يوم أخبار عن اقتحامات وأنباء عن اشتباكات وصور من حروب ومعارك، لقد مللنا.. نريد أن نستمتع بحياتنا.. نأكل الفيشار أمام أفلام mbc2 وننام بكل أريحية على الوسادة فلا ننتفض من أخبار الاقتحامات والمعارك والمجازر في القدس وغزة..
2- لو أتم اليهود مخططهم في القدس، وقاموا بتهويد كامل للمدينة، فمعناها أن المدينة ستصبح إسرائيلية تماماً، ولن تقبل قوات الاحتلال بدخول الأطقم الإعلامية إليها، وهي ميزة جيدة لأصحاب القنوات الفضائية الذين سيحولون مراسليهم من فلسطين إلى تركيا فوراً من أجل التأكد من الأخبار الواردة من هناك عن إعداد جزء جديد من مسلسل (نور ومهند) بعد الشائعات التي ترددت بقوة عن ظهور شعرة بيضاء في رأس السيد مهند، وهو ما كان يعني أنه قد بدأ يفقد جاذبيته التي "هطلتنا" نساءً ورجالاً!
3- ما فائدة التبرع لمنظمة مؤتمر القدس لإنقاذ المسجد من التهويد؟ فما حدث قد حدث، والمسجد سيتم هدمه، وأقترح أن يتم توجيه التبرعات لبناء مزيد من المنتجعات السياحية في شرم الشيخ بمصر، أو وهب مبالغ التبرعات لثري خليجي لشراء آخر قفاز ارتداه مايكل جاكسون قبيل وفاته، أو توجيهها لإصدار السيرة الذاتية والأعمال الكاملة لفنانة العرب هيفاء وهبي أو تخصيصه كله لشراء نادي إنجليزي أو إيطالي عريق.
4- مثل هذا السيناريو لو حدث، لن نسمع حديثاً ساذجاً ومملاً بعده عن مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية، لا صداع جديد حول هذه المنتجات التي تملأ الأسواق العربية من المحيط إلى الخليج، فمن منا يستطيع أن يستغنى عن لتر البيبسي يومياً ووجبة الكنتاكي الشهية وقهوة ستارباكس الخطيرة.
5- بعد هدم المسجد الأقصى سنتفرغ تماماً لقضايا سياسية حساسة مثل: جلسات المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس،ومتابعة آخر أخبار مطاردة أمريكا لأسامة بن لادن وكذلك قضايا اجتماعية مصيرية مثل قيادة المرأة للسيارة في السعودية ، أو ثقافية مثل قضية المؤامرة التي دبرها الغرب ضد الشرق في معركة اليونسكو الشهيرة.
6- استيلاء اليهود على القدس، يعني أن يبحث الفلسطينيون عن عاصمة جديدة لدولة لا يعرفون حدودها حتى الآن، وهنا سيصبح أمامنا خياران لا ثالث لهما، إما الضفة أو غزة، وهي بالطبع فرصة لجولة صراع جديدة بين حماس وفتح تكون سبباً في أن نعقد جلسات أجدد وأحدث للمصالحة بين الفصيلين.
7- هدم المسجد الأقصى سيحقق إحدى أهم أمنيات زعيم عربي شقيق اقترح من قبل أن نبني مسجداً أقصى جديد في كينيا، فها هي أحلام سيادته ستتحقق وبدون أي تدخل أو مجهود عربي، بل يمكننا أن نضغط على إسرائيل وأمريكا حتى يقبلا تمويل بنائه.
8- بالطبع لن يمر حدث انهيار المسجد الأقصى بلا رد فعل عربي قوي، فهذا الأمر الجلل سيدفع العرب إلى إبراز سلاح الردع، الذي خبأناها طويلاً من باب الخداع الاستراتيجي، فوقوع سيناريو الهدم يعد فرصة ذهبية لكي تستعيد الجامعة العربية ويستعيد عدد لا بأس به من الزعماء العرب أيام العز والكرامة والشهامة، أيام التنديد والشجب والتصريحات العنترية التي افتقدناها منذ فترة كبيرة، فسلاح "نحن نشجب ونندد" كان حبيس الأدراج طوال السنوات الست الماضية منذ غزو بغداد، وها قد حان الوقت لكي نخرجه من مخبأه وننفض عنه التراب، لعله يثبت قدرتنا على أننا نسترد بالـ"كوة" ما أخذ منا بالقوة.
9- هناك فائدة عظيمة ستنجم عن هدم اليهود للمسجد الأقصى، وهي تحقيق روح الأخوة بين العرب لرد هذا العدوان، فمثلاً على المستوى الرسمي، سيؤدي هذا الحدث إلى تمكن الزعماء العرب من اللقاء بعد عام من الحدث في قمة عربية "عاجلة" يلتقطون فيها صورة تذكارية جماعية تزين حوائط مقر الجامعة العربية التي "عشعش" فيها العنكبوت من قلة اجتماعاتها.
10- أما على المستوى الشعبي، يعد هدم المسجد المقدس لدينا جميعاً، حدثاً يستدعي الخروج في مظاهرات مليونية، تكون فرصة جيدة للتيارات السياسية لاستحداث عدد من الهتافات الجديدة التي تؤكد من خلالها على وجودها في الشارع، ومعها تجرب قوات الأمن الداخلية الجديد في عالم القنابل المسيلة للدموع وأساليب مواجهة المظاهرات، وفرصة أيضاً لعدد من الشباب للالتحام مع المظاهرات للتحرش بالفتيات، وفرصة أكبر للنشالين "عشان يقلبوا رزقهم".
..مش قلت لكم بيعة وكلها منافع