السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقولون في علم الاجتماع أن الأمم كلما ارتقت في سلم الحضارة
كلما زادت حساسييتها من الأخطاء
بمعنى ان الأمة الراقية المثالية ذات الحضارة تتخلص من الإشكالات الكبرى
وبالتالي فالمخالفات الصغرى مزعجة لها
ولكن من باب المقابلة فإن الأمة التي تعج بالمشاكل الكبرى
ليس لديها الوقت او المساحة الفكرية للتحسس من مظاهر بسيطة
بعيدا عن الفلسفة وتنميق الكلام
إن ما يلاحظ في مجتمعنا يشي بشئ خطير
ويثير ألف علامة استفهام عن موقعنا من التمدن والحضارة
خمس دقائق تجوب بها إحدى مناطقنا بسيارتك تجعلك توقن ان ثمة خطب ما
إن الإصرار لدى الكثير وليس البعض في مجتمعنا على العيش بطريقة همجية
إن العداء النفسي الذي نجده لدى الكثير مع ما يدعى ( النظام) له دلالة خطيرة
حول المستوى الثقافي والوعي الحضاري
ومن مظاهر الإنزعاج من النظام تلك الظاهرة التي تجعلك تفكر مليا قبل ان تتحرك بسيارتك والاشارة تأذن لك (خضراء)
لأن البعض ما زال يرى أن العنفوان في فرض كلمته على لون الضوء الأحمر
وما زال يعتبر ان العيش للأقوى ( تخلفا طبعا)
لا تنزعج ان خرجت من احدى المرافق ووجدت سيارتك محاطة بنظيراتها
فما زال البعض يؤمن بالحرية الشخصية المطلقة
لا تتذمر ان جاء أحد المعتوهين حضاريا ووقف في بداية طابور محترم متجاهلا كل الواقفين
لا تتضايق كثيرا ان جن جنونك من أصوات أبواق السيارات لسبب ولغير سبب
لست في مجال سرد شواهد التخلف الذي نعايشه يوميا
ولكنني في مجال السؤال عن موقفنا من التقدم
اين نحن في سلم الوعي
هل لنا رصيد يستحق ان نفخر به في مجال احترام النظام
أين مكمن الخلل؟؟
هل الأسرة هي المشكل؟؟
أم أن المدرسة هي الداء؟؟؟
أم أن وسائل الإعلام هي سبب البلاء؟؟
أم أنها جميعها مجتمعة تخلق لنا بيئة من الفوضى النفسية التي ترفض الرقي
وتصر على العيش بطريقة عبثية أقرب الى حياة الغاب منها الى حياة شعب راق متعلم
اسئلة تتتظر اجابة تشفي غليل كل مراقب لمستوى ثقافة المجتمع لدينا