خدم الحسين فطوى الله تعالى له الأرض

ونحنُ على أبواب المسيرة الحسينية والتي هي عبارة عن ثورة بحد ذاتها وارتباط وثيق بالمباديء التي رسم حدودها ابي الاحرار ( صلوات الله عليه) وتخليداً لذكرى اولائك النفر المخلصين الذين خدموا قضية الحسين وزوار الحسين طوال الفترة المنصرمة تلك الفترة التي عانوا فيها ماعانو من اجل خدمة الزوار احببت ان اروى هنا قصةً من قصص احد المخلصين لذلك النهج الحسيني :
لعلَّ معظم اهالي الجنوب واهالي مدينتي الديوانية والنجف يمرون في اثناء مسيرتهم الى كربلاء بحسينية على طريق نجف ـــ كفل وهي حسينية خادم الحسين المرحوم السيد محمد سيد خلوف اعلى الله مقامه وطيب ثراه ورفع درجاته , لقد كان هذا الاخلاص والايمان يفوحان من وجهه الشريف واني لاتذكره وهو يدور على زوار الحسين وهو يحمل بيده دهناً يدهن به اقدام الزوار لم يكتفي بالخدمة فقط فقد كان حين ينقطع الطريق من الزوار يحمل عصاته بيده ويتوجه سيراً الى كربلاء وفي احد الايام تاخر السيد بسبب وجود زوار كثيرين متاخرين حتى وصل الوقت الى ساعة متأخرة من الليل وكانت تلك الليلة هي ليلة الأربعين فاخذ السيد يقول في نفسه ( سيد محمد انته لابد مسوي شيء والا الحسين مايريدك تزوره ) ومع ذلك حمل عصاته وتوكل على الله طبعاً المسافة لااتذكرها بالضبط ولكن بالنسبة للسير على الاقدام للذين يسيرون بجد هي يوم ونصف
استمر السيد في المسير وسرعان مادخل الى مدينة فوقف رحمه الله قال في نفسه ( لايوجد مدينة قريبة من حسينيتنا والكفل تبعد مسافة 15كيلو) وعندما سأل شخص واقف قال له ياعم هذه ( طويريج) انصعق السيد طويريج ولكن ثقته بالله تعالى وبكرامة الحسين جعلته يطمئن .
ووصل الى كربلاء وتشرف بالزيارة يوم الأربعين ولكنه لم يقص هذه القصة الا قبيل وفاته بقليل .
وانا متاكد انه انما قصها لكي يقول لمن يخدم الحسين اذا اخلصت في عملك فلاتستبعد اي كرامة من الله ببركة الحسين لك
رحم الله السيد محمد السيد خلوف وجزاه كل الخير واثابه حسن الثواب واثاب اهله واولاده واحفاده الذين مازالوا مستمرين على هذا النهج وبارك لهم في كل اعمالهم