كنت أعتقد أن التغيير كلمة سلبية كنت أقول لنفسى " أنا بخير فلماذا أتغير"،
كنت أعتقد أحيانا أنه يقف أمام مصالحى الشخصية، أحياناً كنت أخشاه وأخاف من نتائجه وعواقبه، لكنى وجدت أن هناك تغيير إيجابى يقود الإنسان إلى حالة جديدة و مستوى أفضل.
إن التغيير الإيجابى ببساطة هو: " عملية التحول من حالة واقعية إلى حالة منشودة"
يقول المولى عز وجل " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " (الرعد:11)
فإذا أردت تغيير شيئاً ما فى حياتك أو فى تصرفاتك أو فى نفسك أو فى طريقة تفكيرك أو فى تعاملك مع الأمور، كل هذا لا يأتى إلا إذا كان نابعاً من داخلك كما ذكرنا فى الرغبة، لذا فإننا لو طبقنا قاعدة النجاح الأولى فى التغيير الإيجابى نقول أنه : يجب أن يكون لديك رغبة قوية فى التغيير الإيجابى.
لأن التغيير الحقيقى لا يأتى إلا إذا كان نابعا من داخل الإنسان نفسه ، فالتغيير بوابة لا يمكن فتحها إلا من الداخل فقط، فأنت من تقرر متى تحزن فى أوقات الشده ومتى تضحك فى أوقات الفرح، إن تصرفاتك تنبع من قراراتك تجاه الأمور، لذا فأنت أيضاً من بيده أن يتغير إذا أراد ذلك.
ولكن هناك أسئلة عديده يجب أن تجيب عليها لكى تجد شيء جديد يساعدك على الوصول لحالة جديدة أفضل من ذى قبل:
أولاً: ما الذى فى طباعى وسلوكى يجعلنى لا أستطيع التقدم على طريق النجاح سأسعى لتغيره ؟
ثانياً: ما الذى لا أملكه أو غير موجود فى صفاتى فيه فائدة ومنفعة لى لأكتسبه و ليميزنى ؟
ثالثاً: ما الذى لا يصلح و يعيق تحقيق حلمى وهدفى لأغيره ؟
قاتل الرغبة فى التغيير
إن التأثير الحقيقى لا يكون نابعاً إلا من داخل الإنسان نفسه ، هذا لأن الإنسان هو المحرك الوحيد لتصرفاته، لذا فإن الرغبة فى التغيير يجب أن تكون مصحوبة بإرادة قوية وصامدة أمام المؤثرات والمصاعب والمشاق التى تقتل عملية تحقيق التغيير للأفضل، ومن مؤثرات قاتل الرغبة:
مؤثرات داخلية:
• حديث النفس السلبى: حديث النفس السلبى يؤثر سلباً فى برمجة العقل اللاوعى ويفقد الإنسان ثقته بنفسه ويؤثر على تفكيره دون أن يشعر.
• الشعور باليأس: وهذا الشعور هو عدو إرادة التغيير الأول.
• الشعور بالملل: يقلل هذا الشعور من الرغبة فى التغيير.
• الشعور بالضيق: هذا الشعور أيضاً يبعث على السلبية و التهاون فى التغيير.
• الإعتقاد السلبى و عدم الشعور بأهمية الحياة: إلاحساس بالنقص والشعور بعدم أهمية الوجود، و بأن الإنسان غير فعال وغير منتج ويدفن نفسه حياً.
نقص المهارات:
• ضعف ملكة الإبداع والإبتكار وإيجاد البدائل.
• التركيز على الإخفاق وتكرار الفشل يهبط من العزيمة.
مؤثرات خارجية:
• كثرة المشاكل والمصاعب والمشاق فى الحياة والتى تشغل الإنسان عن هدفه.
• أسلوب الحياة الروتينى ( العمل –التعايش ).
• تفوق المنافسين لك من حولك وتحقيق أهدافهم قبلك.
عموماً مهما يكن فإن هناك طرق وخطوات تساعدك فى تخطى هذه المصاعب والعقبات والمؤثرات والتى سوف نستعرضها بالتفصيل لاحقاً وهذا لكى تستطيع الإنتقال إلى مراحل التغيير الإيجابية الفعلية والتقدم من خطوة لخطوة،
لكل شيء بداية والبداية تكمن فيك أنت. أنت من سيقرر كيف ومتى وأين سيبدأ التغيير.
والسؤال هنا: هل يجب أن يحدث لك شيئاً ما لكى تبدأ بداخلك شرارة الإنطلاق بفكرة ما أو بعمل مختلف؟
وبنظرة شامله نجد إن النمو والتغيير يتلخص فى الأتى:
• النظرة إلى المشكلة هي المشكلة
• لا نستطيع حل المشكلة بنفس نمط التفكير الذي أوجدها.
• الحلول السريعة وهم خادع.
• الحلول الخارجية غير ناجحة.
• التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل إلى الخارج.
• أول خطوة لتغيير العالم هي تحقيق انتصاراتنا الشخصية في تغيير أنفسنا.
ها... هل حاولت التفكير في الاتجاه المعاكس ؟ أن تتحرر من قيودك ؟ أم أن الأمر ينطوي على العديد من العقبات والمصاعب ؟
أعرف ذلك ، لقد واجهت منها الكثير ...
لكنّ الحال لم يعد كما كان في سالف الأيام الزمان ... إن الأشياء تتبدل بسرعةٍ هائلة في هذا العالم ... أفلا يدعوك هذا للتساؤل عن كيفية الاستفادة من هذا التطور الجبار في عالمٍ جديدٍ زاخرٍ بأنواعٍ لا تحصى من الفرص ... تنتظر فقط من يقتنصها ؟
لم يعد السؤال الآن إن كان بالإمكان التحول والتغير، السؤال المطروح الآن هو، كيف أحقق التغيير ، في أقصر مدةٍ ممكنة ؟
إن بداية التغيير الفعلى تبدأ من المفاهيم والأفكار والتى رسخت لديك إعتقادات مختلفة عن نفسك وعن إمكانياتك وقدراتك سواء كان ذلك بالسلب أو بالإيجاب، لذا فإن تغيير المفاهيم يصل بنا إلى أولى محطات الإنطلاق وبداية التغيير!!
منقوووول