والجواب المريح والله أعلم :
================
(1) أن يجد العبد قلبه أقرب إلى الله ، وآنس به وأحب إليه ، فهذه ثمرة الطاعة وعلامة القبول .
(2) أن يحب الطاعات ويقبل عليها ، ويشعر أن أبوابها تتفتح له وييسر له فعلها ، ويشعر أن أبواب المعاصي تغلق عنه ويصرف عنها ، ويكرهها ويستنكف عن فعلها .
(3) أن لا يفقد الطاعات التي كان يقوم بها في رمضان ، بل يواظب عليها ، بل ويستحدث بعد رمضان أعمالا لم تكن له قبل رمضان .
(4) ألا يعود إلى الذنوب التي تاب منها في رمضان ، فقد تكلم العلماء فيمن تاب من ذنب ثم عاد إليه ، أن هذا دليل على أن توبته لم تقبل ؛ لأنها لو قبلت لما عاد إلى الذنب مرة أخرى ، لذلك ثبت في الحديث أن " من أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر" [متفق عليه] ، أي عوقب بذنوبه السابقة أيضا؛ لأن في الإساءة بعد التوبة حبوط للتوبة ، ولعل من أسرار هذا ، الأمر بالعمل الصالح بعد التوبة ، قال تعالى { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما } [الفرقان 70] ، { وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل عملا صالحا ثم اهتدى } [طه : 82 ] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " واتبع السيئة الحسنة تمحها " [أحمد وحسنه الألباني] ، فاشتراط العمل الصالح بعد التوبة حزم في منع الرجوع إلى الذنب .
(5) استشعار المنة ، وعدم الإدلال بالعمل :
قد يبتلى العبد بعد رمضان بشعور غامر أنه أدى ما عليه ، وحبس نفسه في رمضان عن أشياء كثيرة مما يشتهيه ، فتجده يوم العيد عاصيا !! ، وهذه من علامات عدم القبول ، أن ينقلب على عقيه بعد رمضان مباشرة ، { ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين } (آل عمران : 144 ) ، ولذلك فمن علامة القبول أن تجده خائفاً على العمل وجلاً ألا يتقبل ، مستشعرا فضل الله ونعمته عليه ، متحدثا بذلك ، شاكرا لأنعم الله مواصلا للذكر .
(6) ومن علامات قبول رمضان : صيام ست من شوال ؛ فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده ، كما قال بعضهم : ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها ؛ كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى ، كما أن من عمل حسنة ثم اتبعها بسيئة ، كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها ، فمن رام أن يعلم مدى قبول عمله من ذلك ، فليعود نفسه على الصيام والقيام من جديد حتى يكون صيامه الثاني علامة على قبول صيامه الأول ، وحتى سكون قيامه الآخر علامة على قبول قيامه السابق عليه .
(7) إذا كنت بعد رمضان تسارع إلى الطاعات محبا لها ، وتترك المعاصي أنفة منها ، فتلك من علامات القبول ، وإذا رأيت أبواب الخير تفتح لك مثل البكاء ، ورقة القلب ، والسهر ، وقلة النوم فهذه من ثمرات رمضان أيضا ، كما هي في رمضان أو أزيد ، فهذه من علامات القبول .
(
إذا كنت بعد رمضان أفضل مما كنت عليه قبل رمضان ، وتستشعر أن لك قلبا جديدا ينبض بحب الله ، وتحس أنك تحب ربك أكثر ، وتحب ذكره والقيام بين يديه ، وتحب شكره وتحب الإقبال عليه ، فهذه من علامات القبول .
للشيخ محمد حسين يعقوب