انواع شفاعة الرسول صلى الله علية وسلم
أنواع شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة
ملخص المادة العلمية:
1- أن لكل نبي دعوة مستجابة على قومه قد دعا بها إلا نبينا محمد قد ادخرها
شفاعة لأمته يوم القيامة. 2- أنواع شفاعة النبي يوم القيامة. 3- فضل
التوحيد في عدم خلود صاحبه في النـار.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- :
((لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة
لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله
شيئا)).
{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} التوبة:128.
ومما يدل على رحمته -صلى الله عليه وسلم- وشفقته بأمته هذا الحديث،
ومعناه: أن كل نبي له دعوة لأمته متيقنة الإجابة، وهو على يقين من
إجابتها، وأما باقي دعواتهم فهم على طمع من إجابتها، وبعضها يجاب وبعضها
لا يجاب. وقد دعا كل نبي لأمته في الدنيا، وادّخر النبي- صلى الله عليه
وسلم- دعوته لأمته إلى أهم أوقات حاجاتهم وهو يوم القيامة: {يوم لا ينفع
مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم} الشعراء:88-89. {يوم يفر المرء
من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه * لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه}
عبس:34-37. {يوم يقوم الناس لرب العالمين} المطففين:6.
في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حفاة عراة غرلا، في موقف صعب حرج، ضيّق
ضنك على المجرمين، ويغشاهم من أمر الله - تعالى - ما تعجز القوى والحواس
عنه.
عن المقداد بن الأسود- رضي لله عنه - قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه
وسلم - يقول: ((إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر
ميل أو ميلين فتصهرهم الشمس، فيكونون في العرق كقدر أعمالهم، منهم من
يأخذه العرق إلى عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يأخذه إلى
حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما)).
حتى إذا عظم الخطب، واشتد الكرب ألهموا أن يستشفعوا بالأنبياء فيقول بعض
الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من
يشفع لكم إلى ربكم؟
فيقول: بعض الناس لبعض: ائتوا آدم. فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أنت أبو
البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك.
اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول
آدم: إن ربى غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه
نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي!! اذهبوا إلى غيري. اذهبوا إلى نوح.
فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح! أنت أول الرسل إلى الأرض، وسمّاك الله عبدا
شكورا، اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول
لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله،
وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي، نفسي نفسي !! اذهبوا إلى إبراهيم.
فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى
ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم إبراهيم: إن ربي
قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وذكر كذباته،
نفسي نفسي !! اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى فيقولون: يا
موسى أنت رسول الله، فضّلك الله برسالاته وبتكليمه على الناس، اشفع لنا
إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم موسى: إن
ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قتلت
نفسا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي!! اذهبوا إلى عيسى. فيأتون عيسى فيقولون:
يا عيسى أنت رسول الله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وقد كلمت الناس
في المهد اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟
فيقول لهم عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب
بعده مثله، ولم يذكر ذنبا، نفسي نفسي !! اذهبوا إلى غير اذهبوا إلى محمد.
قال : ((فيأتون فيقولون: يا محمد أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، وغفر
الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟
ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي، ثم يفتح
الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي، ثم
يقال: يا محمد! ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفّع. فأرفع رأسي فأقول: يا رب
أمتي أمتي. فقال: يا محمد! أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن
من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب. والذي نفس محمد
بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين
مكة وبصرى)).