بسم الله الرحمن الرحيم
(قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)
الحمد لله الذى هدانا لدينه الذى اكلمه وارتضاه والصلاة والسلام على نبيه سيدنا محمد الذى اجتباه من خلقه واصطفاه وبعد
قد جاء فى الخبر ان الله تعالى خلق شجرة لها اربعة أغصان فسماها شجرة اليقين ثم خلق نور محمد فى حجاب من درة بيضاء كمثل الطاووس ووضعه على تلك الشجرة فسبح عليها مقدار سبعين ألف سنة
ثم خلق مرآة الحياة فوضعت باستقباله فلما نظر الطاووس فيها رأى صورته أحسن صورة وأزين هيئة فاستحى من الله تعالى فعرق فقطر منه ست قطرات فخلق الله تعالى من القطرة الاولى ابا بكررضى الله عنه ومن القطرة الثانية عمر رضى الله عنه ومن القطرة الثالية عثمان رضى الله عنه ومن القطرة الرابعة عليا رضى الله عنه ومن القطرة الخامسة الورد ومن القطرة السادسة لأرز.
ثم سجد ذلك النور المحمدى خمس مرات فصارت علينا تلك السجدات فرضا مؤقتا ففرض الله تعالى خمس صلوات على محمد وأمته ثمنظر الله تعالى الى ذلك النور مرة اخرى فعرق حياء من اللع تعالى فمن عرق انفه خلق الملائكة ومن عرق وجهه خلق العرش والكرسى واللوح والقلم والشمس والقمر والحجب والكواكب وما كان فى السماء ومن عرق صدره خلق الأنبياء والمرسلين والعلماء والشهداء والصالحين
ومن عرق ظهره خلق البيت المعمور والكعبة وبيت المقدس وموضع المساجد فى الدنيا ومن عرق حاجبيه خلق امة محمد من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ومن عرق أذنيه خلق أرواح اليهود والنصارى والمجوس وما أشبه ذلك من الملحدين والمنافقين ومن عرق رجليه خلق الأرض من المشرق الى المغرب وما فيها.
ثم قال الله تعالى لذلك النور: انظر أمامك يا نور محمد فنظر فرأى من أمامه نور ومن ورائه نور وعن يمينه نور وعن يساره نور وهم:أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله تعالى عنهم ثم سبح ذلك النور سبعين ألف سة.
ثم خلق الله تعالى نور الانبياء من نور محمد عليه الصلاة والسلام ثم نظر الله الى ذلك النور فخلق منه ارواحهم يعنى خلق أرواح الانبياء من عرق روح سيدنا محمد عليه السلام وخلق أرواح أمم هؤلاء الأنبياء من عرق أرواح أنبيائهم يعنى أرواح كل أمة خلقت من عرق روح نبيها وخلقت أرواح المؤمنين من أمة محمد من عرق محمد عليه السلام : فقالوا (لا اله الا الله محمد رسول الله(
ثم خلق قنديلا من العقيق الأحمر يرى ظاهره من باطنه ثم خلق صورة محمد عليه الصلاة والسلام كصورته فى الدنيا ثم وضعها فى هذا القنديل فقام فيه كقيامه فى الصلاة ثم طافت أرواح الأنبياء حول نور محمد عليه السلام فسبحوا وهللوا مقدار ألف سنة ثم امر الله تعالى كل الأرواح لينظروا اليها فنظروا اليها فمنهم من رأى رأسه فصار خليفة وسلطانا بين الخلائق ومنهم من راى جبهته فصار أميرا عادلا ومنهم من رأى عينيه فصار حافظا لكلام الله تعالى ومنهم من راى حاجبيه فصار نقاشا ومنهم من رأى اذنيه فصار مستمعا مقبلا ومنهم من راى خديه فصار محسنا وعاقلا ومنهم من راى شفتيه فصار وزيرا.
ومنهم من راى أنفه فصار صائما ومنهم من رأى سنه فصار حسن الوجه من الرجال والنساء ومنهم من راى لسانه فصار رسولا بين السلاطين ومنهم من رأى حلقه فصار واعظا ناصحا ومؤذنا ومنهم من راى لحيته فصار مجاهدا فى سبيل الله ومنهم من رأى عنقه فصار تاجرا ومنهم من رأى عضديه فصار فارسا وسياقا ومنهم من رأى عضده الأيمن فصار حجاما ومنهم من راى عضده الايسر فصار سخيا وكيسا ومنهم من راى كفه الايسر فصار بخيلا ومنهم من لم ير منه شيئا فكان يهوديا أو نصرانيا أو كافرا أو مجوسيا ومنهم من لم ينظر منه شيئا فصار دعيا الربوبية كالفراعنة وغيرهم من الكفار.
ولا اله الا الله سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام رسوله ونبيه