dodo42 مشرف كبير
وطني : عدد الرسائل : 3934 العمر : 33 الوظيفة : ان شاء الله مهندسة معمارية sms : وحشتوووووووونى الاوسمة : تاريخ التسجيل : 05/11/2008 نقاط : 3394067
| موضوع: انذااار.... الخميس 03 سبتمبر 2009, 6:07 am | |
| انذار...........! عشت مرحلتي الدراسية الولى مع والدي .. في بيئة صالحة اسمع دعاء أمي و انا عائد من سهري آخر الليل . أسمع صوت ابي في صلاته الطويلة .. طالما كنت أقف متعجبا من طولها .. خاصة عندما يحلو النوم ايام الشتاء البارد .. أتعجب من نفسي و اقول .. ما اصبره .. كل يوم هكذا .. شيء عجيب. لم اكن اعرف ان هذه هي راحة المؤمن و أن هذه هي صلاة الأخيار .. يهبّون من فرشهم لمناجاة الله .. بعد المرحلة التي قطعتها في دراستي العسكرية .. ها قد كبرت و كبر معي بعدي عن الله .. على الرغم من النصائح التي اسمعها و تطرق مسامعي بين الحين و الآخر .. عيّنت بعد تخرجي في مدينة غير مدينتي و تبعد عنها مسافة بعيدة .. و لكن معرفتي الأولى بزملائي في العمل خففت الم الغربة على نفسي .. انقطع عن مسامعي صوت القرآن .. انقطع صوت أمي التي توقظني للصلاة و تحثني عليها .. اصبحت أعيش وحيدا .. بعيدا عن الجو الاسري الذي عشته من قبل .. تم توجيهي للعمل في مراقبة الطرق السريعة .. و أطراف المدينة للمحافظة على الأمن و مراقبة الطرق و مساعدة المحتاجين .. كان عملي متجددا و عشت مرتاحا .. أؤدي عملي بجد و اخلاص .. و لكني عشت مرحلة متلاطمة الأمواج .. تتقاذفني الحيرة في كل اتجاه .. لكثرة فراغي .. و قلة معارفي. و بدأت أشعر بالملل .. لم اجد من يعينني على ديني .. بل العكس هو الصحيح .. من المشاهد المتكررة في حياتي العملية الحوادث و المصابين .. و لكن كان يوما مميزا .. في أثناء عملنا توقفت انا و زميلي على جانب الطريق .. نتجاذب أطراف الحديث. فجأة سمعنا صوت ارتطام قوي .. أدرنا أبصارنا .. فاذا بها سيارة مرتطمة بسيارة اخرى كانت قادمة من الاتجاه المقابل .. هبينا مسرعين لمكان الحادث لانقاذ المصابين .. حادث لا يكاد يوصف .. شخصان في السيارة في حالة خطيرة .. أخرجناهما من السيارة .. ووضعناهما ممددين .. اسرعنا لاخراج صاحب السيارة الثانية .. الذي وجدناه فارق الحياة .. عدنا للشخصين فاذا هما في حال الاحتضار .. هب زميلي يلقنهما الشهادة .. قولوا لا اله الا الله ..لا اله الا الله .. لكن ألسنتهما ارتفعت بالغناء .. أرهبني الموقف .. و كان زميلي على عكسي يعرف أحوال الموت .. أخذ يعيد عليهما الشهادة ..وقفت منصتا .. لم أحرك ساكنا شاخص العينين أنظر .. لم أر في حياتي موقفا كهذا .. بل قل لم أر الموت من قبل و بهذه الصورة .. أخذ زميلي يردد عليهما كلمة الشهادة .. و هما مستمران في الغناء .. لا فائدة .. بدأ صوت الغناء يخفت .. شيئا فشيئا .. سكت الأول و تبعه الثاني .. لا حراك .. فارقا الدنيا. حملناهما الى السيارة .. و زميلي مطرق لا ينبس ببنت شفة .. سرنا مسافة قطعها الصمت المطبق .. قطع هذا الصمت صوت زميلي فذكر لي حال الموت و سوء الخاتمة .. و ان الانسان يختم له اما بخير أو شر .. و هذا الختام دلالة لما كان يعمله الانسان في الدنيا غالبا . و ذكر لي القصص الكثيرة التي رويت في الكتب الاسلامية .. و كيف يختم للمرء على ما كان عليه بحسب ظاهره و باطنه .. قطعنا الطريق الى المستشفى في الحديث عن الموت و الأموات .. و تكتمل الصورة عندما أتذكر اننا نحمل أمواتا بجوارنا .. خفت من الموت و اتعظت من الحادثة .. و صليت ذلك اليوم صلاة خاشعة .. و لكن نسيت هذا الموقف بالتدريج .. بدات أعود الى ما كنت عليه .. و كأني لم أشاهد الرجلين و ما كان منهما .. و لكن للحقيقة أصبحت لا أحب الاغاني .. و لا أتلهّف عليها كسابق عهدي .. و لعلّ ذلك مرتبط بسماعي لغناء الرجلين حال احتظارهما .. من عجائب الأيام .. بعد مدة تزيد عن ستة أشهر .. حصل حادث عجيب .. شخص يسير بسيارته سيرا عاديا .. و تعطلت سيارته .. في أحد الأنفاق المؤدية الى المدينة .. ترجل من سيارته .. لاصلاح العطل في أحد العجلات .. عندما وقف خلف سيارته .. لكي ينزل العجلة السليمة .. جاءت سيارة مسرعة ..و ارتطمت به من الخلف .. سقط مصابا اصابات بالغة .. حضرت أنا و زميل آخر غير الأول .. و حملناه معنا في السيارة و قمنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله .. شاب في مقتبل العمر .. متدين يبدو ذلك من مظهره .. عندما حملناه سمعناه يهمهم .. و لعجلتنا في سرعة حمله لم نميّز ما يقول . و لكن عندما وضعناه في السيارة و سرنا .. سمعنا صوتا مميزا .. انه يقرأ القرآن .. و بصوت ندي .. سبحان الله لا تقول هذا مصاب .. الدم قد غطى ثيابه ..و تكسرت عظامه .. بل هو على ما يبدو على مشارف الموت.. استمر يقرأ بصوت جميل .. يرتّل القرآن .. لم اسمع في حياتي مثل تلك القراءة .. كنت أحدث نفسي و اقول سألقنه الشهادة مثل ما فعل زميلي الاول .. خاصة و أن لي سابق خبرة كما أدعي .. أنصت أنا و زميلي لسماع ذلك الصوت الرخيم.. أحسست أن رعشة سرت في جسدي .. و بين أضلعي .. فجأة ..سكت ذلك الصوت .. التفتّ الى الخلف .. فاذا به رافع اصبع السبابة يتشهد .. ثم انحنى رأسه .. قفزت الى الخلف .. لمست يده .. قلبه.. أنفاسه.. لا شيء... فارق الحياة .. نظرت اليه طويلا .. سقطت دمعة من عيني .. أخفيتها عن زميلي .. التفت اليه و أخبرته أن الرجل قد مات .. انطلق زميلي في البكاء .. أما أنا فقد شهقت شهقة و أصبحت دموعي لا تقف.. اصبح منظرنا داخل السيارة مؤثرا . وصلنا المستشفى .. أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل .. الكثير تأثروا من حادثة موته و ذرفت دموعهم .. أحدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب و قبّل جبينه.. الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يصلى عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه . اتصل احد الموظفين في المستشفى بمنزل المتوفى ..كان المتحدث أخوه .. قال عنه .. أنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة في القرية .. كان يتفقد الأرامل و الأيتام و المساكين .. كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب و الأشرطة الدينية .. و كان يذهب و سيارته مملوءة بالأرزّ و السكر لتوزيعها على المحتاجين .. و حتى حلوى الأطفال لا ينساها ليفرحهم بها .. و كان يرد على من يثنيه عن السفر و يذكر له طول الطريق .. انني أستفيد من طول الطريق بحفظ القرآن و مراجعته .. و سماع الاشرطة و المحاضرات الدينية .. و انني أحتسب الى الله كل خطوة أخطوها .. من الغد ..غصّ المسجد بالمصلين .. صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة .. و بعد أن انتهينا من الصلاة حملناه الى المقبرة .. أدخلناه في تلك الحفرة الضيقة .. وجّهوا وجهه للقبلة .. بسم الله و على ملة رسول الله .. بدأنا نهيل عليه التراب . اسألوا لأخيكم التثبيت فانه يسأل.. استقبل أول أيام الآخرة .. و كأنني استقبلت أول أيام الدنيا .. تبت مما عملت عسى الله أن يعفو عما سلف و أن يثبّتني على طاعته و أن يختم لي بخير .. و أن يجعل قبري و قبر كل مسلم روضة من رياض الجنة ..
من كتاب " الزمن القادم ".. لعبد الملك القاسم | |
|
ارسطو مشرف كبير
وطني : عدد الرسائل : 3077 العمر : 36 الوظيفة : مجاهد في سبيل الله sms : اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا إِلَى جَمَالِ آيَاتِكَ نَاظِرِينَ، ولِرَوَائِعِ قُدْرَتِكَ مُبْصِرينَ، وَإِلَى جَنَابِكَ الرَّحِيمِ مُتَّجِهِينَ، وَاجْعَلْنَا عَلَى نَهْجِ النَّبِيِّ المُصْطَفَى - عَلَيْهِ أَفَضَلُ الصَّلاَةِ وَأَزْكَى التَّسْلِيمِ - سَالِكِينَ، وَبِسُنَّتِهِ وَهِدَايَتِهِ عَامِلِينَ، وَبِآثَارِهِ مُقْتَفِينَ، وَمَتِّعْنَا اللَّهُمَّ بِصُحْبَتِهِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَخْشَاكَ حَتَّى كَأَنِّي أَرَاكَ، وَأَسْعِدْنِي بِتَقْوَاكَ، وَلاَ تَجْعَلْنِي بِمَعْصِيَتِكَ مَطْرُوداً، وَرَضِّنِي بِقَضَائِكَ، وَبَارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي. الاوسمة : تاريخ التسجيل : 18/09/2008 نقاط : 3421592
| موضوع: رد: انذااار.... الخميس 03 سبتمبر 2009, 6:15 am | |
| شكرا يا دودو مش بيفضل للانسان من الدنيا غير عمله الصالح | |
|
dodo42 مشرف كبير
وطني : عدد الرسائل : 3934 العمر : 33 الوظيفة : ان شاء الله مهندسة معمارية sms : وحشتوووووووونى الاوسمة : تاريخ التسجيل : 05/11/2008 نقاط : 3394067
| موضوع: رد: انذااار.... الخميس 03 سبتمبر 2009, 6:19 am | |
| عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ) إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له ). شكرا يا بيبو على ردك نورت الموضووع | |
|
socara مشرف يا سيدي
وطني : عدد الرسائل : 1036 العمر : 33 الوظيفة : طالب عفو الرحمن ومغفرته sms : ^الله لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين^
"اللهم ذكرنى بان الفشل هو الخطوات الاولى التى تسبق النجاح. يارب علمنى ان التسامح هو اكبر مراتب القوة وان حب الانتقام هو اول مراتب الضعف يارب اذا جردتنى من نعمة الصحة اترك لى نعمة الايمان واذا جردتنى من نعمة المال اترك لى الامل واذا اسأت الى الناس اعطنى شجاعة الاعتذار واذا اساء الناس الى اعطنى مقدرة العفو .يارب اذا نسيتك لا تنسانى"
"اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك يا الله"
الاوسمة : تاريخ التسجيل : 30/06/2009 نقاط : 3249693
| موضوع: رد: انذااار.... الجمعة 04 سبتمبر 2009, 5:47 am | |
| شكرا يا توتا ربنا يثيت ايماناا وينفعنا بالعمل الصالح يارب | |
|
dodo42 مشرف كبير
وطني : عدد الرسائل : 3934 العمر : 33 الوظيفة : ان شاء الله مهندسة معمارية sms : وحشتوووووووونى الاوسمة : تاريخ التسجيل : 05/11/2008 نقاط : 3394067
| موضوع: رد: انذااار.... السبت 05 سبتمبر 2009, 1:35 am | |
| اميييييييييييييين يا رب شكرا يا سكرة على المروووووووووور | |
|