bosey مبدعة المنتدي
وطني : عدد الرسائل : 4552 العمر : 24 الوظيفة : طالبة sms : اضغط ع الرساله بسرررررررررعة
مع خالص شكري وتقديري لكل من يساهم في تقديم أي فائدة أو معلومة ويساعد على رفعة الاوسمة : تاريخ التسجيل : 25/12/2008 نقاط : 3488964
| موضوع: هل تستطيع التفريق بين الحقائق والآراء ؟ الإثنين 17 أغسطس 2009, 7:35 pm | |
| كنت أرى خطوط الخوف تحفر أخاديدها العميقة في وجه ذلك الكهل الذي خاطبني قائلاً : " لقد فقدت ثروتي في إستثمارات متهورة . لقد قضي الأمر . ومن الصعب عليّ المحاولة من جديد . سأعيش أنا وعائلتي بقية حياتنا في الفقر والهوان ."
لقد نطق الرجل بحقيقة واحدة فقط ! أما بقية كلامه فقد كانت مجرد رأي ليس إلا . إن قبولك لآرائك وكأنها حقائق ثابتة يمكن أن يتسبب في تدميرك . ما هي الحقيقة الوحيدة التى كانت متوفرة مع الرجل المذكور في أعلاه ؟ لقد كان مفادها : أنه خسر مبلغا كبيراً من المال في مضاربة متهورة .
لقد كانت أفكاره الخاصة به هي فقط من يملي عليه : أن لن يستطيع أن يعمل أي شيء أو أن يبدأ المسيرة من جديد لبناء ثروة جديدة كونه تخطى منتصف العمر. لقد كانت أفكاره الخاصة به فقط هي من أملى عليه أن يعيش مع باقي أفراد عائلته ما بقي لهم من العمر في الفاقة والعوز والهوان . وهكذا عن طريق انتقاء حقيقة واحدة وتضخيمها وعن طريق إضافة عدد من الآراء إليها ( هذة الآراء التى هي شيء مختلف عن الحقيقة ) يمكننا أن ننقاد إلى إستنتاجات خاطئة وخطيرة لدرجة إلحاق الضرر الفادح بنا . لناخذ مثالاً لنا حالة هذا الكهل " المهزوم " المارةّ الذكر.
سنبدأ أولاً بالحقيقة الوحيدة الثابته في قضيته : لقد خسر ثروته في إستثمارات خاطئة . حسنا ربما كان ذلك تصرفاً غبياً . ومع اتخاذ نوع من الحيطة . والتماس نصيحة أفضل : فربما كان تجنب الخسارة أمراً ممكناً .
لكن الأكيد في ألأمر أيضاً : أن هذة الخسارة لم تكن فريدة من نوعها ولا غير إعتيادية . فمن المألوف : أن الناس الذين يجتنون ثروات كبيرة يخسرون مبالغ ضخمة من وقت لآخر . وهم يقبلون بهذة الخسائر كجزء لا يتجزأ من عملية جمع ثرواتهم . ثم إن هناك أشخاصاً كثيرين ممن جمعوا وأضاعوا عدداً من الثروات .
لكن أكثر هؤلاء ما لبثوا أن عوضوا خسائرهم وزادوا ثرواتهم إلى درجات كبيرة . هناك ثمة حالة ذهنية ومهارة تقنية في صنع الثروات !! وهكذا لإن كون صاحبنا هذا قد خسر أمواله : لا يجب أن يكون مصدرا للهلع . وبالتأكيد ليس من الحكمة في شيء مضاعفة خسارته وجعلها تتفاقم بإضافة هذة الأفكار السلبية التى لا تستند في الواقع إليها .
1- فأما قوله :
" لقد فات الأوان لكي أبدأ من جديد " فهذا بالطبع رأيه الخاص ليس إلا . وهذا الرأي ليس من الحقيقة في شيء . ما لم يحوله هو نفسه إلى حقيقة : بسبب الإستمرار على الإعتقاد بهذا الرأي .فهو ليس حقيقة : لأن تخطيه منتصف العمر يعني في الواقع : أنه بالضبط في مرحلة العمر التى يجمع فيها معظم الناس ثرواتهم الكبيرة حقاً. ومعظم الذين حققوا لأنفسهم ثروات هائلة : إنما قاموا بذلك فقط في أعمار تتجاوز عمر صاحبنا . والسبب في ذلك هو أنهم استغرقوا الكثير من أعمارهم قبل أن يتعلموا أساليب وتقنيات جمع الثروة .
2- وأما قوله :
" سأعيش أنا وأسرتي في الفقر والعوز " فإن هذا هو ايضا رأيه الشخصي فقط . وليس ذلك الزعم من الحقيقة في شيء ما لم يحوله هو نفسه إلى حقيقة عن طريق الإستمرار في إعتقاده . فمن ناحية أولى : إن خسارة الأموال في مضاربات فاشلة ليس خزية فاحشة . ومعظم المستثمرين يعقدون صفقات خاسرة من وقت لآخر . وكثيرون هم المستثمرون الذين أضاعوا كل ثرواتهم في مثل هذة الصفقات . لكنهم وكما ذكرنا سابقاً : كثيراً ما يعوضون خسائرهم بالكامل بل ويحققون أرباحاً جديدة ! لأن اكتساب الثروة هو مزيج من الحالة الذهنية والتقنيات الفنية .
وهكذا وبدلا من أن ينشغل صاحبنا بلطم خده فإن عليه أن يشعر أنه تعلم درساً جديداً سيكون له فائدة كبيرة عليه في قرارته المستقبلية .
أما عن مقولة عيشه وعيش أفراد أسرته في الفقر والعوز للعمر الباقي : فإن هذا ايضا رأي وليس حقيقة . إذ ما هو إلا أعتقاد سخيف كما شرحنا آنفا. الخطر الوحيد في الأمر : هو أن صاحبنا يخلط بين الإعتقاد والحقيقة . إن قبولنا بالآراء سواء أكانت صادرة عنا أم عن سوانا كوقائع ثابته : يمكن أن يكون له نتائج مدمرة علينا .
وفي حين أن الآراء والمعتقدات منثورة على قوارع الطرق . ولا تساوي الدرزينة منها درهما واحداً....فإن الحقائق هي درر غالية الثمن حتى لتساوي كل واحدة منها : وزنها ذهبا .
ابن حياتك – قراراً تلو قرار- بناءً مؤسساً على الحقائق التى تستطيع كلما شئت أن تبرهن على وجودها . وأن تتابعها حتى جذورها لتثبت للملأ أن هذة المعطيات التى تملكها هي حقائق قابلة للبرهان . إنه لمن الممكن لنا أن نقع في الخلط بين الخطأ والحقيقة وأن يقودنا ذلك إلى قرار خاطئ فقط لأننا لم نستطع أن نتقصى الحقائق من مصادرها الدقيقة تماماً كما جرى في أحداث
القصة التالية :
في أليام الخوالي عندما كان جهاز الهاتف لا زال يعمل بطريقة بدائية عن طريق إدارة ذراع له لتنبيه عاملة البدالة : دأب رجل على إدارة ذراع جهاز التلفون بحماسة قبيل الظهر بقليل . لقد بدا عليه أنه شديد التلهف للتكلم مع عاملة البدالة في مثل هذا الوقت من كل يوم لسؤالها عن التوقيت الصحيح والدقيق . وبعد مضي بضعة أسابيع من قيام الموظفة بإجابته على سؤاله بكل لطف . معتمدة على ساعتها اليدوية , سألته أخيراً عن اسمه . فأجابها بنوع من الشعور بالأهمية " أنا الرجل الذي يقوم بتشغيل صافرة المعمل في المدينة منتصف النهار تماما ً " . يا للصدفة ! قالت الموظفة : " لقد كنت على الدوام أزودك بالوقت استنادا إلى ساعتي اليدوية التى أقوم بضبطها ظهرا على صفارتك " .
إلى أي درجة أنت واثق بعد هذة الرواية إلى صحة معلوماتك ؟ إن مصداقية الأحكام التى ستبني عليها مستقبلك بكامله : تتوقف على قدرتك على التفريق بين الحقائق والآراء . وعلى قدرتك على الوصول إلى قرارات مستندة إلى حقائق ثابتة وراسخة تستطيع أن تتبعها إلى مراجعها وأن تبرهن عليها .
...من إختياري...نقلا من كتاب أدب النجاح ....
تعليق :
يحدث كثيرا أن تلتبس علينا الأمور بين كون الأمر حقيقة يجب الأخذ بها بعين الإعتبار ووضعها موضع التنفيذ وبين مجرد المر رأي لا يقدم ولا يؤخذ وهو قابل أن يؤخذ به أو يترك نظرا لأنه قد يؤثر على سير الأحداث التى ترافقنا في حياتنا احيانا دون أن نشعر نعتنق كثيرا من الأراء على أنها حقيقة ثابتة ونفيق بعد أن نتفاجأ بأثرها السلبي على حيانتا فنبحث عن الحقيقة الضائعة وعندما نجدها يكون الآوان قد فات إذا لماذا لا نبادر في النهاية إلى التمييز بين ما هي حقيقة ثابتة يجب الأخذ بها وبين مجرد ما هو رأي قد تبنى عليه أراء أخرى | |
|
نداءالحق والله شغال عال العال
1 : وطني : عدد الرسائل : 2307 العمر : 39 الوظيفة : طالب علم sms : 'اللهم إني أسالك إيمانا دائما وأسألك قلبا خاشعا وأسألك علما نافعا وأسألك يقينا صادقا وأسألك دينا قيما وأسألك العافية من كل بلية'
لا تدع الأشياء الصغيرة تدمر صداقتك الغالية مع الآخرين ..
فالصداقة الحقيقية تاج على رؤوس البشر ..
لا يدركه إلا سكان الجدران الخالية والقلوب !
الاوسمة : تاريخ التسجيل : 30/07/2009 نقاط : 3359383
| موضوع: رد: هل تستطيع التفريق بين الحقائق والآراء ؟ الأربعاء 19 أغسطس 2009, 2:54 am | |
| | |
|