فاكرين فيلم 300

موضوع: فاكرين فيلم 300 الإثنين 23 مارس 2009, 3:42 am

تدور قصة الفيلم (300) حول المعركة الفاصلة (ثيرموبيلي) التى وقعت بين الفرس والاغريق فى العام 480 قبل الميلاد . وفي تلك المعركة اصطدم جيش الامبراطورية الفارسية متعدد الجنسيات بقيادة الملك (زركسيس) بالاسبرطيين بقيادة الملك (ليونايدس) فى المضيق الشهير بـ( ثيرموبيلي). وكان الفضل فى استيلاء الفرس علي ذلك المضيق ومن ثم محاصرة الجيش الاسبرطي يرجع الى (ايفيالتس) الذي قام بخيانة (ليونايدس) ورفاقه باخباره (زركسيس) بممر (الخراف) والذي يفضي الي مؤخرة الجيش الاسبرطي. ونتيجة لذلك اضطر الاغريق الى الانسحاب من ارض المعركة تاركين ورائهم 300 مقاتل اسبرطى – وهو العدد الذي جاء به (ليونايدس) من اسبرطة بعد معارضة مجلش الشيوخ للحرب بدعوي عيد (الكارنيا) المقدس – و 400 من الثيسبيان بالاضافة الي 700 رجل من الثيبس , وقد استبسلوا جميعا مقاتلين بشكل بطولي حتى اخر رجل منهم.

مما لا شك فيه ان مشهد التضحية مؤثر بصورة كبيرة ولكن هناك الكثير من الامثلة المشابهة لتلك التى قام بها ليونايدس ورفاقه فى حضارات الكثير من الامم. فمثلا , فى العام 329 قبل الميلاد قام القائد الفارسي ( اريوبارزان) بالصمود فى محاولة مستميتة للتصدي للهجوم الاغريقي
للـ (الاسكندر الاكبر) بمعاونة 25000 من الجنود الغير مسلحين فى مواجهة الجنود الغزاة والذي بلغ عددهم 200000 مسلحين بـ 800 قطعة مدفعية
و 60000 رجل مسلح !!

قد نستطيع تفهم المحاولات والمجهودات الناجحة لكل من الكاتب والمخرج لـ فيلم (300) لجعله يتصدر شباك التذاكر الامريكية عن طريق الاستخدام البارع للقيم الرمزية والمبالغة فى المشاهد القتالية الدموية فى الفيلم , ولكن لا يمكننا اغفال العديد من النقاط الحرجة فى الفيلم والذي تعيد صياغة المعركة الدموية المدرة للربح ( ثيرموبيلي) الي مجرد كذبة حقيرة وافتراء صارخ على الفرس القدماء الغير قادرين على الرد ( حتى وان كانوا قادرين فلن يسمح لهم بذلك):

1- فقد تم رسم الفرس فى الفيلم ( خصوصا الملك زركسيس) ككائنات شيطانية مستوحاة فى اغلب الظن من فيلم ( ملك الخواتم ) . كما تم وصف زركسيس والذي لعب دوره (رودريجو سانتورو) كرجل اسود البشرة , حليق الوجه , اقرع , مخنث بارتداءه تلك الملابس التي لم يعرف عن الفرس بتاريخهم الطويل انهم استخدموها على الاطلاق. وتأكيدا على ذلك نري ان المنحوتات فى قصر ( ابادانا و بيرسيبوليس) كلها جاءت مثالا لما كان عليه كافة رجال الفرس من اللحي الطويلة والشعر والملابس الحريرية.

وطبقا للمؤرخين الاغريق فقد كان (زركسيس) واخوه (اخيمينيس) من اكثر الرجال وسامة فى عصرهما. قد نتفق على حقيقة ان (زركسيس) كان حاكما ديكتاتوريا, ولكنه لم يكن اسود البشرة او اقرع ولم يظهر فى الملأ على الاطلاق شبه عاريا او عاريا كبقية الفرس فى المجتمع الفارسي. وبالرغم من ان تلك الصورة التي ظهر عليها فى الفيلم هى صورة رمزية ولكن السؤال هو, لماذا اقتصر تصوير الفرس كوحوش بينما بقي الاسبرطيون بدون اي تصوير رمزي؟ ومن ناحية اخري يتضح لنا الهدف الجلى من تصوير الرجال الاشرار كي يكونوا سود البشرة وهو مايحمل مسحة عنصرية لاشك فيها تم حقنها ببراعة داخل المشاهد الدموية العنيفة حيث تتعالي الصرخات القتالية ويتأثر المشاهد بها ويتوه وسطها دون ملاحظة مايرمي اليه الفيلم. الغريب فى الامر ان صانعى الفيلم لم يقوموا بانتاج الفيلم الا بعد التمحيص التاريخى للاحداث والتحقيق فيها مما يشير الى ضرورة وجود ضرورة ملحة دفعتهم الى تصوير الفرس وملكهم بتلك الطريقة.

ومن الصور الغريبة التى شوهدت في الفيلم هو وجوه المقاتلين (The Immortals) او من يعرفوا بالخالدون , عندما اطاح (ديليوس) بقناع واحد منهم وظهر وجهه الشبيه بوجوه المسوخ وليس وجوه البشر ... ومن المعروف انهم كانوا الحرس الامبراطوري للامبراطورية الفارسية وججاء وصفهم علي لسان هيرودوت باسلحتهم وعتادهم .. وكان قوامهم 10.000 فارس من المقاتلين الاشداء .. اما عن سبب تسميتهم بالخالدين هو انه كلما كان يقتل واحد منهم او يصاب كان يستبدل على الفور بشخص اخر بحيث يتم الحفاظ على قوام الجيش بدون نقصان...وبهذا يتضح لنا حقيقة كونهم بشر عاديين وليس كما رأينا عندما نزع قناع ذلك المقاتل فى الفيلم.. وبالطبع لا يمكننا اغفال الكائن غريب الشكل الذي كان مصحوبا بواسطة الفرس ..

2- اما عن الذي يحاول الفيلم اثباته بل ويدفع المشاهدين لاشعوريا باستنتاجه فى نهاية الفيلم هو ان الفرس كانوا همجيون متعطشون للدماء وغير متحضرين فى مواجهة الاسبرطيين الذين يتمتعون بالذكاء والحنكة والوسامة بل والمدافعين عن حقوق الانسان والثقافة والديمقراطية .

فمن الجلى ان مفهوم الديمقراطية لم يأتي وليد اللحظة , بل هو نتاج العديد من التغيرات والمحاولات والاخطاء التى ارتكبها البشر بموجب المتطلبات التاريخية المختلفة على مر العصور. ديمقراطية اليوم التي يمارسها الغرب بفضل (فولتير وجان جاك روسو) هى وليدة محاولات عديدة , فقد واجهت العديد من المحاولات لاجهاضها ووأدها ولكنها ناضلت وقاومت حتى وصلت للصورة التى نعايشها اليوم.

ولكن منذ 2500 سنة مضت لم يكن الفرس وحدهم هم الغير مهتمين او غير معتادين على تلك المفاهيم, بل كان الاسبرطيون ايضا على نفس الشاكلة.
فقد كان التدرج الاقتصادي اساسا يعتمد على الزراعة والنظام الاقطاعى – خصائص المجتمعات القديمة- ولم تكن للحكومة الديمقراطية اي معنى.بينما ظهرت اهمية الحكومات الديمقراطية فى المحتمعات الصناعية , فقد اصبح لها دورا مؤثرا فى ازدياد الوعي الشعبي وانشاء العديد من المؤسسات.

فى واقع الامر ان الديمقراطية بشكلها الحالى لم تبدأ فى البزوغ الا فى القرن العشرين بينما اعتمد اليونانيون القدماء وفى اثينا نظامة يسمى
( الارستقراطية ) وهو كان معادل الديمقراطية بالنسبة للطبقات الارستقراطية ( اللوردات ). لذا من المستحيل ان نتوقع من الفرس منذ 2500 سنة مضت ان يكونا حماة الديمقراطية!! علاوة على ذلك من المحال ان يكون ليونايدس ورفاقه الاسبرطيين حماة الديمقراطية والحرية. ومن ناحية اخري عندما نقارن بين كل من موقف ملوك الفرس تجاه اعدائهم مع موقف بعض الحكام المعاصرين لتلك الفترة مثل ( اسكندر الاكبر وحلفاؤه اليونانيبن)
نجد ان معاملة ملوك الفرس كانت اكثر تهذبا وتحضرا . ويكفي الاشارة الي المعاملة التى لقيها (كرويسوس) ملك ليديا على يد (سايروس) الفارسي و معاملته لليهود والبابليون , والتى تعد من اكبر الدلائل التى قام (هيورودوت) بتوثيقها فى كتابه عن التاريخ. وقد وصفه (زينوفون) , وهو مؤرخ وفيلسوف اثينى شهير , بأنه سيد الاخلاق الانسانية الثمينة.

ومن اكبر الدلائل ايضا علي ذلك هو (منحوتة سايروس) والتى تعتبر اول وثيقة تعريف بحقوق الانسان, والتى تدعم ايمان الفرس بالعدالة والتحضر.

ولكن هذا ليس بغريب على السينما الهوليودية التى طالما بثت تلك الدعاية المغرضة من خلال الكثير من افلامها

الحمد لله انى مش شفته

الله يعطيك العافيه
كاني دخلت الفلم

شكرا لمجهودك يبيبو
ومبروك لقب المشرف المميز تستاهل اكثر

» حمل أحدث أفلام الصيف ((فيلم كابتن هيما , فيلم كباريـــة , فيلم مسجون ترانزيت))
» فاكرين الاغنية دي
» فاكرين جمعة الشوان (بتاع مسلسل دموع في عيون وقحة)
» هل انتصر فيلم تامر حسنى على فيلم هيفاء وهبى
» تحميل فيلم كباريه , تحميل فيلم كباريه dvd ديفيدي