خاب و خسر..نعم هكذا وصف المصطفى عليه الصلاة و السلام حال من أدرك رمضان و لم يُغفر له.
يا لها من خيبة و ياله من خسران أن يُدرك المرء منا مثل هذه الأيام المباركات و لا يسعى فيها جاهداً إلى نيل رضوان الله تعالى و التقرب منه.
لقد أهدانا الله شهراً كاملاً بأيامه و لياليه, فالحسنات فيه مضاعفة و أبواب الرحمة مفتوحة و يعتق الله فيه الرقاب من النار.
شهر تمنى الآلاف في هذا العام أن يبلغهم الله إياه و لم يبلغوه و كان الموت إليهم أسرع منه .
ترى ماذا لو أعاد الله في أجسادهم أرواحها, فهل سينامون نهاره و يضيعون لياليه باللهو و السهرات؟
أم أنهم سيدركون بأنه بالفعل خاب و خسر من أدرك هذا الشهر و لم يغفر له؟
هم قوم قد غيبتهم القبور و حرمهم الموت من نفحات هذا الشهر الكريم فماذا عنا نحن؟؟
نحن الذين ما زال العد التنازلي لنبضات قلوبنا يجري إلى نقطة الصفر و لم يصلها بعد,.
هل ننتظر أن يأتينا الموت حتى نُدرك فعلا أنه خاب و خسر من أدرك رمضان و لم يُغفر له؟
يجب أن نجعل هذا الوصف نصب أعيننا و ألا يفارق هواجسنا طيلة هذا الشهر العظيم.
يجب أن ندرك أنه خاب و خسر من يستعد لمشاهدة المسلسلات !
خاب و خسر من يظن أن هذا الشهر شهر للنوم و الطعام و الشراب
خاب و خسر من لا يستكثر فيه من الأعمال الصالحات
و أنه خاب و خسر من يستعجل إنقضاء هذا الشهر
خاب و خسر
خاب و خسر
خاب و خسر
يجب ألا تفارقنا هذه الجملة لحظة..حتى لا يفارقنا رمضان و لم يُغفر لنا بعد..
نسأل الله شهراً يُحسنُ في الصيام و يطولُ فيه القيام و أن يُغفر لنا وأن تعتق رقابنا فيه من النار