اعتقال مسؤولة لتجنيد الانتحاريات فشل آخر لتنظيم القاعدة في العراق

اعلنت السلطات العراقية مؤخراً القاءها القبض على مجندة للانتحاريات في محافظتي ديالى وبغداد. مجندة الانتحاريات الملقبة بـ"أم المؤمنين" واسمها الحقيقي سميرة احمد جاسم اعترفت للمحققين بقيامها بتجنيد نحو 80 امرأة انتحارية لصالح تنظيم انصار السنة المرتبط بتنظيم القاعدة. قيادة عمليات بغداد اعلنت، طبقاً لصحيفة الشرق الاوسط، ان هذه المرأة البالغة من العمر 51 مسؤولة عن 28 تفجيراً انتحارياً ذهب ضحيتها الكثير من العراقيين الابرياء. في اعترافاتها التي بُث جزءٌ منها، قدمت المرأة شرحا تفصيليا عن الطريقة التي كانت تقوم بها بتجنيد الانتحاريات وارسال بعضهن الى موتهن حسب التعليمات التي كانت تتلقاها من تنظيم القاعدة.

تسلط اعترافات مجندة الانتحاريات هذه الضوء على جوانب عديدة في طريقة عمل تنظيم القاعدة والوضع الذي يعيشه التنظيم. لعل الجانب الاهم بهذا الصدد هو استغلال النساء ودفعن لموت اجرامي من خلال القيام باعمال ارهابية. فقد كشفت اعترافات المرأة انها قامت بتجنيد نساء يعانين من اوضاع اجتماعية ونفسية صعبة عبر استغلال حالة اليأس التي تعيشها هؤلاء النساء بسبب هذه الاوضاع واقناعهن بتفجير انفسهن، وهو ما حدث في 28 حالة. لقد كانت هؤلاء النساء ضحاياً يعشن في وضع مزرٍ وبحاجة الى المساعدة والتعاطف الانساني، غير ان تنظيم القاعدة لم ينظر اليهن على هذا الاساس الاخلاقي، بل على اساس نفعي استغلالي يقوم على تحويلهن الى ادوات قتل في ترسانته الارهابية. هذا الاستغلال البشع لبعض الفئات الضعيفة في المجتمع ليس غريباً على تنظيم القاعدة فقد سبق له القيام بذلك مع الاطفال والمتخلفين عقلياً، اذ قام بتجنيدهم للقيام باعمال انتحارية بشعة يُقتل فيها الابرياء. يكشف هذا السلوك عمق الانحطاط الاخلاقي لتنظيم القاعدة وغياب اي اثر للقيم الانسانية النبيلة في افعال التنظيم.

الجانب الآخر الذي يستحق تسليط الضوء عليه في قصة مجندة الانتحاريات هذه هو فقدان تنظيم القاعدة لمؤيديه من الرجال بحيث انه تحول الى تجنيد النساء اللواتي يعانين من مشاكل نفسية واجتماعية لينشر ارهابه بين العراقيين. في السابق كان التنظيم يباهي في اعلاناته الصوتية على شبكة الانترنت بوجود اعداد كبيرة من المتطوعين من الشباب والرجال من خارج العراق وداخله من المستعدين للموت وتنفيذ عمليات انتحارية لصالحه. من الواضح انه ليس للتنظيم مثل هذا الاحتياطي البشري الذي يتحدث عنه، فافلاسه السياسي واضح في العراق خصوصاً، والمنطقة العربية عموماً كما يظهر هذا في تراجع التأييد له بعد ان قتلت مفخخاته وقنابله الابرياء في العراق والسعودية والاردن والجزائر ومصر. عراقياً، اثبتت الوقائع الأمنية على الارض ان تنظيم القاعدة اصبح ضعيفاً وطريداً وبالتالي فاقداً للقدرة على التأثير الجدي على الاستقرار الامني المتحقق على مدى العام الماضي. لقد ارتبط فقدان التنظيم للقدرة على التأثير بتخلي الكثير من مؤيديه السابقين عنه بعد انكشاف شكله الحقيقي البشع لهم وبالتالي تراجع عدد المتطوعين في صفوفه. من هنا كان لجوء التنظيم لتجنيد الفئات الضعيفة في المجتمع للتعويض عن النقص الحاصل في المتطوعين. بهذا الخصوص يكشف اعتراف مجندة الانتحاريات بقياهما بتجنيد 80 امرأة انتحارية، يكشف السعي الحثيث للتنظيم لايجاد بدائل سريعة لمواصلة عنفه الارهابي. لكن فرص نجاح هذا السعي ضئيلة. لقد وصلت القوات الامنية العراقية قدراً عالياً من الكفاءة بحيث اصبحت قادرة على التعاطي مع مختلف التحديات الامنية ومن بينها استخدام المجاميع الارهابية للنساء والاطفال في اعمال انتحارية، واعتقال مجندة الانتحاريات هو دليل على هذا الامر.

مشكور يحماده على موضوعك
بس كانت صورتك الشخصيه احلى بكثير من البديل

شكرا ليكى اوى
ويارب تعود العرق كما كانت واحسن

منور يعسل