وهي لا تقل خطورة عن إدمان المخدرات ويمكن لنا أن نعرف تلك الحالة من هوس الشراء بأنها عملية هروب الشخص من واقعه ومشاكله إلى اللذة والمتعة ، ولرفع روحه المعنوية من حالة غير سارة يعيش بها إلى اصطناع حالة سارة يعيش بها.
وتصيب تلك الحالة النساء بصورة أكبر من الرجال ، ولقد أثبتت دراسة حديثة أن نصف نساء العالم لديهن تلك الحالة من الهوس الشرائي ، وتفسير ذلك يرجع إلى أن هوس الشراء مثله مثل كل الحالات النفسية ناتج عن كثرة الضغوط النفسية على الفرد ، وبطبيعة الحال المرأة أقل تحملا للضغوط عن الرجل – نظرا لحساسيتها المرهفة - ؛ فتلجأ للشراء للهروب من تلك الضغوط ، فتكون أكثر هوساً للشراء من الرجل.
ولتلك الحالة أسباب متعددة وكثيرة .. ولكن يمكن لنا أن نوضح بعضها مثل :
1- أولا حالات الاكتئاب وهي عامل رئيسي لتك الحالات ، فهي تعتبر رغبة من الفرد للهروب من كابوس الكآبة والقلق والاضطراب
2- قد تكون تلك الحالة ناتجة عن مشاعر نفسية سلبية مر بها الفرد خلا فترة طفولته وأثرت فيها مثل :
- إهمال الأم لأبنتها ، فيجعلها تشعر بعدم الأمان ، مما يجعلها تريد شراء كل ما يقع تحت يدها لكي تشعر بذلك الأمان الوهمي.
- كثرة النقد الموجه لأختك وهي صغيرة
- رفض الآخرين للشخص ، فتجعل الفرد يشعر بأنه غير مرغوب فيه ؛ فيعوض ذلك بكثرة الشراء.
- سيطرة الأهل المبالغ فيها على الطفل ، فيشعر بأنه عندما يشتري الأشياء بأن سيطرة الأهل عليه قد زالت
- الحب المشروط من قبل الوالدين الذي يجعل الطفل يفقد ثقته بنفسه.
- الحرمان المادي في سنوات العمر الأولى نتيجة للفقر أو بخل الأسرة
3- الدعاية ، فالعاملين بمجال الدعاية درسوا نفسية الرجل والمرآة جيدا ، فعرفوا أن المرآة تصاب أكثر بالكآبة من الرجل ، لذلك دائماً تظهر الإعلانات الأفراد الذين يشترون سعداء ممتلئين بالحيوية ، وأن الآخرين يلتفتون لهم ، ولهذا تسعى المرأة لشراء البضاعة لأجل هذا الأمل الكاذب.
إذا في رأي بالنسبة لحالة أختك ، ينقسم العلاج إلى شقين شق عليكم أنتِ كأخت قريبة لها ، وعلى الأسرة بوجه عام .. وشق عليها هي .
بالنسبة للشق الخاص بكم كأسرة ... أن أختكِ لا تشعر بأهميتها في الأسرة ، مما أكسبها شعورا بعدم الأمان دفعها لتعويض ذلك بالهوس في شراء الحاجيات ، والحل يكون في كسب ثقتها مرة أخرى !! وعامل كبير في هذا الأمر يعود عليكِ أنتِ نظرا لتقارب السن بينكم ، فحاولي أن تكسبي ودها ، وأن يشعرها والديكِ بأهميتها في الأسرة لكي تحاول استعادة الثقة بنفسها مرة اخرى.
وقبل أن أخوض في الشق الخاص بأختكِ ، فيجب عليها أن تفعل شيئين ( تعترف ، وتسأل )
- تعترف بأن لديها مشكلة ، وإلا فلا طائل من العلاج مع شخص لا يظن أنه مريض أصلا.
- وأن تسأل هي نفسها لماذا أشتري كل تلك الأشياء ؟ .. وأن تضع هي حلول منطقية لذلك السؤال
وسأحاول مساعدتها قليلا بأن أورد بعض النصائح ، أو لنقل الحيل النفسية .. التي تعينها على التخلص من تلك الحالة (*)
1. اقنعي نفسك بأن ليس كل الألوان تناسبك.
2. اقنعي نفسك بان موديلا آو موديلين فقط يناسبانك.
3. اشتري شيئاً آخر غير الذي تشترينه ككتاب أو شريط علمي.
4. ابتعدي عن المحلات التي تغويك بشجاعة واذهبي للتسوق في المحلات التي لا تغويك بضاعتها.
5. ابعثي أي أحد بدلا منك لشراء شيء تحبينه حتى لا تشترين أكثر مما تريدين.
6. لا تذهبي للشراء مع صديقة عندها هوس الشراء أيضاً.
7. تجنبي التنزيلات ( التخفيضات ).
8. لا تشتري شيئاً قبل أوانه مثل الشراء لحفلة زفاف ستحصل بعد أشهر.
9. كلما طرأ عليك شعور التسوق اربطي التسوق بشيء غير جيد مثل حادث ما يحصل لك.
10.اصرخي ولو بصوت مرتفع كلما دفعتك نفسك للشراء.. ورددي ( لماذا احتاجه ؟ )