تضع شاهنده كوب العصير من يدها .
- " طيب يا طنط ماتنسيش الخطوبة يوم الخميس .. اوعى متجوش ."
- " هو انا اقدر يا شاهنده انتى عارفه انك زى بنتى .. ده ادم كمان هيفرح
اوى لما يعرف "
- " هو فين صحيح يا طنط ؟؟ "
- " لسه ماجاش من الكلية يا شاهنده "
يفتح ادم باب الشقة .. يسمع صوت فى الصالة فيقول مخاطبا نفسه.
- " الصوت ده انا عارفه "
يدخل إلى الغرفة ,ويشرق وجهه حين يراها ,وان لا يبدي ذلك.
- " مييين شاهنده.. وانا بقول ليه الدنيا غرقانة بره .. اتارى انتى هنا "
تنظر إليه شاهنده مازحة.
- " اهو انا كنت عاوزة امشى قبل ما انت تيجى علشان لسانك الطويل ده "
ينظر إليها وكأنه يغيظها.
-" انا برضه "
ثم يتجه نحو غرفته فيسمع ...
- " بصى بقى يا طنط اوعى تجيبى ادم معاكو ..انا مش ناقصة صداع فى
الحفلة "
يلتفت ادم بسرعة على كلمة حفلة .. ينظر الى شاهنده .
- "حفلة !!!! حفلة ايه ؟ "
- " مش تبارك لشاهنده يا ادم ...خطوبتها يوم الخميس إن شاء الله ....
عقبالك يا بنى يارب "
يتسمر ادم في مكانه محملقا في شاهنده ... ويهمس لنفسه
يستفهم الامر في عقله.
- " خطوبة !!... شاهنده !! "
تقول شاهنده وهي تقوم من مقعدها مبتسمة.
" مش عاوزة حاجة منى يا طنط انا همشي بقى عشان ورايا مليون حاجة"
" لا يا بنتى ربنا يسعدك وإن شاء الله يكون يومك جميل "
"اوعو متجوش بقى ,اكيد هستناكو"
"طبعا يا حبيبتي طبعا"
تنصرف شاهنده وادم لا يزال واقفا مندهشا لا يستطيع التحرك
تقوم اخته من مقعدها تنظر اليه في اشفاق,وتتحدث لاول مرة.
" مش قلتلك "
طال صمته الذاهل فأضافت بصوت خفيض.
"هتفضل سلبي لحد امتي يا ادم ؟؟ "
ثم تركته غارقا في مشاعره وانصرفت
..........................
......
بعد عدة ايام
كان ادم جالسا في غرفته ..يبكى ويفكر فى ما حدث
تفتح اخت ادم باب غرفته المظلمة فلا ترى احد بالداخل
" ادم ادم انت هنا ! ادم ؟ "
ثم تغلق باب الغرفة معتقدة انه ليس بالداخل
ولكن .. ادم بالداخل يجلس على الأرض لا يتحرك .. وكلمة سلبى تدوي فى
اذنه كالرعد ,ومعها يمر أمام عينيه شريط الذكريات التى كانت تجمعه
بشاهنده منذ الصغر
تذكر كيف قضى طفولته يحبها
وكيف كان يتمتع حين يقول الجميع "مسير ادم لشاهندة" وان كان يبدى
اعتراضه دائما على هذا الامر امام الجميع حتى يخفي رغبته الشديدة بذلك
وكيف كان كلما اقترب منها يمزح وكأنه يحاول اخفاء مشاعره بالسخرية
وتذكر أيضا .. اخر موقف بينهما في طريق العودة للمنزل مع
عائلتيهما..........
" من اول ما خرجنا من مطعم وانتى ساكتة مش عاوزة تتكلمى ..حتى
مامتك مكنتيش بتردي عليها, مالك عاملة زى الفيلم الصامت كده "....
لم تجبه فأكمل في جدية هذه المرة ..
" مالك سرحانه فى ايه يا شاهنده؟ "
تنظر اليه شاهنده بتوتر يصاحبه غضب
" ما قلت لك مفيش حاجة يا ادم "
اندهش لغضبها السريع وقال بقلق
" طب اهدى كده وقولي لي في ايه بس "
قالت شاهندة بتوتر غريب
هو احنا صغيرين يا ادم ؟؟! احنا مش صغيرين .. مش كده ؟؟ "
" طبعا احنا مش صغيرين يا شاهنده؟ "
فتقول وكأنها تستدرجه لشيء ما ..
" يعنى ممكن اى حد يا ادم يخطط لحياته من دلوقتى .. يقدر ياخد قرار
صعب مش كده ؟؟"
يرد ادم ببرود
" قرار صعب !! زى ايه ياشاهنده ؟ يعنى هاتحلى مشكله الشرق الاوسط"
تصمت شاهندة فيشعر هو بالندم على مزاحه وسط كلام جدي بينما تقول هي بضيق
" خلاص يا ادم .. مفيش حاجة"
ساد الصمت بيهما لفترة .. حتي قطعته شاهنده بتساؤل مفاجيء
" احنا اخوات يا ادم مش كده؟ "
قال بشهامة سريعة
" اه .. طبعا احنا اخوات يا شاهندة ".
يقولها بصوته لكن في قرارة نفسه يهمس " يـــــــــاه ياريت اقدر اقولها انى
بحبها انا عمري ما اعتبرتك اختي وبس"
ثم تسكت شاهنده قليلا كأنما تعطي نفسها أملا قبل ان تقول بتساؤل
تكاد تخفيه
" ادم .....انت مش عاوز تقولي حاجة؟"
..................................
ويشعر ادم في هذه اللحظة انه قريب جدا من شاهنده وانه يستطيع ان
يصارحها بحبه
ولكنه يصمت ولا يتحدث ويطيل الصمت ولسان حاله يقول" ايوة عايز
اقلك بحبك"
و يغلبه الخوف فيقتل كل ماكان يهم بقوله
"لا مفيش يا شاهنده .. مفيش حاجة عاوز اقولها "
وبمجرد ان انهي كلمته شعر بأنه بعيد جدا عن شاهنده ...شعر انها في
اخر الكون وهو في اوله...وكأن كلا منهما في طرف العالم....وشعر بقلبه
يغوص بين قدميه بشدة
Lost Lover