mohamed hossney والله شغال عال العال
1 : وطني : عدد الرسائل : 1820 العمر : 36 الوظيفة : civel eng sms : ياقلب لا توجعنى بالكلام عنها
وكفى انك عليل بعشقها
فكلانا حكمت عليه الدنيا بمصيبه
ومصيبتى هجرى لها
سالت الله اللطف فى كل نازله
وان يقر عينى بها وباسلامها
وان تكون لى فى الدنيا خليله
وان تكن لى واكن لها
الاوسمة : تاريخ التسجيل : 11/12/2008 نقاط : 3491511
| موضوع: لماذا لايكترث الغرب بالمأساة الفلسطينية؟ الإثنين 02 فبراير 2009, 12:38 pm | |
| بقلم : د. سليمان عبدالمنعم كم من فكرة نبيلة ضاعت سدي لأن اصحابها لم يتسلحوا بما فيه الكفاية من ذكاء الحركة في اقناع الناس بها.. وكم من قضايا عادلة بانت بالخسران لانها وضعت في يد محامين لم يحسنوا الدفاع عنها.. ولعل القضية الفلسطينية وكل القضايا العربية الأخري تمثل نموذجا لذلك, فقد كان العرب علي مدي القرن العشرين بأكمله اصحاب قضايا عادلة وضحايا لمظالم انسانية من استعمار واحتلال وغزو, لكن العالم طالما ادار ظهره لهم بشكل يدعو إلي التساؤل, ولو ان بعضا مما تعرض له الفلسطينيون حدث لشعب آخر أو منطقة أخري من العالم لانتقض ضمير العالم انتفاضا.. فهل كان السبب في ذلك وحده راجعا إلي موقف غير اخلاقي من الغرب هو ما اصطلح علي تسميته ازدواجية المعايير أم ان العرب يتحملون جزءا من المسئولية لأنهم لم يحسنوا الدفاع عن قضاياهم؟.
دعونا نفكك جوانب المسألة ونستجلي فرضيات الاجابة.. لنتفق ابتداء علي أن الغرب ليس وصفا مطلقا احاديا يستوعب العالم الغربي كله, ففي الغرب هناك حكومات, وهناك رأي عام قوامه المواطن والمجتمع الأهلي. الحكومات الغربية شيء والرأي العام الغربي شيء آخر, وفي مواجهة كل منهما ثمة اسلوب للتعامل به, فالحكومات الغربية وأعني بها تحديدا المؤسسات السياسية والعسكرية ليست مضطرة لأن تغير موقفها المنحاز في المنطقة ربما لثلاثة اسباب, السبب الأول: ان الحكومات الغربية انما تبحث عن مصالحها, وقد اطمأنت واستكانت منذ زمن إلي ان رد الفعل العربي علي اي عدوان إسرائيلي لن يتجاوز الكلام وفي احسن الفروض السماح للمظاهرات بالخروج إلي الشارع, ففي ظل المعطيات الحالية للصراع العربي ـ الإسرائيلي
والذي يبدو انه اختزل حاليا في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي ليس ثمة ما يجبر أو يدعو الحكومات الغربية إلي تغيير موقفها من القضية العربية أو مراجعة انحيازها لإسرائيل.. فالاسواق العربية مفتوحة علي مصاريعها لمنتجات الغرب, والمواد الأولية ـ وعلي رأسها النفط والغاز ـ متوافرة وما إن ترتفع اسعارها حتي تعود إلي الهبوط, فما الذي يثير قلق الغرب و مخاوفه من انحيازه الدائم لإسرائيل؟
والسبب الثاني عسكري مؤداه ان لشركات وقطاعات صناعة الحرب في الدول الغربية مصالح ومنتجات تحتاج اسواقا, فصناعة السلاح تمثل قطاعا حيويا ومهما في منظومة الاقتصاد الغربي, حيث تمثل صادرات أوروبا وأمريكا من صناعة السلاح في منطقة الشرق الأوسط ارقاما هائلة, ولاشك في ان منطقة الشرق الأوسط تعد سوقا نهمة لهذا السلاح بصرف النظر عن مدي استخدامه الفعلي او كيفية هذا الاستخدام, المهم اننا زبائن مثاليون وظروفاء في اكتناز هذا السلاح ولكي يبقي الاقتصاد الغربي منتعشا فإنه لابد من إيجاد مبررات ومناخات الاقبال الدائم والقهري علي هذا السلاح بل وتجربته, حيث لا تغني صحراء نيفادا الأمريكية التي تستخدم في تجريب السلاح عن أهمية استخدامه الفعلي في حروب حقيقية تختبر فيها فعاليته.
اما السبب الثالث الذي يجعل الحكومات الغربية غير مكترثة بالقضايا العربية وما يتعرض له الفلسطينيون علي يد إسرائيل فلعله سعي إسرائيل لتقديم نفسها إلي الغرب باعتبارها بلدا ديمقراطيا يتبني قيم الحضارة الغربية, وعلي الرغم من ان القول بذلك يحتاج إلي قدر كبير من المراجعة والتدقيق, لاسيما ان عنصرية إسرائيل تتناقض جوهريا مع ديمقراطيتها المزعومة, فالواقع ان إسرائيل قد رسخت في العقل الباطن الغربي هذه المزاعم التي اسهم فيها بشكل غير مباشر ما يفتقده المجتمع العربي علي صعيد قيم الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان.. هذا تفسير علينا اخذه بالاعتبار مهما تكن مرارته ودلالاته! والآن ماذا عن الرأي العام الغربي الذي يبدو غير مكترث بالمآسي التي يتعرض لها الفلسطينيون؟ الملاحظ انه لايبدي إلا قدرا محدودا من التعاطف مع العرب في صورة مظاهرة هنا أو هناك لعل معظم المشاركين فيها هم عرب أو ذوو اصل عربي.. ربما كان العدوان الإسرائيلي الأخير علي غزة قد ايقظ هذه المرة ضمير عدد كبير من مؤسسات المجتمع الأهلي في أوروبا, لكن مازال رد الرأي العام الغربي في مواجهة ما يتعرض له الفلسطينيون اقل بكثير مما يجب.. ومن هنا مازال التساؤل مطروحا حول الموقف غير المفهوم لهذا الضمير الغربي.. كيف اصبح منحازا لغير العرب ومتبلدا في مواجهة العرب إلي هذا الحد؟ لا احد يجهل في الواقع ان المواطن الغربي هو اسير إعلام توجهه الدعاية الصهيونية وتحرك خيوطه من وراء أستار عديدة, منها الاقتصادي والمالي والسياسي والفني! الملاحظ ان هذه الدعاية تتسم بقدر كبير من الذكاء والتركيز والمعرفة بأصول وفنون الدعاية الموجهة بقدر ما نفتقد نحن إلي مثل هذا الاعلام النشط والمخطط في مواجهة الرأي العام الغربي, يكفي ان يدخل المرء علي الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الإسرائيلية علي شبكة الانترنت ويقارنه بمواقع وزارات الخارجية العربية أو بالمواقع الرسمية العربية الأخري, ففي الصفحة الرئيسية لموقع وزارة الخارجية الإسرائيلية يطالع المتصفح العناوين التالية: فيلم عن الحياة اليومية في سديروت في ظل صواريخ القسام ـ طالبتان جامعيتان إسرائيليتان تنظمان حملة تبرعات لاغاثة سكان غزة!! ـ مسلم ألباني قام بانقاذ اليهود خلال المحرقة ـ اسئلة كثيرا ما تطرح ـ وتحت هذا العنوان الأخير يطالع المتصفح اسئلة تم اختيارها بدهاء شديد تقدم اجابة تشبه عمليات غسل الدماغ.
ان كل بر من هذه الاخبار بطريقة صياغته الماكرة والهدف المسموم الذي يصد بثه ومحاولة اظهار الوجه المزيف لإسرائيل هي دروس لاينبغي اهمالها وعلي مواقعنا الرسمية ان تتعلم منها, وعلي الرغم من ان اطلاق الراحل الكاتب الكبير احمد بهاء الدين عبارته الشهيرة اعرف عدوك قد مضي عليها نحو اربعين عاما فمازلنا بعيدين عن ادراك الهدف من وراء هكذا عبارة.
والآن.. ماذا نحن فاعلون في ظل تعقيدات الوضع السياسي والأمني وخلل موازين القوي في الساحة الفلسطينية وربما في الساحة العربية قاطبة؟ للسؤال جوانبه العديدة والمتشعبة سنتخير منها الجانب الحقوقي والاعلامي في التأثير علي الرأي العام الغربي, ومن هذه الزاوية فإن المثقفين والقانونيين والمؤسسات الحقوقية والاعلامية والمجتمع الأهلي عموما يتحملون مسئولية كبيرة.. لكنها مسئولية تحتاج إلي استراتيجية ذكية تستوعب كل الادوار والجهود والاصوات بعيدا عن التنافر ومحاولة اختطاف الاضواء.. فلا يجب علي الدور الثقافي والإعلامي ان يقع فيما وقع فيه الدور السياسي.
فعن الخطاب الحقوقي الموجه للرأي العام الغربي علينا الحذر من السقوط في شرك الخلط بين اليهود وبين إسرائيل الصهيونية, بل علي هذا الخطاب الحقوقي ان يستغل لاقصي درجة ما تعرض له اليهود ابان الحرب العالمية الثانية من مآس لكشف وفضح ما تفعله إسرائيل اليوم بالفلسطينيين, انه نفس الخطاب الذكي الذي يستخدمه رئيس الوزراء التركي اردوغان حين يبدأ الشق الأول من جملته بالاعلان انه ضد معاداة السامية ثم يخصص الشق الثاني من الجملة لفضح انتهاكات وجرائم إسرائيل.
محتاجون نحن لمثل هذا الخطاب الذي يربك إسرائيل كثيرا لأن دعايتها الماكرة مازالت تقوم علي اعادة انتاج الاتهامات العربية لها وتصويرها كنوع من معاداة السامية, ولاننسي ان الرأي العام الغربي مازال من أسف مهيأ للوقوع في هذا الشرك. | |
|