فى الدنيا خليله
وان تكن لى واكن لها
الاوسمة : تاريخ التسجيل : 11/12/2008 نقاط : 3370311
| موضوع: .. ويسألونك عن اليتامي الإثنين 02 فبراير 2009, 12:39 pm | |
| بقلم : د.ياسمين فراج كاتبة وناقدة فنية الأطفال هم سر ديمومة الحياة, ولكن الكثير من البشر لا يدركون ذلك ويتركون فلذات أكبادهم علي قارعة الطرق ليصبحوا أيتاما وفريسة لمستقبل مجهول, ولقد تألمت كثيرا عندما شاهدت تلك الفتاة التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات تبكي وتردد اسم والدتها التي تركتها عمدا أو فقدتها سهوا في محطة قطار الاسكندرية, وأوكل بها قسم شرطة المنطقة إلي إحدي دور رعاية الأيتام وبعد استغاثة المشرفة علي الدار بأن الطفلة لا تكف عن البكاء وممتنعة عن الأكل أو النوم ولا تغادر بهو الدار أملا في عودة والدتها استجاب أحد البرامج الفضائية الشهيرة وأظهر الطفلة علي شاشاتها, ولم تعد الأم لأخذ طفلتها.
وتعرف معاجم اللغة العربية كلمة يتيم بفقد الأب في الناس, فهو الفرد الذي فقد أباه ولم يبلغ مبلغ الرجال, وفقد الأم في الحيوان, وأيضا الرملة المنفردة, أي أن الانفراد نوع من اليتم, إذن فاليتم لا يعني الفقدان بالموت فقط وإنما الفقدان في مطلقه, فيمكن للطفل أن يكون يتيما بالرغم من حياة الأب, ونحن لدينا في مصر العديد من يتامي الوالدين معا والذين يقيمون بدور ومراكز رعاية الأيتام علي مستوي الجمهورية والذين بلغ عددهم ستين ألف يتيم تقريبا, هذا بخلاف اليتامي الذين يعيشون في المنازل والذين تجاوز عددهم مليونين ونصف المليون. ومما لا شك فيه أن هذه الشريحة من الأطفال سيشكلون جزءا من مستقبل بلادنا ولذلك فعلينا الاعتناء بهم, ولنبدأ بمراكز رعاية الأيتام التي نستطيع بقليل من تضافر جهود المجتمع المدني متمثلا في الجمعيات والنوادي الخيرية الكبيرة والمؤسسات الحكومية الثقافية والتعليمية والتي سأذكر بعضها فيما بعد للمساهمة في بناء ثقافة الطفل ومستقبل هؤلاء الأطفال, فالثقافة تمنح الحياة الهدف والمعني وتجعل نمط التفكير يختلف والحكم علي الظواهر والمشكلات يكون بوعي أكبر,
والجدير بالذكر أن الأبحاث العلمية أثبتت أن الأطفال والشباب هم أكثر الفئات العمرية استجابة للتغيير الثقافي والاجتماعي.
ومن دور الأيتام لاحظت أن هناك تباينا بين دور ومراكز رعاية الأطفال في المحافظات الكبيرة والمحافظات الأخري, بل وبين نوعية الأحياء في المحافظة الواحدة, فهناك أطفال لا يعلمون شيئا عن الفنون, وليس لديهم مكتبة للكتب, مما يجعل عقولهم فريسة سهلة المنال لثقافة مشرفي هذه الدور ومراكز الرعاية مثلا أو لبعض أصدقاء السوء في مرحلة المراهقة والشباب. وللأسف فإن معظم المتبرعين لدور ومراكز رعاية الأيتام يركزون علي الإعانات المادية والتي يذهب معظمها في صيانة المنشأة وتلبية احتياجات الأطفال الأساسية من ملبس ومأكل ولا يهتم أحدهم بالجوانب الثقافية والفنية عند هؤلاء الأطفال اليتامي.
ومن هنا ننطلق بهذه المقترحات التي قد تسهم في بناء عقول وتنمية مواهب أبنائنا من اليتامي:
أولا: تزويد دور ومراكز رعاية الأيتام بالأدوات الفنية مثل الآلات الموسيقية وأدوات الفن التشكيلي.
ثانيا: إشراف الطلاب المتخصصين في مجالات الفنون علي تدريب الأطفال اليتامي واكتشاف مواهبهم وتنميتها, وهنا يجب الاشارة إلي أنه لن تحدث هذه المتابعات من الطلاب إلا إذا أدرجت في برنامج التدريب الميداني للفرق الثالثة والرابعة بكليات التربية الموسيقية والفنية والنوعية علي مستوي المحافظات.
ولا شك في أن هذه المهمة الخيرية تكسب طلاب الجامعات خبرة في العمل الخيري وتجعلهم متفاعلين مع مشكلات المجتمع.
ثالثا: ضرورة وجود مكتبة للكتب تحتوي علي مجموعة من القصص والكتب التي تتناسب مع أعمار الأطفال في كل دار أو مركز رعاية لأن العديد من هذه المؤسسات الخيرية لا تهتم بتثقيف اليتيم من خلال القراءة, ومصر لديها العديد من المؤسسات التي تصدر المطبوعات للأطفال والمراهقين مثل المركز القومي لثقافة الطفل, الهيئة العامة لقصور الثقافة, المركز القومي للترجمة سلسلة( عالم الطفل).. وغيرها من مؤسسات وزارة الثقافة, هذا إلي جانب إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب ومكتبة الأسرة. علي أن تتم متابعة مكتبات هذه الدور والمراكز من قبل فرد مختص بكل محافظة.
ويذكر أن الطفل والمراهق كثيرا ما تجذبه الكتب العلمية وقصص الخيال العلمي والسير الذاتية للفنانين والعلماء والفلاسفة مادامت خارج المقررات الدراسية. وقد ذكرت بعض الأبحاث العلمية في مجال علم النفس أن الطفل الفاقد لوالديه أو لأحدهما فقط إما أن يولد ذلك عنده دافعا للانحراف أو للابداع وقليل من هم يشذون عن ذلك, فلنتعاون لنجعلهم مبدعين مثقفين مستنيرين, ولا ننسي أن العديد من الأيتام خطوا لأنفسهم سطورا في ذاكرة التاريخ ونذكر منهم في مجال الفن: عبدالحليم حافظ, باخ, بتهوفن, ومن الكتاب: ديكنز, فيكتور هوجو, تولستوي, ومن الفلاسفة: أرسطو, سارتر, ومن السياسيين: هتلر, وغاندي, وأخيرا من ذاكرة التاريخ الإسلامي طارق بن زياد, والإمام الشافعي. | |
|