جرح في القلب
قلت عنها أنها توأمى .. هذا الارتياح و السعادة أول مرة قابلتها .. قلت وجدتها .. ستكون صديقتى .. لا أذكر كيف تعارفنا .. فقط أدركت أننا متماثلتين تماما .. لا أستطيع و لو جمعت كل ذكائى و قدرتى على الوصف أن أصفها .. رقتها الشديدة .. خجلها .. عقلها .. تدينها .. جمالها .. هى كنزى ..
أسرفت بشدة فى حبها كنت أحسد نفسي و أنا معها .. أنظر إليها كأنها مخلوق سماوى .. كسرت الحواجز التي لم تكن عائقا أمام أمواج حبها الشديد في قلبى .. تناسيت و للأسف " أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون عدوك يوما ما " ممسوحة هى كلمة عدوك من قاموسي .. لا أعلم كيف استطعت نطقها حتى !!
لا أعرف كيف غاب نور الشمس فجأة في منتصف النهار .. جاءت سحب كثيفة تجري مسرعة .. شريرة .. متحفزة سحب سوداء و عاصفة شديدة تحرك الجبال من مكانها.. أطاحت بكل شئ .. و لم تخلف غير طبقات سوداء ترابية على البقايا الموجودة .. ذلك يوم أن حدث ما حدث ..
بدأ هذا اليوم بحل العديد من المشاكل و الأمور التى تؤرقنى .. فتراقصت أمامى الآمال المغرية .. فقررت أن أحيا فرحة و أمحو الحزن .. تنفست الصعداء .. و أغمضت عينى غارقة في أحلام اليقظة السعيدة .. دق هاتفي اسمها أمامى .. رددت متلهفة .. استمعت إلى عدة كلمات متقطعة .. تتخللها ضحكات مقتضبة مضطربة .. و لكنها كانت كافية لفهم المسألة كاملة..
تحطم تمثال البلور البرئ .. أصعب شئ عندما تتحدث إلى نفسك .. إلى صديقك .. ثم تذهب نفسك منك إلى الناس .. تخرج روحك و تتركك لتموت .. نهاية بشعة .. و الأصعب حينما تبالغ في إخفاء أمر ما .. ثم تكون من الغباء بحيث لا تفهم نظرة الشفقة في أعين الناس .. و ما يخفونه من كلمة مسكين يستحق الشفقة .. أسئلة عديدة بلا إجابة .. كيف تفعل هذا؟!! كيف تتسبب في كشف أسرلري ؟!! حدث شرخ كبير .. و جرح من الجروح صعبة الإلتئام ..
لا أفعل سوى أن أئن و أستمتع بالآهات .. توقفت عن التساؤل فالحيرة بلا إجابة .. و كلماتى تذيبها دموعى و حروفي تتطاير .. كيف أعيش إلى الآن .. و روحى قد خرجت منى ؟!!
كدت أن أضع النقطة الختامية ثم أكتب كلمة النهاية .. و لكن الصباح الحنون لم يطق حزنى فجاءة سريعا .. و مع أول تغريد لعصفور الصباح جائنى إتصال آخر منها .. كان صوتها ينساب دافئا صامدا رادعا لكلمات عتابي .. أنارت طريق حزنى المظلم .. و أصلحت حطام سوء الفهم لتعود أبراج حبها الذي لا ينتهى في قلبي .. محى كل ما حدث من ذاكرتى .. كم أنتِ ظالمة !! قالها قلبي الذي كان يستميت دائما في الدفاع عن كنزى..