صالون مي وأوراق ضائعة ..

قبل صالون مي زياده الأدبي – او حتي قليل الأدب – كان هناك صالون مريانا مراش في حلب ثم ثريا الحافظ في دمشق .

كل يوم ثلاثاء كانت مي تستقبل في بيتها النخبة من أهل الأدب والفكر والفن..

كانت بصباحة وجهها .. وحلاوة حديثها . وسِعة ثقافتها .. تدير الحديث مع الرجال

وتقدم لهم شراب الورد حتي فتنتهم جميعا .. إذ كانت لبقة انيقة نادرة الذكاء واسعة الاطلاع ...

فما جالسها اديب إلا واعجب بها بل وظن انها تحبه .. واللي مش مصدقني يقرأ كتاب اوراق الورد .. ثم رسائل الاحزان وهما لمصطفي صادق الرافعي .! ثم ليقرأ دوواوين العقاد الاربعة الاولي .. وتعالي الحقني وشوف رواد الصالون :

طه حسين ..احمد شوقي..عباس العقاد..احمد زكي باشا..ولي الدين يكن ..انطون الجميل..احمد لطفي السيد ..مصطفي عبدالرازق ..خليل مطران .. منصور فهمي..شبلي شميل ..حافظ ابراهيم ..رشيد رضا ..الرافعي ..يعقوب صروف ..سلامة موسي ..ابراهيم عبدالقادر المازني.. نجيب هواويني .

كلهم افتتنوا بها !!

*يقول الشاعر اسماعيل صبري :

روحي علي بعض ِ دور الحي هائمةٌ

كظاميءِ الطير ِ توَّاقاً الي الماءِ

إن لم اُمتِّع ب(مي) ناظريَّ غداً

أنكرتُ صُبْحَكَ يايوم الثلاثاءِ !!

· ويقول خليل مطران :

أقفرَ البيتُ اينَ ناديكِ يا(مي) ..اليه الوفودُ يختلفونا

صفوةُ المَشْرقَين نُبلاً وفضلاً.. في ذُراكِ الرحيبِ يعتمرونا !

*ومرض ذات مرة اسماعيل صبري فهدّدَ أنه إذا لم يشفَ يوم الثلاثاء .. فلن يعترف بيوم الثلاثاء ابد الدهر !!

وقال :

ياظبية من ظباء الأنس رائعةً

بين القصور .. تعالَيَ الله باريكِ !

وهل النعيم سوي يوم اراكِ به .. وساعةٍ بتُ اقضيها بناديكِ

وهل يَعُد عليّ العمرَ واهبهُ إن لم يجمّله نَظم الدرِ من فيكِ

إن قابلتكِ الصبا في مصرَ عاطرة.. فأيقني انها عني تناجيكِ

وانها حملت في طي بردتها .. قلباً بعَثْتُ بهِ كيما يُحييّكِ !

· وهذا هو طه حسين يتعمّد ان يتأخر في الصالون حتي ينصرف الباقون فَتَفْرغُ له ( مي ) فيسمع من عزفها وغنائها مايسمع !

يقول : لن أنسي ماحييت ُ صوتَ ( مي) الشجي بتلك الأغنية الشعبية اللبنانية

ياحنيّنة :

(موّال: إنتَ وأنا عم يسألونا كيف ..

بنضل شو مابيحلالنا نغنّي ..

مابيلتقَيَ مرات عِنَّا رغيف .. وبنعيش بأطيب من الجنة

عم تمرقي ع حافة الشبّاك .. ها التاركه صبح ومسا مفتوح

ولو ماعاد تسألي شو باك .. ولاعاد ياخدنا القمر ويروح

ياحنينة ..

ياحنينا .. ياحنينا .. ياحنينا

اهل الهوي بليل الغزل شهدوا لنا

بحياة عينَك لابقي تزيد الحكي

ولاتروح عني للعوازل تشتكي

ماسألتني بهاالعمر مرة: شو بكِ

كيف شكل بدّك ياحلو إسأل أنا ؟

ياحنينة .. )

هكذا كانت تغني مي لطه حسين..

علي اية حال من اراد ان يسمع مالم يستطع طه حسين ان ينسي طيلة حياته

فليستمع إلى هذه الأغنية بصوت فيروز ( ياحنينة )

لقد ابتليت مصر بثلاثة صالونات وليس صالونا واحدا .. اصحابها نساء

يستقبلن الرجال بلا محارم .. علي غير مثال مسبوق في الحياة الاسلامية .

رجال يبقون ساعات طوال في ضيافة امراة .. وربما رجل واحد كما كان يفعل طه حسين ..

وصالون نازلي هانم فاضل وهي اميرة متحررة من اسرة محمد علي تعلمت في الغرب وتخلّقت بأخلاقهم .. كان صالونها ارستقراطيا نجومه اهل السياسة

سعد زغلول.. وقاسم امين ..ومصطفي فهمي والد صفية التي نسبت الي زوجها علي طريقة الغرب .

وضيف الشرف فيه المعتمد البريطاني اللورد كرومر !!

اما صالون هدي شعراوي فقد استقطب المدافعين عن تحرير المرأة !

العبّادي

موضوع حلو

لعل صالون مي ضم الكثير من النخبة من الادباء والشعراء التي لم ينسي اثرهم في ثقافنتا الحالية وفي ادبهم العربي
مشكور عبادي

» طبق ستيك بالعسل وأوراق الزعتر
» صالون التجميل لامراه قبيحه
» قصص واقعية في صالون النساء ((الكوفيره )) لا حول ولا قوة إلا بالله لا يفوتك ......
» ضائعة فى بلاد الحب؟؟؟؟؟؟؟؟
» جمل رائعة ومعاني ضائعة