( إن الخطأ الأكبر أن تنظم الحياة من حولك وتترك الفوضى في قلبك )
أن تضع الجداول ، وتهتم بترتيب مكتبك ،
وأدواتك ، وعملك .
ثم تذهل عن النظر إلى بنائك الداخلي لتنظف ما علق به من شوائب ،
فهذا شيء يستحق العجب وإعادة النظر .
فمع زحمة الحياة وتوالي الأحداث على صفحة الكون غدت لحظة التأمل ،
والنظر إلى الوجدان ، واستشفاف القصور والعيوب لعلاجها عادة انفرد بها النبهاء والأذكياء وأصحاب الضمائر الحية فقط .
أنظر حولك ترى العالم في سباق محموم ، وأكاد أجزم أن من حولنا أشخاص لم يقفوا ولو لبرهة واحدة كي يراجعوا مشوار حياتهم
ويقيموا الجيد والحسن من سلوكهم وأفكارهم .
حياتك تستحق منك أن توليها كثير من الجهد والاهتمام ،
تحتاج منك أن تقف بعد كل محطة في رحلتها لتقيم فيها نتائج المرحلة من مغنم ومغرم ،
ولتثبيت الفؤاد الذي قد يضطرب من سرعة وقوة تلك الحياة المائجة الجامحة .
إن عُقد حياتنا ما يلبث ينفرط منا حبة حبة إذا ما لفنا ثوب الغفلة .
خاصة وأن معظم البشر يرهب مواجهة النفس ، ومراجعة المبدأ ، وتغيير السلوك والعادة .
ولا يدرك أن قوته تكمن في قدرته على كسر شوكة عاداته السيئة ،
وتحطيم صنم أفكاره ومعتقداته الفاسدة ، والإنابة إلى جادة الطريق المستقيم .
وهذا لن يكون إلا بتلك النظرة الموجهة إلى الداخل ، تلك النظرة الصارمة الحازمة التي لا تلين لسعادة دنيئة خاطفة ،
ولا تغض الطرف عن مكسب سريع لا يتوافق مع فطرتها .
أنظر داخلك ، وأزل بيد طهور شوائب وعلائق ضارة ..
وأرو بماء الحماسة واليقين بذور الخير والجمال والتقدم .
ولا يزهدنك في رحلة المكاشفة قلة الصاحب ووحشة الطريق .. فهكذا دروب الحق ! .
قال انديرا غاندي:
جدي قال لي يوماً أن هناك نوعان من البشر:
نوع يقوم بالعمل ونوع يحصل على التقدير...
وقد قال لي أن أحاول أن أكون من النوع الأول حيث أن المنافسة فيه قليلة جداً...