منذ ان تخرج من الجامعة عام 2005 و بدأ حياته العملية كانت تسيطر علي أحمد فكرة واحدة....
لم تكن الزواج او الثروة او حتى الشهرة كما قد يتصور البعض
و انما كانت الموت...
ليس الموت فى حد ذاته و لكنه كان دائم التفكير فى انه يريد ان يترك اثرا طيبا عندما يموت
لا يريد ان يكون مثل الزائر الذى اتى ليجلس قليلا ثم يرحل
لا يريد ان تكون كل فائدته فى الحياة انه يعمل ليكسب معيشته ثم يتزوج و ينجب و يدور فى دائرة الحياة بكل ما فيها من انجازات و احباطات ثم يموت و ينتهى دوره على هذا.
كان دائم التفكير ان الله قد جعل لنا طريقا قد لا يلتفت اليه الناس كثيرا هذه الايام...
ربما غفلوا عنه بسبب التناسى او النسيان.......
طريق الصدقة الجارية.
فى رايه كان يعتبر الصدقة الجارية هى اكبر هبة من الله لعباده....ان يموت الفرد و لا ينقطع عنه الثواب......منتهى الكرم و العطاء من الله عز و جل
لذلك كان دائما يسارع لأى عمل فيه صدقة جارية
و لكنه كان يشعر دائما ان هذا لم يكن يكفي
هو يريد اكثر من ذلك ......
يريد ان يترك اثرا فى المجتمع....
ايا كان حجم هذا المجتمع ....قد يكون الاسرة او محيط العمل او الأصدقاء او مجرد فرد واحد
لا يهم.....هو فقط يريد ان يترك اثرا و سيرة طيبة
و لا يختلف هذا اطلاقا ان يكون عمله لوجه الله تعالى
لأنه لا يبتغى شكرا من احد...هو فقط يريد ان يتذكره الناس و يدعوا له بالرحمة
و لكنه مع كل هذا كان شابا عاديا....يحاول ان ينال رضا الله و لكنه كانت له أخطاؤه فهو لم يصل الى درجة الالتزام التي و صل اليها شباب اخرون و لكنه ايضا لم يكن فاسدا
و انما كان بين.. بين .....كمعظم شباب الجيل
يحاول ان يكون اهلا لرضا الله و رحمته و لكن احيانا كان شيطانه ينتصر عليه.
كانت حياته طبيعية جدا كحياة اى شاب فى مثل سنه، كان يقضى نهاره فى العمل و مساؤه اما فى البيت امام الانترنت او مع اصدقائه خارج البيت
كان مولعا بالانترنت و بقدرتها على ان تجمع الناس من مختلف البلاد و الحضارات سويا
لذلك كان مشتركا فى العديد من المنتديات العربية و الاجنبية و كان دائم البحث عن اشخاص جدد ليتحدث معهم عبر الدردشة او الشات كما يطلق عليها
كان يحب التعرف على ثقافات مختلفة و اناس مختلفون
يحاول ان يعرف منهم ارائهم حول شتى المواضيع السياسية و الاجتماعية و حتى الدينية
و كان يستمتع كثيرا بهذه المناقشات التى طالما حاول من خلالها ان يقدم مصر و العرب و المسلمين تحديدا بشكلهم الحقيقى و لبس على تلك الصورة التى يصورها لهم الاعلام الغربى على انهم ارهابيون و متخلفون و قتلة و ربما اكلى لحوم البشر.....
كان هذا الى ان جاء ذلك اليوم الذى كان يتحدث فيه مع دونالد
دونالد هذا هو شاب امريكى فى مثل سن أحمد تقريبا يعمل محاسبا فى احد البنوك و لكنه كان متعصب للغاية ضد العرب و الاسلام بشكل عام و ربما كان هذا هو سبب دخوله فى نقاش مع احمد من البداية
دونالد كان يري ان ما تفعله امريكا هو عين الصواب بدئا من افغانستان وصولا الى العراق
العرب هم مصدر الارهاب فى نظره و يجب على بوش و امريكا ان يخلصوا العالم من شرورهم.
و يجب الانتقام منهم بسبب ما فعلوه فى 11 سبتمبر.
كان منفعلا و لكن احمد ظل هادئا يجيب عليه بعبارات قصيرة فى غاية الذكاء
كان يريد ان يجد ارضا مشتركة بينهم ليبدا منها الحوار
لهذا كان يوافقه على ضرورة اعلان الحرب على الارهاب و على من تسبب فى اجداث 11 سبتمبر دون ان يزيد على هذا
الى ان قال له دونالد
اننى اراك توافقنى الراى...كيف هذا و انت عربى مصرى بل و مسلم ايضا
أحمد: لو انك قرأت ردى لما وجدت هناك اى تضارب بين كونى عربى و بين موافقتى على جزء من ارائك
فانا ضد الارهاب و مع اعلان الحرب عليه و لكننى لم اقل ابدا ان العرب ارهابيين
و انا ايضا ضد ما حدث فى 11 سبتمبر و لكننى ضد من يقول ان العرب هم من كانوا وراء ذلك الحادث
دونالد: هذا صحيح...ولكن كل الناس يعرفوا ان العرب هم الارهاب
احمد: هذا قول غير دقيق بالمرة....لان الواقع يقول ان الارهاب موجود فى كل مكان قكما يمكن ان تجد ارهابى عربى يمكن ايضا ان تجد ارهابى امريكى او فرنسى او المانى و هكذا
انتم فقط تريدون ان تنظروا الى الجزء الذى تريدونه من الصورة
شئ طبيعى ان تحاول المنظمات التى ترعى الارهاب تجنيد العرب من اجل الاهاب بأسم الدين....حتى يقال ان الاسلام دين ارهاب
و لكنهم هم نفسهم من يجندوا الشباب الاجنبى و لكن لشكل اخر من الارهاب و الا فما تقول عن كل حوادث الخطف و القتل و الاغتصاب فى امريكا مثلا
دونالد: اذا فأنت تعترف انه يوجد مسلمين ارهابيين ؟
احمد: هل هناك قانون فى امريكا يعاقب من يسرق ؟
دونالد: بالتأكيد
احمد: و هل هناك امريكيون يسرقون
دونالد: اجل
احمد: ها قد اجبت انت....ان الدين يدعو الى اشياء واضحة و لكن الانسان حر فى اختياره
دونالد: اذا فكيف سيعاقب المخالف على مخالفاته.....فى القانون يوجد الغرامة و الحبس و ما الى ذلك
احمد: بالضبط...اذا فيجب ان يكون هناك حساب و جزاء
و لكن ولان الدين كريم فانه لا يحاسبك على اخطائك و يعاقبك عليها فحسب
بل انه يكافئك على حسناتك التى فعلتها
و لا اعتقد انه يوجد قانون فى اى بلد فى العالم يكافئ من لا يسرق و من لا يقتل مثلا
دونالد: و هل الاسلام يفعل ذلك ؟ و كيف يعاقب او يكافئ؟
احمد: اجل بالتأكيد.....بعد ان يموت الانسان و هذا شئ لا مفر منه....يحاسب على اعماله كلها يوم القيامة و اذا كانت حسناته اكثر من سيئاته دخل الجنة و اذا كان العكس دخل النار
و الجنة فيها من النعيم ما لا تتخيله و النار فيها من العذاب ما لا تتخيله
و لكن الله اجل الحساب الى الموت حتى يعطى الفرصة لمن اخطأ ان يرجع عن خطئه و يعتذر عنه فلا يعاقب قى و قتها.
هذا هو اساس الاسلام......فكيف يكون الاسلام داعيا الى الارهاب
دونالد: فى الواقع ام ما تقوله الان هو شئ لم اسمعه من قبل....فأنا كل ما اعرفه هو ان العرب و الاسلام هم سبب الارهاب و بالتالى يجب القضاء عليهم
احمد: هذا بسبب اجهزة الاعلام عندكم هى التى تصورنا لكم على هذه الصورة
نحن لا نركب الجمال لنمشى فى الشوارع و نلبس الخيش و نفترش الرمال
نحن لدينا من العلم و العلماء و التكنولوجيا الكثير....مؤكد اننا لم نصل الى ما وصلتم اليه و قد لا نصل ابدا
و لكننا لسنا متخلفين اطلاقا
دونالد: و لكن هذا ما نراه و نسمعه عنكم
احمد: و نحن كثيرا ما نسمع عنكم انكم شباب فاسد منحل اخلاقبا
و لكننا لدينا من العقل ما يجعلنا نعرف ان هذا ليس صحيح، ربما بعضكم كذلك و لكن ليس الجميع
و الا فلم تكونوا لتصلوا لما و صلتم اليه
اجل نحن نختلف معكم فى كثير من الامور الخلاقية و لكن هذا لا يعنى اننا لا نحترم تقدمكم العلمى المتميز و اخلاصكم فى العمل
و اننا صدقنا كل ما يقال فى الاعلام و تقولونه انتم عن انفسكم فى الافلام لكلن كل رجال القانون لديكم مرتشون و كل المسؤلين متامرون و كل الشباب عابثون
دونالد: بدو اننى مضطر ان اقول انك على حق فيما تقول و لكن اذا كان ما تقوله صحيح اما كان يجب ان تكونوا افضل حالا مما انتم عليه الان؟
يتبع..........ان شاء الله