ندور وندور في فلك الحياة لنجدها كقوس قزح عند البعض , وبالأبيض والأسود بالنسبة للبعض الآخر , وربما لون واحد لآخرين ... كل حسب وضعه وظروفه وخبراته , التي أكتسبها والتي يعيشها كل يوم بيومه وبكل مرحلة من مراحل الحياة المختلفة .
وهكذا نظن أننا بوصولنا لمرحلة معينة من الحياة , وبمرورنا بمعابر كثيرة ومتعددة من التجارب , نعتقد أننا اكتسبنا ما يكفي من الخبرات , فنستخدم في حياتنا اليومية وفي أحاديثنا العفوية مصطلحات ومفردات تعبر عن عراكنا المستمر مع شدائد الحياة وملماتها , وغالبا ما نستخدم أمثلة شعبية أو غيرها من التعابير التي تدل على موقف ما أو ذكرى معينة , وغالبا ما يذكر المرء ما أزعجه وآلمه وما حز في نفسه وجعل فيها ندبة جرح أو ألم .
ولكن في الواقع لو توقف كل منا قليلا مع نفسه لوجد أنه يجهل الحياة , ويظل صغيرا مهما كبر في خضم أحداثها ليجد أن خبراته الحياتية ما تزال بنعومة أظافر الأطفال , وطول زغب ريش الطيور .
الكثيرون يظنون أن الحياة العملية تكفي لوحدها لأكتساب الدروس والخبرات اللازمة, وليتعلم كل منا كيف يتعامل مع المواقف الطارئة وغيرها , ولكن في الواقع ليس صحيحا أن ما يمر به الفرد في تلك الحياة العملية من خبرات كافيا .
فمواقف الحياة قد لا تكون مناسبة لكل زمان ومكان من جهة , ومن جهة أخرى ليس بالضرورة أن يمر الفرد بتجارب خاصة حتى يتعلم الخبرات اللازمة , فالأستفادة من تجارب الغير جائزة أيضا , فلربما عرّضتنا الخبرات الشخصية للكثير من الألم و الضغط النفسي والمعنوي , وربما لصدمة تكون نتيجتها سلبية على كل الأصعدة والمستويات الشخصية لدرجة وصول الفرد للأحباط او الأكتئاب بالوقت الذي يكون فيه الموقف غير متناسبا مع ردة الفعل أو عكس ذلك .
وكمايمر الأنسان بتلك المواقف الطارئة والعصيبة كذلك يمر بالمواقف الجميلة , بالأفراح بالمناسبات العزيزة المبهجة التي ينبغي أن يتألق بها الفرد حضورا وجمالا وعطاء ومحبة , ولكن حتى هذه يكاد لا يصدق البعض أن كثيرين هم الذين لا يتقنون التعامل معها فيفوّتون على أنفسهم متع الحياة ومباهجها دون علم إن كان الآتي هوالأفضل أم الأسوأ , ودون دراية
الحياة اكبر مدرسة يتعلم منها الانسان، فيوجد مراحل تعليمية مثل التعليم وبل تتجاوزالتعليم بكثير ففى المدرسة او الجامعة نتعلم الدروس ثم نواجه الامتحانات اما فى الحياة فاننا نواجهة الامتحانات وبعدها نتعلم الدروس ونتعلم من الحياة ان السعادة لا تحقق فى غياب المشاكل فى حياتنا ولكنها تتحقق فى التغلب على هذه المشاكل تعتبر الحياة لغة اجنبية الجميع لا يعرف كيف يتكلمها جيدا
وليس للحياة قيمه الا اذا وجدنا شيئا نناضل من اجله