الحب في الله

موضوع: الحب في الله الخميس 29 يناير 2009, 7:22 pm

اول شيء ابدأ به في مدونتي

الحب في الله

ما اسمى وارقى هذا الحب لو عرفنا معانيه

فقد قال صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء. رواه الترمذي،

فهل حقا تعرفون معنى الحب في الله ؟

الحب فى الله

سعادة فى الدنيا وفردوس فى الآخرة

الحب فى الله

واحة غناء وارفة الظلال تتفئ فى ظلالها القلوب المكلومة

الروح والراحة والسعادة

الحب فى الله

تيار متجدد من المشاعر والأحاسيس الخالصة تبرد هجير أيامنا

المحرقة بنسماتها الرقراقة

الحب فى الله

بهجة للقلوب وارتقاء وتحليق فى آفاق سامية

فتعالوا بنا نحلق معا فى هذه الآفاق السامية آفاق الحب فى الله

** الحب فى الله ... نعمة من البارى سبحانه يهبها لمن يحبهم من عباده

يقول الله تعالى :

((وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين

قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ))..الأنفال (63)

ويقول الله تعالى :

(( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم

إذ كنتم أعداءاً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ... ))

آل عمران (103)

** والحب فى الله... به ننال محبة الله سبحانه وتعالى

روى أحمد عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

: (وجبت محبتى للمتحابين فى

والمتجالسين فى والمتزاورين فى والمتباذلين فى )

** والحب فى الله... وقاية من حر وفزع يوم القيامة

فقد روى مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن

الله يقول يوم القيامة أين المتحابون

بجلالى اليوم أظلهم فى ظلى يوم لا ظلى )

والحب فى الله ... به تجد حلاوة الإيمان ولذة الطاعة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان :

أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما

وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود فى

الكفر كما يكره أن يقذف فى النار )

** والحب فى الله ... هو حب خالص من أجل الله لا يراد به إلا

وجهه الكريم . حب خالص من كل شوائب الدنيا وأغراضها الفانية .

حب لا يقوم على الإعجاب بالإشخاص ولا بهيئاتهم

ولا بمواهبهم ولا يقوم على المصالح

بل يقوم على ما فى من تحبه فى الله من صفات يحبها الله فيه

ويقوم على ما تشاهده بعيون قلبك من إخلاصه فى العمل لله وبذله

وتضحيته من أجل هذا الدين العظيم

.
فصاحب الهمة العالية .. لا يملك إلا أن يحب فى الله ومن أجل

مرضات الله فهو لا يتعوض عن الله بشئ

كما يقول ابن القيم :

(علو الهمة ألا تقف دون الله ولا تتعوض عنه بشئ سواه ولا ترضى

بغيره بديلا ولا تبيع حظها من الله وقربه

والأنس به بشئ من الحظوظ الخسيسة الفانية )

- ونقل عن صاحب إحياء علوم الدين:

(حب الله إذا قوى أثمر حب كل من يقوم بحق عبادة الله فى علم أو

عمل وأثمر حب كل من فيه صفة مرضية عند الله

من خلق حسن وتأدب بآداب الشرع)

- يقول أبو العتاهية :

( نافس إذا نافست فى حكمة .........آخ إذا آخيت أهل التقى).

فإذا أردت أن تعرف إن كان حبك لشخص ما حب فى الله خالص أم لا؟..

فانظر إن كان حبك له يقوى ويزيد كلما رأيته على طاعة

وعلى بذل فى سبيل الله ويفتر إن رأيت منه غير ذلك..

إن كان كذلك فهو حب فى الله

** الحب فى الله ... إن أسس على هذا الأساس المتين _ ألا وهو أنه لله وحده –

ضمن للمتحابين دوام المحبة واستمراريتها فى الدنيا والأخرة

- كما قال بعض السلف :

(ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل )

**الحب فى الله.. تتخطى فيه أشواق القلوب حدود الزمان والمكان

(( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين

سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا.. )).. الحشر(10)

انظر كيف جمع الحب فى الله أجيال بأجيال فرقت بينهم

سنوات وسنوات

ففى ظل الحب فى الله مهما تباعدت الأجساد فالقلوب فى عناق

يقول البارودى :

فيا بعد ما بينى وبين أحبتى .... وياقرب ما التفت عليه الضمائر

ويقول آخر:

ومن عجب أنى أحن إليهم .... وأسأل عنهم من لقيت وهم معى

وتطلبهم عينى وهم فى سوادها .... ويشتاقهم قلبى وهم بين أضلعى

فمهما طال بالمتحابين فى الله الغياب تجد القلوب هاتفة:

رفاق الدرب ما زلتم بقلب القلب أحبابا

وإن غبتم وإن غبنا فإن الحب ما غابا

هى التقوى تجمعنا وحب الله قد طابا

رضا الرحمن غايتنا وللفردوس طلابا

** والحب فى الله ... باب واسع للحوق بالصالحين فى جنة الفردوس

إن شاء الله حتى لو لم تسعفنا أعمالنا للحاق بهم

- ففى الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه :

( أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال:

فقال : وما أعددت لها ؟

قال : لا شئ إلا أنى أحب الله ورسوله

فقال : أنت مع من أحببت

قال أنس : فما فرحنا بشئ فرحنا بقول النبى صلى الله عليه وسلم :

أنت مع من أحببت

قال أنس فأنا أحب النبى صلى الله عله وسلم وأبا بكر وعمر

وأرجو أن أكون معهم بحبى إياهم )

- وانظر دعاء يوسف عليه السلام : (( ... توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين )).. يوسف (101)

- وقول الإمام الشافعى :

أحب الصالحين ولست منهم .......وأرجو أن أنال بهم شفاعة

وأكره من بضاعته المعاصى ......وإن كنا سواءا فى البضاعة

** فالحب فى الله .... عبادة نتقرب إلى الله بها . فنحن نتقرب إلى الله

بحب من نحبهم فى الله فإذا كانت أبواب الطاعات كلها

تزاحمت بالطائعين وأردت أن تسابقهم فتعثرت لما لا تجرب

الدخول على الله من باب الحب فى الله ؟؟ فتقوم بمقتضيات هذا الحب

وتخلص فيه ولا تنتظر ممن تحبه فى الله جزاءا ولاشكورا

- ففى الحديث الذى رواه ابن حبان وصححه الألبانى :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( ما تحاب اثنان فى الله تعالى إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه )

وفى رواية :

(ما تحاب اثنان فى الله إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه )

** الحب فى الله ... لا يزيد بالود ولا ينقص بالجفاء لأنه حب

خالص لوجه الله.. نعم إذا جافاك من تحبه فى الله وقابل وصلك له

بالقطيعة فببشريتك ستتألم وتتأثر ولكن سرعان ما ستصحح نيتك

وتتذكر أنك لم تحبه إلا لله فأنت لم تحبه للود ولا للوصال وطالما هو باقى

على طاعته لله والعمل لدينه فسيبقى قلبك باقيا على حبه وسيظل قلبك

يلهج بالدعاء له بظهر الغيب

-روى مسلم عن أبى الدرداء رضى الله عنه

-أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل

كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به : آمين ولك بمثل)

** والحب فى الله ... قلب كبير يسع الجميع ويحنو على الأخطاء

ويقيل العثرات وينسى الإساءات فالعفو

والصفح أسرع لقلب المحب فى الله من العتاب والخصومة

- وانظر إلى الزاهد ابن السماك واعظ هارون الرشيد لما قال له صديق له :

( الميعاد بينى وبينك غدا نتعاتب )

قال له ابن السماك :

(بل بينى وبينك غدا نتغافر )

نعم ستغفر وتسامح لأنك تبتغى أن ترضى الله بدوام الوصل والمحبة

فيكفى ما يعانيه المسلمون من فتن الفرقة والإختلاف .

- يقول الشاعر :

تعالوا نخل العتب عنا ونصطلح .......وعودوا للوصل والعود أحمد

ولا تخدشوا بالعتب وجه محبة .........له بهجة أنوارها تتوقد

وستتبع التغافر بالنصيحة فهذا حق أخيك عليك

فقد روى فى صحيح مسلم عن تميم الدارى رضى الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الدين النصيحة

قلنا : لمن يا رسول الله ؟

قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )

ويقول عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه :

( من وصل أخاه بنصيحة فى دينه ونظر له فى صلاح دنياه

فقد أحسن صلته وأدى واجب حقه )

والحب فى الله ... ليس مجرد كلمات تقال باللسان ولا مشاعر وعواطف ينطوى

عليها الجنان - على أهميتها وقدرها – ولكنه قوة دافعة للعمل المتواصل

لنصرة دين الله من خلال الإرتقاء بالنفس وإصلاح المجتمع

وانظر إلى معاذ رضى الله عنه : فقد كان يقول لصاحبه وهو يذكره :

( اجلس بنا نؤمن ساعة )

فالحب فى الله إذن دعوة لوقفة إيمانية بين المتحابين فى الله لتجديد

صلة القلوب بخالقها وإزالة ران الذنوب والمعاصى من

على القلوب .. ثم تعاهد وتواصى على الحق والصبر

-أخرج البيهقى فى الشعب عن أبى حذيفة قال:

( كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا

لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر )

ويعلق ابن القيم على قول الإمام الشافعى عن سورة العصر :

( لو فكر الناس فى هذه الآية لوسعتهم)

قائلا :
( ذلك أن العبد كماله فى تكميل قوتيه قوة العلم وقوة العمل وهما

الإيمان والعمل الصالح ، وكما هو محتاج لتكميل نفسه فهو

محتاج لتكميل غيره .. وهو التواصى بالحق والتواصى بالصبر

وآخية ذلك وقاعدته وساقه الذى يقوم عليه إنما هو الصبر)

- فما أروع وأنفع تعاون المتحابين فى الله على تكميل قوة العلم

وقوة العمل داخلهم ليكون الإنطلاق والسعى بهذا الدين بين العالمين .

الحب فى الله .... نعمة ينبغى أن تصان فلا يخشى على الحب فى الله إلا

من الذنوب والمعاصى

روى البخارى عن رسول الله صلى الله عليه أنه قال :

(ما تواد اثنان فى الله فيفرق بينهما إلا بذنب أحدثه أحدهما )

والله إن الحب فى الله لنعمة من أجل النعم

نحمدك ربنا على نعمة الحب فى الله ... فكم كفكفت مشاعر الحب

الصادق فى الله من عبرات ... وكم رسمت فى القلوب من ابتسامات

وكم زرعت الأمل فى أنفس حائرات

جزى الله عنا خير الجزاء من تعلمنا منهم أن:

الحب فى الله قلب معطاء ، وحب صادق يسع الفضاء ، ودعوة

فى الغيب تخترق السماء ، وعمل لدين رب الأرض والسماء

جميل يا ايمى يا حبوبة المنتدى

جزززززززاك الله كل خيررررررررررر

بارك الله فيك

» عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله، الله ) رواه مسلم .
» (الحب في الله )
» الشيخ الألبانى -رحمهُ الله- ، و الشيخ بن باز -رحمهُ الله- ، و الشيخ بن عثيمين -رحمهُ الله- ، تصور حين يجتمعُ هؤلاء الثلاثة فى مجلسٍ واحد !!
» بكل الحب هنتكلم عن الحب وبكل الحب هناقش كل قضايا الحب( متى نصل لاقصى درجات الحب
» ركبى يسيبوا..وقلبى يطب..الحب الحب الحب!