حبٌ يجب أن تراه الشمس
وتحضرين..ويحضر الصمتُ يبتسـم،كل ما حوليكِ ينتظم،
هذا الهواء يُسلـِّم بأرق نسيم، والربيعُ يستجمع جمالَـه- وبخجلٍ عظيم- يهبكِ عَـبقَ زهورِه،
و الشمسُ تخلـّت عن حرارتها، أهدتكِ نورها لسنين ..
عطـاء القرينِ للقرين،بل إكرام مفضولٍ لفاضل،
أما القمرُفأحتجبْ...علِـمَ وجودَكِ فذهبْ ! فهل تريدين حضورَه لينال مذمةَ المقارنة؟
*****
تنظرين..تسرحين...فتنعس ُ الشمسُ ظلا ً،ويتوارى الهواءُ..يخفّف نسماته أكثرَ فأكثر،
يلوم نفسَه..هل نسماتي العذبة تجرح وجنتيها؟، أم تراني أكثرت الرفيفَ على طراوةِ أثوابـِها؟
- تلك الأميرة-الأكثر رقة من رقيق النسمة،
ويعتذر الربيعُ ..يـُلـّـون جماله..يـعدِّد عطورَه...
ويفرش أبدع الإخضرار...لسببٍ بسيط...الربيعُ يظنكِ غـَضبـى.
*****
وأحضرُ ...أحملُ قدميَّ ..تتثاقلان ... !! ألم تكن قدمايّ تطيران بي منذ لحظة ؟
وأجلس ..وصمتي معي يمتليء أضطراباً، الأرضُ أوثقت عيـنيّ،
أحاول إنتزاعهما بقوةٍ تفرضها الرجولة ويضعفها الحياء في مقام الطهرية،
بعد منازعةٍ وصراع.. رفعتُ عينيّ قليلاً...قليلاً ..ومن طرف ٍ خفي...ألحظهـا...،
يـاهٍ...لايشبه أضطرابَ قلبي غير حركة أصابع يديها ..
تتداخل بعشوائية..وتضطرب بلا إراديـَّة تامّة،
قلبي وأصابع يديها يعزفان لحنَ الوجودِ كلـِّه..كلّـه..،
لكنهما لم يسجلا نغمة تنتج صوتي فأنطق..أو هي فتهمس،
كلانا عازفٌ مبتدىء...وكلانا بإنفرادٍ يضرب الأوتاربعمق..بعمق.. ،
بغية أن تنتظم حركة الريشة و يتزامن النـّغم، فيتوحد البوح بقولها...وبقولي....
*****
أدير عينيّ - ..والأميرة لا تستطيع-
أنظرُ..أرى...حياءً..جمع جمالَ الأنوثة في لحظةِ زمن ،وتورداً ...أرتفع له قلبي من مكانه،
وفتـّح عينيّ على مصرعيها دهشة ً،وأفقد شفتيّ سيطرة إغلاق الفم ،..تداركتُ ...
فعضضت عارض سبابتي ..وأنا في ذروة إنغماس ذاتي ..برؤية ملِكاً أستفرد بقلبي وملاكاً يخجل منه العفاف ،
أرى...على وجهها ..حبيباتِ عرق ٍ لؤلؤيةٍ تسيح بهدوء صمتـِنا،هي عصارةُ البراءةِ في إنفعال عاطفة ،
ورشـَحُ الطـهر في فطرة أنثى.
*****
كل شييء هنا يــُولـِدُ حركة،
هذا المحيطُ أحسُّـه يتراقص..يزهو، أستشعر ذرات الجماد تدور..تمرح،
وهذا الفضاء يـزدحم سعادة ..يفيض سروراً،وهذه الجدران تبعثُ الإبتسامات.. توزعها هنا..وهناك.. ،
الزمن يطارد نفسَه، دقات الساعة تحارب ذاتها ..تبتلع الوقت بنهم،...
وهي -أميرة المكان من غير قوة – هي.. موجة ُ إنفعالاتٍ ثابتة..كتلةُ حبٍ تستجمع على نفسها..تنكمش،
عيناها الملصقة بالأرض تقرأن كتاب تضحية ووفاء،
وشفتاها تستجديان الأضطراب أن يطيل رسمة الإبتسامة حيناً..لأراها..وهي تبتسم ،
شفتاها تعبران عن قلبها يذوبُ في معارج حبٍ طهور البداية شرعيُ النهاية ،
وقلبها- يقينا – كقلبي..كلاهما فقد سيطرة التعبيرعن مكنونه ،
ولا ضـير..
فالنطق أعجزما يكون تعبيرا هنا،الصمتُ سيد الشعور والمشاعر بلا منافس،
والـّلإرادة بعشوائيتها أصدق تصويرا من الإرادة عما يختلجنا هذه اللحظة روحاً وجسداً،
عفوية فلاحَين ، عفوية تحكمنا ...تعبث بنا ..يستحكم فيها صمتنا ..وتذوب فيها عواطفنا،
والمكان ..يغرق ..يغرق ..بحقيقة ..تراها الشمس ،تحضر فصولها فصلاً فصلا،
حقيقة لم يتعامى عنها الزمان والمكان وشهدا بعدل فيها ،
حقيقة لا تحتاج الى بينة لديّ..ولا لديها ..والاماكانت حقيقة ،
أنها حقيقة حب..
أنتظروا... فقلمي لم يجف بعد .. تسنده لهفة مشاعر وصدق تعبير،
نستكمل العذرية ..بوجه الفطرة ..دونما دخن ..أو شوائب دنية،
إنما إنسانية بحته وتعبير عفيف عن حالة حب..كانت..أو كائنة ...أو ستكون