مترو الأنفاق‏..‏ للخلف در

بقلم : خالد أحمد المطعني

مترو الانفاق من المشروعات القومية المهمة التي أنجزتها الحكومة تيسيرا علي الآلاف من المواطنين في التنقل بين الأماكن المختلفة بالقاهرة الكبري بشكل آمن وسريع‏,‏ لكن لوحظ في الفترة الأخيرة إهمال شديد يسري في جسد ذلك المرفق الحيوي‏,‏ بدءا من تأخير زمن التقاطر في رحلاته مما يترتب عليه تكدس رهيب للركاب بالمحطات‏,‏ ناهيك عن تزاحم الافراد أمام الابواب في أثناء الصعود والنزول‏.‏

كما أن العطب الذي أصاب ماكينات التذاكر في الدخول والخروج أصبح أمرا طبيعيا في غالبية المحطات والخطوط مما يوقع كثيرا من الركاب في حرج كبير مع المشرفين ويؤدي الي فوضي شديدة‏,‏ إضافة إلي التهوية غير الجيدة التي تؤدي الي انتشار الفيروسات بسرعة والاختناق‏.‏

أما عن التسول داخل العربات فحدث ولا حرج‏,‏ إذ يدخل المتسولون المترو وشعارهم‏..‏ وراك وراك أينماتكون‏..‏ تحت الأرض أو فوق الارض‏..‏ طلع اللي في جيبك احنا مش حانسيبك‏..‏ والطرق الاحتيالية معروفة للجميع‏.‏

واذا نجوت من حبائل المتسولين‏,‏ تلقفتك أصوات البائعين‏:‏ طرح طرح يابنات معانا أمشاط وفلايات ولاعة سجاير وماكينة حلاقة وشيكولاته وعسلية منتهية الصلاحية طبعا وكله بجنيه يابيه‏,‏ والسؤال‏:‏ كيف دخل هؤلاء المترو؟‏,‏ بمعني أليست وجوههم مألوفة لدي أمن المرفق أم أن الامر سيب الناس تسترزق‏,‏ ودع الملك للمالك؟‏!‏

لقد كنا لفترة غير بعيدة نضرب المثل بالانضباط والنظافة في جهاز المترو سواء في المحطات أو داخل العربات‏,‏ أما الآن فالاهمال هو سيد الموقف‏.‏

فباختصار نريد أن نعيد للمترو كمشروع حضاري وقاره وجماله وانضباطه حتي يكمل مسيرته بسلام وأمان‏,‏ ولن يتأتي هذا إلا إذا أحاطته يد المسئولين بمزيد من الرعاية والاهتمام‏,‏ خاصة ونحن نقوم بتنفيذ المرحلة الثالثة منه حتي لا نفاجأ ذات صباح بخبر مفاده تعطل المترو بسبب ارتطامه بكارو تائه يعبر الشريط الحديدي‏.‏