*·~-.¸¸,.-~*لك وحدك*·~-.¸¸,.-~*
لك وحدك
ذات مساء جميل,
أمسكت يدها و مضيناً
سرنا بعيداً بعيداً
بعيداً عن الألم و الحزن
بعيداً عن قلوبٍ لا تعرف إلا الحقد
بعيداً عن أعين لا هم لها إلا تعاسة الآخرين
توقف بنا الطريق عند شجرة نضرة!
خضراء كقلوبنا !
جميلة كجمالنا
تفيئنا ظلالها
و كان الصمت كالكلام
كان لدي الكثير وما عندها كان أكثر
تقاربت مسافاتنا
حتى كأننا جسدين بقلب واحد
لأول مرة أشعر بدفء المكان وحنان الزمان
لأول مرة أتمنى أن لا تتحرك عقارب الساعة
كم غمرتني السعادة حينها!
ثم تملكني خوف غير مبرر!
لا أدري!!
لكن ما إن نالتني نظرتها,
حتى استكانت جوارحي
و تهلل وجهي بالبشر
و ولى خوفي مدبراً و مسرعاً,
كسرعته حين أقبل علي
قلت لها:
قلبي... لك وحدكْ
روحي تنشد قربكْ
أكاد أجن إذا ما..
سمعت أذنيّ صوتكْ
جمالكِ شئ ٌلا يوصف
فكيف يسهل وصفكْ؟
أسعدُ لحظة لقياكِ
كغريقٍ ساعة يُدرَكْ
إن غبتِ عن عينيَ..,
سيتبع ظلي ظلكْ
أني أعلنها الآنَ,
قلبي... لك وحدكْ
--------
" ما أجمل ما قلت" ,أجابتني في خجل!
و أمامها حفرت اسمينا على جذع الشجرة
و كتبت "لك وحدك"
كانت أمسية لا تنسى
كم كانت رائعة
راقبنا أفول الشمس ,ثم عدنا!!
ومضت الأيام
ما عدت أراها
يا إلهي, أين ذهبت؟
لعلها هنا! لا لا, ربما هناك!
يمكن أن تكون .... !
أو ... لا أدري!!
آه , بالتأكيد!!! هي عند الشجرة!
أخذت أسابق أنفاسي و حيرتي و ألمي!
أحث الخطى وأهزأ من أوهامي!
كلما اقتربت من بغيتي ,
زادني القرب وجلاً!
أرمق الشجرة من بعيــــد
منظرها كئيب
وعندما وصلت,
لم أجدها
ترى أين ذهبت؟
بدأت أعاين الشجرة!
ماذا حدث؟!!
أين الأوراق النضرة,
والخضرة المشرقة ؟
أصبحت شاحبة تتوشح الحزن و الظلام!
تماماً مثلي
مسحت الغبار عن ما نقشت على جذعها
ليعزيني ما خطته يدايِ!
قرأت ما كتبت
يا إلهي!! ما هذا؟!!
أسندت ظهري لجذع الشجرة المحتضرة
أغمضت عيناي فتقاطرت أدمعي
لتسقي تراباً يشكو القحط واليأس
كان هذا ما وجدته مكتوبا:
"أنت وحدك"