آخر الأحزان.......

هي جراحات لن تتكرر هي مساءات لن تعود تنهي الأفراح الحزينة دبكتها......
وتطوي القلوب الوحيدة غربتها المدينة
المدينة لاتتغير نحن الذين نولد فيها ونكبر فيها ونهزم فيها وندفن فيها.....
وهي تظل هي تقصر أثوابهاترضع أولادها حليبا مصنعا تنثر عريها فوق كل الذين يرون.....
لاتبكي على أحد يموت أبدا ولاتفرح لأحد أبدا مهما هزوها لتفعل ذلك فهي:
لالاتفرح لالاتبكي
هي مدينة من اسمنت وحجر وشوارع سوداء بآلاف البشر لافرق بين المقبرة والحديقة.....
صدقني فهناك وهنا ثمة أموات كثيرون ينتظرون من يدفنهم, وثمة أحياء ينتظرون من يفك نوافذ قبورهم ليتنفسوا صباحا واحدا ويشربون القهوة وينفضوا الغبار عن قلوبهم التي وضعت خطأ تحت التراب......
أنا أول من يمشي المساء بحزنه.....
أول من بكى عليهم......
وآخر من ظل يدعو لهم....
أنا دمعة الموتى وقلبي كان آخر الأحزان......